ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
كانت جسد هذا القرش العملاق يسبح في الهواء كأنه سلسلة جبلية متحركة !! المنظر من هناك خلابا جدا , حيث كان يمكن للمارشال رؤية الخراب الذي أحدثه عرق الأناكي في جل أطراف هذا المجال الأول من المقبرة. هؤلاء الملاعين أخذوا كل شيء , الأخضر واليابس !!؟
جميع الكنوز التي كانت في هذا المجال من هذه المقبرة قد تم نهبها منذ زمن بعيد.
فعلى ما يبدو أن عرق الأناكي قد إكتشف هذه المقبرة من سنوات عديدة , ما كان يبقيهم في هذا المكان كان هو إستخراج المعدن الغريب الذي يبحثون عنه . لكن ما شد إنتباه المارشال كان عدم تمكنهم من إقتحام منطقة البركة الملكية .
لكنه الأن عندما وصل الى حدود هذه البركة الملكية , عرف لماذا لم يمر أي شخص الى الجهة الأخرى على الإطلاق . فحتى لو كان الشخص الذي يقف هنا في ذروة عالم العاهل القتالي لن يملك القدرة على المرور . لا بل حتى لو كان نصف خطوة الى عالم الملك القتالي لن يتمكن من المرور !!؟
" تشه .. هذا الشيء يبدو كما لو أنه صمم لكي لا يمر أي شخص على الإطلاق , أليس كذلك أيها العجوز ؟؟... "
قال زيـــــــــغان فجأة بينما كان يتأمل المنظر أمامه بكل هدوء .
لقد كان المشهد أمامه غريبا جدا , حيث كان المكان عبارة عن بركة حقيقية , بركة كبيرة الحجم والتي غطت مساحة تقرب الى بضعة كيلومترات فقط, بركة من المياه الصافية الزرقاء والتي ظهرت من خلالها تماثيل عملاقة الحجم وصلت الى حدود مئات الأمتار في الإرتفاع !!
البركة كانت ميتة بالكامل حيث إنعدم فيها أدنى دليل على الحركة , لم يكن هناك أي شيء يتحرك فحتى من الرياح كانت ساكنة بشكل غريب !
كانت البركة مجرد إمتداد واسع لزرقة سماوية خفيفة براقة , لكن الشيء الأعظم في هذا المكان كان هو ظهور أعمدة ذات أحجام عملاقة إستقرت في المركز . هذه الأعدمة كانت تملك ألوانا مشبوهة بعض الشيء , حيث كانت الأعدمة كلها باللون الأحمر أو الأسود الداكن .
على البركة , كانت العديد من التماثيل التي تعود الى مختلف أصناف المخلوقات جالسة بوضعيات هادئة للغاية . الهالات القوية التي كانت تتسرب من هذه التماثيل جعلت قلب كل من يلقي عليها ولو بنظرة خاطفة يقفز من مكانه من شدة رهبة الموقف!!
لكن مع تركيز القليل من الطاقة الروحية على عينيه , كان يمكن لزيـــــــــغان رؤية أبعد من ذلك بكثير . لقد كان المشهد غير عادي بكل المقاييس , فمن ملامح هذه التماثيل والشكل الذي كانت عليه , كان الأمر كما لو أنها في عبادة من نوع ما !!؟
لكن ما رآه زيـــــــــغان كان هو الهياكل العظمية التي كانت تنضح بكل هذه الهالة السامية والتقلبات الفضيعة في قوة التشي حول كامل المكان . داخل كل تمثال من هذه التماثيل , كانت هناك هياكل عظمية لكائنات حقيقية عاشت منذ زمن طويل للغاية في هذه الأراضي . هياكل عظمية ذات هالات قوية للغاية وحظور لا يعلى عليه.
لكن مع تركيز أكبر , كان زيـــــــــغان قادرا على تحديد المكان الذي كانت هذه التماثيل تنظر إليه بكل هذا التبجيل والإحترام . لكن بمجرد أن حول المارشال نظرته الى تلك الناحية حتى وجد مشهدا أغرب بكثير !!
كان المكان المنشود هو نفسه تلك الدعامات العملاقة التي تتوسط مركز البركة , لكن حول تلك الدعامات كلها , برز عمود أحمر قاتم ربط السماء بالأرض من شدة هول حجمه الفائق !!؟
حول ذلك العمود الذي كان براقا ينضح بأشعة من القوة الهائلة التي غطت كل شيء في محيطها . ظهرت ظلال لتماثيل كانت تمثل الرعب الحقيقي لما يمكن أن يطلق عليه تنين .
