في هذا البعد المختلط كان الوضع غريبا جدا , حيث وقف كل هؤلاء التلاميذ من الفرع الخارجي لمعهد الظلام بدهشة وهم يحملقون في هيأة زيغان أمامهم !!.

الدهشة والخوف العميق , الإحترام الشديد , الغضب , الحسد ... كلها مشاعر مختلطة كان يشعر بها أغلب الحاضرين إتجاه زيغان هناك في السماء . ومع ذلك لم يملك أي منهم الجرأة على التدخل ومصارحة زيغان بهذه المشاعر سواء لفظيا أو عمليا لأن الجميع يعرف ماذا سيكون مصير ذلك الشخص بالفعل .

لذلك أمكنهم فقط التحديق في تلك الهيأة بكل عجز الى أن إختفت من أمام أعينهم بصورة غامضة جدا حيث لم يفهم أي من هؤلاء التلاميذ نوع التقنيات التي إستخدمها زيغان للتحرك بمثل تلك السرعة التي كانت تخترق الفضاء نفسه !!؟

شوى !!~~~~~~

لكن فجأة !! بدل زيغان ظهر شخص ما في مكانه حيث جذب على الفور إنتباه كل التلاميذ الذين إجتمعوا في هذه الساحة !!.

لقد كان هذا القادم الجديد في الواقع هو نفسه الرجل العجوز صاحب الرقعة على العين والذي طالما كان غامضا بالنسبة لكافة التلاميذ في المعهد !!؟؟

" ما الذي جعل هذا الشيخ يخرج نفسه الى الأضواء بهذا الشكل ؟؟ هل يمكن أنه قد يحدث تصادم بين معهد الظلام وبين زيغان ؟؟..."

لم يتمكن التلاميذ سوى التفكير في هذا الإحتمال الضعيف , فزيغان قبل كل شيء كان تلميذا في معهد الظلام , لكن حتى مع كونه تلميذا في معهد الظلام فقد إقترف الكثير من الجرائم التي ستتسبب في شنقه أمام الملأ .

بالطبع كان هذا الأمر ليحدث منذ زمن لو كان معهد الظلام يملك القوة اللازمة لقهر زيغان وعشيرة الأكاغي , لكن بما أن هذا الأمر لم يحدث الى الآن , وبظهور قوة الأكاغي التي مسحت الأرض بطائفة التصنيف العالي , طائفة الأربعة نجوم ونصف القمر الثلاثي . عرف الناس أن خلفية زيغان ليست بسيطة على الإطلاق . رغم أن الناس إعتبروا عشيرة الأكاغي هي خلفية زيغان , إلا أنه في الحقيقة إرتفع تصنيف عشيرة الأكاغي بشكل صاروخي في كامل أنحاء نطاق التنين . هذا بكل بساطة كان هو المعنى الحرفي لما يمكن لقوة من هذا الصنف فعله في الواقع .

لكن ماذا كان ليحدث لو عرف الناس بالقوة الحقيقية التي تقف خلف زيغان , فالخلفية التي ينتمي اليها ليست مجرد عشيرة صغيرة مثل الأكاغي الحاليين !! بالتأكيد كان من الأفضل بقاء أمر عرق الكارثة مخفيا قدر الإمكان في الوقت الراهن , لذلك لم يمانع زيغان على الإطلاق ما يحدث ...

** ** **

" إذا فقد كان هذا الجرذ هنا ؟؟ ... " سافر صوت زيغان من مسافة قريبة حيث خرج من الفراغ فجأة مقاطعا بذلك قتالا حاميا كان في عين المكان !!. أمام زيغان كان هناك بعض أعضاء عشيرة الأكاغي الذين كانوا في حالة سيئة بعض الشيء !!؟

أعضاء الأكاغي هؤلاء بمجرد أن وصلهم صوت زيغان حتى بدأت ملامحهم في التغير بشكل كبير جدا , وبدأت هالتهم كذلك في هز كامل هذا البعد !!؟ كان الأمر كما لو أن قدوم المارشال الى هذا المكان يعد بالفعل دليلا على فشل هؤلاء الأعضاء في المهمة التي تم توكيلها إليهم .

