506 - إشتعال الصدام الأول ...

ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ

مع إبتسامة حزينة بعض الشيء على وجهها , ضاق بؤبؤ عين هذه الأوفرلورد بشكل كبير الى أن أصبح بريق عينها مثل وحش على وشك الإنقضاض على فريستها !!؟ حتى من قادة الفيالق في المكان كانوا قادرين على إستشعار هذا التغير الكبير في هالة تلك المرأة حيث كانت محاولة قمعها لظهور هذا التغير عديمة الفائدة .

لكن هذه المرة أحدا لم يحرك ساكنا , لأنهم بالأحرى عرفوا جميعا ما الذي كان يدور حوله الأمر . ربما يكون تقليل قادة الفيالق من إحترام هذه الأوفرلورد شيئا لا يساوي أي قيمة في نظرها , نظرا لكونهم مجرد صعاليك طائشين في نظرها . أو بالأحرى نظرا لكونهم ليسوا من نفس مستوى من قوتها . فالقوة دائما هي المقياس الثابث الوحيد.

لكن تقليل المارشال من إحترام هذه المرأة مرارا وتكرارا كان بالتأكيد له أثر كبير عليها, حتى من دون النظر الى الأمر بطريقة عاطفية . كان تقليل حاكم من شأن حاكم آخر شيئا ينم عن عدم الإحترام المطلق.

هذا الإحترام الذي تبادله كل أوفرلوردات القبائل الأربع فيما بينهم رغم كونهم أعداء بعضهم البعض في نهاية المطاف. إحترم كل منهم الأخر رغما عن كل شيء , كان ذلك إحتراما للإنجاز الذي حققه كل منهم بتمكنهم بلوغ نفس المستوى تقريبا من القوة ...

لكن هذا شيء لم يظهر على ذلك المارشال إطلاقا , وربما لن يظهر حتى في المستقبل. فقط تخيل كون زيـــغان يحترم أحدهم ؟؟

اللعنة أي نوع من الأفكار هذه ؟؟

" بووووهاهاهاهاها .. بووها ها ها ها ها ... "

مع هذه الضحكات الثقيلة , إختفى كوشمار من مكانه بشكل غريب للغاية بينما كانت تلك النظرات المثيرة للشفقة هي آخر ما رمق به هذه الأوفرلورد . عرفت هذه الأوفرلورد أن كوشمار كان ينتقم منها بهذه الطريقة جراء إحتقارها له قبل قليل , فهو كان ينوي تقديم كل ما لديه في تلك المعركة , لكن هذه الأوفرلورد لم تضعه في عينيها على الإطلاق .

ثم ماذا إتضح بعذ ذلك أن المارشال زيغان هو الأخر لم يضع هذه الأوفرلورد في عينيه على الإطلاق ولم يقدم لها أي إحترام يذكر . كان ذلك بطريقة أو اخرى إنتقاما حصل عليه كوشمار , رغم أن الأمر لم يعني له الكثير إلا أنه كان سعيدا بذلك على الأقل ...

شي شي شي !!~~~~~~~~


أحاطه ضباب فضي اللون بينما وصلت قهقهة خفيفة الى أذانه قبل إختفائه بالكامل!!

" ليس سيئا بالنسبة لشخص في ذروة عالم العاهل القتالي . ليس سيئا أبدا ... ه هه ه "

شوى !!~~~~~~~

إختفى كوشمار من هناك بينما كان أخر شيء يسمعه هو مدح أوفرلورد قبيلة الوحوش له بهذا الشكل . لكن في المكان الذي ظهر فيه من جديد هذا الرجل , إختفت إبتسامته بالكامل وعاد وجهه الى نفس الملامح الغير مبالية حيث تفجرت قوة أكبر بكثير من تلك التي أظهرها قبل قليل أمام تلك الأوفرلورد !!؟

" مدح الأوفرلورد , من قد يرغب في شيء تافه كهذا حتى !!... "

مع نظرات التي كانت أكثر من كافية لتظهر مدى عزيمة وإصرار هذا الرجل , تقدم الى الأمام بخطوات ثقيلة وهو يعلم تمام اليقين في نفسه أنه لو لم يكن ذلك المدح قادما من المارشال , فالجميع في عشيرة الأكاغي يعلم أنه لا قيمة له .

قعقعة قعقعة !!~~~~~~~~

تداخل اللون الأحمر القاتم مع نسمة من الفضة التي كانت ناتجة عن قانون المعادن المتوج الذي يتدرب عليه كوشمار , مشكلا بذلك طمسا مرعبا يتقدم الى الأمام بشكل متفجر للغاية !!

في خارج هذا المكان , كان هناك نقش كبير للغاية يطفو في السماء , إسم كبير نقش بخط غليظ على الجزء العلوي من هذا البرج الذي إخترق السماء نفسها من شدة طوله الغير معقول . نقش بلغة غامضة لم يعرف أي شخص معانيه الى حدود اليوم . كل ما يعرفه الناس من عشيرة الأكاغي , وحتى المارشال بنفسه يعلم فقط أن هذا المكان يطلق عليه :

" أحد أبراج التدريب التسة والتسعين , برج المعادن. "

الأوفرلورد كانت قد فقدت الأمل بالكامل في إحراز أي تقدم في المهمة التي جائت من أجلها , كانت هذه المرأة قادرة على إستيعاب أنه داخل جسد كل شخص من هؤلاء القادة , كان هناك نوع من الحظور الخافت الذي بدى من المرعب جدا محاولة العبث معه !!

