ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
على نفس الحدود الخارجية للارض المقدسة , بدأت فجأة العديد من الأحداث في التكرار بصورة غير طبيعية منذ الأونة الاخيرة . أحداث كبيرة بعض الشيء من ذلك النوع الذي يتسبب في توافد العديد من الناس الى ذلك المكان لمعرفة ما الذي كان يحصل بالضبط . ومع ذلك كان كل من يصل الى ذلك المكان لا يعود .
الأمر كان غامضا بعض الشيء , لكن مثيرا للإهتمام بشكل لا يصدق .
حتى من عشيرة الأكاغي قررت فجأة إرسال أول هجوم مباشر على العدو , قرار مفاجئ كهذا كان في الحقيقة شيئا حدث تحت إمرة قائد الفيلق كوشمار !!؟ بالطبع قرار كبير كهذا كان فقط شخص بمكانة قادة الفيالق قادر على إصداره . وكوشمار قد يكون الأبرز من بين جميع قادة الفيالق من ناحية الخبرة العسكرية نظرا للوقت الحافل الذي قضاه في محاربة قبيلة التنين بمفرده رفقة بطريرق حرق السماء ..
هذا المجنون كان نادرا ما يترك التدريب في الأونة الأخيرة , لقد حصل على خيبة أمل في اللحظة التي أدرك فيها فجأة أن زمرة الديموس وصلت الى نفس مستوى قادة الفيالق بهذه السرعة , بل أكثر من ذلك . يبدو أن الديموس أصبحوا في المقدمة فجأة وبطريقة ما ؟؟
هؤلاء الصعاليك الذين كانوا مجرد حشرات في الأمس , أصبحوا فجأة متفوقين اليوم؟
قائد الفيلق كوشمار عرف بالطبع بأن الديموس حصلوا على نوع خاص من الرعاية من شيخ كالسماء المرتشية شخصيا . لذلك لم يكن الأمر شيئا كبيرا في الحقيقة , بل كان متوقعا أكثر من ذلك .
هذا شيء حتى كوشمار اضطر الى الاعتراف به رغما عن انفه , مكانة الديموس ودورهم في العشيرة كان أهم من قادة الفيالق بشكل واضح جدا. لذلك كانت رعياتهم بذلك الشكل شيئا مبررا في نظر الجميع . حصل الديموس دائما على أفضل الموارد التي تحصدها العشيرة , كما حدثت الكثير من الأشياء الغامضة بينهم وبين ذلك السماء المرتشية .
لقد كان فريق الديموس هم أكثر فريق من الناس يستغرق وقتا طويلا جدا أثناء عملية ترقية السلالات التي قادها الشيخ السماء المرتشية . الجميع كان يعرف أن الديموس كانوا مختلفين عن البقية فقد كان ذلك واضحا بشدة , والجميع إعترف به.
لكن في حالة كوشمار , كان مستاء قليلا فقط غرارا عن البقية. بعد كل شيء لا يتسنى للمرأ إختيار ما إذا كان سيكون من الديموس أم لا. ذلك القرار مع بالغ الأسف كان شيئا خارج سيطرتهم , ذلك القرار كان شيئا في قبضة المارشال زيــغان ولا أحد غيره .
لكن حتى عقبة كهذه لم تقف أمام طموح كوشمار , كانت العزيمة التي تحترق في عينيه مثل كابوس مروع سيسقط على هذا العالم ويدخل الجميع في رعب لا ينتهي . لقد كان هذا الرجل شيئا خطيرا جدا حتى بقية قادة الفيالق يحسبون له ألف حساب. ..
" اللعنة !!
من الواضح للغاية أن هذه هي إستراتيجية تلك السحالي اللعينة . نحن لا نستطيع إختراق شبكات ألفا الأصل الخاصة بهم ما لم يقم المارشال بذلك شخصيا. لكنه غير متوفر في الوقت الحالي .
سنظطر الى إستكشاف الأمر بأنفسنا هذه المرة ... "
الدروع كانت تحيط هذا الرجل الملقب كوشمار من كل مكان كما هي عادته . كان يبدو مثل آلة قتل لا ترحم بينما إجتاحت نظراته الباردة القاعة برمتها !! قادة الفيالق في المكان كانوا جميعهم يحملون نفس الملامح اللعينة . لقد كانت هذه الحرب شيئا تطلع له الجميع منذ مدة طويلة جدا . لم يعد هؤلاء الأوغاد قاردين على كبح أنفسهم أكثر من ذلك , لقد ظهرت حقيقتهم المحبة للقتالات والحروب , كما ظهر تعطشهم للدماء بشكل مروع جدا جعل حتى أوفرلورد قبيلة الوحوش التي كانت حاضرة في عين المكان مندهشة للغاية !!؟
هذه المرأة تلقت العديد من الصدمات الواحدة تلو الأخرى , فقط الأماكن التي رأتها في أرخبيل فجر الإعدام سلبها الحس السليم . لكنها مع ذلك لم ترى أي شيء كبير ومهم , كل ما رأته كان بضع قاعات وأبعاد غريبة كمثل ذلك البعد الأببض حيث كان المارشال !!؟ مع أنها لم تعرف بأن ما رأته من هذا المكان كان في الحقيقة لا شيء , إلا أن ما رأته سحرها بشكل لا يصدق . في حقيقة الأمر , غرابة الأرخبيل وغموضه كان قادرا على سحر أي شخص بغض النظر عن من يكون .
