ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
تقدم هذا الرجل المرعب فجأة الى الشخص الذي كان يرافق فريق يونو وهو يسأله حول هوية يونو ومن معه . لقد كان الإثنان يتبادلان أطراف الحوار بشكل عادي , حتى أنهم كانوا يتبادلون سيجارة تبغ .
" سيدي ما الذي حدث هنا ؟؟ هل حدث صدام ما بين أحد أساطيلنا وهذه السحالي الغبية ؟؟... " قال الرجل الذي كان يقود فريق يونو فجأة , حيث كان يستغرب بشدة من ما يحدث في هذا المكان .
" هاهاهها.. أنت لاتزال جديدا هنا لذلك لا تعرف أي شيء , أنظر الى هناك ؟؟... "
أشار الرجل فجأة الى الأمام , حيث نظر فريق يونو بالكامل الى المكان الذي يشير اليه الرجل , ليجد جميعهم أن ذلك الأسطول الذي يعود الى قبيلة التنين توقف بعيدا هناك وبدأ ينظم صفوفه بشكل غريب .
لكن إذا دقق الشخص في الملاحظة يمكنه أن يشاهد رجلا عجوزا مع عصى ذهبية يطفوا في السماء ويقترب من فريق يونو هذا . في نفس الوقت كانوا يسمعون كلام الرجل الذي بدأ يتحدث حول ما حدث هنا :
" أنتم ضعفاء جدا , لا أحد من مجموعتكم وصل الى عالم السماء حتى؟؟ كيف وصلتهم الى هنا حتى هاهاها؟؟ وتقولون أنكم على مقربة من السيد هوتاكي ؟؟ يا للسخرية .
كما ترون في هذه الغابة , هذه الغابة كانت هجوما من نوع ما أطلقه السيد هوتاكي . لقد كنت حاضرا في تلك اللحظة فقد حدث ذلك قبل قليل فقط . هجوم واحد منه مسح أسطولا كان بمثل حجم ذلك الأسطول الذي ترونه أمامكم . ويا للأسف فحشرات مثلكم لم ولن تعرفوا أبدا مدى رعب قوة أسطول كهذا ؟؟...
والأهم من ذلك لم تعرفوا أبدا مدى رعب الشخص الذي تبحثون عنه . "
بوووووووووووووم بووووووووووووووم !!~~~~~~
إهتز العالم بأسره فجأة , حيث رن هدير مدوي في كامل أرجاء هذا المكان , إنتشر ضغط سلالة مروع لهالة عرق التنين الملكي وبدأ العالم يتحول الى شيء لا يمكن تصوره على الإطلاق !؟؟
كامل فريق يونو تقيأ الدماء الحارة الطازة , بينما دخل رعب مدوي الى داخل أرواحهم !!؟ بدأوا جميعا في الصراخ من شدة الخوف من هذه الهالة , لكن شيئا ما أحال بين هالة التنين وبينهم في آخر اللحظات وإلا لكان كامل هذا الفريق من المجانين بحلول هذه اللحظة ؟؟
سقط الفريق بالكامل على اللوح الأرضي بلا حول ولا قوة , حتى من زوجة يونو أسقطت ذلك الطفل الصغير الذي كان يبكي بشدة , ويا للسخرية لم تملك في جسدها ولو ذرة واحدة من القوة الكافية لكي تقوم من جديد وتحمل طفلها من على قطعة الأرض القاسية التي كانت مستلقية عيلها ؟؟
إستمرت في الأنين والبكاء وهي تنظر الى باقي الفريق الخاص بها مستلقيا على الأرض فحتى أنه منهم من كان على وشك الموت فما بالك بطفل صغير !!؟ صرت المرأة على أسنانها بقوة وهي تنظر الى زوجها العاجز هناك ؟؟
لكن المشهد الذي كان خلف زوجها يونو كان مرعبا جدا !! السماء تشققت وبدأ الفراغ في إخراج ألسنة اللهب الحارقة , كان الأمر كما لو أن العالم تحطم وسقط ؟ فقد تم قصف كل شيء بواسطة ذلك الأسطول في لحظة تحبس الأنفاس !!؟
بووووم بووووم بووووم !!~~~~~
لكن الغريب أنه كان هناك ستار ذهبي خفيف يقف أمام كامل تلك الهجمات ؟ وخلف ذلك الستار وقف رجل تعرفه هذه الفتاة جيدا , لقد رأت صوره في كل مكان في كوكب الأرض . لقد كان ذلك الرجل الذي طالما كان يحبها في فترة الشباب , لكنها مع الأسف لم تستطع مبادلته تلك المشاعر , والأن هو تحول الى شيء هي لاتعرف ما هو على الإطلاق .