أكبر تمثالين في كامل هذه البركة كان كلاهما يحيطان ذلك العمود الشاق هناك . بينما كان التمثالان في الحقيقة يعودان الى صنفين مختلفين من أصناف التنانين !؟
التمثال الأول كان عبارة تنين وايرم عملاق الحجم كان يحيط المدخل برمته كأنه أفعى إلتفت حول المنطقة بأسرها !!؟
مع جسد هائل الحجم إرتمى هذا التمثال حول كل شيء في المكان وفرض سلطة وهيمنة لا تصدق !! فحتى من المارشال إستنشق نفسا باردا وهو ينظر الى هذا الشيء , فالشعور الذي إنبعث من هذا التمثال كان شعورا خافتا كما لو أن هذا الشيء لا يزال على قيد الحياة ؟
رأس هذا الوايرم كان مرتفعا جدا , رأس كانت عليها قرون فضيعة مع أنياب وحشية تدل على الصفة الوحشية التي يتميز بها عرق الوايرم كسلالة من سلالة التنانين المصنفة !!. رأس هذا الشيء في السماء كان هو كذلك ينظر الى جهة معينة مع نفس ملامح التبجيل والإحترام !!.
خلف الدعامة , إنفردت أجنحة التمثال الأعظم في هذا المكان برمته , حيث وقف تنين من سلالة الدريك كحارس شخصي خلف الدعامة مباشرة . هذا المخلوق رمى بظله على كل شيء أمامه تماما , مع فم عملاق مفتوح على مصراعيه , وملامح تدل على الوحشية والعدوانية المطلقة , هذا الشيء كان مستعدا لإبادة أي مخلوق حي يرتمي أمامه في لحظة . لقد كان أشد رعبا وبطشا من الوايرم حتى !!
دمدمة مدمة !!~~~~~~~~~~
لكن في اللحظة التي وقعت فيها عين زيـــــــــغان على أعلى الدعامة حتى تردد هدير التنانين الذي هز كافة أركان المجالات التسعة والتسعين من المقبرة برمتها , حيث رافق هذا الهدير ضغط سلالة عرق التنين والذي كان يطمس كل شيء مع الأرض بطريقة ساحقة !!؟؟
هديــــــــــــــــــر !!~~~~~~~~~~
على أعلى الدعامة , جلس هناك هيكل عظمي ذهبي اللون الى حد شديد , فحتى من المارشال لوهلة شعر بجسده غارقا وسط أمواج هذه القوة الهائلة التي إجتاحت كل شيء فجأة . لو لم يتحرك شيء ما داخله لكان راكعا على الأرض !! فقد كان ثانيا ركبته قليلا من دون أن يدرك الأمر حتى !!؟
المارشال كاد أن يركع دون شعور !!؟؟
ومع ذلك فإن المارشال لا يزال يشعر بصدمة عميقة في قلبه !! المشهد الذي أمامه تجاوز توقعاته بالكامل لهذه المقبرة , فهذا الهيكل العظمي الذي كان يجلس على عرش العمود الأضخم في هذا المكان كان وبشكل واضح يعود الى الشخص الذي نصب نفسه إمبراطورا على كامل عالم سافاستانو في حقبة ما !!؟
" الإمبراطور التنين !!~~ "
لم يستطع زيـــــــــغان كتم هذه الكلمات في صدره , حيث شد على أسنانه قبل أن يبدأ في الضحك فجأة !!؟؟
" بووووهاهاهاهاهاهااهاه...
هذا حقا تعدى توقعاتي بشكل كبير , أيها العجوز ما الذي كنت تحاول فعله بالضبط؟؟... "
الغريب لم يكن طرح المارشال لهذا التساؤل , وإنما الغريب أنه سافر صوت قديم فجأة من تلك البركة , حيث صدر هدير التنانين بإستمرار رفقة هذا الصوت الخشن :
" شقي وقح !! ما الذي تظن نفسك فاعلا في هذا المكان وأنت لست حتى من قبيلة التنين ؟؟
بل كيف وصل جاهل مثلك أساسا الى مكان مقدس كهذا ؟؟!... "
مع صدور هذا الصوت , كانت هناك كذلك صورة ظلية تلتف حول ذلك الهيكل العظمي ذو اللون الذهبي الكاسح . كان الأمر يبدو لوهلة كما لو أن ذلك الشيء على قيد الحياة !!؟
لكن الأموات أموات في النهاية , والمارشال كان متأكدا من أنها مجرد شضية من روح الشخص الذي يلقب بالإمبراطور التنين .
لكن المارشال أشاح نظره الى شيء كان خلف هذا الهيكل العظمي !!
