___ MARCHELL __

لقد كان معروفا في كل أنحاء العالم أن الفرق القتالية تحتوي على مقاتلين من عدة فئات, هؤلاء المقاتلين يشغلون عدة مناصب في كل فريق قتالي وهكذا كان من السهل تقسيم العمل بين أعضاء الفريق وهكذا تعزيز القوة الإجمالية للفريق القتالي بشكل كبير نظرا للتكامل الذي يظهر بين مختلف الأعضاء.

لكن هذه الفكرة تغيرت تماما وبشكل لا يصدق منذ إستيقاظ الشيخ السماء المرتشية في عشيرة الأكاغي. هذا الشيخ دحض على الفور فكرة المناصب تلك قائلا أن ذلك كان مجرد هراء لا غير. لقد غيرت فلسفة ذلك العجوز نظرة الأكاغي للأمور تماما.

حتى من زمرة الديموس التي كانت تقسم العمل بينها على عدة تقسيمات , حيث كان هوتاكي هو محور الفريق بينما كان أويونغ في منصب المغتال وهكذا. لكن بظهور فلسفة وأفكار الشيخ السماء المرتشية, بدأ الأكاغي في السير وفق مفهوم جديد تماما للقوة.

" الفاجرا , والصياد هذه هي المناصب الوحيدة التي يجب عليكم السعي خلفها , غير ذلك البقية مجرد هراء فارغ... "

هذه بالضبط كانت هي نفس الكلمات التي كررها ذلك الشيخ في وجه كافة زمرة الديموس. لكن بالطبع لم يكن الأمر بالسهولة التي يتوقعها الجميع. فبعد التدرب على مخطط الشيخ السماء المرتشية , إكتشف الديموس الكثير من الخبايا حيث كانت تكمن حقيقة كلمات الشيخ السماء المرتشية.

فئة الفاجرا وفئة الصياد ليستا مجرد فئات عادية كما بقية الفئات التي أنشأها مختلف المقاتلين لتعزيز الفرق القتالية. وإنما إكتشف الجميع أن هذه الفئات لديها شروط يجب أن يستوفيها الشخص قبل أن يطلق على نفسه فاجرا أو صياد.

الغريب في الأمر أن هذا الشرط لم يكن شيئا يمكن أن يتحكم فيه الفرد بنفسه , وإنما هذا الشرط كان شيئا أشبه بالسلالات, شرط يجب أن يولد به الشخص وينعم به من السماء نفسها, غير ذلك لا يمكن لأي شخص كان أن يطلق على نفسه فاجرا أو صياد حتى لو كان هو القوة الهجومية الأعلى في فريق قتالي ما !!؟

بالطبع هذه المعلومات كانت صدمة كبيرة للغاية لكافة فريق الديموس في ذلك الوقت , كيف يمكن أن يحدث شيء كهذا ؟؟

هذا الفريق الذي سبق وشكل كل شيء من قبل , حتى أنهم نصبوا كيرينو كفاجرا للفريق ؟؟

لكن فجأة إكتشفوا أنه لا يمكن للشخص أن يعلن عن نفسه كفاجرا لأنه فقط يرغب في ذلك, ومن هناك بدأت رحلة التدريب الشاقة التي إتبعها الديموس رفقة الشيخ السماء المرتشية , هذا العجوز الغريب الذي كانت جل أفكاره شيئا يعارض رغبات السماء نفسها , إستمرت ثقافته الخاصة بالإنتشار الى فريق الديموس كما لو كانت نوعا من الفيروسات. سرعان ما أصبح الديموس مهووسين تماما بالحقائق التي كان يملكها هذا الشيخ السماء المرتشية , كانوا مهووسين بهذا الشيخ نفسه الى حد لا يصدق.

بالطبع كل هذا الهوس كان راجع في الأساس الى كونهم أخيرا بدأوا في إستشعار ثمار مجهوداتهم وتعبهم. لقد كانت تلك هي المرة الأولى التي يشعر فيها هذا الفريق أخيرا بالقوة داخلهم وهي تنمو لتصبح شيء أعظم بكثير من كل ما كان يمكن لهم تخيله من قبل.

