ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
فقط خروج شخص كمثل هؤلاء الأثنين فجأة جعل بقية قادة الفيالق في الحانة يشعرون بنوع غريب من مشاعر الإزعاج !!؟
هؤلاء الإثنين كانا من ذلك النوع من الأشخاص المنعزلين بعض الشيء , أشخاص على الرغم من حصولهم على مناصب كبيرة وقوية للغاية في العشيرة . إلا أنهم كانوا منعزلين بما فيه الكفاية لدرجة أنه حتى بعض الأفراد في العشيرة لا يعرفون وجودهم او أشكالهم !!
خصوصا الفتاة سمراء البشرة في الجانب , لقد كانت هذه الفتاة تحملق بنظرات مرعبة للغاية الى جسد أوفرلورد قبيلة الوحوش بينما كانت عيناها العسلية تتوهج بشكل خافت للغاية لكن مخيف ؟؟
فقط شخص بمستوى أوفرلورد الوحوش كانت قادرة على معرفة أي نوع من الأشخاص تكون تلك الفتاة السمراء . ومع ذلك هي كتمت تلك الصدمة في داخلها ولم تبدي أكثر من ما كانت تخفي . ظلت على نفس حالها الغبية والمندهشة تلك بينما كانت أعماقها في الحقيقة تحترق من شدة الخطر الشديد الذي إشتسعرته هذه المرأة والذي كان نابعا بشدة من كل هذه الأشياء التي إكتشفتها حول عشيرة الأكاغي .
[ هل هذا هو سبب إرسال تلك الدعوة إلي من الأساس ؟؟
هل ذلك المارشال أراد مني معرفة شيء ما حول عشيرته عن طريق إحضاري الى هنا؟]
كانت هذه الأوفرلورد تتسائل حول الكثير من الأسئلة , بينما خلصت في نهاية الأمر الى شيء واحد فقط من هذه الرحلة المتعبة . لقد فهمت أخيرا سبب كل ما يحدث حولها , وفهمت على الأقل جزءا بسيطا للغاية من بصيرة ذلك المارشال .
في البداية هو قدم لها تلك الدعوة المفتوحة , دعوة مكنتها من إكتشاف المكان الغامض الذي يقف خلف كيان الأكاغي ككل . هذا بالطبع كان شيئا مغريا للغاية , وهذا هو السبب الأساسي الذي جعل هذه المرأة تأتي الى هذا المكان من الأساس . لكن الأن وبما أنها هنا .
هي أخيرا إستوعبت ما الذي كان يدور حوله الأمر . أخرجت هذه المرأة تميمة حمراء اللون , ذلك اللون بالطبع كان مختلفا ؟؟ كانت التميمة حمراء لكن الحمرة كانت مختلفة بين النصف العلوي والنصف السفلي .
هذا كان عائد الى كون الدماء في النصف العلوي تعود الى المارشال زيغان , بينما الدماء في النصف السفلي تعود الى هذه المرأة . هذه كانت تميمة قسم الدماء الذي يشير الى الإتفاقات التي تتم بين الشخصيات القوية . مستوى هذه التميمة كانت هو نفسه مستوى بقية التمائم العادية التي سبق وأن صادفها المارشال من قبل . لأنه وبكل بساطة قسم الدم ليس شيئا بسيطا يحتاج الى مستوى لكي يعمل . هو أداة غامضة جدا وجدت لغرض واحد لا غير , ألا وهو معاقبة الطرف الخائن في صفقة معينة.
المعاقب يكون بالطبع هو قانون الداو السماوي , وهذا ما يجعل من قسم الدماء أداة قوية جدا لدرجة أنها لا تحتاج الى أي مستوى محدد لتعمل وفقا له. هذا ببساطة كان بسبب كون جميع المخلوقات تحت رحمة القانون السماوي ولم يظهر الى حدود اليوم شخص تمكن من تجاوز هذه الحدود .
القانون السماوي قادر على معاقبة أي شخص يخالف قسم الدماء عن طريق محنة سماوية تزيل الخائن من الوجود بشكل كلي وقاطع. ومع إرتفاع قوة الشخص ترتفع قوة المحنة السماوية بشكل مضاعف هي الأخرى, وبذلك يكون من المستحيل على أي كان تجاوز مصير دقيق كهذا .
