على قمة قلعة شاهقة الطول في البعد المركزي الذي يعود الى معهد الظلام , وقفت شخصية رجل عجوز هناك بينما يتأمل في الوضع الذي أصبح عليه هذا المعهد , هذا العجوز تذكر على الفور زيــــــغان الذي كان السبب في كل شيء حدث منذ البداية . لولا ظهور زيــــــغان في معهد الظلام منذ البداية لما وصل الأمر الى حرب جمعت المعهدين . أرواح لا تعد ولا تحصى سقطت في هذه الحرب التي دامت الى الآن أربع سنوات مستمرة .
لم تظهر هناك أي علامات على توقف الحرب على الإطلاق , وإنما تفاقم الوضع فحسب أكثر من السابق !!. والآن هذا العجوز يشاهد أمامه مشهدا لم يحلم من قبل أن يراه من قبل !!؟
هذا البعد المركزي الذي يعود الى معهد الظلام , كان الأن ممتلئا بنوع خاص جدا من الشخصيات !!. السفن الحربية التي كانت تنقل هذه الشخصيات كانت شيئا في ذروة التكنولوجيا الحربية , فقط من شكل وحجم هذه السفن يمكن لأي شخص أن يستنتج على الفور أنها تعود الى شخصيات عظيمة .
لقد كانت هذه هي السفن الخاصة بنقل قادة الطوائف القوية التي كانت تدعم معهد الظلام في الحرب . هذه الطوائف تملك بكل تأكيد تلاميذ خاصيين بهم في معهد الظلام , لذلك إستجابت هذه الطوائف الى نداء الإستغاثة وحظرت الى هذا المكان الذي كان ساحة الحرب .
حاليا أي مكان في نطاق التنين تقريبا تحول الى ساحة حرب , لم يعد هناك محدد ومخصص فقط للتشابك . لقد كان هذا هو معنى الفوضى الحقيقية , وهذا السبب هو الذي السبب الرئيسي الذي جعل قبيلة التنين تفكر في التدخل .
الطوائف التي كانت تساعد معهد الظلام كانت طوائف أربعة نجوم , مما يعني أن هذه القوى كانت كبيرة جدا وتملك قدرا مخيفا من القوة الحربية . قائد أي طائفة أربع نجوم يجب أن يكون على الأقل في عالم النيرفانا الأسطوري !!.
لذلك كان تجمع شخصيات من المستوى المشتعل [ النيرفانا ] في بعد واحد شيء يجعل أي فرد هنا متوترا الى حد لا يوصف !!؟
هذا العجوز الذي كان يراقب كل ما يحدث هنا . كان هو نفس العجوز الذي كان مسؤولا عن مساعدة زيــــــغان في الماضي , وكان مسؤولا حول إدارة قلعة الظلام التي تطفوا في الفراغ .
هذا كان نفس العجوز بالضبط الذي عقد بعض الآمال على زيــــــغان في الماضي لكي يرقى بالمعهد أكثر الى الأمام . لكنه لم يتوقع على الإطلاق أن يجلب زيــــــغان مثل هذا المستقبل البئيس على الجميع . هو صحيح أن القوى العظمى تفرض نفسها بالقوة فقط. لكن هذا الوضع كان سيئا للغاية , على الرغم من أن الحرب بدأت فقط منذ أربع سنوات إلا أنها تطورت بصورة مخيفة في ظرفية قصيرة جدا !!.
الحروب من هذا المستوى قد تمتد الى مئات أو حتى آلاف السنين , لكن بهذا المعدل الحرب بين معهد الظلام ومعهد الغيوم قد تنتهي بكارثة غير مسبوقة !!. فعلى ما يبدو أن عشيرة الأكاغي تعدت على الكثير من الشخصيات المهمة من معهد الغيوم , وهذا كان سبب أكثر من كافي لكي تتحرك طوائف عظيمة أكثر رعبا حتى من الطوائف أربع نجوم !!؟
طبعا الشيء الذي يصنف فوق الأربع نجوم يكون طوائف الأربع نجوم ونصف !!. وهذه الطوائف كانت تملك قوة حربية مرعبة بشكل لا يمكن تصديقه لدرجة أن حتى معهد كمعهد الظلام بنفسه لن يجرؤ على إفتعال مشاكل مع مثل هذه الطوائف !. لكن على ما يبدو أن الأوان قد فات , فاليوم حدث تغيير تسبب في هز كامل نطاق التنين !!. ودخلت أول طائفة أربعة نجوم ونصف على خط الحرب !!؟
وشخصيا قائد هذه الطائفة هاجم جيشا تابعا لمعهد الظلام وقام بإبادتهم جميعا !!؟؟
تدخل شخصية في مستوى العاهل القتالي في حرب أدنى من مستواه يعني شيئا واحدا فقط !!.
