ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ

بعيدا جدا عن هذا المكان , بعيدا جدا عن مكان المارشال زيــغان الحالي وبعيدا عن أي بقعة من الفضاء لها علاقة بعالم سافاستانو أو حتى بمحيط ونواحي عالم سافاستانو , بعيدا جدا وأبعد حتى من حدود الفضاء والزمان نفسها ...

هذا المكان هو ما سبق وأطلق عليه ملوك عرق الكارثة بالوجود الأعظم , ميلينيوم !!؟ وجود شامل لكل شيء في هذه الحياة , وجود يجمع بين كل شيء , من أصغر الأبعاد المجوفة الى الأبعاد العادية و الأكوان , ووصولا حتى الى الأراضي المقدسة !!؟

ميلينيوم إسم أطلق على كل شيء يمكن أن يكون موجودا سواء في الحاضر أو في الماضي , وبالطبع حتى في المستقبل . لأنه حتى بالنسبة للأبعاد والأكوان فهي تتبع نفس القانون السماوي الذي تتبعه جميع المخلوقات الحية .

كل شيء له بداية ستكون له حتما نهاية .

لذلك لم يكن من الغريب أنه خلال تدفق نهر الزمن , تختفي أبعاد وأكوان لتظهر في محلها واحدة أخرى جديدة بمعايير أخرى. كل شيء يختفي مع مرور الوقت ويحل محله واحد آخر , حتى من الكائنات الحية تختفي بإستمرار وتصبح في طيات الزمن .

لكن الشيء الوحيد الذي يبقى على حاله خلال هذه الدورة المفرغة هو حقيقة التطور.

لقد تبينت هذه الحقيقة على مر العصور , التطور حقيقة مطلقة تنطبق على كل شيء في هذا الوجود . تنطبق على الكائنات الحية كما تنطبق على الوجود بنفسه . أي أنه حتى الكائنات الغير حية خاضعة لدورة التطور هذه .

فعلى سبيل المثال الأبعاد , تبدأ من أضعف حالاتها التي تكون على هيأة بعد مجوف غير قادر حتى على تحمل تواجد قانون واحد بغض النظر عن نوعه . لكن تحت سيطرة حكام الأبعاد , تبدأ دورة التطور بإبداء مفعولها , رغم أن الأمر يكون بطيئا ويتطلب مدة زمنية طويلة للغاية . إلا أن وصول البعد الى مستوى الأراضي المقدسة ليس بالشيء المستحيل لكنه صعب للغاية. وتلك الصعوبة تكون غالبا هي العقبات التي تواجه حكام الأبعاد مع مرور الوقت ...

الغريب في الأمر أن الأشياء الغير حية لا تشكل فقط الأبعاد . وإنما كانت هذه المكتبة مليئة بمختلف النصوص القديمة التي تعود الى تريليونات السنين أو حتى أكثر من ذلك , مقارنة بهذا الرقم الإعجازي الذي كان من الصعب تخيله حتى !!؟

ماذا كان كوكب الأرض ؟؟

بل السؤال الأدق , ماذا كان الكون الذي تواجد فيه كوكب الأرض برمته ؟؟

مجرد كون صغير ومنبوذ عمره لا يزيد حتى عن 14 مليار سنة ؟ مجرد فترة قصيرة جدا من الزمن بالنسبة لوجودات أكبر منه بكثير , هذه الفترة التي تعتبر شيئا خياليا بالنسبة للبشر على كوكب الأرض الصغير . كانت لا تشكل حتى لحظة قصيرة من الفترة الحقيقية للوجود الأكبر .

لكن بالنظر الى مدى العجز الشديد الذي كان يعاني منه سكان الكوكب , عجز وصل الى عدم قدرتهم حتى على عيش 100 سنة قصيرة فما بالك بالخروج من الكوكب وإستكشاف بقية العالم ! كان من الطبيعي أن تبدو هذه الأشياء مثل الخيال بعيد المنال بالنسبة لهم . وكان من الطبيعي أن يستحوذ عليهم قصر النظر ذاك ...

في الجهة الأخرى , لا يوجد أي نص قديم ولا توجد أي معلومات أو وسائل لقياس عمر الوجود الأعظم ميلينيوم . لذلك تم تلقيبه بالوجود الأزلي , الذي لا بداية له والذي تبين تاليا أنه ربما لا نهاية له .

فحتى أعظم طائفة مرت على وجه هذا الوجود طائفة عرق الكارثة لم تدمره في نهاية الأمر !!؟

في داخل كومة الأوراق والمخطوطات القديمة التي كانت تعم هذا المكان , كانت هناك جثة مستلقية على كتاب عملاق الحجم وصل طوله الى ما يقارب المئة متر !!؟

كتاب قديم جدا كانت أوراقه قد بدأت في إظهار علامات التفتت , الغبار كان يغطي المكان برمته ويظيف له لمحة خفيفة تجعله يبدو كما لو أنه آثار قديمة من غابر الأزمان.

" آه آه !! هل حقا هذا شيء ممكن ؟؟

لقد أصبح الأمر مزعجا جدا . أن يصبح كل شيء مرهونا برضيع لم يعتد مفارقة صدر أمه حتى ؟؟

اللعنة !! ما هذا يا رجل ؟؟ تشه ..."