شعرت هذه الأوفرلورد بنوع ما من اليأس في هذه اللحظة التي كانت تنظر فيها الى تميمة الدماء في يديها . كل هذا كان فقط مجرد شكليات ومظاهر , وهذه المرأة عرفت أنها غبية نظرا لعدم قدرتها على إكتشاف هذا الشيء حتى الأن .
كل ما يحدث كان مجرد تهديد غير مباشر من ذلك المارشال , كل ما يحدث حولها وكل ما كانت تراه هذه المرأة كان مجرد تحذيرات واحدة تلو الأخرى . لقد كان ذلك المارشال يملك دائما خططا ساحقة أسقطت الجميع وأزالتهم عن طريقه , وهاهو الأن يحكم قبضته على مصير قبيلة الوحوش برمتها .
فقط كون قوة هذه المرأة شيئا عديم الفائذة في هذا المكان الذي يطلق عليه بالأرخبيل كان معلومة بسيطة أكثر من كافية لتجعلها تدرك أن كلمات المارشال التي قالها أثناء هجوم الأكاغي على قبيلة الوحوش في ذلك الوقت حقيقية جدا !!. في هذا الأرخبيل الأكاغي كيانات مطلقة .
الأكاغي يملكون مكانا غامضا كهذا للتراجع إليه , وفقط بهذه الحقيقة . هم قادرون على تدمير أي قبيلة من القبائل الثلاثة المتبقية في رمشة عين . كل ما عليهم فعله هو الهجوم وإحداث مستوى كبير من الدمار على أراضي تلك القبيلة ثم التراجع الى هذا الأرخبيل . عندها بقية القبائل ستتكفل بالأمر مثل الضباع التي تنهش أي جثة ملقاة في الجانب بدون أي رحمة .
ستنهال بقية القبائل على حطام القبيلة التي ستتعرض للهجوم من طرف الأكاغي وتقوم بإبادتها بالكامل . هذا الشيء كان حقيقة هذه الأوفرلورد من أكثر الأشخاص الذين يدركونها بحذافيرها . فهي كونها حاكم أعلى لقبيلة الوحوش , كانت ستتخذ نفس القرار وستهجم على أي قبيلة تظهر جانبا معينا من الضعف بدون أية رحمة . لقد كان إنتهاز مثل هذه الفرص مهما كانت تبدو صغيرة هي سبب ظهور قوى عظمى فرضت هيمنتها لعصور .
وبالنظر الى هؤلاء الأشخاص أمامها , فحتما عشيرة الأكاغي تملك قوة أكثر من قادرة على مجابهة وإحداث دمار هائل لأي قبيلة من القبائل الأخرى .
لكن رغم ذلك , كان هناك شيء غريب ناقص !! كان هناك قطعة ما لم تتمكن هذه الأوفرلورد من إكتشافها ولم تتمكن من فهم ما الذي تدور حوله ؟؟
إذا كان الأكاغي يملكون مثل هذه القوة ومثل هذا الأرخبيل كقوة خاصة بالعشيرة . فلماذا المارشال يرغب في إنشاء تحالف مع الوحوش بالذات ؟؟ وما الذي يحاول فعله برغبته في تدمير قبيلة التنين ؟؟
ما المآل الذي تقود اليه سيرورة الأمور الحالية ؟؟
بالطبع الأمر لن ينتهي عند مجرد تدمير قبيلة التنين . ففي تلك الحالة لو حدث كل شيء بشكل ما كما هو مخطط , التالي سيكونون قبيلة شياطين الدلق السماوي ؟؟؟
لذلك الأمر كان واضح للغاية , هذا المارشال يحاول بشكل ما جعل التنانين يتحالفون مع شياطين الدلق السماوي ؟؟
لكن لماذا ؟؟
ما الذي يطمح إليه بحق الجحيم ؟؟
..
..
..
" لقد إنتهت النسخة الأولى بالكامل ...
نحن نحتاج الى ميدان للتطبيق العملي الأن , أظن أن الخروج الأن مبكر بعض الشيء, لكن لا أمانع إعطاء الأمر محاولة ....... "
تقدمت السمراء الحلوة الى الأمام بينما تتبع من خلفها توكسيك الذي كان لا يزال يلقي بالشتائم في كل مكان !! كان الإثنان يتوجهان صوب باب الحانة , لكن وبشكل ما وصل صوت كوشمار الذي رافقه طقطة المعادن الصادرة عن إحتكاك صفائح دروعه الصلبة قائلا بصوت عميق :
" التجارب كما أعلم لا تحتاج خروج إثنان من قادة الفيالق في نفس الوقت ؟؟
أليس كذلك , قائدة الفيلق الأول نوتو ريوس؟؟ ... "
قائدة الفيلق الأول ؟؟ نوتو ريوس !!
