ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
" ما هذا الغرور ؟؟
صعاليك هذه الأيام حقا شيء آخر , هيهيههي .... "
كانت رباطة جأش هذه الوحوش القديمة حقا شيئ أثار دهشة المارشال , لقد كان مصدوما بالكامل من برودة أعصاب هذه الشخصيات القديمة رغم أنه كان ضمن الجانب الذي أبدى تلك المظاهر الطفولية التي لن يظهرها شخص بمثل مقامه . على عكس الأكاغي الذين كانوا مثل فريق من الأطفال يتحدثون حول بعض الأثداء وغيرها من الأمور البذيئة .
كان ملوك قبيلة الأوفرلورد قبيلة الوحوش هادئين جدا , حتى من هالاتهم كانت باهتة الحضور الى حد العدم . كان الأمر صادما بشدة , حيث أظهر هؤلاء العجائز مستوى فائق من التحكم بالذات وبالأهم , التحكم في قوتهم الكبيرة .
لم يحدث ولو تسرب واحد لقوة أي منهم , حتى هذا الذي لم يتحمل أكثر من ذلك والذي كان يقف في الجهة المقابلة لهوتاكي كانت هالته وقوته هادئة جدا كبحيرة راكدة. عين زيـــغان كانت تلاحظ وتدرس الوضع بشكل دقيق جدا وكان يدرس أدق التفاصيل الصغيرة حول هذه المجموعة من الشخصيات .
وعلى ما يبدو أن هذه الشخصيات التي تقف أمامه كانت حقا تملك القدرة والإمكانيات لكي تقف على عرش ملوك قبيلة من مستوى الأوفرلورد . لقد كانوا أشخاص حقيقيين وصلوا الى عالم الملك القتالي ؟؟
عيون المارشال تركزت على الفور على جمال غير طبيعي وقف هناك بصمت شديد , وقفت منذ البداية في مكانها الذي ظهرت فيه لأول مرة , وكانت تشاهد ما يحدث بإهتمام شديد .
كانت تملك جسدا بشريا لجمال خلاب يمكن مقارنته فقط مع لوسي من زمرة الديموس !!؟ هالة تلك المرأة كانت منعدمة بالكامل , بينما كان هناك تاج خفيف ومصنوع من موارد مادية حقيقة موضوعا بدقة على رأسها . الأكيد أن تلك المواد كانت هي الأندر والأغلى في كامل عالم سافاستانو ...
على وجهها كان هناك تعبير للفضول الشديد فقط . فضول حول ما كان يفعله مارشال عشيرة الأكاغي في هذا المكان ؟؟ لكن المخيف أنها لم تعتبر المارشال وأعوانه خطرا على الإطلاق , هذا الهدوء كان شيئا نابعا من الثقة المطلقة في القوة الفردية الخاصة بها . ثقة لم يزعزعها حتى حضور زيـــغان بنفسه .
خلف هذه المرأة وقف رجل هناك بكل صمت شديد . كان يضع قناعا على وجهه ولم يظهر منه أي شيء على الإطلاق , حتى من صوت التنفس لم يكن واضحا على الإطلاق حيث لم هناك أي فرق بينه وبين جثة هامدة !!؟
بهذا كان للوحوش ثلاثة عشر ملك بما فيهم الأوفرلورد . بينما كان الأكاغي الحاضرين 11 فقط ؟؟ لقد كان التوفق العددي واضحا منذ الوهلة الأولى بالتأكيد , لكن على ما يبدو بأن المارشال لم يأتي الى هذا المكان من أجل القتال .
أمسك مدمر الموازين ووضعه على كتفه وهو يتقدم الى الأمام بخطوات ثابتة ؟؟
كلاب كلاب كلاب ~~~~~~
مع كل خطوة يتقدمها الى الأمام , كانت تشكيلات الماجوس الذهبية تتفرع من جسده وتحيط بالمكان حيث تم عزل المنطقة بالكامل عن العالم الخارجي ؟؟
أحاط ستار ذهبي كل هذه الشخصيات بينما عمت الفوضى في الخارج بالكامل !!؟
" لا يهم إذا كان المارشال هنا ؟؟ فهو بكل تأكيد ليس ندا لأي من الملوك الثلاثة عشر, على الأقل ما نحن متأكدين منه هو أنه مهما بلغت قوته فهو لن يستطيع تحمل ضربة واحدة من جلالة الأوفرلود حتى !!؟..."