الأسئلة التي لم يكن لها أي جواب كادت أن تفجر دماغ هذه المسكينة , فكلما أراد الشخص التعمق قليلا في حقيقة الأكاغي , بدل التعمق وإكتشاف القليل من الألغاز , هذا الشخص سيغرق هناك لا محاله . لأن ألغاز وأسرار الأكاغي مجرد بركة موحلة . دخولها يعني بالضرورة عدم القدرة على الخروج منها ...
دخلت هذه المراة الى عرين الأكاغي من اجل بعض الاجابات , لكن كل ما حصلت عليه كان مجرد تساؤلات أخرى من دون أي أجوبة !!؟ إستمرت فقط في إستراق النظرات الى اعضاء الأكاغي في المكان بينما ظلت صامتة بشكل غريب , لقد كانت تبدو مثل طفل تائه أكثر من ما تبدو كأوفرلورد !!؟
هذا الأمر كان في الحقيقة مريبا بعض الشيء , فخلف هذه الواجهة الغبية التي كانت تبديها هذه المرأة , كان هناك عقل يحاول فهم وإستيعاب كل شيء حول الأكاغي , كان هناك عقل يدرس جميع الإحتمالات بسرعة فائقة ويضع مختلف الخطط على شكل محاكات في مخيلتها فقط !!.
حاولت هذه المراة بجد فهم كيفية سير الأمور في هذه العشيرة . لكن يبدو أن الأمور لا تسير في صالحها على الإطلاق !! في الحقيقة لا شيء يسير في صالحها مطلقا . هذا المكان لم يكن شيئا يشبه أي مكان سبق وأن شاهدته هذه المراة من قبل , هؤلاء الناس لم يكونوا يشبهون أي شيء سبق وأن إلتقته هذه المراة من قبل , هذه العشيرة كانت شيئا جديدا , كانت مفهوما غامضا جديدا يضاف الى قاموس شخص عاش الاف السنين . هذا الحدث برمته كان في الحقيقة شيئا نادرا جدا !!...
فالأشياء التي يفترض أن تكون هذه المرأة جاهلة حولها لا يجب أن تكون نوع العشائر في العالم أو حتى طرق تسيير هذه العشائر . لكن يبدو أن الأكاغي ليسوا مثل بقية العشائر المكررة التي تسير وفق الأنظمة المعروفة والمتداولة ؟؟ هذا شيء جذب بالتأكيد إنتباه هذه المرا ة بشكل كبير , ظلت فقط فكرة كون هذا الكيان الغامض هو نتيجة شيء صنعه ذلك الرجل , المارشال زيغان تتردد في عقلها بإستمرار !!؟
إرتعش قلب هذه المرأة بخفة بينما كان يخفق بسرعة كبيرة جدا لحظة تداخل هيأة زيغان مع مخيلتها !! بالكاد كانت قادرة على الحفاظ على هدوئها في هذه اللحظات , فعلى ما يبدو كان الأمر فوق طاقتها .
فشي فشي فشي ~~~~~~~~
لكن لحسن الحظ , تدخلت شخصية غريبة فجأة على الخط مما جذب إنتباه الجميع لبرهة , خالقا بذلك فسحة من الوقت الذي سمح لأوفرلورد الوحوش هذه لإستعادة هدوئها والتخلص من كل نظرات الشك التي كانت ترمقها من كل النواحي .
" يبدو أنني سأخذ جولة حول المكان , لقد مرة فترة من الوقت منذ آخر مرة إتجهت خارجا ... "
رجل غريب الهيأة , تقدم فجأة من زاوية مظلمة كانت في القاعة !! هذه القاعة لم تكن مهيبة أو أي شيء كمثل قاعات إلتقاء ملوك بقية القبائل . لقد كان هذا المكان مجرد حانة عادية حيث كانت جثث أعضاء الأكاغي مرتمية في كل مكان !!
الرجال والنساء السكارى كانوا يتساقطون حول الحانة بصورة غريبة جدا كأنهم فيلق من الذباب . إجتاحت رائحة الكحول النافذة المكان برمته مما أبرزه كنوع من الأماكن الدنيئة في نظر شخص كأوفرلورد الوحوش ...