هذه كانت أول مرة تظهر فيها هذه الشخصية الى العلن بهذا الشكل , لقد كانت هذه صدمة للبعض حتى !!؟
بعض الشباب على الجانب في الحانة إستيقظوا على الفور من ثمالتهم فور سماع هذا الإسم , لقد إرتسمت ملامح الصدمة وبعض الدهشة على وجوه كافة الناس هنا !!؟ لكن الشيء الأكيد والأوحد الذي كان سائدا بكثرة كان هو ملامح الحذر !!!؟
بعض الرجال في الحانة شدوا رحالهم وهموا في المغادرة على الفور , حيث تحولت الحانة بشكل ما الى نوع من الأماكن المهجورة خلال ثواني فقط من ذكر إسم قائدة الفيلق الأول ؟؟
لقد كان الأمر غريبا حقا !! لكنه كذلك بدا مثيرا للإهتمام بشكل ما .
هذه القائدة الأولى لم تفعل أي شيء غرار الإقتراب من أوفرلورد الوحوش مع نفس النظرة المشككة التي كانت لا تزال تتوسط وجهها . حيث تجاهلت وجود كوشمار بالكامل وهي تجيبه بصوت هادئ :
" يبدو أنك نسيت حول الأمر بشكل كامل يا قطعة الخردة ؟ منصب قائد أركان الحرب كان مجرد شيء مؤقت حصلت عليه الى حين عودة المارشال .
لقد كنت مجرد قطعة من الخردة التي لعبت دور القطعة الأصلية لبرهة من الوقت , مجرد قطعة غيار خردة . لا تتمادى أكثر من ذلك يا قطعة الخردة , الوحيد الذي أعمل تحت إمرته في هذه العشيرة هو المارشال لا غير !!... "
بنظرات قاسية جدا , كانت هذه المرأة تخاطب كوشمار بينما عينيها لم تفارق أوفرلورد الوحوش على الإطلاق . وكذلك كان الحال بالنسبة لخطواتها التي لم تتوقف , فقد إستمرت في الإقتراب من هذه الأوفرلورد الى أن وصلت الى مساحة قريبة للغاية وبدأت فجأة تهمس بكلمات غير مفهومة :
" الأمر بدون أي فائذة أليس كذلك , هيهيهيهي...
أتعلمين خلاصة الأمر ؟؟
هذه الخلاصة في الحقيقة شيء نابع عن تجربة شخصية لأحد الناس المتشائمين من كوكب الأرض . لكنها حقا خلاصة الأمر بنسبة %99 على الأقل .
..
||... العيش وحيدا, هو قدر كل روح عظيمة ...|| "
بووووووووووووووووووم !!~~~~~~~~~~~
قبضة معدنية حمراء قاتمة ظهرت من العدم خلف رأس قائدة الفيلق نوتو ريوس !! حيث إرتفعت هالة متعطشة للدماء بشكل مروع فجأة . هالة أقحمت كامل المدينة الصغيرة التي كان فيها هذا اللقاء وسط جوٍ فضيع جدا مغلفا بذلك كل شيء حول هذا المكان في قبة من الرعب...
على الفور كان الإغماء المباشر لكل مخلوق حي في دائرة 10 آلاف ميل هو أول آثار ظهور هذه الهالة المروعة بهذا الشكل المفاجئ فقد كان جميع من على حدود العشرة آلاف ميل غير قادرين على تحمل هذا المستوى من القوة بشكل كامل؟؟
كوشمار لم يكبح نفسه على الإطلاق , فقد فجر قوة جسدية هائلة جدا إرتفعت من أعماق خلايا جسده عاصفا بذلك كلا من قائدة الفيلق الأول و الأوفرلورد معا في هجوم واحد بينما كان يصرخ بشكل مرعب !!!؟
" بووووهاههاهاها !! يقولون أنك أذكى شخص في العشيرة , بينما كل ما أنظر اليه هنا هو كتلة من الغباء , مجرد فتاة خرقاء لم تقتنع بعد أن قانون العشيرة الوحيد هو القوة وليس المكانة ... "