كان الجنود في الخارج هادئين للغاية , ثقة هذا الجيش في تلك المرأة كان حقا شيئ غير طبيعي , كل هذه الوحوش المختلفة التي ملأت السماء والأرض كانت تتراجع بالكامل !! تراجع شامل لأنهم عرفوا بكل بساطة بمدى حجم هذا الوضع . وإذا كان الأمر مسألة حتى الأوفرلورد غير قادرة على حله , فما الذي سيستطيعون هم فعله ؟؟
في داخل التشكيل , إزدهر اللون الذهبي الخلاب وغطى على المشهد بالكامل . تم صنع كراسي ذهبية وطاولة ذهبية أوضحت على الفور رغبة المارشال من القدوم الى هذا المكان .
حيث جلس على الفور في الكرسي الأكبر الذي كان على رأس الطاولة , ووضع قدماه فوق الطاولة بينما كان سلاحه على كتفه , هذا السلاح ذو الحجم العملاق كان شيئا تركزت عيون الملوك عليه منذ لحظة أظهار المارشال له !!..
رفع المارشال نظرته الى البقية , حيث تراجع الديموس على الفور . لكن أحدا منهم لم يجلس على تلك الكراسي المحيطة بالطاولة , بل وقف الفريق بالكامل خلف زيــغان مشكلين مشهدا غريبا للغاية لكن لسبب مخيف ؟؟ مخيف جدا كأنهم مجموعة من الذئاب التي تنتظر الأوامر لتنقض على العدو وتنهش جثته حتى لا يبقى فيها سوى العظام , لكن بالنظر الى هؤلاء الديموس ؟؟
كانت مسألة بقاء العظام مشكوكا فيها حتى !!...
لم ينتظر المارشال أي رد فعل من العدو وإنما بدأ بالحديث على الفور :
" حسنا لقد كان دخولنا الى هذا المكان سريعا بعض الشيء . فعلى ما أظن أن رسالتي وصلت متأخرة قليلا , أليس كذلك ... ؟؟
إنتظر ماذا كان إسمها من جديد ؟؟... "
توقف حديث المارشال في اللحظة التي أدرك فيها أنه لا يعرف إسم الأوفرلورد التي تقف أمامه بكل إهتمام , لكنه مع ذلك لم يخجل من سؤال هوتاكي حتى في وضع كهذا !
لكن ما لم يتوقعه المارشال أنه حتى هوتاكي نظر إليه بغرابة وهو يقول بكل براءة :
" لا أعلم ؟ "
!!
قاطع نفس العجوز الذي وقف أمام هوتاكي قبلا الحديث وهو يصرخ :
" لا تحتاج الى معرفة ذلك الإسم , بل أنت لن تتجرأ على نطقه حتى لو عرفته .
ناديها بهيكا فقط أيها الحش.... "
" ن....... نــــــيرو ... "
فجأة وعلى غير المتوقع قاطع هذا الصوت اللطيف فجأة كلمات العجوز من دون أي سابق إنذار , كانت أول كلمة تتحدث بها أوفرلورد قبيلة الوحوش هي إسمها كإستجابة لما كان يتطلبه الوضع !!؟
كان الجميع من حولها في حالة إستغراب وصدمة ؟؟
الإسم الشخصي للأوفرلورد ؟؟ هذا شيء شخصي بالغ الخصوصية حتى كبار القبيلة أنفسهم لا يعرفونه على الإطلاق !؟ سماع إعتراف هذه المرأة بإسمها طوعا أمام مارشال عشيرة الأكاغي جعل كامل الملوك الذين كانوا يقفون أمام الأوفرلورد الخاصة بهم يرتعشون بشكل لا يصدق ؟؟
والأهم من ذلك , ماذا كانت نبرة الصوت الحنونة تلك بحق الجحيم ؟؟
هل هذه هي نفس الأوفرلورد المتوحشة التي إعتاد هؤلاء الملوك العمل تحت إمرتها ؟
كان جميعهم يعلمون ما يعنيه هذا الأمر , فطوال ألاف السنين , لم يسبق وأن سمع أي منهم نبرة الصوت هذه تخرج من لسان تلك الأوفرلورد على الإطلاق ؟؟ عرف جميعهم في مجرد هذه اللحظة القصيرة أنها لم تتحدث كأوفرلورد لقبيلة الوحوش السماوية , لكنها تحدثت بدل ذلك ك....... إمرأة ...