لقد تحول الى نوع من الألهة الذي تعبده أفراد عشيرة الأكاغي المجنونة هذه ؟؟
" هاااا هوووووو هااااااااااااا هووووووووووو .... "
بدأ أصوات الهتاف والغناء فجأة تنطلق من شتى الأماكن في اللحظة التي ظهر فيها الرجل المغطى بالضمادات . حيث حتى الرجال الذين كانوا يقفون مع يونو وفريقه بدأو في الهتاف والغناء مع البقية بكل جوارحهم ؟
ظهرت أعداد كبيرة جدا من أعضاء الأكاغي , وظهرت سفن من العدم غطت المشهد برمته . كان من الصعب على فريق يونو أن يلمحوا ما يحدث ؟؟ لكن نظرا لسخرية القدر فقد بدأ هوتاكي في التوجه الى جانبهم فجأة ؟؟
في البداية ظن هذا الفريق أن هوتاكي ميزهم فور رؤيتهم وجاء لمعرفة ما يحصل معهم؟ لكن مع إقترابه من المكان بدأت نظرات هذا الفريق تتغير شيئا فشئا ؟؟!!!؟
كان يقترب وكان يصفق في نفس الوقت ؟
" كلـــــاب !!... "
..
..
" كلــــــــــــــاب !!~~"
بدأت أصوات موسيقى راب فجأة تخترق أذان فريق يونو , حيث بدأ هوتاكي الذي وصل الى جانبهم في الرقص فجأة ؟؟
كراااااااااك !!؟؟؟
تحطمت الصخرة التي كانت تحمل هذا الفريق فجأة بينما سقط جميعهم الى الأسفل وهم يشاهدون هوتاكي الذي إتضح بأنه كان ذاهبا في الأصل الى حافلة غريبة ظهرت في المكان ؟؟ حافلة مدرسية قديمة الطراز لكنها كانت عملاقة بعض الشيء .
من الحافلة خرج فريق غريب من الشخصيات التي بدأت في الرقص كذلك ؟؟ بينما كان أكثر رجل غير ملامح فريق يونو الذي كان في سقوط حر يقف على الحافلة بنفسها وهو يرقص كذلك ؟؟ ذلك الرجل الضخم كان يرقص بسلاسة وبشكل مثير للغاية يخطف قلوب كل من ينظر إليه ؟؟
شعره الأبيض كان يتراقص مع النسيم العليل في المكان بتناغم عجيب ؟؟
كانت الجماجم والأطراف المقطوعة تتطاير حولهم بشكل مرعب , بينما كانوا جميعا يرقصون ؟؟
الموسيقى الصاخبة جعلت المكان برمته يهتز ؟؟ والجثث التي ملأت هذا العالم كانت متعة نظرية بالنسبة لهؤلاء ؟؟ نظرة يونو تلك حملت تعبيرا لا يمكن التعبير عنه على الأطلاق , إكتفى بطرح سؤال غبي وسط هذا الموقف صارخا :
" هل هذا هو هوتاكي الذي أعرفه ؟؟.... "
فووووش فووووش !!~~~~~
تقدم العديد من أفراد الأكاغي الذين كانوا يحملون أجساد تنانين عملاقة الحجم موضوعة على أعمدة حديدية , من كل عمود حديدي إنبعثت نيران بيضاء خلابة وبدأت في شواء هذه الأجساد التي تخص جنسا فخورا ملكيا مثل التنانين ؟؟
بدأ شعب الأكاغي في الغناء والرقص بينما كانوا يقومون بشواء جثث التنانين . وكما العادة كان يتم توثيق كل شيئ من طرف تشكيلات ألفا الأصل التي إنتشرت في كل أنحاء المكان , الشخص الذي نشر هذه التشكيلات كان بكل تأكيد مارشال عشيرة الأكاغي بنفسه .
إستمرت عشيرة الأكاغي في رفع جثث التنانين التي كانت تتعرض للشواء بينما كانوا يشكلون بها علما كبيرا جدا لعشيرة الأكاغي !!؟ لو نظر الشخص من الأعلى الى ماكان يحدث في الأسفل هناك , كان سيميز بكل تأكيد علم الأكاغي ذاك الذي صنع بواسطة تنسيق من هؤلاء المجانين !!؟
تقدمت الحافلة التي كانت تحمل أعضاء الديموس الى ناحية الستار الذهبي الذي يفصل بين قذائف الأسطول وبين الأكاغي بينما كانت تشعل وتطفئ الأنوار , كانت الحافلة ترتعش بشدة لأن الرقص لم يتوقف على الإطلاق . وصلت الحافلةالى أمام الكبير في السماء , ومع توقف الحافلة توقف كل شيء فجأة !!
