ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
على الفور قام الرجل صاحب البذلة بأخذ اوفرلورد الوحوش الى مقابلة هوتاكي بدل زيغان , على ما يبدو أن هذه المرأة كانت قادمة الى العشيرة لأنها تحمل معلومات قيمة جدا بخصوص قبيلة التنين .
لكنها في المقابل كانت خائبة الأمل نظرا لكونها غير قادرة على التحدث مباشرة الى المارشال . وفي نفس الوقت كانت تشعر كما لو أنها دخلت الى مكان ما لم يكن من المفترض لها دخوله على الإطلاق ؟؟
فقدت تواصلها بالعالم الخارجي في اللحظة التي خطت فيها أقدامها داخل تلك البوابة , والى الأن كل ما يصادفها هو أشياء هي غير قادرة على إستيعابها حتى !! كل ما تشعر به اتجاه هذا المكان الذي يعتبر المقر الخاص بعشيرة الأكاغي هو الخطر الشديد لا غير؟؟
للحظات بدأت هذه المرأة في إعادة التفكير في القرار الأحمق الذي اتخذته حين قررت فجأة القدوم الى هذا المكان ؟؟
قوة المارشال التي كانت تفيض من جسده قبل قليل كانت هائلة جدا ؟؟
لكن ماذا بشأن ذلك العملاق الذي تسبب في فقدان المارشال بنفسه للوعي ؟؟
إذا شارك ذلك العملاق بطريقة ما في الحرب , ألا يعني هذا أن عشيرة الأكاغي تملك شخصا آخر بنفس قوة المارشال نفسه ؟؟
لكن أكثر من ذلك , الشخصان الذان كانا يرتديان تلك البذلات الأنيقة , كل من راغو والشخص الذي يقود طريق الأوفرلورد . كل من هؤلاء الإثنين كانا غريبان جدا ؟؟؟؟
كل هذه أسئلة إستمرت في التدفق الى رأس الأوفرلورد بشكل مستمر ومزعج للغاية , بالإضافة الى طبيعة ذلك المكان الأبيض الغريب ؟؟
هل كان ذلك بعدا من نوع ما ؟؟ أم ماذا كان ذلك بحق الجحيم ؟؟
أحد الأسباب التي دعمت قرار هذه المرأة بشأن قدومها الى هذا المكان غير رغبتها في رؤية المارشال , كان التجسس وإكتساب فهم أفضل لعشيرة الأكاغي . ولا توجد وسيلة أفضل من زيارة مقرهم الخاص لفعل شيء كهذا .
لكن الغريب هي أنه كما لو تم التلاعب بها , كل ما حصلت عليه هو بعد أبيض فارغ لا يوجد فيه أي شيء على الإطلاق . كل تلك الأسئلة التي كانت تراودها بقيت معلقة من دون أي جواب يذكر . لقد كان الأمر محيرا حقا ...
الشيء الوحيد الذي حصلت عليه هي المعلومة التي أرعبتها بشدة , وهي إمتلاك الأكاغي لذلك العملاق مهما كان ..
** ***** ***** ****
في مكان ما في قصر المارشال في الطابق الثالث من الأرخبيل , تم وضع جسد زيغان على نصب حجري غريب الشكل بينما أحاطه كل الملوك . حتى من أكروس كان حاضرا هناك يتفقد إصابات زيغان بشكل شخصي .
" لقد تعرض الى الكثير من الإصابات الجسدية البليغة , خصوصا تمزقات الأنسجة ؟
ما الذي جعلته يقاتله بحق الجحيم ؟؟ "
كان أكروس يتحدث الى الملك راغو مع بعض التشكيك ؟؟ حتى أكروس لم يعرف ما الذي كان يقاتله زيغان خلال هذه الفترة حتى يخرج من المعركة بمثل هذه الإصابات الثقيلة ؟؟
" هل تتذكر تلك الدمية , أول دمية أصنعها بشكل جيد قليلا . حتى أنني حصلت على بعض المدح من السلف في ذلك الوقت ؟؟
..
لقد جعلت المارشال يقاتل تلك الدمية , والغريب مجددا أن القتال إنتهى بالتعادل.
والسبب هو تماما نفس العيب الذي ذكره السلف في ذلك الوقت , العيب الذي يفصل بين دميتي وبين المثالية .
في الحقيقة لم أكن أؤمن بالأمر لأنه لم يكن هناك أي مثال واقعي , جعلت مختلف أصناف المخلوقات يقاتلون ضد تلك الدمية . لكن كلمات السلف لم تتحقق مع أي شخص على الإطلاق مما جعلني أشكك فيها .