تهاوت أطراف العجوز الذي تمت مقاطعته , حيث إتجه مباشرة صوب إحدى الكراسي التي كانت على جانب الطاولة التي صنعتها تشكيلات المارشال , لم يعرف هذا الرجل ما الذي حل به حتى , لقد كانت لحظة صدمة لم يحسب لها أي حساب .
لكن ما فاجأه كان الصدمة الحقيقية التي تجسدت أمامه على هيأة فك عملاق ظهر من العدم وبشكل مفاجئ أمام هذا العجوز !!؟ الشيء الوحيد الذي خرج من هذا الفك كان نسمة محترقة من رائحة الموت !!...
غررررر !!!~~~~~~~~~
زمجرة خفيفة وضعيفة بعض الشيء ؟؟ لكن تأثيرها كان شبه لانهائي تقريبا . فقد مرت شرارة من قوة عرق طائر الفيرمايلون العتيق والمصنف كوحش ذو سلالة من الصنف التاسع فجأة على كامل أجساد هؤلاء الملوك ؟؟
الصنف التاسع صنف لا يوجد حتى في تصنيفات المحكمة السماوية لهذه الحقبة . صنف أغلب الكائنات الحية لم يسبق وأن سمعت به من قبل , حتى من التصنيفات أسفله , التصنيف التامن أو حتى السابع يعتبرون مجرد أساطير وخرافات عفا عنها الزمن ؟؟
لكن أمام وحش , كان ضغط سلالات الوحوش يملك فعالية تتعدى الألف في المئة . فبعد كل شيء هرم السلطة في قبائل الوحوش يختلف بالكامل عن البشر . والميزة الأكبر للوحوش , هي أنهم يملكون القدرة على تمييز المفترس من الفريسة فور إستشعاره...
تسمرت أنفاس العجوز وأبت الصعود من صدره , قلبه لم يبدي أي حركة على الإطلاق فهذه الصدمة كانت كفيلة بإخراج حتى تلك الأوفرلورد من أحلامها الوردية التي كانت تشعر بها إتجاه المارشال ؟
لم تعرف تلك المرأة ما الذي حل بها فور رؤيتها للمارشال , فذلك الشعور الذي أحست به لم يسبق وأن شعرت بمثيل له طوال مئات , لا بل آلاف السنين العجاف . آلاف السنين التي كانت عبارة عن حلقة مفرغة من الحروب والقتالات والوحشية الدموية التي لا تنتهي. الوقت الوحيد الذي تتخلص فيه تلك المرأة من كل هذا الواقع كان فترة السبات . لكنها وبشكل مفاجئ بدأت تتسائل في نفسها وهي تكشر عن أنيابها :
" فقط , ما هذا الشعور ؟؟... "
..
..
..
" أتعرف أيها العجوز ؟؟ كلمة حشرة ضمنيا تعتبر مصطلحا أنشأه البشر وأطلقوه على نوع الوحوش ذات الحجم الصغير ؟
بمعنى أدق ذلك النوع من الوحوش الذي أستطيع التخلص منه فقط بدعسه الى حد الموت .
...
لكن الغريب حقا أن هذه المعادلة تنطبق عليك بالكامل , بالكامل وبشكل مثالي حتى ؟؟؟ ومع ذلك من النادر جدا رؤية حشرة تقاوم , فقط الصراصير تفعل ذلك ..."
وقف المارشال فجأة من مكانه بينما بدأ تحول عرق الكارثة في الإندفاع خارج جسده بإنفجار قوة سلالة إنبعث عنه ضغط جمع السماء بالأرض !!؟