ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
ملاحظة : [ هذه الأحداث كذلك حدثت قبل 60 سنة من الوقت الحاضر ]
*** *** ** ** ** ** ** ** *
في كامل ميلينيوم , تعتبر المؤسسات العملاقة التي تملك وزنا كبيرا جدا يؤثر على كيفية سير الأمور بشكل عام , مؤسسات يطلق عليها لقب السماء .
فقط كمثال أكاديمية السماء الذهبية !!
هذه الأكاديمية تعتبر واحدة من أبرز مؤسسات السماء التي ذاع صيتها في كل الأنحاء . لقد كانت تملك مكانة أشبه بمكانة معهد الظلام في عالم سافاستانو !!؟ لكن ما هو عالم سافاستانو أمام ميلينيوم ؟؟ كان من الغير منطقي إجراء مقارنة بين الإثنين حتى !؟
خلاصة الموضوع أنه لم يكن هناك يوم قد تخيل فيه أحدهم أن يتم إقتحام كيان عملاق صنف السماء كهذا !!؟
المقتحم مع الأسف لم يكن جيشا ولم يكن أسطولا , لم يكن طائفة عظمى ولم يكن أي شيء خارق للعادة . بل المقتحم كان مجرد رجل عجوز يمسك بيدي طفلين صغيرين !!
المعلومات حول هذه الحادثة أيضا كانت غامضة جدا وكانت مشوشة حيث كان من الصعب على العامة معرفة حقيقة ما حدث بالضبط . لأنه وكما يزعم الجميع لقد إستيقظ القائد الأعلى لأكاديمية السماء الذهبية من أجل وقف تقدم هذا الدخيل فقط.
كيان قديم جدا الغموض الذي يحيطه يعتبر بحرا أمام الغموض الذي يحيط مؤسسات صنف السماء نفسها . لكن حتى كيان كهذا إضطر للإستيقاظ من السبات الطويل الذي كان فيه فقط للقاء هذا الشخص الذي إقتحم الأكاديمية ؟؟
*** ****** ******* ******
" هه هههه ههههه هههههه ... لم أتوقع أن شخصا مثلك سيتولى هذه المسؤولية ؟؟
منظر الحروق التي حصلت عليها إثر برق المحنة السماوية لا يبدو جيدا عليك على الإطلاق ...
ذكرني بما يجب أن أناديك مجددا ؟؟
هل كان ذلك , سيد جندي أو شيء كهذا ؟؟ "
وسط فوضى عارمة حلت على كامل الأكاديمية , تداخل الفضاء بشكل غريب حيث إختفى الرجل الذي إفتحم الأكاديمية من أمام الفرسان وكان آخر شيء يراه الناس هو جلباب ذهبي يخص القائد الأعلى للإكاديمية !!؟
رؤية هذا الجلباب الذهبي بعث الطمأنينة في نفوس الفرسان , وأعاد كل شيء الى سابق عهده . توقفت الفوضى بالكامل وتوقف القتال , وعاد كل شيء الى الوضع الطبيعي العادي . حتى من التداريب والمعلمين إستأنفوا ما كانوا يقومون به كما لو أن شيئا لم يحدث ؟؟
هذا كان مجرد جانب صغير من ما يمكن لظهور القائد الأعلى لمؤسسة صنف السماء فعله , فأغلب الحكايات عن هذه المخلوقات كانت مجرد أساطير . ومع ذلك كان الأكاديمية أرض الأسطورة . بمجرد رؤية جلباب ذهبي اللون , كان الجميع قد تراجع وكان القتال قد إنتهى . أو على الأقل هذا ما يحكيه الناس الذين كانوا حاضرين في تلك الحادثة ...
فبدل القتال , كان هذا وقت الحوار بين شخصيات عجز العالم الخارجي عن إستيعابهم . القائد الأعلى لأكاديمية السماء الذهبية من جهة . ثم الشخص الذي لم تستطع الأكاديمية نفسها إيقاف إقتحامه للمكان !!
