بعيدا جدا عن كل شيء في هذا العالم , بعيدا عن المحكمة السماوية , بعيدا عن نطاق قبيلة التنين , بعيدا عن نطاق قبيلة شيطان الدلق السماوي , بعيدا حتى عن النطاق الداخلي حيث تتواجد عشيرة الأكاغي !!..
وعلى ثلاث عروش غريبة كانت تطفوا في سماء غريبة للغاية هي الأخرى , سماء كانت تسيطر عليها نبرة خفيفة من الهالة الدموية الشرسة . عروش مشكلة بالكامل من قوة سامية هائلة كان من الواضح أن أصحابها هم هؤلاء الكيانات الثلاثة الذين يحتلون هذه العروش !!
لم يكن أي من هذه الكيانات معروفا لأي شخص في عالم سافاستانو على الإطلاق . لكن بالفعل أحد هذه الشخصيات سبق وأن ظهر من قبل !!. نفس العجوز الذي يملك عيون مجوفة يملأها الظلام , نفس العجوز السام الذي كان مهووسا بالجرم البدائي الذي يملكه زيـــــــــــــــــــغان !!
هذا العجوز الغريب الذي يعتبر من أكثر المولعين بقوة السموم في العالم , ويعتبر أكثر شخص وضع مجهودا لا يصدق في البحث عن الجرم البدائي الذي يملكه زيـــــــــــــــــــغان حاليا !!؟
حتى مع الهالة السامة القذرة التي كانت تحيط به , إلا أنه جلس هناك بكل هدوء وبدون أن يمتلك أي شخص الجرأة على النظر ناحيته حتى !!.
لم تكن هناك أي شاشة أمام الكيانات الثلاثة , لكن عيونهم كانت بالفعل تراقب الكثير من الأشياء التي كانت تحدث في عالم سافاستانو , الشيء الوحيد الذي يقف بين زيـــــــــــــــــــغان وبين هؤلاء الأشخاص لم يكن سوى الحاجز الغريب الذي يختم عالم سافاستانو بالكامل .
في البداية عندما وصل العجوز مجوف العينين الى هذا المكان , إصطدم بالحاجز هنا حيث كان يهاجم الحاجز مثل المجنون !!. رغم القوة الجبارة التي يملكها هذا العجوز إلا أنه لم يستطع فعل أي ضرر يذكر لهذا الحاجز !!؟
إنتشر غضب هذا العجوز الى كل بقاع العالم من حوله وكان يعيث فسادا في كل الأنحاء للتنفيس عن غضبه .لكن الوضع هدأ منذ أن ظهر الإثنين الآخران بشكل ما !!.
وفي النهاية خلص الثلاثة منهم الى إتفاق من نوع ما عرفه الثلاثة فقط !!.
بصوت عميق , تحدث أحدهم قائلا :
" ربما نملك طريقة للدخول الى هذا العالم إذا حدثت حرب شاملة بين القبائل الأربعة هناك !!.
إذا تدمر نسيج الفضاء بشكل عام الى قدر محدد , بتعاوننا نحن الثلاثة الأن سنستطيع فتح شق مكاني يقودنا الى الداخل ... "
الشخص الذي تحدث كان غريب الشكل الى حد بعيد , حيث كان جسد هذا الرجل يملك هالة غامضة الى حد ما . لكن ما هو مثير للإنتباه لم يكن تلك الهالة , فالإثنين بجانبه كانوا كذلك يملكون نفس الهالة .
وإنما كان جسد هذا الرجل لا يشبه البشر على الإطلاق !!. لقد كان يملك شكلا أشبه بالوحوش أكثر . الغريب هو صنف الوحوش الذي يشبهه الرجل ؟؟ هذا الصنف لم يسبق أن قابله زيـــــــــــــــــــغان من قبل . أو بمعنى أدق لم يسبق أن ظهر هذا الصنف في كامل عالم سافاستانو بالكامل !!.
