ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
وقف الشيخ شازان أمام كل زمرة الديموس وهو ينطق ببطء شديد مع بعض التوقعات :
" الأبعاد تنقسم الى عدة أقسام كما تعرفون , ولكل بعد نقطة ضعف وحدود لا يستطيع تحملها على الإطلاق , فعلى سبيل المثال :
- الأبعاد المجوفة : لا تستطيع تحمل قوة القوانين , أبسط ظهور لقوة قانون معين كفيلة بتدمير نسيج الفضاء مسببة بذلك إنهيار كامل للبعد .
- ثم الأبعاد العادية : هي نفسها جميع الأبعاد التي سبق ورأيتموها وزرتموها في كامل عالم سافاستانو هذا الى هذا اليوم . هي أبعاد تختلف قوتها من بعد الى آخر , ولكن الشيء المشترك بين كل هذه الأبعاد هي نقطة الضعف .
كمثل الأبعاد المجوفة التي لا تستطيع تحمل قوة القوانين العادية , الأبعاد العادية لا تستطيع كذلك تحمل قوة القوانين المتوجة . هذا القتال الذي على وشك البدأ يعتبر أول قتال ترونه من هذا المستوى , ركزوا جيدا وحاولوا إستيعاب أكبر قدر ممكن من الفهم . فهذه المعارك هي ما ينتظركم منذ الأن فصاعدا ... "
إستنشق الديموس نفسا باردا , بينما كانت نظراتهم تركز بشكل لا يصدق على المشهد الذي خلقه الشيخ شازان أمامهم . فقد سخر هذا الشيخ قوته لكي يصنع نوعا غريبا من التموج الذي كان ينقل المعركة بين المارشال والحامي , لكن الغريب هو أن التموج لم يكن مجرد نقل للصورة , بل كان يمكن للديموس كذلك إستشعار الهالات الحقيقية من هذا التموج بدون أن يتضرروا بأي شيء من هذه الهالات الخطيرة !!...
لم يعرفوا كيف يمكن لهذا الشيخ فعل شيء غريب كهذا , لكن هذا لم يهم في هذه اللحظات , فكل ما يهم هو كما قال الشيخ . كان يجب عليهم الأستفادة من هذه المعركة بقدر الإمكان حتى لو كانووا فقط مجرد مراقبين ...
" لكن إذا كانت الأبعاد العادية تتحطم بفعل قوة القوانين المتوجة ؟؟ فأين تحصل المعارك بين الخبراء المتقدمين , هؤلاء من وصلوا الى مستويات عالية في عالم العاهل القتالي أو حتى وصلوا على عالم الملك القتالي المصنف !!؟؟... "
قاطع صوت آش الغريب هذا الصمت , حيث جذب على الفور إنتباه الشيخ شازان !!.
وبصوت بارد سمع كلمات غريبة من الشيخ شازان أشعرت كامل فريق الديموس بأن هناك خطبا ما :
" الأراضي المقدسة ...
فقط حين تملكون القوة الكافية , ستملكون كذلك الحق لمعرفة بعض المعلومات حول نوع الأماكن الذي تكونه الأراضي المقدسة . فبعد كل شيء في كامل عالم سافاستانو هذا يوجد أربعة أراضي مقدسة فقط ...
تشه يا ولد , لا تقاطع تركيزي بحق الجحيم , ألا ترى أن القتال على وشك البدأ ؟؟... "
الأراضي المقدسة ؟؟
فجأة تذكر جميع الديموس أن ذلك الحامي قال شيئا كهذا من قبل !!.
