ـــــــــــــــــ Marchel ـ ــــــــــــــــ
قفز قلب توكسيك على الفور من مكانه وهو يشاهد هذا النبض المرعب يزحف ناحيته بهذا الشكل المخيف , بينما أصبح وجهه فارغا تماما . بالكاد منع الهجوم السابق بحالته تلك , لكنه الأن وبطريقة ما يقف أمام هجوم من مستوى أعلى حتى !! كل ما كان يفعله هذا الرجل هو الوقوف ببلاهة هناك بينما كان يتحدث بنبرة بطيئة غير مستوعبة للأمر :
" ماذا !! ألم يكن الهجوم السابق ضربته النهائية ؟؟ ... "
إمتدت موجة الحرارة الساحقة هذه المرة الى أبعد من مجرد 200 الف ميل حول نطاق الكبير تانوغو , لقد وقف هذا الرجل بكل شموخ وسط ألسنة اللهب التي إستمرت في حرق الهواء الى آخر ذرة . كان الدخان الأسود يغطي مجال النظر بالكامل , بينما كانت الصرخات المرعبة التي قذفها كل شخص لفض أنفاسه الأخيرة هي الترنيمة التي نشدها الناس في ظل هذا الهجوم المروع !!؟
كل ما كان يمكن للناس قوله في ظل هذه القوة الساحقة هو مجرد تلك الجملة المتكررة في كل بقعة من بقاع هذه الساحة ؟
" هل هذه هي قوة أحد كبار قبيلة التنين ؟؟؟
هذا مرعب كالجحيم ... "
" ما الذي حل بفرد الأكاغي ذاك ؟؟ لابد أنه تحول الى رماد بحلول الأن أليس كذلك ؟؟ من المستحيل على كائن حي النجاة من شيء كهذا على الإطلاق . هذا جنون !! "
كانت أقوال المقاتلين تتكرر هنا وهناك , بينما إنقلبت ساحة المعركة فجأة رأسا على عقب وتوقفت جل القتالات , الجميع كان يراقب نوع الجحيم الذي أحدثه أحد كبار قبيلة التنين عن بعد بينما إستمروا في الإرتعاش خشية من تلك القوة . بعد كل شيء هذه كانت قبيلة التنين , الرقم واحد في عالم سافاستانو .
حتى أنه كان من بين الناس في هذا المكان من يرمق أعضاء عشيرة الأكاغي بنظرات الشماتة وهم موقنون تمام اليقين بأن ذلك القائد أو ايا يكن تحول الى هيكل من الفحم الأسود بحلول اللحظة .
لكن ما قابلهم كان أعضاء عشيرة الأكاغي الذين لم يبالوا ولو لوهلة بأي نوع من التقدمات التي تطرأ في تلك المعركة , كان الأمر أشبه بكون هؤلاء المجانين في سباق للقتل . القتل والدمار كان هو كل ما رافق هؤلاء الأشخاص أينما مرت أقدامهم . كانت الأطراف المقطوعة والأعضاء المتناثرة في كل كان هي الشيء الوحيد الذي شكل درب هؤلاء المقاتلين وسط هذه الأعداد التي لا تنتهي من الخصوم .
رغم كون الأعداد في هذا المكان لم تكن لصالح الأكاغي على الإطلاق نظرا لكون هذه الرحلة مجرد رحلة إستكشافية . كانت أعداد الناس الذين تم إعدادهم للوقوف في وجه الأكاغي هنا مبالغا فيه بشدة !!؟
كان الأمر أشبه بمقاتلة كامل نصف نطاق التنين الذي لم تستولي عليه عشيرة الأكاغي بعد . ومع كون فقط إثنان من قادة الفيالق هم من خرج لهذه المهمة ودون إحضارهم للقوات الرئيسية في فيالقهم حتى ؟؟ كان من الصعب جدا موازنة القوة مع هؤلاء الجيوش التي كانت في مصطفة في هذه الحدود !!