كان هذا الأخير يضع قناعا غريبا جدا يغطي كامل رأسه , حيث تداخلت الأنابيب الغريبة الشكل مع رأس الشخص جاعلة إياه يبدو كما لو أنه يضع قناعا تنفس خاص بالإطفائيين , لكن قناع من شكله يبدو كما لو أنه قادم من المستقبل البعيد ؟؟ المشكل أن الشيء الوحيد الذي إرتبط بهذه الأنابيب الغريبة لم يكن قناع الرأس فقط !!.
بل ترابطت مع ذلك السلاح الذي كان يتمايل على كتف الرجل بكل بطء. كان هذا السلاح أشبه بقضيب معدني تداخلت فيه مختلف الأنايب الغريبة التي كانت متفرعة بشكل عجيب , لقد كان يشبه تداخل الأسلاك الكهربائية الى حد ما ...
فشي فشي فشي !!~~~~~~
من فوهة شائكة في مقدمة القناع إندلع تنفس عميق فجأة رافقه خروج دخان أزرق قاتم , حيث بدأت فجأة الجثث التي كانت مرمية في الجوار في الذبول تحت تأثير هذا الدخان الغريب الذي كان يتنفسه هذا الرجل !!
كان يمكن لأوفرلورد الوحوش رؤية أعضاء عشيرة الأكاغي في الجانب يمرون بتغيرات كبيرة جدا حيث كانوا يتلوون من شدة الألم الذي بدى واضحا جدا على ملامحهم تلك.
جل ما فكرت فيه هذه المرأة أن عشيرة بهذه المواصفات لا يمكن السيطرة عليها على الإطلاق , كان مجرد التفكير في محاولة إخضاء كتل المجانين هؤلاء يعتبر ضربا من الجنون !!.
بلااااااق !!~~~~~~~~~~
صفعة قوية إرتدت فجأة في الأنحاء !! حيث تردد رنين مزعج إثر تصادم قبضة سمراء من يد صغيرة بعض الشيء مع مؤخرة رأس الرجل !!
رافق هذا الرنين خروج إمرأة من جانب الرجل , حيث تفاجأ بعض قادة الفيالق بشدة من رؤية هذه المرأة حتى !!
كانت عبارة عن مجرد فاتنة سمراء البشرة مع زوج من النظارات الكبيرة التي كانت تغطي أجزاء مهمة من تفاصيل تلك الأعين العسلية الساحرة . كانت ترتدي أشياء تشبه الرجل الأخر صاحب قناع التنفس الغريب . حيث كان الإثنان يرتديان ملابس كبيرة الحجم مقارنة بأجسادهم !!
كانوا يبدون مثل زوج من محبي ستايل الراب الأمريكي قديم الطراز , مع تلك السراويل الضخمة وتلك الملابس الفضفاضة .
لكن حتى مع تلك الملابس الكبيرة , لم يكن ذلك كافيا ليمنع بروز الجمال الخلاب لهذه الإمرأة . بدل إخفاء مفاتنها , بشكل ما هذه الملابس الكبيرة أظهرتهم بصورة أكثر إثارة حتى !!.
" توكسيك , ألا ترى أن الشباب في الجانب هناك يعانون بعض الشيء ؟؟ لماذا تجعل الأمور صعبة عليهم ؟؟
ألا تعلم أن المارشال لا يحب هذا النوع من الأمور ؟؟ "
كانت هذه المرأة تعاتب الرجل الملقب توكسيك في حين إستمر نفس الدخان الأزرق في الإنطلاق من خلال بعض المعدات الغريبة التي كانت تحملها في حقيبة صغيرة كانت ملتصقة على ساقها اليمنى !!؟
آآررغ !!~~~~~~~~
على الفور إزدادت حالة الشباب في الجانب سوءا , وكان من الواضح أن السبب لم يكن توكسيك , بل كان هذه المرأة الجديدة !!؟ توكسيك في المقابل لم يمنع نفسه على الإطلاق , حيث لم يستطع كبح أعصابه ولو للحظات. على الفور تسبب رده على ذلك العتاب في نشأة شجار بين الإثنين , تعالت أصوات اللعنات والصراخ المدوي المرافق لشتى أنواع الكلام الفاحش من الحانة !!؟
" اللعنة !!
إفعلي بنصيحتك تلك على الأقل قبل تقديمها لشخص آخر !! أنت من يسبب المتاعب في المكان أيتها الغبية ..."
ثرثرة ! ثرثرة ! ثرثرة !~~~~~~
..
..
..
في الجانب هناك !! إستمرت أوفرلورد قبيلة الوحوش في الوقوف في مكانها غير قادرة على إستيعاب نوع الهراء الذي كان يحدث حتى !!...
في عقل هذه المرأة , إستمر فقط سؤال واحد في التردد في حين إختفت بقية الأسئلة غيره ؟؟
" كيف تمكن ذلك المارشال من السيطرة على مثل هؤلاء الأشخاص ؟؟ فقط كيف … ؟؟ "