وقف الشخص الذي كان مستلقيا على ذلك الكتاب العملاق الموضوع في منتصف هذه القاعة العملاقة , بينما كانت ملامح وجهه تتفحص كل شيء في الغرفة بصورة غير طبيعية على الإطلاق !!؟

هذا الشخص كان يتحدث الى نفسه كما لو كان مجنونا , فالغرفة كانت خالية تماما ولم يتواجد أي أثر يذكر لشخص غيره . كانت ملابس هذا الشخص غريبة جدا , فقد كان يبدو مثل راهب أصلع ذو مظهر أحمق . من حسن الحظ أنه لم يكن يرتل تعاليم بوذا , وإنما كان يلقي باللعنات والشتائم في كل مكان .

تقلص حجم الكتاب العملاق فجأة الى أن أصبح يبدو ككتاب عادي لا شيء غريب بشأنه , كتاب صغير الحجم بعدد صفحات صغير هو الأخر . الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشد إنتباه شخص ما حول هذا الكتاب كان هو رقم ثمانية ؟؟

رقم 8 نقش بخط غليظ وغريب على غلاف الكتاب . ذلك النقش كان يملك هالة غامضة جدا تسحر روح كل من وقعت عينه على الكتاب . وكذلك كان الحال بالنسبة لهذا الشخص الذي كان يمسك الكتاب , فقد سقط فجأة على الأرض وكانت بضعة ثواني فقط حتى تحولت جثته الى رماد ذهبي اللون إمتصه الكتاب !؟

بلووب !!~~~~~~~~~

سقط الكتاب على الأرض من جديد وقد عاد الى حجمه الطبيعي بينما إنبعثت ضحكة خفيفة في عين المكان !! كانت أصوات الضحك تترد وفي نفس الوقت ظهر شيء غريب للغاية على صفحة الكتاب !!؟

ظهرت جمجمة قديمة جدا ذات هيكل غريب لا يشبه البشر على الإطلاق !! الغريب أن هذه الجمجمة تم ربطها بأغلال , بالضبط ثمانية أغلال حمراء كالدم . وكل من هذه الأغلال كانت مرتبطة بنقش من بين ثماني نقوش أحاطت الجمجمة !!...

" هه هه هه هه ... هؤلاء الحمقى لا يكفون عن المحاولة حقا ؟؟

على الأقل هذا يقتل بعض الملل , أليس كذلك يا سيد جندي ؟؟ "

لم يمر وقت طويل حتى إختفى النقش الغريب من على غلاف الكتاب في حين عاد الرقم ثمانية للظهور من جديد . هذا الرقم كان جزئه العلوي باللون الذهبي البراق , بيما كان الجزء السفلي باللون الأزرق السماوي !!..

كانت الأصوات تنبعث من أماكن مختلفة في نفس الوقت وتنتشر في كل زوايا هذه الغرفة كما لو أن المتحدث ليس شخصا واحدا وإنما عدد لا نهائي من الناس متواجدين في عدد لا نهائي من الأماكن سواء داخل هذه الغرفة أو خارجها !!؟

لكن للأسف الشديد , كان هذا الصوت هو الأخر كما لو أنه مجنون آخر يتحدث الى نفسه في هذه الغرفة الغريبة ؟؟

لأنه وبكل بساطة عدى هذا الصوت المتعدد الذي يعود الى نفس الشخص , كانت الغرفة خالية من أي صوت آخر . وكان كل شيء هادئا هدوئا غريبا ...

" ذلك الكتاب شيء يخص صاحبه . فقط المختار قادر على حمل ذلك الشيء بدون أن يتحول الى رماد ذهبي . هه هه هه هه هه !!

فقط أوكتيفيا يستطيع فعل ذلك ..."

..

..

" وكما يبدو , الوقت بدأ يقترب شيئا فشئا ...

أليس كذلك أيها الجندي ؟؟ "

** **** ***** *** ***** ***

قبل 60 سنة من الوقت الحاضر ...

في ليلة ممطرة وعاصفة , كانت هناك قرية تمر من أحداث غريبة جدا لم يعرف أهلها ما الذي يحدث ؟؟

لقد كان الأمر في منتهى الغرابة , وكذلك في غاية الرعب بالنسبة لقرية فقيرة من الناس العاديين .

إمتلأت السماء بهدير الرعد وقصف البرق المدوي , كانت الأحداث التي حدثت في تلك الليلة شيئا تمت إزالته من كتب التاريخ بالكامل . وكل من حظر في تلك الليلة وشهد ما حدث هناك لم يعد حيا ليروي قصته ؟؟

كل ما يتذكره الناس هو البرق الغريب الذي كان سائدا هناك يقصف السماء بكل جموح؟؟

البرق ؟

بالطبع لم يكن ذلك مجرد برق عادي , وإنما كان أشد أنواع البرق قوة ونبلا ؟؟

برق المحنة السماوية المقدس !!؟

فحتى من مكان تلك القرية تم مسحه من الخريطة بالكامل وأصبح منطقة محظورة لا يعود أبدا من يدخلها !!؟ لقد كانت أحداث تلك الليلة والمكان الذي حدثت فيه تلك الأحداث واحدة من أكثر الغرائب التي لم يكن لها أي تفسير على الإطلاق ؟؟

وفقط شخص واحد يعرف تمام اليقين ما الذي حدث هناك . لكن للأسف هو في الوقت الحالي مسجون في هذه الغرفة الغريبة يراقب من بعيد مجرد كتاب ضخم يلتهم كل من يلمسه . ويصرخ من حين لآخر بإسم الجندي ؟؟

الجندي ؟؟

2020/11/26 · 1,280 مشاهدة · 1322 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2025