ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
في مكان ما في حدود الأرض المقدسة لقبيلة التنين , كانت الحراسة في ذلك المكان مشددة بشدة وصارمة للغاية . لقد كان يمكن رؤية جنود الفرسان في كل أنحاء المكان تقريبا !!؟
لكن لم يكونوا مجرد فرسان عاديين على غرار العادة , وإنما كانوا من نخبة الفرسان , فرسان التنانين !!؟
ظهور قوة كهذه فقط لغرض حماية الحدود كانت تأكيدا إضافيا يظهر مدى عزم قبيلة التنين على خوض الحرب التي كانت على الأبواب . فالشكل التخطيطي للأرض المقدسة كان في الحقيقة لا يسمح لقوة كنخبة الفرسان بالظهور في هذا المكان ؟؟؟
الأراضي المقدسة عامة هي كسائر الأبعاد . مجرد نقطة في وسط الكون الشاسع الذي هو عالم سافاستانو , لكن هذه النقطة متناهية الصغر هي في الحقيقة شيء يحمل معنى وقوة أكبر من الكون نفسه !!؟
ربما تعتبر الأبعاد مجرد بقع صغيرة , نقط لا قيمة لها بالنسبة لحجم الكون الشاسع , لكن هذه لم تكن الحقيقة كاملة . فالأبعاد تحتوي على قانون فضاء مختلف تماما عن الأكوان . البعد مجرد نقطة وسط الكون , لكن داخل تلك النقطة ربما يكمن عالم أكبر من الكون نفسه في الحجم حتى !!؟
هذه هي الحقيقة الوحيدة الثابتة التي عهدها الجميع منذ الأزل . وفي المقابل الأرض المقدسة ليست مجرد بعد مجوف حتى عادي ؟؟ وإنما كانت الأراضي المقدسة هي نخبة العوالم والأبعاد . هي المكان الأكثر صلاحية للسكن والإستقرار بالنسبة لجميع المخلوقات الحية .
فهذه الأراضي المقدسة تحتوي على جميع شروط توفر الحياة بشكل خيالي , بل تعدى الأمر مجرد شروط الحياة , وبلغ شروط الرفاهية والحياة الفارهة.
أغلب سكان الأراضي المقدسة كانوا نخبة قوة العالم , وبالطبع فقط هؤلاء الأقوياء في هذا العالم منح لهم حق الإستمتاع بالحياة .
تماما كقبيلة التنين هذه , لطالما عهدوا العيش في هذه الأرض المقدسة التي توارثتها القبيلة ككل منذ أيام الأمبراطور التنين وعهده . هذه الأرض المقدسة لم تكن مجرد مسكن للقبيلة , وإنما كانت تعني أكثر من ذلك بكثير . لقد كانت في الحقيقة شيئا أشبه بإرث عائلي خاص بالقبيلة ؟؟
ومع إحتلال الأرض المقدسة لمثل هذه المكانة , فقد كان من المستحيل على قبيلة التنين التفريط في شيء كهذا على الإطلاق !!.
بنية الأرض المقدسة كانت غريبة للغاية بعض الشيء , فقد كانت عبارة عن عالم مسطح بالكامل , هذا العالم كان عبارة عن قارات ومحيطات إمتدت الى مسافات تعدت مفهوم الخيال ؟؟ فقط السفر عبر كل تلك الأراضي سيتطلب سنوات طويلة جدا والأهم قوة جبارة !!
الشيء الأكيد أنه حتى مع إستخدام قدرات أجهزة الإعوجاج المكانية, سيبقى السفر عبر أراضي الأرض المقدسة شيئا يتطلب وقتا طويلا جدا !!
في سماء الأرض المقدسة تتواجد شمس عملاقة تدور وفق منهج غريب بعض الشيء , فعلى عكس الأنظمة الشمسية التي عهدها الناس من كوكب الأرض فالأمر مختلف قليلا في هذا المكان المسمى بالأرض المقدسة .
الأرض هنا ثابتة , والمحيط ثابت . لكن الشمس هي الجرم الذي يتحرك عوضا عن ذلك في السماء . تتخذ الشمس مسارات خاصة بها لتقوم بدورة حول كامل الأرض في مدة زمنية تساوي تماما مدة اليوم الواحد على كوكب الأرض . أي شخص كان ليتسائل عن سبب هذا الأمر ؟ ولماذا بالضبط التوقيت متساوي , لكن الجواب في الحقيقة كان أبسط من ما هو متوقع .
على غرار الكون , الزمن يسير بشكل متماثل ومتطابق في كل الأبعاد , سواء المجوفة أو العادية أو حتى الأراضي المقدسة !!؟
هذه واحدة من إحدى الظواهر الغريبة التي تشتهر بها الأبعاد . وهي كذلك أحد الأسباب التي تجعل من الأبعاد أنسب مكان للإستيطان على غرار بقية الكواكب القاسية جدا في الكون الفارغ .
