___ MARCHELL __

خرج من السفينة الحربية كل من الملك القتالي السابع والملك القتالي الثاني عشر , حيث بدأ الإثنان في الإرتفاع الى جانب الملك القتالي الثالث عشر. في الجانب الأخر وقف الملك المرتد مع نفس التعابير الهادئة على وجهه وهو يرمق هذا الثلاثي بنفس النظرات كعادته.

الملك المترد هو الأكبر في هذه الساحة من ناحية العمر الذي عاشه في هذه الحياة , بالطبع هو الشخص الأكبر وصاحب التجربة الأكبر . دون ذكر أنه على مستوى الملك القتالي كذلك على عكس ما تنص عليه قوانين القبائل !!؟

في هذه اللحظة , كان يجب الذكر أن عالم سافاستانو يسير برمته وفق خطة الأوفرلورد التنين , ذلك الشخص الذي فرض على كل قبيلة 13 عرشا فقط . كل قبيلة من القبائل الأربع تملك فقط ثلاثة عشر ملك قتالي ؟؟

الأمر لم يكن عبثيا على الإطلاق , فالأوفرلورد التنين يملك سيطرة كاملة على عالم سافاستانو برمته , وبدون إذنه الشخصي لن يتمكن أي من هؤلاء العبيد من الإختراق الى مستوى الملك القتالي حتى لو كان يملك المؤهلات التي تخول له الوصول الى ذلك المستوى ؟؟

لكن فقط فكرة تواجد الملك المرتد يجعل من المعادلة سخيفة بعض الشيء ؟؟ ألا يعني هذا أن الملك المرتد حر ولا تنطبق عليه هذه اللعنة ؟؟

وإلا كيف وصل الى هذا المستوى وجعل مجموع ملوك قبيلة التنين 14 !!؟

" صحيح أنني قمت بإبادة المكان الذي دعوته ذات يوم المنزل , العائلة. لكنه لم يكن خياري أبدا ..

أنت تعرف ذلك جيدا أيها الثالث عشر, لذلك لا تحاول التنويه للأمر مجددا حتى. فعلى عكسك أنا الأن بفضل مارشال عشيرة الأكاغي شخص حر بالكامل وتخصلت من لعنة الأمبراطور التنين. إذكر شيئا بشأن عائلتي مجددا وسأقتلع عينيك من مكانها ..

أنت تعرف أن الشيء الذي كان يوقفني سابقا كان تلك اللعنة لا غير.. "

كان الملك المرتد يتصرف بكل هدوء وبرود , لكن أقواله كانت تقول العكس تماما !! على ما يبدو أن ماضي هذا الرجل مع قبيلة التنين ليس بذلك الماضي الوردي على الإطلاق . مجرد فكرة أنه أصبح على علاقة مع مارشال الأعداء يبين أنه حقا لا يعطي أي قيمة لقبيلة التنين في قلبه.

" ماذا ؟؟

الأوفرلورد كيان مهيمن. إنه الأقوى في عالم سافاستانو , وهو كذلك الوعاء الخاص بالإمبراطور التنين. لما أنت منزعج هكذا ؟؟

هو فقط أخذ زوجتك منك بالقوة , أقصد بعدما قتل جميع أطفالك وإقتلع عينك أيضا . تركك تتخبط في الألم والعجز هناك ؟ ... "

دمدمة دمدمة !!~~~~~~~

كان الملك القتالي الثالث عشر غاضبا جدا وكانت الطاقة الهائلة التي تنبعث منه تشوه الفضاء من حوله حيث أخرج على الفور سيفا ورفعه في وجه الملك المرتد وهو يكمل كلامه مع نية قاتلة تقشعر لها الأبدان :

" هذا صحيح , هذا ما حدث .

لكنك مجرد حثالة. إذا كان لك عدو في قبيلة التنين فهذا العدو سيكون الإمبراطور التنين . وأنت بكونك كنت الملك القتالي الأول السابق تعرف جيدا من يكون الإمبراطور التنين .

