___ MARCHELL __
ظهرت ملامح الصدمة على وجه زيغان بينما إعتلى شعور غريب قلبه خلال لحظات سماعه لأسم الإمبراطور التنين يتكرر أكثر من مرة ؟
ما علاقة هذا الداعر بكل ما يحدث بحق الجحيم ؟
ألا يفترض أن زمانه إنتهى منذ عهده القديم ذاك ؟؟
فور ملاحظة هذه الأوفرلورد لملامح زيغان الغريبة , أدركت على الفور أنها لم تشرح الأمور بما فيه الكفاية , لكنها حقا لا تستطيع إخراج كلمات أكثر من ذلك , فقد كانت هناك قوة عملاقة تسيطر على الفضاء بالكامل من حولها وتطمس كل الكلمات التي تخرج من فم هذه المرأة الى العدم بشكل غير منطقي أبدا !!؟
فور ظهور هذا الشعور على جسدها , تشوك الشعر على جسد المرأة بينما ظهرت عليها ملامح الرعب بالفعل وهي تستنجد زيغان بكل ما لديها من قوة , لدرجة أنها سبق وأن قامت بمد يدها الى أن لامست سترة الجينس حالكة السواد التي كان يرتديها المارشال خلال هذه اللحظات . رؤية تعابير اليأس تلك على ملامح هذه المرأة شيء جعل حتى المارشال يتردد حول ما يفعله تاليا خلال هذه الوضعية !!؟
" أنا أعلم أنك تستطيع إعطائي الحرية ؟؟
أعلم تمام اليقين أنك تستطيع ..
فبعد كل شيء , عالم سافاستانو برمته عالم مختوم , لا أحد يستطيع الخروج أو الدخول من هنا . إن هذا هو السجن الذي ولدنا فيه , هذا هو العالم الذي وجد لربط أعناقنا نحن الضعفاء بأغلال العبودية.
..
لكن ماذا ؟؟
لم يسبق لألاف السنين التي عشتها وأن ظهر شخص تمكن من الهروب من لعنة العبودية ؟؟
أنت كنت الإستثناء الوحيد , هذا ما ظنناه جميعا في البداية , أول رجل في عالم سافاستانو يولد داخل عالم سافاستانو بدون لعنة العبودية التي ألقاها الإمبراطور التنين على كافة الخلق هنا ؟ هاهاهاهاهاهاه
..
لكن ماذا مجددا ؟؟
إتضح أنه لم تكن الوحيد , بل أنشأت عشيرة بالكامل , عشيرة من الرجال الأحرار الحقيقين . أناس إمتلكت الفرصة للهروب من هذه المأسات والوقوف بكل حرية تحت السماوات الى جانب الرجل الذي يستحق.
أنا لا أكترث لو أصبحت واحدة من أتباعك , لا أكترث لو أصبحت واحدة من الأكاغي , إذا كان ذلك يخولني لإبطال لعنة الأمبراطور التنين من على جسدي , فهذا أكثر من كافي ... "
في اللحظة التي كانت هذه المرأة على إتصال جسدى مع زيغان, شعرت على الفور أن هالة اللعنة داخل جسدها تم قمعها بشكل كامل وغريب فجأة !! توسعت حدقة عيني المرأة في صدمة بينما حاولت رفع رأسها لرؤية وجه هذا الرجل العظيم الذي كان يقف أمامها مثل جبل لا يهزه شيء.
لكنها في نهاية المكاف إختارت عدم رفع رأسها والبقاء في تلك الحالة ولو لبضع ثواني أكثر .. فقط أكثر قليلا..
" هاه !!... "
فجأة, مجرد صرخة صغيرة مكتومة خرجت من غير إرادة من فم المرأة في اللحظة التي أدركت فيها أن زيغان قد جذبها بالفعل إليه فجأة ؟؟
كانت هذه المرأة غير قادرة على تصديق أن وجهها كان يلامس بالفعل عضلات بطن هذا الرجل الذي طالما حلمت به !!؟ خلال جزء صغير من الثانية , أصبحت خلالها هذه المرأة عاجزة بالكامل عن التعبير عن ما كان يجول في خاطرها حول هذا الرجل .
" يا له من شعور مريح !! لم يسبق وأن شعرت هكذا في حياتي كلها ؟؟ ... "
لم يسع المرأة سوى الغرق في أحلام اليقضة وهي تستمع بكل لحظة تمر وهي في هذا الموقف , الى أن قاطع نفس الصوت الأجش هذا من جديد لحظاتها المثالية تلك .
" هذا الأمبراطور التنين , وهذه اللعنة , أنا ربما قد أرغب في سماع المزيد ؟؟ "
..
..