الجندي ؟؟
تقابل رجلان إكتنف الغموض أصغر تفاصيلهم . الشيء الوحيد الذي كان بارزا في هذه المقابلة كان هو الجلباب الذهبي من جانب , بينما كان الجانب الأخر يحمل طفلين صغيرين ؟؟
مباشرة طار أحد الطفلين الى يدي الرجل في الجلباب الذهبي بينما أصبح تنفسه سريعا للغاية كأنه شاهد معجزة من نوع ما !!؟
هووف هوووف هوووف !~~~~~~
" هذا .... هذا مستحيل ؟؟ "
كان الطفل صامتا جدا ولم يبدي أي تحرك . تلك العينين كانتا تنظران الى الرجل في الجلباب الذهب بكل براءة ودهشة .
عين ذهبية اللون وعين زرقاء سماوية ؟؟
كان الرجل في الجلباب الذهبي في صدمة عميقة وحتى من يديه كانتا ترتعشان بشكل لا يليق بمقامه على الإطلاق !!؟ وإذا كان إرتعاش مخلوق كهذا يعني شيئا فهو يعني أن السر الذي يكمن داخل الطفل بين يديه شيء لا يمكن تصوره على الإطلاق .
إلتفت العجوز الأخر وبدأ في مغادرة المكان ...
" هل أنت متأكد من هذا !؟ هذا مستحيل ؟؟
هل تخبرني أن هذا الطفل الصغير أوكتيفيا ؟؟
وماذا عن ذلك الذي بين يديك ؟؟ هذا غير مفهوم هذا ...
هذه ليست بداية الفوضى التي جاءت في النبوءة ؟؟......"
للأسف سماع هذه الكلمات لم يكن كافيا حتى لإيقاف الجندي عن مغادرة المكان . لم يلتفت الى الخلف ولم يتوقف , إكتفى بإلقاء جملة غريبة قبل أن يتداخل مع الفضاء ويختفي بالكامل ...
" ذلك الطفل ولد من السماء أمام ناظري , لقد ولد من السماء ...
أما هذا الطفل بين يدي ؟؟
فهو مجرد مسكين ماتت عائلته في تلك القرية , لكن لسبب ما هو لم يحدث له أي شيء . إنه بارق على ما أظن ...
لذلك سأخذه معي . "
إختفى الجندي وإختفى العجوز الآخر في الجلباب الذهبي , ومنذ تلك اللحظة ولدت أسطورة المختار وبدأ عالم ميلينيوم بالكامل يشهد تغيرات لم يتخيلها أي شخص من قبل !!؟
لقد كان كل شيء يسري وفق نسق لم يصدقه أحد , كانت الأمور تتسارع بشكل خطير جدا . كان ظهور المختار هو أولى رموز النبوءة . وظهور النبوءة أعاد العالم بأسره الى عصر من الرعب والهلع الذي لا ينتهي ؟؟
ظهور النبوءة كانت بكل تأكيد تعني بداية عصر جديد من عصور الفوضى المظلمة ...
الغريب أن هذا الجندي كان يبتسم بشكل خبيث جدا وهو يهمس في أذني الطفل الصغير الذي كان يبكي بشدة بين يديه :
" صغيري بارق !!
لا وقت لدينا لبكاء , سنبدأ الدروس بمجرد عبورنا الى الجانب الأخر . لكن كدرس أساسي لك ولهذا السماء الذهبية الغبي :
الفوضى الحقيقية يا صغيري , عديمة الصوت .
عديمة الصوت ..."
**** ***** ****** ******
في جانب آخر وفي مكان غير معروف سمي بكوكب الأرض . على رصيف زقاق حي من الأحياء الفقيرة كانت هناك إمرأة تبكي بشدة وهي تصرخ بينما كان ساكنة المنطقة يتجمعون حولها بسرعة ويتهافتون لمعرفة ما يحدث :
" أنا لا أسمع أي صراخ ؟؟ آآآآآآغ لماذا صغيري لا يبكي ؟؟ هل... هل هو ؟!! "
حملت المرأة التي كانت في حالة لا توصف من العجز البدني والنفسي هذا الطفل الصغير الذي ولد على قارعة الرصيف بيدين كانتا ترتعشان من شدة الخوف والرعب!!
كانت خائفة الى حد الموت من كون صغيرها ميتا فالأطفال العادين أول شيء يفعلونه فور ولادتهم كان الصراخ والبكاء .