شوى شوى شوى !!~~~~

أمام زيغان , وقف ثلاثة رجال من عشيرة الأكاغي ضد ثلاثة أشخاص آخرين في الجهة المقابلة . كان من الواضح أن الرجال من الأكاغي كانوا مصابين ببعض الجروح , لكن هذه الجروح لم تكن بالشيء الكبير مقارنة بالحالة التي كان عليها العدو !!؟

العدو رغم أنه كان ثلاثة أشخاص , إلا أن واحدا منهم فقط من كان يقاتل في الحقيقة , أما بالنسبة للآخرين فقد كانوا فقط يشاهدون ما يحدث الى أن ظهر زيغان في هذا المكان !!؟

على الفور إنتفض أحد الرجال الذين كانووا يشاهدون فقط من مكانه بينما حمل وجهه ملامح خوف عميقة جدا , حتى أنه إنتابته رعشة قارصة البرودة وهو يسمع كلمات زيغان التي كانت تشير إليه !!؟

..

..

" هاهاهاها ... إنه حقا الصغير أرتشي !!

لقد مرّ زمن منذ أن رأيت هذا الجرذ في الأرجاء... "

خلف زيغان ظهرت بقية الزمرة , بينما كان الأخ الأصغر كيرينو مندهشا من رؤتيه لقائد طائفة القمر الثلاثي التي تمت إبادتها بالكامل على يدي الأكاغي قبل بضعة سنوات هنا !!.

هذا الرجل أرتشي يعتبر الناجي الوحيد من تلك المجرزة التي حدثت لطائفة القمر الدموي تلك , ليس لأنه كان قويا أو شيئا ما كهذا , بل لأن أوامر زيغان كانت تنص على تركه حيا , وجعله كلبا يسعى للإنتقام .

تدخل على الفور هوتاكي وهو يقول مع بعض الشفقة :

" إذا سبب إختفاء أرتشي في الأونة الأخيرة كان هو قدومه الى هذا المكان !!؟ إتضح إذا أن صيادي العشيرة الذين كانوا يطاردونه مثل الكلب طيلة هذه السنوات فقدوا أثره بسبب إختباءه في هذا البعد الغريب ؟؟..."

لم يكمل هوتاكي كلامه لحظة ملاحظته لخطب ما خلف أرتشي , فقد كانت هناك بعض الأضواء الذهبية الخفيفة التي كان يمكنه إستشعارها من هناك , وبذلك عرف تلقائيا أن هذا هو التشكيل الذي يحمي بوابة مقبرة الإمبراطور التي سبق وأن تحدث حولها زيغان !!.

لقد كان ذلك التشكيل الذي يحمي تلك البوابة مثيرا للإهتمام أكثر من أرتشي الذي كان يرتعد من شدة الخوف خلف الشخصية الثالثة من جانب الأعداء .

أرتشي قدم الى هذا المكان لسبب واحد لا غير , ففي سبيل الإنتقام من زيغان قام هذا الرجل ببيع نفسه للعبودية بطريقة ما !!؟

فقط فكرة أن رجلا بقوة أرتشي , هذه القوة التي وصلت الى مستوى العاهل القتالي , رجل كهذا يصبح عبدا كانت فكرة مخيفة للغاية , مشاعر هذا الرجل أرتشي كانت متبلدة الى أقصى درجة, حيث سلب منه الأكاغي كل شيء في الحياة , الشيء الوحيد الذي تركوه له هو نفس الحياة المثيرة للشفقة التي يمتلكها .

وتعرض هذا الرجل أرتشي لحملة من الصيد حيث أصبح مجرد فريسة في عيون أعضاء الأكاغي . منذ أن فقد الكثير من قوته بعد الحرب , وعشيرة الأكاغي لم تسمح له بإستعادة قوته على الإطلاق , أصبح بكل بساطة مجرد وسيلة لشحذ قوات العشيرة . مجرد أسد هزيل لتدريب أعضاء الأكاغي الواعدين الذين كانوا يقومون بمهام الصيد هذه ...