لحسن الحظ , كان كون مساحة الحدود الخارجية مجرد إمتداد شاسع جدا أحد الأسباب التي جعلت من المستحيل تماما تجمع تلك الأعداد من المقاتلين في مكان واحد , فحتى لو أرادت قبيلة التنين مهاجة الأكاغي الذين ظهروا في الحدود بكل ما يملكونه من مقاتلين في هذا المكان , سيلزمهم وقت كبير بعض الشيء لإتمام عملية التنقل نظرا لطول المسافات هنا. كما أن أكثر شيء يمكن صنعه هو مد لا ينتهي من المقاتلين , حيث كان من المستحيل على الفضاء هنا إحتواء كل تلك الأعداد من المقاتلين دفعة واحدة.
لكن تغيرا غريبا حدث فجأة على جميع أعضاء الأكاغي , وخصوصا هؤلاء الذين كانوا ينتمون للفيلق الثاني التابع لتوكسيك !!؟
قبل وصول موجة اللهب العظيمة الى توكسيك , غطت ألسنة اللهب كل شيء في مرمى البصر مما حجب الرؤية بشكل كامل , فقط الأشخاص ذوي النية القتالية القوية للغاية أمكنهم إستشعار المكان المحيط بساحة المعركة بدقة لمعرفة كيفية سير الأمور بدقة.
وما إستشعره هؤلاء المقاتلين الأشداء كان تحركا كبيرا جدا وصادما في نفس الوقت حيث بدأ الجميع بالهرب فجأة الى أحد الإتجاهين الأيمن أو الأيسر !!؟ بدون الإكتراث لأوامر قبيلة التنين على الإطلاق . بعد كل شيء ماذا ستكون قيمة أوامر قبيلة التنين إذا سبق وأن لقي الفرد حتفه بالفعل ؟؟
إطلااااااااااااااااق !!~~~~~~~~~
هدير مدوي إنفجر فجأة في السماء لحظة عودة الكبير تانوغو الى هيأته العادية العملاقة , كانت ملامحه فضيعة جدا كأنه عاد من أعماق هاويات الجحيم !! العروق الدموية على جسده الضخم كانت مشدودة بقوة كبيرة الى درجة قاربت الإنفجار . كانت الأثار البادية عليه مجرد شكل خارجي ينم عن المظاهر فقط , في حين كانت الأصابات االداخلية التي لحقت به إثر إستخدامه لهذه القوة الكبيرة جدا دفعة واحدة وبشكل متسارع هكذا إصابات خطيرة للغاية بشكل جدي جدا ..
مع هذا الهدير , دوي صوت متفجر ومرعب فجأة من الخلف حيث إنطلقت رعشة من الطاقة التي هزت ساحة الحرب برمتها فجأة !!؟
فو فو فو فو فو !!~~~~~~~~~~~
توالت هذه الأصوات المرعبة , بينما إنتشر صراخ أشد رعبا بين الناس الذين كانوا مكدسين في تلك الفوهة العملاقة أسفل السفينة الحربية الخاصة بقبيلة التنين !!؟
بطريرك معهد اللهب المشتعل , فتح عينيه الناعسة فور إستشعاره لهذه القوة الغاشمة وهي تسلبه كل طاقته وحتى طاقة حياته كانت تغادر جسده بسرعة كبيرة وبشكل مؤلم للغاية جعله يطلق هديرا عنيفا للغاية !!؟
آآآآررغ !!~~~~~~~
لم يكن هذا الرجل هو الوحيد الذي حدثت معه هذه الحالة , وإنما تكرر الأمر مع كل كبير وصغير تكدست جثته داخل هذه الفوهة . ومع إستمرار سحب الطاقة من هؤلاء البؤساء , نما الصوت المرعب شيئا فشيئا الى أن إنفجر في نهاية المطاف مع شعاع قرمزي إخترق السماء وقطع على الفور مسافة 200 ألف ميل في لحظة قصيرة جدا من الزمن !!..
في نفس اللحظة القصيرة من الزمن , كانت موجة اللهب قد وصلت قبلا الى جسد توكسيك وكانت قد حرقت بالفعل جزءا صغيرا من الرداء الذي كان يخفي فيه رأسه !!
حيث إنطلقت خصلات من الشعر الأخضر الخلاب فجأة من الفتحة التي إحترقت من الرداء وبدأت تتراقص مع الرياح العنيفة في محيطه, وفور رؤية توكسيك لخصلات الشعر تلك , كانت تلك هي ذاتها لحظة وصول الشعاع القرمزي المرعب إليه !!..