لقد قال بالضبط بأنه سيأخذهم جميعا الى الأرض المقدسة الخاصة بقبيلة التنين !!؟
هل هذا يعني أن بوابة المقبرة سيتم نقلها الى ذلك المكان ؟؟
الأن فقط عرف الديموس بأن زيـــــــــغان كان يعرف الكثير , والآن عرف الديموس بأن المارشال إستبعدهم لأنه حقا لو تم نقل هذه البوابة الى ذلك المكان المسمى بالأرض المقدسة, فالعشيرة لن تملك أي وسيلة لكي تدخل الى المقبرة بعد ذلك , إلا لو لجأوا الى قوة الملوك , وإستعارة قوة الملوك شيء يكرهه المارشال زيـــــــــغان الى حد لا يصدق !! الأن فقط أدركت زمرة الديموس الخطر الحقيقي الذي كان يهدد الخطة !!...
** ** ** ** **
وسط عملية إنهيار البعد المختلط , صدرت قوة غريبة من باب المقبرة وهذه القوة بشكل ما كانت تحافظ على نسيج الفضاء في هذا البعد !!. حيث كانت تلك القوة الغريبة التي تتدفق بإستمرار من باب المقبرة هي الشيء الوحيد الذي وقف منذ البداية كحاجز يمنع تدمر كامل هذا البعد .
فالصدام بين قوى من مستوى العاهل القتالي ليس شيئا يستطيع مجرد بعد عادي تحمله , لكن الآن منذ أن ظهرت هذه اللمحة الخفيفة من قوة القوانين المتوجة , بدأ البعد بالتفكك بينما زاد حجم القوة التي خرجت من باب المقبرة ليظهر بذلك توازن غريب في هذا البعد !!.
في وضع كهذا , كل من زيـــــــــغان والحامي لم يكترثوا بالبعد أو أي شيء آخر , زيـــــــــغان جعل عينه تركز بشدة على محيطه بالكامل , حيث كان يقاتل هذا الحامي وفي نفس الوقت يدرس آلية الإنتقال التي إستخدمتها قبيلة التنين !!؟
أفضل حل هو إيقاف آلية النقل هذه , لكنه من الوهلة الأولى التي ركز فيها على آلية النقل , تخلى عن الأمر بالكامل وركز على قتل الحامي أولا ؟؟
بوووم !! بووووم !! بووووم !!
توالت الإنفجارات في السماء , بينما هزت القوة السامية كل شيء , إرتفعت قطرات المياه الى أعنان السماء بينما إنقلب المحيط رأسا على عقب !!. السماء كانت شيئا أشبه بمرآة مكسورة . حلت الفضوى بالكامل على نسيج الفضاء مما خلق مشهدا مرعبا بشكل لا يصدق أمام ناظري كل المراقبين .
لكن المبهر أن هذه المعركة التي كانت في هذا الجزء المظلم من البعد , وعلى العكس لم يكن الوضع مظلما أبدا , وإنما زينت التوهجات الذهبية المنبعثة من تشكيل الحماية الذهبي هذه السماء الفوضوية خالقا بذلك مشهدا لساحة معركة لم يسبق له مثيل!!.
إهتزت قلوب كامل عشيرة الأكاغي وهم يراقبون التصادم الذي جمع رمح المارشال ورمح الحامي في مشهد يحبس الأنفاس , حيث كانت دقات قلوب كل المشاهدين تتسارع مع أحداث المعركة كأنهم من يقاتل بدل المارشال نفسه !!.
بووووووووووم !!~~~
صوت تصادم المعادن كان يرن مثل طبول الحرب في كل أنحاء هذا البعد إثر الإشتباكات العنيفة بين أسلحة كل من المارشال والحامي , وكان من الواضح أن الإثنين يملكان تقريبا نفس القوة , كما كانت كذلك قوة الأسحلة في أيديهم متقاربة بشكل غريب !!؟
فوووووش !!~~~
حريق أحمر ناري إلتهم كامل المساحة حول الحامي وهو يدفع الرمح الذهبي الخاص به بكل عنف ناحية زيـــــــــغان , بينما حمل وجهه تعبيرا قاتما لا يصدق !!؟
" هذا اللعين زيـــــــــغان يملك سلاحا قادرا على مجابة الرمح الملكي ؟؟... فقط ما هذه الأفاعي بحق الجحيم ؟؟.... "
رؤية أن جميع هجماته كانت بدون أي فائذة تذكر , لم يكن في إستطاعة الحامي سوى التذمر بينما يعمم قانون نفس التنين المتوج بكل عنف !!.