توقفت الموسيقى وتوقف الناس عن الحركة , حتى من فريق يونو الذي كان على وشط الإرتطام بالأرض توقف في السماء تحت تأثير قوة غريبة جدا . عم السكون الخيف المكان برمته فجأة ...
نزل المارشال من على الحافلة وبدأ يتقدم الى ناحية الكبير حيث إخترق الحاجز ببساطة لأنه كان الشخص الذي صنع ذلك الشيء من الأساس . وقفت جثة المارشال اليافع والعملاق أمام جثة العجوز الهزيلة والتي كانت تبدو كما لو أن هذا العجوز على وشك الموت في أية لحظة .
" تييت تيت .. "
أخرج المارشال جهاز قديم مرتبط بسماعات أذن من الطراز القديم , حيث قام بحشر هذه السماعات في أذن العجوز أمامه بكل هدوء . كان من الواضح أن ذلك العجوز تسمر في مكانه من شدة الرعب , الهالة التي كانت قادمة من الشخص الواقف أمامه كانت غير عدائية على الإطلاق , بل لم يكن هناك أي هالة من البداية .
لكن هذا الشعور الذي أحاط هذا العجوز كان يخبره بشيء واحد لا غير ...
" أ... أبسط تحرك وسأموت ... "
توقف العجوز في مكانه بدون أي حركة تذكر وإستسلم للوضع نظرا للعجز المروع الذي شعر به أمام هؤلاء أمامه . لكن الهالة الغير عدائية التي كان يستشعرها من زيـــغان منحته بصيصا من الأمل وجعلته يؤمن بأنه قادر على الخروج من هذا المكان على قيد الحياة بطريقة ما .
قلب العجوز كان يحترق من شدة الغضب وهو ينظر الى المشهد المروع الذي صنعته عشيرة الأكاغي من بني جنسه . عرق التنين الفخور تعرض لمذبحة قاسية للغاية في هذا المكان , أغلبهم كان معلقا بتلك الأشجار ولا يزال ينزف ويئن الى حدود اللحظة , بينما البقية كانوا بالفعل جثثا هامدة في عين المكان . أما البقية فقد كان يتم شواء أجسادهم من طرف هؤلاء أمامه ؟؟ لقد كانت حقيقة قاسية للغاية , صدمة لم يستطع عقل هذا الكبير تقبلها الى حدود اللحظة .
" بلاصت متوفروا لنا السمك .... وفرتونا للسمك ...غاديين بنا للهلاك ... "
إنطلقت أغنية راب فجأة في أذان العجوز بلغة لم يقدر على فهمها على الإطلاق , حيث بدأ المارشال في الرقص أمام العجوز من جديد وهو يلقي بنظرة خاطفة على كامل أسطول العائلة الخامسة أمامه هذا ؟؟
تجمد تشي السماء والأرض وشعر كل فرد من عرق التنين هنا كما لو كانت أرواحهم تحت رحمة ذلك الرجل . نظرة واحدة دبت الرعب في قلوب هؤلاء بينما تحولت ملامح وجوههم الى شيء لايمكن رؤيته في أي مكان .
لقد كانت تلك الملامح , ملامح الخسارة التي لم يسبق أن ظهرت على وجوه عرق التنين من قبل . عادت الموسيقى فجأة الى العمل بينما حصل المارشال على رأس تنين كبير ومشوي ؟؟
" خااااش ..... ~~~~~ "
مع قضمة كبيرة , كان يمكن للعجوز أمامه تمييز صوت تمزيق اللحم عن صوت الموسيقى بكل وضوح . حيث بدأ المارشال في أكل رأس هذا التنين مباشرة أمام هذا الكبير وهو يهمس بشكل خافت لكن مرعب :
" لحم التنين حقا شيء آخر !؟ أتسائل كيف سيكون مذاقك ؟؟... "
تساقط العرق من جبين الكبير بينما أصبح عقله فارغا تماما لوم يعد قادرا على النطق أو التفكير بأي شيء !!...
لكن المارشال رفع يده الى السماء فجأة وهو يصرخ بشكل غريب مع نظرة أشد غرابة :
" أيها السحالي الغبية , الحياة قصيرة جدا ...
إستمتعوا بما بقي لكم منها ما دمتم تستطيعون , نحن ننسحب اليوم , لكن قريبا سنجعل قبيلتكم بأسرها مخزون الطعام الجديد ... "
..
..
..
في اللحظة التي عاد فيها الكبير الى رشده , لم يكن أمامه سوى بعض الدخان الأسود الخفيف ...