مباشرة وبدون حتى التفكير في العواقب , وجدت هذه المرأة نفسها تتحدث بكل شيء تعرفه حول حقيقة عالم سافاستانو , عدم شعورها بقوة اللعنة وهي الى جانب هذا الرجل جعلها تتحلى بالقوة الكافية لقول الحقيقة كاملة بدون أي تعتيم , وفي المقابل , إستمرت ملامح زيغان الهادئة في التبلد بشكل غريب ؟؟
" الإمبراطور التنين أو سولاريس سافاستانو . كل ما أعرفه هو أنه من أنشأ عالم سافاستانو إنطلاقا من بقايا عشيرة قديمة . لقد أنشأ قبيلة التنين من الصفر , وفرض حكمه على كل شيء في هذا العالم , بعد وفاته إستمر العالم بالسير وفق خطة كان هو الذي جهزها منذ قديم الزمان .
..
..
حتى أنا لم أكن أعرف أي شيء حول هذا الأمر الى أن قمت بالجلوس على عرش أوفرلورد قبيلة الوحوش حينها فقط إكتشفت حقيقة هذا العالم الذي نعيش فيه.
نحن مجرد عبيد لا غير , أي مخلوق حي ولد في عالم سافاستانو , يحمل في دمائه لعنة عبودية مصدرها الأمبراطور التنين , ولعنة العبودية هذه تنتقل وراثيا , أي أنه تم توارث هذه اللعنة عبر الأجيال والأزمان الى وقتنا الحاضر .
..
دون ذكر أن الإمبراطور التنين ألقى اللعنة على كامل عالم سافاستانو المغلق , بمعنى أنه لا يوجد شخص واحد حتى في هذا العالم تمكن من الهرب من تلك اللعنة بشكل ما من الأشكال . الغريب في الأمر أنه لا أحد يدرك بوجود هذه اللعنة من الأساس , لعنة تفرض على كافة المخلوقات الإنصياع التام لعرق التنين , وبالذات للأوفرلورد التنين .
..
كل هذه التنافسيات بين القبائل وكل هذه المعارك والحروب مجرد شكليات لأشباع الرأي العالم ودفع عجلة الحياة الى الأمام لا غير , الحقيقة هي أن الجميع في هذا العالم مجرد دمى تتراقص على رقعة الأوفرلورد التنين . الأمر كله مجرد مهزلة ساخرة.
أو على الأقل هذا ما كان يبدو عليه الأمر الى أن ظهر شخص ما أوصل للعالم ما قد يكونه معنى الأكاغي ..."
الغريب أنه في هذه اللحظات , إزدادت القوة التي كان يحضن بها المارشال زيغان هذه المرأة في حين إزدادت حرارة جسد الإثنين بشكل محرج للغاية , زيغان رغم سماعه لكل هذه الكلمات والمعلومات الصادمة , كان هادئا بشكل غريب ولا يمكن تقبله على الإطلاق ؟؟ حتى من هذه الأوفرلورد كانت تتسائل حول هذا الأمر بالفعل !!؟
لكن زيغان إستمر فقط بطرح أسئلة أشد غرابة حتى ؟؟
" لكن لما شخص ميت سيقوم بإلقاء لعنة ما على بقية الخلق في هذا العالم ؟؟ هذا غير منطقي أبدا !!"
" هاهاههااهها...
شخص ميت ؟؟ الإمبراطور التنين حي يرزق الى يومنا هذا , أو على الأقل قلبه لا يزال ينبض داخل الشجرة المقدسة للأرض المقدسة لقبيلة التنين . كل ما إكتشفت خلال فترة حكمي لقبيلة الوحوش هو أن هدف الأمبراطور التنين من القيام بكل هذا الأمر هو شيء يسميه التطور , لقد سبق وأن إلتقيت جزءا من روحه في اللحظة التي توجت فيها كأوفرلورد على قبيلة الوحوش .
..
إستمر ذلك الداعر في التباهي بالأمر بشكل مثير للغيان , إستمر في التباهي حول كونه الشخص الذي سيكسر موازين هذا العالم , الشخص الذي سيطور سلالة السولاريس الى مستوى لم تشهده من قبل !!.. ذلك العجوز النتن لم يكن سوى مجن.. هاه ؟؟ ... "
برررررراااااااااااااا ق ق ق !!!~~~~~~~~~
دمدمة دمدمة !!~~~~~~~~~~~~~~~~~
فجأة وبدون أي سابق إنذار , هدر شيء ما في السماء , بينما تردد صوت بث الرعب من خلال أعماق خلايا هذه الأوفرلورد التي كانت لاتزال تحتضن المارشال زيغان خلال هذه اللحظات , أدركت فجأة أن مصير الشخص الذي يعصي أوامر الإمبراطور التنين والتي كانت أولاها هي عدم الإفشاء بأي كلمة واحدة من هذه الحقائق الى العالم الخارجي هو :
الموت .
لم تمتلك هذه المرأة حتى الوقت الكافي للنظر الى السماء لإدراك أي نوع من الدمار المرعب ذاك الذي كان يزحف بنية قاتلة إتجاهها , لكنها على الأقل إمتلكت وقتا كافيا لإلقاء نظرة على وجه المارشال زيغان , بالتأكيد هو لن يقف ساكنا ويشاهدها تموت هكذا فقط ؟؟
هو شخص يجمع من حوله أقوى الأشخاص بعد كل شيء , سيكون إنضمام هذه المرأة الى جانبه ميزة هو سيرغب بها بكل تأكيد .