أنت مجرد ضعيف سيطر عليه الجنون, وبدل القتال ضد الإمبراطور التنين الشخص الذي سلبك كل شيء في حياتك . أنت إلتفت الى هؤلاء الأقرباء منك , هؤلاء الأضعف منك وبدأت أكبر مجزرة في تاريخ العشيرة !!؟

أنا حتى لم أكن أستوعب لما سمح لك الإمبراطور التنين بالعيش الى هذا اليوم ؟؟

..

..

لكن رؤية حالتك المثيرة للشفقة اليوم , هذا حقا يعطي للأمر معنى أليس كذلك ؟؟... "

كانت هذه الكلمات قاسية جدا بينما تخرج من فم الملك القتالي الثالث عشر والذي كان ذات يوم على علاقة التلميذ والمعلم مع الملك المرتد !!؟ حتى من الملك المرتد شعر ببعض الحزن في قلبه وهو يسمع هذه الكلمات ؟؟

هو الوحيد الذي يعرف أن تلك المجزرة بدأت بأوامر من الأمبراطور التنين نفسه , الملك المرتد كان عاجزا أمام اللعنة شأنه شأن بقية قاطني عالم سافاستانو !! لذلك كان جسده يتحرك من تلقاء نفسه , وهكذا إرتكب واحدة من أكبر الجرائم في عالم اللابشر بشكل عام.

بداية الأمر بدأت عندما أخذ الأمبراطور التنين زوجة الملك المرتد وجعلها عاهرة له. لكنه لم يكتفي بذلك حتى , فنظرات الملك المرتد التي كانت مجرد تعبير عن الحرقة التي إندلعت في أعماق قلبه وهو يشاهد ملامح زوجته تصبح بئيسة بذلك الشكل الذي يقطع القلب.

تلك النظرات بالطبع لم تعجب الإمبراطور التنين , نتيجة لذلك فقد الملك المرتد عينه اليسرى كثمن غالي للغاية. لكن كل هذا لم يتوقف بعد , بل قتل الإمبراطور التنين الإبنة الوحيدة التي كان يملكها الملك المرتد والتي كانت هي الوريث التالي الذي كان يفترض أن يجلس على العرش العائلة الأقوى في قبيلة التنين !!

بالطبع قتلها بعدما قام بإغتصابها أمام الملك المرتد نفسه , مهزلة بدأت بسرقة زوجته وجعلها عاهرة أمامه بينما لم يملك الملك المرتد أي شيء لفعله سوى المشاهدة بصمت , حتى البكاء كان محرما خلال تلك اللحظات. الأشخاص الذين يعيشون لمدة طويلة جدا لا يتزوجون كل من هب ودب , الزواج شيء ذو قيمة كبيرة جدا في هذا العالم , فلا يوجد أي شخص مستعد لربط قدره مع أي كان , كانت تلك الزوجة بالفعل تشغل مقاما عاليا في قلب الملك المرتد.

لكن وللمرة الثانية , هاهو من جديد يشاهد إبنته تتعرض للإغتصاب ثم للقتل تاليا وهو لا يزال في نفس حالة العجز كما السابق .

معاناة الملك المرتد كانت مجرد مهزلة في نظر الأمبراطور التنين , مهزلة ختمها بإرساله للملك المرتد ليقوم بمجزرة في عائلته الخاصة وهؤلاء الناس المقربين له !!؟ جاعلا إياه عدو كافة قبيلة التنين , جعله مجرد شخص جريح يجوب أنحاء هذا العالم باحثا عن فرصة ما للإنتقام. لكن كان كل ذلك بدون جدوى...

هذه كانت هي الحقيقة , حقيقة الألم الذي صنع من قلب هذا الرجل صاحب الرقعة نارا ستحرق أي شيء في سبيل الإنتقام , هو رجل مستعد حتى لحرق نفسه الخاصة في سبيل الأخذ بالثأر من كل أحداث ذلك الماضي.

زيغان في نظر الملك المرتد هو ذلك البصيص من الأمل الذي طالما حلم به , بصيص الأمل الذي سيطعيه القوة التي تخول له القتال على قضيته. زيغان في نظره كان هو ذلك الضوء في نهاية النفق . حاملا على عاتقه حقيقة ماضيه الخاص الذي لم يشاركه حتى مع أقرب الناس إليه, وقف الملك المرتد هناك بكل برود وهو يقول مع نفس التعابير المعتادة :

" شرح الأمور لن يغير أي شيء من ذلك الماضي , لكنك الأن أيها الثالث عشر في نفس الوضع الذي كنت فيه في ذلك الوقت .