لكن على عكس العادة , هذا الطفل الذي خرج من رحم هذه الأم كان صامتا بشكل مرعب , صامتا يتفحص محيطه بنظرات قاتمة أرعبت كل من ينظر إليه !؟
عجوز طاعنة في السن حاولت من الجانب التنفيس بعض الشيء عن هذه الأم التي كانت تمر ربما بأشد المواقف سوءا في كل حياتها , حاولت على الأقل تخفيف بعض المعاناة عنها فالإنجاب على قارعة الطريق لم يكن شيئ هينا في القرن الواحد والعشرين.
" إنه حي يا صغيرتي !! إنه حي يرزق , إنه حي ينتظر إسما يليق به فهو قوي البنية بشكل لا يصدق ...
مبارك يا صغيرتي , فقد حصلت على رجل صغير هنا ... "
أمسكت المرأة بالمولود بتلهف شديد بينما عانقته وهي تحيطه بملابسها البالية . إختلطت الدموع والمخاط على وجهها وهي تحتظن هذا الصغير وتتشبث به كأنه آخر شعاع أمل تتمسك به في هذه الحياة .
لقد كانت لحظة بزوغ أمل جديد من وسط عتمة اليأس , فهذه المرأة وصلت الى حالة مزرية لا تصدق خلال هذه الأشهر الماضية . إنقلبت حياتها رأسا على عقب بشكل مزري . وهي الأن ترزق بطفل غير شرعي ولد في حي فقير على قارعة الطريق ؟؟
ومع ذلك إستمرت هذه الفتاة في توقع الأفضل وهي تصرخ بكل جوارحها معانقة كلا من الصغير والعجوز بجانبها :
" مازينو ..... يوريك مازينو .
هذا سيكون إسمه من الأن فصاعدا , وطالما هو يوريك مازينو فهو سيكون شعاع الأمل الخاص بي ... "
*** **** *****
في زقاق بعيد عن المكان الذي ولد به مازينو . كانت تلك العجوز تجلس على بعض الجثث بينما بدأ شكلها يتغير الى شيء غريب ؟؟
كل من رأى ذلك الشكل طبعا لن يتعرف عليه . لكن طفلا صغيرا كان يجلس في الأنحاء تعرف عليه على الفور حيث كان يحاول بشدة الوصول الى ذلك الرجل الذي ظهر هنا . لكن من دون جدوى فالطفل كان لايزال صغيرا جدا , فهو كذلك مجرد مولود جديد ...
كان من الغريب تعرفه على الرجل حتى !!؟
أمسك الرجل بالطفل الصغير وهو يقول بشكل غريب :
" لنذهب من هنا يا بارق , دورنا قد إنتهى .
لكن يبدو أن صاحبة الجلالة هانا قد نسيت كل شيء . لقد أطلقت على الملك إسم مازينو ؟؟
كان يفترض بالإسم أن يكون زيـــغان ؟؟
..
على كل هو سيستعيد ذلك الإسم في المستقبل , هو سيفعل ذلك ...
علينا تحضيرك للقادم يا بارق , هل تعلم ذلك . علينا التركيز بشدة على أداء هذا الدور من دون الإكتراث الى كم هو مسؤولية ثقيلة ... "
إمتدت يدي الطفل الصغير فجأة حتى بدأت تلامس بضع قطرات من الدموع كانت تتكتل على وجه العجوز الذي حمل إسم الجندي ؟؟
توقفت خطى العجوز فجأة وبصمت شديد . لقد أدرك العجوز فجأة أنه كان يبكي ؟؟؟
لم يعرف هذا العجوز لماذا كان يبكي ؟
هل هو من أجل الحالة المثيرة للشفقة التي كانت عليها والدة مازينو , أو هل هو بسبب أن ملكه ولد على قارعة طريق ؟؟
أم هل هو بسبب عجزه عن فعل أي شيء لتغيير تلك الحقيقة , فقد إختفى من هذا المكان وظهر على جزيرة كانت تطفوا وسط بحر مظلم . الظلام كان يخيم على كل شيء في ذلك المكان , البحر مظلم , السماء مظلمة , الأرض مظلمة .
والشيء الأكيد أنه هذه المرة لم ينتقل الى هذا المكان بإرادته , لقد كان ذلك إجبارا ..