لكن قتال المارشال اليوم مع تلك الدمية حقا فتح عيني ... "
كانت كلمات الملك راغو تحمل الكثير من المشاعر العميقة في طياتها , بالأحرى تلك المشاعر كانت مشاعر إفتقاده الى شخص ما ...
مشاعر أشبه بنقص غريب لم يسبق وأن حسب له أي حساب . مكان فارغ في قلبه لن يملأه أي شخص مهما حدث ...
دخل النقاش فجأة وبطريقة ما الى إحدى المقارنات الغريبة التي دائما ما كان يجريها ملوك عرق الكارثة هؤلاء بين المارشال وبين السلف . لكن وبشكل غير متوقع هذه المرة , إستيقظ المارشال بينما بقي جسده متصلبا على ذلك اللوح الحجري وكان قادرا على سماع القليل من هذا الحوار .
نظر راغو الى المارشال بطريقة مختلفة تماما عن أي طريقة ينظر بها بقية الملوك الى زيغان . حتى زيغان نفسه كان قادرا على إستشعار ذلك وتمييزه بوضوح .
لكنه في ظل هذا الحديث , لم يمنع نفسه من التساؤل ولو لمرة واحدة على الأقل , لم يمنع نفسه من طرح هذا السؤال الذي طالما راوده بصراحة هو الآخر , سبب طرح زيغان لهذا السؤال كان لأنه عرف أن الطرف الأخر من المحتمل أن يجيب على الأقل بشيء من المعلومات التي قد تشبع القليل من فضوله :
" راغو , أنتم مهووسون بهذا السلف لدرجة أنكم تزعجونني في كل مرة تجرون هذه المحادثات الغبية حوله . لقد سبق وأن إلتقيت بشضية من روح ذلك العجوز , لكنني لم أستطع حتى إلقاء ادنى نظرة عليه . "
صمت المارشال قليلا وهو يأخذ نفسا عميقا بينما حول نظراته ناحية راغو وهو يكمل بصوت ثقيل :
" ربما يمكنك إطلاعي على القليل ... "
لكن فجأة , وضع راغو يديه على صدر زيغان بينما همس ببطء شديد وبصوت غريب للغاية :
" أنت شخص مميز يا زيغان !!
سيكون شرفا لي إذا بدأت في مناداتي بإسمي الشخصي من الأن فصاعدا .
إنه بينيمارو , إسمي الشخصي بينيمارو .
..
وكبداية لما سأخبرك عن السلف , يمكننا إتخاذ هذا الأسم كبداية .
لقد كان هو الوحيد في العالم بأسره الذي سمحت له بمناداتي بإسمي الشخصي , وهذا يعني أنك الثاني الذي سيملك صلاحية مناداتي بإسمي الشخصي . الأمر يستحق أليس كذلك , هههه... "
م..ماذا ؟؟
الملوك في الخلف دخلوا في وضع غريب للغاية فور سماعهم لتلك الكلمات ؟؟ حيث كان جميعهم يمر بوقت عصيب جدا وصعوبة بالغة في تصديق ما كان يحدث أمامهم ؟؟ المخبول والشخص الغامض من بينهم الملك راغو , لقد منح إذنا لزيغان لكي يناديه بإسمه الشخصي الخاص ؟؟
هذا الإذن لم يمنح لأي من ملوك عرق الكارثة على الإطلاق . الوحيد الذي حظي بذلك الشرف في الماضي كان السلف وحده ولا أحد غيره .
الغريب أن شخصا مثل راغو على غرار مظهره الودود كان مرعبا جدا في ما يخص إسمه ذاك ؟؟
حتى في نظر البقية كان من المستحيل على أحدهم تجاهل الأمر بطريقة ما . لذلك لم يسبق وأن ظهرت محاولة من نوع ما من أحد الملوك لمناداة راغو بإسمه الشخصي .
أولا كان ذلك نوعا ما من الإحترام المتبادل بين الملوك .
ثانيا لا أحد في الحقيقة إمتلك الجرأة لفعل ذلك , فراغو وبتصريح من السلف نفسه كان من أقوى الملوك في عرق الكارثة . رغم أنه لم يشارك في معركة التصنيف التي حدثت بين ملوك عرق الكارثة في ذلك الوقت , إلا أنه تم منحه منصب ملك قائد في النهاية , بل أكثر من ذلك هو الملك الوحيد الذي إختار أعضاء فريقه الخاص على عكس البقية الذين تم تحديدهم تحت تعليمات السلف .