عدوك هو المارشال زيغان , الحاكم الأعلى لعشيرة الأكاغي . هل تظن أنك حقا تملك شيئا سيقف أمام ذلك الرجل , توقف عن منافقة نفسك , فأنت أتيت الى هذا المكان وأنت تأمل في قلبك أن يتدخل الإمبراطور التنين ويساعدك .

لأنك أنت هو الحثالة هنا . مجرد وضعك لعائلتك فوق كل شيء لا يجعل منك قديسا ما أيها العاق. أنت هنا فقط لإنقاذ إبنك الخاص , نفس الإبن الذي إرتكب مجازر لا تعد ولا تحصى في مختلف الفصائل والقوى في عالم سافاستانو بإسمك أيها الثالث عشر. من المنظور العام إبنك ليس سوى مجرد حثالة أخرى , صورة طبق الأصل لك أنت الحثالة الأصل.

لكن في نهاية المطاف الوصف الوحيد الذي يكفي لوصف حالتكم المثيرة للشفقة , هي أنكم الكلاب المثالية الخاصة بالأمبراطور التنين. كلب مصاب بالصرع ينبح ويعض كل من هب ودب. أمثالك هم الذين يطلق عليهم العجلات التي تمشي عليها خطة الإمبراطور التنين , العبيد من مستوى المثالية."

لكن قبل أن يقاطع الملك الثالث عشر حوار الملك المرتد , برز صوت شيطان الدلق السماوي الذي كان على الجانب وهو يقول بكل سخرية :

"يا لكل هذا الهراء الذي يغتصب العقل . أنا هنا لسبب بسيط للغاية , أنا فقط أريد حريتي الخاصة ؟ لكن ما قاله ذلك المارشال حين إلتقيت به كان هو الشيء الوحيد الواقعي والمنطقي من بين كل هذا الهراء , وهو ينطبق على وضعنا هنا بمثالية تامة.

[ إذا أردت حريتك , قاتل من أجلها .]

هذا ما قاله بالحرف , تحت سلطة الأكاغي أو لا أعرف ماذا يسميه , أصبحت قادرا بطريقة ما على معارضة قوة اللعنة في جسدي . لذلك أنا سأقاتل الى جانب الأكاغي , لكنني أقاتل في هذه الحرب من أجل حريتي الخاصة وليس من أجل أي شخص . إذا فاز الأكاغي بهذه الحرب , ذلك لا يعني سوى أنني سأنال ما أرغب فيه لا غير ...

والأن أيها الثالث عشر , ألن يكون من الجميل حصول عائلتك على نفسك تلك الحرية ؟؟

جميعنا نعلم أن الإمبراطور التنين مجرد عاهر مختل , جميعنا نعرف ذلك , لا داعي الى كل هذا النفاق بيننا نحن الملوك. صدقني أيها الثالث عشر , حين يتحرك المارشال زيغان ويدخل الى قلب أراضي التنانين .

ستجد جسدك يهب لمساعدة الإمبراطور التنين هناك , وليس مساعدة إبنك الذي هنا , تلك هي قوة اللعنة , ذلك هو معنى أنك عبد ...

لكن أنت كعبد , يجب عليك الإختبار الأن أي جانب ستقف معه فقد مللت من هذا الهراء .

هل ستقف الى جانب عائلتك كما هي عادتك , إذا فاز الأكاغي في هذه الحرب , أنت الأخر ستفوز بحريتك الخاصة, ليس أنت فقط بل كامل عائلتك ستفعل.

وفي الجهة المقابلة , الخيار المتبقي هو أن تظل مجرد كلب كبقية العبيد لدى الأمبراطور التنين .

الخيار خيارك بعد كل شيء , نحن هنا حتى نخبرك فقط أنه لم يتبقى لديك الكثير من الوقت, فذلك المارشال على وشك قلب هذا العالم رأسا على عقب .

وصدقني هو يملك القوة الكافية لفعل ذلك ... "

2021/03/14 · 792 مشاهدة · 1475 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024