بطريرك معهد الغيوم يملك بعض العلاقات الخاصة جدا . أو أن زيــــــغان فعل شيئا كبيرا جدا حتى تتدخل مثل هذه الشخصيات .
بينما هذا العجوز على قمة هذه القلعة يفكر في كل هذه الفوضى , تذكر فجأة شيئا قاله زيــــــغان قبل أن يختفي في بدايات الحرب . هذا العجوز تذكر ما حدث في ذلك الوقت كأنه حدث البارحة فقط !! في أول صدام بين معهد الظلام ومعهد الغيوم , كان زيــــــغان هو قائد فيلق معهد الظلام في ذلك الوقت .
كيف يمكنه أن ينسى الرعب الذي شاهده , كيف يمكنه أن ينسى عشيرة الأكاغي تلك !!؟
كل ما أمكن هذا العجوز فعله سوى الإرتجاف بشكل غريب وهو يتذكر كلمات زيــــــغان حول أنه سيعود شخصيا في يوم من الأيام . وسيأتي شخصيا لكي يلقي التحية على بطريرك معهد الظلام !!!؟
" الشيخ الأكبر , لقد وصل جميع قادات الطوائف التي ستشارك في الحرب , الإجتماع سيبدأ على الفور ... "
سافر صوت طفيف من الجانب حتى وصل الى آذان هذا العجوز , حيث كان هذا الصوت يعود في الأصل الى فتاة سبق هي الأخرى أن ظهرت من قبل !!؟ رافق الشيخ الأكبر تلك الفتاة الى قاعة لا يمكن وصف حجمها بالمعيير العادية نظرا لمدى كبر هذه القاعة !!؟
لقد كانت هذه القاعة ممتدة على طول مرمى البصر !!. والشيء الوحيد الذي يمكن تمييزه هنا غير الأعمدة الشاهقة التي تدعم الهندسة المعمارية للقاعة , كان صفوف الكراسي التي كانت مصطفة في صفوف طويلة , هذه الكراسي كانت تلتف حول طاولة فخمة عليها مختلف أنواع الأطعمة الراقية !!. الشخصيات التي جلست على هذه الكراسي كانت بكل تأكيد قادة الطوائف التي تدعم معهد الظلام !!.
مجرد هالة هذه الشخصيات رفعت من حرارة المكان الى درجة مخيفة لا تصدق , حيث كان هالات الجميع هنا تحترق بغضب , الحرب بالطبع لم تضر معهد الظلام فقط , وإنما وصل الضرر الى كل الأنحاء . حتى هذه الطوائف فقدت الكثير لذلك كان عليهم القتال من أجل الكثير من الأسباب وليس فقط كدعم لمعهد الظلام .
" لقد وصل بطريرك الظلام ... "
رن صوت الشيخ الأكبر في كامل القاعة وهو يحضر نوعا غريبا من الصمت على كل شيء في هذا المكان !!. كان الشيخ الأكبر يقف بشموخ في هذه القاعة , بينما ظهر أمامه رجل طويل القامة يملك هالة قاتمة للغاية محيطة به . على الفور عرف الجميع أن هذا الرجل كان هو بطريرك الظلام .