كان الفضول يقتل هذه المرأة لمحاولة معرفة ما الذي يكون ذلك الشيء ؟؟ لكنها لم تكن قادرة في نهاية الأمر على التصرف بتهور في مقر عشيرة الأكاغي . أو بالأحرى كانت اللحظة التي فكرت فيها في أخذ هذه المخاطرة ومهاجمة كوشمار لمعرفة ذلك السر الذي يحتويه جسده , هي بالذات اللحظة التي ظهر فيها المارشال . كان الأمر كما لو أن عيني ذلك الرجل لم تفارقها على الإطلاق أينما ذهبت . رغم أنه ظهر بدون أي هالة تذكر , إلا أن الإنطباع الذي تركه كان مختلفا بالكامل عن أخر مرة إلتقت به هذه المرأة . لذلك توقفت في آخر اللحظات ...

" لدى هذه العشيرة الكثير من القوة المخفية حقا !! الى الأن كل ما أعرفه أن إثنان من قادة الفيالق يملكون قوانين متوجة من صنف المعادن .

كوشمار , ثم ذلك المجنون ياماغوني ... "

قالت هذه المرأة في نفسها وهي تشاهد بقية قادة الفيالق يغادرون الساحة .

فقط كم عدد الناس الذين إستطاعوا تعلم قانون المعادن العادي في هذا العالم ؟؟

بالكاد كان واحد من كل مئة مليار شخص قادرا بالكاد على الحصول على فرص ضئيلة في تعلم القليل حول هذا القانون مهول القوة.

ثم بهذه السيرورة , ماذا كانت فرص الناس في تعلم قانون معادن , لكن هذه المرة من الصنف المتوج ؟؟

والأهم من ذلك أن هذه العشيرة كانت تملك محاربين آخرين أقوياء الى حدود اللحظة لا أحد يعلم ماذا تكون قدراتهم بالضبط ؟؟

هناك زمرة الديموس , وهناك قادة الفيالق . ثم هناك أدميرالات الأساطيل ؟؟ هذه العشيرة بطريقة ما أصبحت تملك عددا مهولا جدا من الناس لدرجة أنها فاقت حتى القبائل الأربع من ناحية العدد !!؟

قبل إختفاء هذه الأوفرلورد من مكانها هي الأخرى والدخول الى البوابة التي كانت تنتظرها بجانب نفس الشخص صاحب البذلة العصرية الذي أحضرها الى هنا من الأساس . ألقت هذه المرأة نظرة أخيرة على أرخبيل فجر الإعدام وهي تقول في نفسها :

" إذن هذه هي الطريقة التي إختار الأوفرلورد التنين التعامل بها مع هذا الأمر ... لقد كان هذا غير متوقع بعض الشيء ؟؟ "

.. ...

.. ...

الحدود الخارجية للأرض المقدسة لقبيلة التنين .

في هذا المكان , ظهرت أعداد لا تعد ولا تحصى من المخلوقات من مختلف الأجناس . كان يمكن رؤية كثافة سكانية مهولة تسيطر على كل شيء في هذه الحدود . هذه الأعداد الهائلة من المخلوقات إتضح في نهاية الأمر أنهم لم يكونوا بالمجمل تابعين لقبيلة التنين !!؟

وبالأحرى , كان الناس هنا هم ساكنة نطاق التنين وليس الأرض المقدسة نفسها ؟؟؟

فقط من يصبح تابع مباشر لقبيلة التنين يمكنهم الحصول على شرف الإنتماء الى الأرض المقدسة وإستيطانها. لكن بالطبع الحصول على ذلك الإذن ليس بالسهولة التي يبدو عليها الأمر .

فووش فوووش فووووش !!~~~~~~~~

إنتشر الدخان حالك الظلام فجأة من وسط صفوف الناس المختلطة في هذا المكان ! ليظهر من بين هذا الإختلاط الكبير أعضاء عشيرة الأكاغي الذين كانوا بارزين بشدة منذ الوهلة الأولى التي وطأت أقدامهم هذه الأرض .

بوووووووووم !!~~~~~~~~~~~

إنفجر شيء من المحفظة التي كانت تحملها قائدة الفيلق الأول نوتو ريوس حيث إنتشرت موجة من الهواء التي عصفت بكل شيء حولها بعنف شديد !!؟؟

لم تكن تلك العاصفة شيئا إكتفى برمي الناس بعيدا , وإنما تحول كل مخلوق حي وصلته موجة الصدمة الى رذاذ دموي في نفس المكان الذي يقف فيه دون إمتلاك القدرة على الصراخ حتى !!. كان ذلك موتا فوريا يبرز بشدة فارق القوة الكبير بين الطرفين .

" إبتعدوا عن وجهي ياقطع الخردة ... "

2020/12/27 · 1,166 مشاهدة · 1210 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024