فالزمن قد يختلف في أغلب الكواكب الخاصة بالكون الفسيح , وهذا شيء لا يستطيع المقاتلين من هذه المستويات التعامل معه بصورة جيدة على الأطلاق !!. سيكون من المثالي لو حظي الشخص بكوكب حيث يسير الزمن ببطء شديد , هذه حقا ستكون بيئة ملائمة للتدريب . حيث سيتمكن الفرد من التفوق بسهولة على بقية جيله لو حصل على وسيلة كهذه !!
لكن الداو السماوي يراقب كل شيء بالتفصيل الممل . حدث هفوات كهذه تعتبر شيئا مستحيلا تماما , فحتى لو كان الزمن مختلفا من كوكب لأخر , ستتواجد شروط أخرى سلبية وخطيرة جدا على الكوكب توازن المعادلة .
هذا الشيء لم يكن هو الأغرب في الأراضي المقدسة . وإنما لم يكن هناك أي تواجد للأقمار في هذا المكان . بل كانت الشمس تدور وتحيط مركز الأرض المقدسة , ذلك المركز حيث يتواجد أعظم سر في هذا النوع من الأبعاد بالكامل !؟
الشجرة المقدسة !!؟
في مركز البعد تتوسط الشجرة المقدسة حيزا مكانيا كبيرا جدا وشاسعا بشكل مهول للغاية . فحتى قبيلة التنين برمتها تستوطن الجزء الخارجي من الشجرة , ونفس الحال ينطبق على بقية القبائل الأخرى .
الأرض المقدسة مكان بالغ الضخامة , لكن الشجرة المقدسة تعتبر أعجوبة حية . شجرة ربطت السماء بالأرض ولعبت دور القمر في هذا النوع من العوالم . فهي تعكس أشعة الشمس بإستمرار الى الجهة المقابلة للشمس بطريقة غريبة للغاية .
فعلى سبيل المثال , إذا كانت الشمس على يمين الشجرة المقدسة , فهذا يعني أن النصف الذي يستوطن الغرب سيكونون في وضع الليل . لأنه وبكل بساطة تقوم الشجرة بحجب الشمس برمتها نظرا لظخامتها المهوولة وقوتها التي لا تزال غير مفهومة الى حدود الساعة. وبهذا لا تمر أشعة الشمس الى الجانب الأخر , وبدلها يمر نوع غريب من الضوء الأخضر الضعيف الذي يتلاعب في الأفق بشكل مبهر وخلاب .
هكذا كانت أجواء هذا العالم الساحر , وهكذا كان التنانين وبقية الطوائف التي تقطن هذا المكان يعيشون . مناظر خلابة كهذه لم تكن للأسف تجذب إهتمام هؤلاء الذين عاشوا هنا وشاهدوها لمرات لا تعد ولا تحصى , لكن هذه المناظر ذاتها كانت كافية لتسحر أي شخص يراها لأول مرة كأنها نوع ما من المعجزات !!.
فقط طاقة الحياة التي كانت ترافق ذلك التوهج العظيم كانت كافية لمنح أي شخص يتمكن من بلوغ ذلك المكان بضعة سنوات أخرى من الحياة لعيشها . هذا مجرد سبب بسيط يظهر مدى قوة هذا الشيء الذي يلقب بالشجرة المقدسة ويظهر كذلك مدى الصراع الذي يمكن أن يحدث بين الطوائف القوية في حالة ظهور كنز كهذا في أي مكان كان .
لكن ونظرا لمدى ضخامة هذا المكان الذي يطلق عليه بالأرض المقدسة , فمهما كانت أعداد التنانين مهولة , فهم بكل بساطة غير قادرون على إحتلال كل الأراضي في هذه الأرض المقدسة . لقد كانت هذه القبيلة القوية تستوطن الحدود الخارجية للشجرة المقدسة فقط . وكان ذلك المكان بمفرده أكثر من كافي لكي يحتوي مليارات المخلوقات من قبيلة التنين التي كانت مثل مد لا ينتهي من الحشرات .
لكن إتخاذ هذه القبيلة لقرار كهذا , حيث ترسل قواتها الى مكان بعيد جدا عن الشجرة المقدسة . مكان مثل حدود الأرض المقدسة نفسها ؟؟
ما الذي يحاولون فعله بشيء كهذا ؟؟
هكذا كانت أفكار كل من شاهد قوات قبيلة التنين على حدود الأرض المقدسة , لماذا ترسل قبيلة التنين هذه القوات الى الحدود ؟؟
نظرا لحجم الأرض المقدسة , فيفترض أن يكون هناك خصص كبير جدا في المقاتلين من صفوفهم في حالة ما أرادت القبيلة حماية البعد ككل . لكن قيام قبيلة التنين بهذه الخطوة كانت في الحقيقة مجرد بداية لشيء أكبر بكثير من مجرد وضع بضعة جنود على الحدود !!؟
لقد كانت هذه الخطوة هي الحقيقة الصادمة , شرارة الحرب التي كان يخشاها الجميع قد إشتعلت أخيرا , هذه الخطوة لم تكن مثل تلك القطرة التي أفاضت الكأس , وإنما كانت شلالا تساقط على الكأس الضعيفة وحطمها تماما الى أشلاء ...