بوابة غريبة الشكل كانت مباشرة خلف العرش الذي إعتلاه الإمبراطور التنين , ومن تلك البوابة إستمر الشعور الغريب الذي يحرق قلب المارشال ويناديه بإستمرار !!. لقد كان ذلك الشيء يستدعيه بكل تأكيد خلف تلك البوابة مهما كان ؟؟
وبصوت أجش , وضع المارشال أول خطوة له في منطقة البركة الملكية وهو يقول بنبرة إستهزاء :
" أنا لم أكن أحادثك أيها السحلية ...
إمبراطور تنين أو ظرطة تنين , أنت لست سوى شخص إستحوذت عليه رغبات الشخص الحقيقي . هيهيهيهي , حتى أنك حاولت تقليد تلك الرغبات , فالأن أفهم لماذا إنقسمت هذه المقبرة الى 99 مجال .
هل أنت ربما تحاول محاكاة ذلك العجوز ؟؟ فكما تعلم عرق الكارثة الحقيقي كان يملك 100 ملك . وأنت أيضا كما هو واضح صنعت لنفسك مئة ملك لكي يحيطوا بك وتنصب نفسك في نفس مقام ذلك العجوز .
أراهن أنه في كل مجال من المجالات ال99 هناك جثة لأحد الملوك الذين رافقوك طوال حياتك . وهنا في المجال الأول , أنا أرى تماما جثة إثنين من أبرز أولائك الملوك !!؟؟... "
بينما يقول هذه الكلمات , كان المارشال ينظر الى تمثال الوايرم وتنين الدريك الذان أحاطا بالعمود الأضحم . ومع كل خطوة يتخذها المارشال الى الأمام حتى كان جسده ينفجر بكتل شديدة من الدماء وبدأ جسده يتعرض لشفرات قاتلة من العدم !!؟؟؟؟
" هاهاهاهاها... حصولك على شضية من سلاح ذلك العجوز لم يجعلك قويا . بل جعلت تحاول محاكاة الشخص الذي كان مالك الشضية !!؟ ففي النهاية أنت مجرد سحلية حشرة ... "
ظهرت صدمة عميقة على شضية الروح التي تعود الى هذا الشخص الذي لقب بالإمبراطور التنين , فكلما نظر الى المارشال كلما بدأ الرعب ينساب الى قلبه شيئا فشيئا !!؟ بل وأكثر من ذلك , في اللحظة التي ذكر فيها المارشال عرق الكارثة والملوك !!؟ غرق تعبير هذ الإمبراطور بالكامل .
أكمل المارشال فجأة قائلا :
" أعلم أنني لن أستطيع الفوز في قتال ضد هذه التماثيل , بصراحة في كل مرة أكتشف فيها شيئ حول قوة ملوك القتال هؤلاء أزداد دهشة يوما بعد يوم . بالتفكير في أنني غير قادر على هزيمة جثة غير متحركة ؟؟
يا للعار ...
لكن الجيد أنهم أيضا غير قادرون على قلتي , لذلك الأمر ليس بسيء الى تلك الدرجة"
صمت المارشال قليلا , ليكمل بعد أن أخرج سيجارة ووضعها في فمه :
"أيها السحلية , مع أنك سبقت وأن غادرت هذا العالم مسبقا , لكنني سأعطيك مكافأة صغيرة لأنك حفظت تلك الشضية في هذا المكان . مكافأة لم تحلم بها من قبل في كل حياتك البائسة ."
ظهر على الفور الملك جاها خلف المارشال !!. حيث تقدم المارشال زيـــــــــغان بشكل سريع للغاية الى قمة هذا العمود , حيث وقف مباشرة أمام الهيكل العظمي الذهبي والذي كانت عليه تلك الصورة الظلية التي تعود للإمبراطور التنين .
بووووش !!~~~~~~
تحول جسد المارشال بالكامل الى شلال من الدماء التي كانت تخرج من كل مسامه بسرعة لا تصدق , حيث كانت العروق الدموية السوداء بارزة على بشرته بشكل خطير للغاية !!؟ لكن قوة الشفط التي كانت تنبعث من جسده كانت تعيد كل قطرة من الدماء الى جسده بالقوة , وهكذا كان المارشال يبدو في صورة مرعبة جدا وهو يقاوم هذه القوة الغريبة التي تكاد تقتله .
واقفا أماما الهيكل العظمي ذاك , ظهر كافة الملوك خلف المارشال فجأة , حيث صدر صوت زيـــــــــغان بشكل خافت وهو يقول :
" تمعن النظر جيدا أيها السحلية , تمعن النظر في الملوك الحقيقين لعرق الكارثة.
لكن الأهم , تمعن النظر في الحقيقة الأكبر .
فأنا الحقيقي وأنت المزيف ... "