نظر الملك راغو الى المارشال مجددا وهو يقول بصوت خافت :
" حياة السلف كتاب مفتوح يكاد يكون بلا نهاية , إذا بدأت التحدث عنه لن أنتهي أبدا ...
إذا ما الذي تريد معرفته بالضبط ؟؟ "
على الفور جاء رد المارشال كما لو أنه كان ينتظر هذه الإجابة :
" القوة ؟؟
ما مدى قوة السلف مقارنة بي ؟؟ مقارنة بكم ؟؟ "
أحم أحم ...
بدأ الملوك فجأة في مغادرة الغرفة , حيث حتى من أكروس بنفسه غادر هذه الغرفة !!
نظر الملك راغو الى المارشال بغرابة بينما كان يكبح ضحكته قليلا , لكن في النهاية لم يستطع كبح الأمر وكان يبتسم فقط ...
" قوة السلف مقارنة بك ؟؟
هههه ..
أنا لا أستطيع إستشعار أدنى قوة منك على الإطلاق أيها المارشال , لا أعرف في أي مستوى من القوة أنت حتى . في نظري مثلك مثل شخص عادي , مثل أي حشرة من بقية الحشرات ...
هناك فرق كبير جدا يفصل مستويات القوة العلوية التي لم تصلها بعد . حيث يعتبر الفرق بين كل مستوى والذي يليه مثل الفرق بين السماء والأرض . ما لم تصل على الأقل الى أحد المستويات العالية فأنت مجرد حشرة كما البقية .
لقد إستعدت ما يقارب %20 من قوتي الأصلية , وهذا أكثر من كافي لكي أثبت مكاني في أي مكان في الوقت الحالي , %20 من قوتي هو شيء كبير في الحقيقة , لكن إذا أردت مقارنة حقيقية .
حتى في %100 من قوتي أنا مجرد حشرة أمام السلف . لقد كان يخبرني تماما بنفس الكلمات التي أخبرك الأن . لقد كان يخبرني أنني مجرد حشرة مثلي مثل البقية ...
لم أكن الوحيد الذي تمت معاملته بهذه الطريقة , بل الجميع منا .
جميع ملوك عرق الكارثة مجرد حشرات أمام السلف . "
أمام هذه الكلمات الكبيرة والثقيلة , كانت الملامح التي إعتلت وجه المارشال هي عدم القدرة على الإستيعاب المرفوقة بصدمة عميقة للغاية . كان الأمر غريبا جدا وغير منطقي الى حد بعيد ؟؟
كيف يعقل أن يتواجد شخص كهذا بحق الجحيم ؟؟
رؤية هذه الملامح على وجه المارشال , شعر راغو أنه مضطر لتوضيح الأمر اكثر حيث جلس الى جانب زيغان وهو يقول :
" في الماضي حدث قتال مباشر بيننا , بين كافة الملوك ال100 لعرق الكارثة ضد السلف ... "
أخرج راغو سيجارة أخرى من تلك السجائر السوداء الخاصة به , حيث حشر واحدة في فم المارشال وأشعلها بقداحة عادية . ترك راغو تلك السيجارة تحترق في فم المارشال بينما بدأ ينفث دخان السيجارة التي كانت في فمه بشكل ثقيل وهو يغادر القاعة قائلا :
" لقد تم سحقنا بالكامل .
100 ضد 1 . وفي النهاية تعرضنا لهزيمة مذلة للغاية . لا اليوم , ولا الغد , ولا بعد مليارات السنين .
أنت لن تصل أبدا الى مستوى السلف , لأنه لا أحد كان يعلم مستواه من الأساس ..."
******* ******************* ************** *******
******************* **************** *********** *
مبارك وصولنا الى المئوية الخامسة .
لقد تم قبولي في مدرسة جديدة الحمد لله . مما يعني انني سأضطر الى الخوض في امور الدراسة من جديد . أي ان الوقت الذي ساخصصه للرواية سيقل مع الأسف .
لكنني ساقوم بكل مجهودي لأنني أحب العمل الذي أقدمه وأرغب بشدة في مواصلة الأمر الى النهاية .
المهم أدعو لي بالتوفيق في الدراسة :)
الخبر الذي معي اليوم هو أنني سأجمع فصول الحرب .
سأنشرها فور إنتهائي منها , لكن الأكيد أنها ستكون على الأقل ثلاثين فصل .
إنتهى ..
BY : MARCHEL