بوووم بوووم بوووم !!~~~~
مع رمح الأفاعي في يديه ومع إبتسامة خبيثة على وجهه , تحطمت أنصال الأفاعي الثلاثة ناحية هذا الحامي بصورة خاطفة , حيث صبغت الهالة البيضاء السماوية رأس رمح زيـــــــــغان حاملة بذلك الخليط الناتج عن إندماج قانون اللهب وقانون الجليد الذي يملكه زيـــــــــغان . لكن ليس أي قانونين , فهذا الخليط كان هو التعبير الحقيقي لماهية الشعلة الأبدية !!
إنفجاااااار !!~~~~~~
من وسط إشتباكات زلزلت الفراغ المحيط بهم بإستمرار , حدث هذا الإنفجار الكارثي ليقذف بذلك صورتين ضليتين من وسط الإنفجار .
فوووو !!~~ فوووو !!~~~
الصورة الأولى كانت بكل تأكيد تعود الى الحامي الذي كان في شكل مرعب للغاية , فقد وصل الإشتعال المثالي الى ذروته , وظهر لديه قرنان عملاقان في منطقة الجبهة على رأسه !!.
بينما تحولت عيناه الى الأحمر الباهت , الحراشف على كامل جسده كانت تتوهج بالقوة الغاشمة لعرق التنين , بينما كانت الهالة الفضيعة لنية العاهل القتالي تحيطه من كل الجهات , وظل التاج على رأسه بعث بوزن ثقيل جدا لم يستطع هذا البعد تحمله على الإطلاق .
كان يمكن ملاحظة أن حتى الأنفاس التي تخرج من فهم هذا الحامي كانت حارقة وتفجر الهواء أمامه بشكل لا يصدق !!.
من جانب آخر , كان الصورة الأخرى تعود بالطبع لزيـــــــــغان الذي لم يصاب بأي خدش يذكر منذ بداية هذا القتال . الوحيد الذي أصيب كان هو الحامي , والإصابة كانت هي الشرخ الغريب الذي ظهر على كامل ذراعه من الصدام السابق للقوة الجسدية بينه وبين زيـــــــــغان .
مع نظرة خاطفة على هذا الجرح , كانت حالته أسوأ بكثير من السابق , ولم تتمكن سلالة التنين ذات الميزات العلاجية الهائلة أو حتى الحبوب الطبية التي تنوالها الحامي الى حد الساعة من شفاء ذلك الشرخ .
لذلك لم يكن في إستطاعة الحامي سوى شد قبضته على الرمح الملكي الخاص به , بينما يقفل نظرته بالكامل على زيـــــــــغان في مشهد خطير للغاية !!.
في النطاق الداخلي , عاد الشيخ شازان الى الخلف , حيث كان ينوي مغادرة المكان فجأة رغم أن القتال لا يزال محتدما . لكن لسبب طرح كيرينو فجأة سؤالا على هذا الشيخ قبل أن يختفي :
" أيها السيد شازان , لماذا المارشال لا يستخدم مدمر الموازين ؟؟ من الواضح أن ذلك الرمح الذهبي الخاص بالحامي متفوق للغاية ؟؟
لماذا يترك مثل نقطة الضعف هذه إذا كان يريد إنهاء القتال سريعا ؟؟... "
بدون أن ينظر الى الخلف حتى , قال الشيخ شازان وهو يبتعد من هناك بصورة غير مبالية :
" هذا لأن القتال إنتهى منذ الصدام الأول بين الحامي والمارشال , أنت فقط لا تعرف كم أصبح المارشال الخاص بي مخيفا ... "