الرجلان بجانبه لم يكترثا لهذا الكلام , حيث تحدث العجوز مجوف العينين بكل برود " أنا لا أكترث لما تحاولان الوصول إليه , مقبرة إمبراطورية أو غيرها أنا لا أكترث لهذا الهراء ...
لا تنسووا الإتفاق الذي بيننا , لأنه في اللحظة التي يفكر فيها أحدكم في مخالفة الإتفاق سأفعل كل ما بوسعي لقتلكم جميعا ... "
الثلاثة منهم عادووا الى التركيز على كامل عالم سافاستانو , حيث كان الوهج المنبعث من عيون كل فرد منهم حتى العجوز صاحب العيون المجوفة يغطي كل صغيرة وكبيرة تحدث في كامل عالم سافاستانو . ومن بين الثلاثة كان هناك بعض القلق على وجه العجوز صاحب العيون المجوفة , حيث لم يستطع العثور على زيـــــــــــــــــــغان في أي مكان منذ وصوله الى هنا !!...
في النهاية السبب الوحيد الذي جلب هذا العجوز مجوف العينين الى هذا المكان البعيد كان هو الجرم البدائي الذي يملكه زيغان لاغير ...
### ## ~~~~~~~
ما لم يعرفه أي شخص من الثلاثة هو تواجد أشخاص آخرون كانوا يراقبونهم بدون أن يشعروا حتى !!.
الملوك كانووا ينظرون الى هؤلاء الثلاثة من داخل النطاق الداخلي بكل برود وبلا مبالاة . صحيح أن هؤلاء الثلاثة أو حتى غير هؤلاء الثلاثة قد يكونون أقوياء في نظر الناس من حولهم , لكن الى حد هذا اليوم لا يوجد أي شخص دخل في عيون هؤلاء الملوك , ولم يظهر أي شخص إستطاع حتى تحريك ملامح هؤلاء الملوك غير زيـــــــــــــــــــغان نفسه .
عيون هؤلاء الملوك كانت ميتة وبارة إتجاه كل شيء , حقيقتهم تظهر حين لا يكون زيـــــــــــــــــــغان في الجوار لأنه الوحيد الذي يحصل على إنتباه الملوك . غير ذلك هم لا يكترثون لأي شيء في هذا العالم . حتى من الملك الذهبي دايكاكو نائم طوال الوقت. رغم أنه كان في سبات طويل جدا والذي إستيقظ منه قبل سنوات قليلة فقط . إلا أن هذا العالم حاليا ممل جدا بالنسبة له , ولا يوجد أي شيء يستحق الإستيقاظ لأجله !!.
يمكن القول أن الإهتمام بالمارشال هو الشيء الوحيد الذي يقف بين هؤلاء الملوك وبين العودة الى النوم . فهم لا يفعلون أي شيء كبير , حيث يقومون فقط بمساعدة المارشال والحفاظ على سلامته بشكل عام أمام بعض الأخطار الكبيرة . أما بالنسبة لإستعادة قوتهم الخاصة فهذا شيء يعمل من تلقاء نفسه . بمجرد أن يخرج أحد الملوك من السبات , ستبدأ قوته في العودة اليه شيئا فشيئا حتى لو كان لا يفعل أي شيء يذكر !!.
لكن على عكس الملوك , شيوخ العشيرة هم الذين يعملون حاليا من أجل إحداث بعض التغيرات الكبيرة على كامل العشيرة . ومن بين كل الشيوخ , يعتبر شازان هو أكثر شخص منجذب الى المارشال زيـــــــــــــــــــغان بشدة !!.
حتى أنه بينما كان يراقب هذا المكان , ولحظة إكتشافه للأشخاص الثلاثة خارج عالم سافاستانو قرر قتلهم جميعا . لكن الملوك إختاروا ألا يفعلوا ذلك في النهاية , وهكذا توقف شازان عما كان سيفعله مما سمح للثلاثة هناك بالبقاء على قيد الحياة لفترة أطول .