كانت هذه المرأة موقنة تماما بأن زيغان سيفعل أيا ما تكون هذه القوة التي يملكها والتي تخول له معارضة اللعنة التي وضعها الأمبراطور التنين على عالم سافاستانو.
لكن ,
لكن ما فاجأ هذه المرأة , هو نظرة الإشمئزاز التي كانت تعلو وجه المارشال زيغان خلال هذه اللحظات القصيرة جدا من الزمن !!؟ حتى أن ملامح وجهه كانت متجهمة بشكل مرعب لا يصدق وهو ينطق بكل بغض !!؟
" التودد الى قذارة مثلك من أجل الحصول على هذه المعلومات اللعينة , هذا أقذر هراء قمت به في حياتي برمتها ...
اللعنة عليكم جميعا أيها الملاعين , اللعنة على هذا اليوم الملعون , اللعنة ... "
توسعت حدقة عيني أوفرلورد الوحوش بشكل واسع وبريء الى درجة أنه كانت هناك قطرات خفيفة من الدموع التي بدأت في التشكل في جوانب تلك العيون التي بدت أشبه بعيون طفل بريء تعرض لمساوئ الحياة كلها في لحظة .
بب بب ررر ر ااااااااا ق ق ق !!~~~~~~~~
غرررررر !!~~~~~~~~~
شلال من براغي البرق ذات الكثافة الفائقة والقوة التدميرية الهائجة التي تحمل قانون الداو السماوي الذي يسري على كافة الخلق ويضعهم تحت السيطرة المطلقة !! شلال من قانون العاقبة السماوية نزل بدون أدنى رحمة على الثنائي زيغان وأوفرلورد الوحوش , نزل في لحظة قصيرة جدا من الزمن ولم يسمح لهذه المرأة حتى بإستيعاب أنها كانت مجرد أداة تتراقص بين أصابع هذا الرجل كذلك, تلاعب بها وبمشاعرها الرقيقة ونيتها الصافية في أكثر لحظاتها التي أظهرت فيها ذلك الضعف العاطفي . لقد كانت تلك النظرات في عينيه تشرح كل شيء , كانت تلخص كل شيء ..
دمدمة !!~~~~~~~~~~~~~
دوى إنفجار مهول قد يكون الأول من نوعه في عالم سافاستانو هذا , حيث تمت إضائة عتمة الفراغ الكوني المظلم الذي ينتشر على مساحة سنوات ضوئية فائقة !!؟ لقد كان الأمر مرعبا بشكل لا يمكن تصوره على الإطلاق , وكان من حسن الحظ أن هذه العاقبة السماوية إستهدفت الأوفرلورد بشكل خاص.
تلاطمت أقواس برق العاقبة السماوية بجسد المارشال وبدأت ترتد بكل عنف بعيدا عنه كأن برق العاقبة السماوية نفسه خائف من هذا الرجل !! كأنه وحش مقفر قادم من قبل التاريخ ؟ بؤبؤه الدموي الذي كان يتركز تلك الأعين حالكة الظلام , كان يتابع جسد هذه الأوفرلورد وهو يتفحم الى السواد ثم الى الرماد بدون أن ترمش له عين حتى.
بكل برود وبدون أي رد فعل يذكر , كان ينظر الى ما يحدث كما لو أنه لا علاقة له بالأمر على الإطلاق.
ثم ببرود أشد , وبنية قتل جعلت براغي برق المحنة السماوية التي بخرت أوفرلورد قبيلة الوحوش كأنها مجرد شخصية لا قيمة تذكر لها , حتى من موت هذه الشخصية الكبيرة فجأة هكذا جعلت العجوز سليل عيون المسارات خارج عالم سافاستانو يندهش حين لاحظ إختفاء كرة الطاقة العظيمة الخاصة بهذه الأوفرلورد فجأة هكذا , إنبعث صوت المارشال وتردد عبر الفضاء بينما يقلب وجهه بتلك الملامح الشنيعة ناحية السفينة الحربية حيث تواجد الصغار الذين يفترض أنهم أيضا على علم ما بقدر محدد من المعلومات حول هذه الحقائق .
ومع خظوات ثقيلة , إستمر الرجل في الإقتراب من بضعة أطفال كانت الدموع هي المهرب الوحيد لهم من بؤس هذا الرجل , لكنهم كانوا موقنين بالفعل بأن حتى هذه الدموع لن تجدي نفعا بأي شيء ضد الرجل الذي ترك رماد الأوفرلورد العظيمة لقبيلة الوحوش السماوية من خلفه كأنها لا شيء , وبدأ يتقدم نحوهم وكل ما صدر من فمه كان بضعة كلمات خافتة فحسب ...
" بحث الروح .. "