الثلاثة أشخاص من عشيرة الأكاغي في هذا المكان كانوا ثلاثة من الأدميرالات الذين كانوا يقومون برحلة البحث عن أرتشي , فقد كانووا ثلاثة صيادين مهرة بكل معنى الكلمة , وتمكنووا في النهاية من إيجاد هذا الرجل أرتشي في هذا المكان , ولولا هؤلاء الرجال الثلاثة لما حصل زيغان على المعلومات التي تشير الى أن بوابة مقبرة الإمبراطور على وشك الإنتقال الى مكان ما !!؟

صحيح أن الأمر كان مجرد حظ , لكن هؤلاء الأدميرالات الثلاثة قدموا خدمة كبيرة لزيغان هذه المرة حقا !!. صحيح أن زيغان زرع بعض تشكيلات المراقبة في داخل المقبرة , لكن هذا الباب ليس مرتبطا بمكان المقبرة نفسها . فهذا الباب مجرد ممر الى المقطورة البعدية التي تعد جزءا من المقبرة والمرتبطة بهذا العالم .

وكون المقطورة متوقفة في مكانها بدون أي حركة , فالتشكيل الذي في الداخل لن يكتشف أي شيء حول ما كان سيحدث لهذا الباب .

" أحسنتم عملا , يمنكم إستلام بعض الجوائز الجيدة عندما نعود الى النطاق الداخلي ... " قال زيغان مع ملامح فارغة من الجانب وهو ينظر الى الثلاثة أدميرالات أمامه . لكن في الواقع كان سعيدا بعض الشيء . فقوة العشيرة حقا قد تطورت الى مستوى آخر تماما !!؟

هؤلاء الأدميرالات الثلاثة لم يكونوا من أقوى الأدميرالات في العشيرة , ومع ذلك هم الثلاثة فقط تمكنوا من كبح العدو الوحيد الذي يقف في الجانب الأخر . ففي الجانب الأخر كان هناك شخصيتان يعرفهم زيغان من قبل , وهم كانووا حماة التشكيل الذين سبق وأن رآهم . والشخص الثالث كان هو أرتشي قائد طائفة القمر الثلاثي .

من جهة أخرى أظهر الأدميرالات بعض التعابير الجيدة فقط ولم يتدللوا الى زيغان مثل العاهرات بسبب بعض كلمات المدح . هذه بكل بساطة كانت هي طباع أعضاء عشيرة الأكاغي , بدل التدلل قال أحد هؤلاء الأدميرالات قبل أن يعود الى النطاق الداخلي :

" مارشال , نحن نعتذر عن فشلنا في المهمة . سنتدرب بجد أكبر حتى لا يتكرر هذا الفشل في المستقبل .

إعذرنا مارشال , سنعود الآن ... "

فووش !!~~

مع إختفاء الثلاثة , تحولت نظرة زيغان الى الشخص الذي كان يقاتل الثلاث أدميرالات. كان ذلك العجوز في حالة يرثى لها والإصابات كانت في كل أنحاء جسده . حتى زيغان إستغرب من هذا الأمر قليلا فبعد كل شيء ذلك الشخص كان عجوزا قديما وصلت قوته الى نصف خطوة من عالم العاهل القتالي . والأدميرالات كانوا فقط في عالم النيرفانا أربع نجوم !!!؟؟

الغريب لم يكن هنا ؟ وإنما الغريب كان هو هذا العجوز العدو , فقد كان في حالة إشتعال أظهرت كونه من حاملي سلالة قبيلة التنين الملكية بشكل مفاجئ قليلا !!؟

هنا فقط أدرك زيغان أن أرتشي لم يأتي الى هذا المكان عبثا .

" هل هذا هو قائد عشيرة الأكاغي الذي تريد الإنتقام منه ؟؟... " سافر هذا الصوت البغيض في كل الأنحاء , حيث حمل هذا الصوت معه كما هائلا من الغرور الشديد رفقة لمحة خفيفة من نية القتل الفضيعة !!؟

لقد كانت هذه لحظة تحرك الحامي الحقيقي لبوابة مقبرة الإمبراطور , هذا الحامي أظهر عدوانية لا تصدق إتجاه زيغان وعشيرته . لكنه كان يوجه كلماته الى أرتشي الذي كان يقف خلفه بكل ضعف . أرتشي فقط صر على أسنانه في عجز وهو يخفض وجهه الى الأرض قائلا :

" السيد , هذا هو الرجل الذي ذكرته في عقد العبودية . أنا قبلت أن أصبح عبدا شريطة قتل السيد لهذا الرجل أمامنا ... "

2020/10/11 · 1,426 مشاهدة · 1482 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025