" لماذا لا نقتلهم ؟؟ من الواضح أن مستوى هؤلاء بعيد جدا عن المارشال ؟؟
ناهيك أن ذلك العجوز يملك سببا للبحث عن المارشال , إنه يتجرأ على التفكير في محاولة سلب الجرم البدائي من المارشال حتى ؟؟..."
لم يستطع الشيخ شازان سوى التذمر من الجانب بينما كان يلقي ببعض النظرات على جاها طلبا في تفسير مقنع ؟؟
جاها من جهة أخرى بدأ يتحدث بكلام غريب لأول مرة يسمعه هذا الشيخ !!.
" سيكون من الجيد أن يمتلك المارشال أعداء يفوقونه قوة . فقط في معارك الحياة والموت سيتمكن الشخص من التقدم الى الأمام بخطى ثابثة .
أما السبب وراء هذا القرار هو في الواقع شيء بسيط . المارشال بدأ يختلف كثيرا عن بقية حاملي سلالة عرق الكارثة . بما أنه يحمل سلالة عرق الكارثة الملكية , فيجب عليه أن يظهر قدرات تشبه تلك التي كان يمتلكها السلف . لكن لسبب ما هو مختلف كثيرا عن السلف في العديد من النواحي . وأكثر إختلاف ملحوظ الى هذا اليوم هو عيون المارشال !!.
لقد أدركنا مؤخرا أن المارشال لا يحمل عين الكارثة , تلك العين خاصته شيء غريب للغاية لا أعرف ماذا يكون ... "
ليس هذا الشيخ فقط بل كان كل الملوك مستغربين من ما يقوله جاها . الملوك لم يستغربوا من كلمات جاها وإنما من مضمونها فهم أيضا يعرفون هذا الشيء حتى دون أن يقوله جاها , الوحيدون الذي لا يعرفون هذا الشيء هم الشيوخ !!.
المارشال يحمل عيون غير عين الكارثة ؟؟ ما الذي يعنيه هذا ؟؟
" هل هو لا يملك عين الكارثة أم ماذا ؟؟ أنا لم أفهم الأمر تماما !!... " لم يكن أمام شازان سوى إلقاء هذا الإستفهام حيث كان من الصعب عليه فهم الحالة الراهنة !؟
" ليس الأمر أنه لا يملك عين الكارثة , بل الأمر هو أنه يتعرض لتغيرات كبيرة جدا لدرجة أن حتى عينه بدأت تتخذ مجرى غريب .
ما أظنه هو أنه سيوقظ نوعا جديدا من الأعين غير عين الكارثة . وهذا بالضبط هو السبب الذي جعلنا نبقي على حياة هؤلاء خارج عالم سافاستانو . لأن ذلك القبيح مجوف العينين هو في الحقيقة سليل عين قوية بعض الشيء .
ربما مواجهة المارشال لهذا العجوز قد تفيده لكي يفهم أكثر حول القوة التي يملكها في عينيه ... "
الآن فقط ظهر تعبير الرضى على وجه الشيخ شازان وهو يلقي بنظرة إتجاه مكان بعيد. لقد إكتشف هذا الشيخ أن المارشال الخاص به يوقض في الحقيقة قوة جديدة لا يعلم حولها حتى الملوك أنفسهم ؟؟
لم يكن في وسع هذا الشيخ سوى الإبتسام وهو ينظر الى العجوز مجوف العينين خارج عالم سافاستانو وهو يتمتم :
" العجوز القذر سليل عين المسارات ؟؟ ربما تظن أن المارشال زيـــــــــــــــــــغان مجرد فريسة أمامك وتريد سلبه الجرم البدائي حتى !!...
لكن ربما لا تعرف أنك قد تصبح الفريسة في أية لحظة , بوهاهاها ... "