مع رداء طويل أسود بالكامل , كانت نظرة بطريرك الظلام تفحص الغرفة بالكامل , لقد كان هذا الرجل يتفقد كل الحاضرين وهالته كانت تتطغى على كل شيء في هذا المكان !!؟
كان من الواضح أن بطريرك الظلام ليس مجرد مقاتل في عالم النيرفانا العادي , فهالة هذا الرجل كانت مختلفة بالكامل عن باقي الحاضرين !!. فقط تلك العيون الباردة التي كانت تحلل كل شخص هنا بعثت بموجة من البرودة المخيفة في كل المكان !...
خلف بطريرك الظلام وقف الشيخ الأعلى , وخلف الشيخ الأعلى وقفت هناك فتاة غريبة بعض الشيء .
..
" اللعنة !! كان علي الإنتضار لوقت طويل قبل أن أقابلك مجددا !!؟ يا لهذا الهراء.."
سافر هذا الصوت الحلو فجأة الى كل أنحاء القاعة , حيث لم يعرف أي شخص من يكون مصدر هذا الصوت على الإطلاق !!؟.
من يكون هذا الذي تجرأ على مقاطعة لحظة عظيمة كهذه !!. لحظة تجمع قادة أقوى الطوائف المنتشرة على كامل نطاق التنين !!؟
شوى !!~~
من وسط القادة , برزت فتاة فائقة الجمال مع شعر ذهبي خلاب !!. هذا الشعر كان يتمايل مع بعض النسيم الخفيف . العباءة التي كانت تلف هذا الجسد المثالي الذي جعل قلوب كل الرجال في هذه القاعة تقفز, لم تكن سوى عبائة الديموس ذات النصف الأحمر والنصف الأسود , علم عشيرة الأكاغي المحترق على ظهر الفتاة , ثم علامة الديموس على منطقة الصدر !!!.
هذه الفتاة ذهبية الشعر لم تولي أي إهتمام لأي فرد في هذا المكان , وحتى من كلامها السابق لم يكن موجها لأحد الشخصيات المهمة في القاعة .
بل كلامها في الحقيقة كان موجها للفتاة التي تقف خلف الشيخ الأعلى !!؟
مع تجاهل الجميع , ألقت هذه الفتاة بالتحية من جديد :
" لابد أن الأخت الكبرى قد إشتاقت لي كثيرا في الأونة الأخيرة أليس كذلك ؟؟
بالنسبة لي فقد إشتقت لك بشكل لا يصدق !!... "
شوى شوى شوى !!~~~~~
بوووووووووم !!~~
على الفور خرج رجل عجوز من العدم وفصل بين شيئ ما كان يستهدف الفتاة خلف الشيخ الأعلى وبين الفتاة !!؟ حيث رن صوت إنفجار مكتوم في كل الأنحاء !!.
لكن هذا العجوز الغريب الذي ظهر تحدث مع هالة سامية جعلت كل شيء في المكان صامتا :
" لوسوفير , المشاكل العائلية ليست شيئا يناقش أمام الملأ وخصوصا في مثل هذا الوضع . ألا تستطيعين قراة ما يحدث في هذا المكان ؟؟... "
الفتاة خلف الشيخ الأعلى كانت في الحقيقة شقيقة لوسوفير , وهذه الفتاة سبق وأن قاتلت ضد زيــــــغان في إختبار الدخول الى القسم الداخلي من معهد الظلام . ذلك الإختبار كان في مكان عبارة عن صحراء قاحلة كبيرة جدا , في تلك الصحراء حدث الصدام الغريب بين كل من شقيقة لوسوفير وبين زيــــــغان .
والشخص الذي منع زيــــــغان من قتل شقيقة لوسوفير تلك لم يكن سوى هذا العجوز الذي ظهر من العدم . فعلى ما يبدو أنه يحمي شقيقة لوسوفير طوال الوقت !!؟؟
بنبرة مروعة تحمل هالة قاتلة , خرجت بضع كلمات من فم لوسي جمدت الدماء على وجه هذا العجوز الذي يحمي شقيقة لوسوفير :
" هذا صحيح أيها العبد الدنيء , منذ متى أصبح للعبيد القدرة على التدخل في النقاشات العائلية ؟؟
هذا الهراء بيني وبين شقيقتي , من أنت بحق الجحيم حتى تتدخل بهذا الشكل ؟؟ "