بداية بقوة الفاجرا , والتي تعتبر صنفا من المقاتلين الذين يملكون قوة الفاجرا الغامضة منذ لحظة ولادتهم, لقد كانت هذه القوة شيئا أشبه بسلالة مشتركة بين جميع المخلوقات, لكن نادرا ما يظهر حامل ما لهذه القوة. وهكذا كان هؤلاء الأشخاص الذين يحملون سواء لقب الفاجرا أو الصياد شخصيات ذات مستوى عال جدا من القوة , شخصيات خطيرة بشكل حقيقي لا يمكن إنكاره.

الشيء الوحيد الذي كان متعارفا على قوة الفاجرا بين الناس كان هو إتقانهم الدقيق لقوة نية الأسلحة القتالية. ورؤية نية السيف الخاصة بكوشمار في هذه اللحظة , أدرك على الفور هذا الملك القتالي الجديد أن كوشمار شخصية تملك قوة الفاجرا الغامضة , شخصية من هذا النوع لم تكن في الحقيقة موجودة حتى بين صفوف قبيلة التنين نفسها , كل ما لديهم هو مجرد تاريخ قديم وحكايات حول قوة هذا الصنف من الناس.

وفقط نخبة عالم سافاستانو يعلمون بالحقيقة التي تكمن خلف صنف الفاجرا الحقيقي وليس هؤلاء الذين يدعون ذلك. فقط كون كوشمار قادرا على إستعمال نية السيف بينما كان يحمل في الحقيقة فأسا ثقيلة , هذا من شأنه الإدلاء بنوع الإتقان الذي وصل إليه هذا الرجل في إتقان نية السيف , لقد كان الأمر مرعبا جدا .

بوووووووووم !!~~~~~~~~~~~~

أظلمت المساحة أمام الملك القتالي الثالث لقبيلة التنين حيث تشوه نسيج الفضاء بكل عنف , وظهر شرخ عملاق في الفضاء , بدأ هذا الشرخ في تقسيم السماء نفسها الى نصفين وهو يشق طريقه الى جسد الملك القتالي الثالث من قبيلة التنين , على الفور أصبحت ملامح ذلك الملك التنين قاتمة جدا وهو يصرخ :

" ما تزال لديه كل هذه القوة !!؟

اللعنة .... "

دمدمة دمدمة !!~~~~~~~~~

إنتشرت أمواج طاقة الأصل من جسد الملك القتالي الذي كان يقف الى جانب الملك القتالي الثالث من قبيلة التنين حيث كشر هذا الشخص عن أنيابه فور إستشعاره لهذا الخطر الشديد وعلى الفور بدأت قوة الملك خاصته تكتسح الميدان بالكامل !!

إنشقت السماء وتشوهت المساحة بين الطرفين , حيث أطلق الملك القتالي الجديد هذا نبضا قتاليا مركزا بشدة , هذا النبض إنتشر على هيأة موجة عملاقة من طاقة الأصل التي إجتاحت بكل جموح إتجاه نية سيف كوشمار , وعلى الفور حدث صدام هز كامل أركان ساحة الحرب هذه !!؟

إنفجااار !!~~~~~~~~~

كان يمكن سماع أصوات هذا الصدام من على بعد مسافة كبيرة جدا وصلت الى عدة ملايين من الأميال. حتى الأشخاص في الساحات القتالية الأخرى في ناحية الشمال كان يمكنهم سماع أصوات معارك بعضهم البعض. بعد كل شيء كان عالم الملك القتالي عالما قويا جدا , قوي بشكل مجنون !!

دون ذكر أن كل هذه الشخصيات التي ظهرت الى حدود اللحظة كانت فقط في المرحلة التأسيسية من عالم الملك القتالي , هذا فقط كان أكثر من كافي لإثباث مدى قوة هؤلاء الأشخاص , لقد كانت هذه القوة متفوقة بالكامل على أي من العوالم السابقة التي ظهرت من قبل بكل بساطة. حتى هؤلاء الملوك القتاليين أنفسهم كانوا يستغربون بشدة حول كيفية تمكن الأكاغي من الوقوف أمامهم بمجرد تدريب عالم العاهل القتالي ؟؟

هذا كان ببساطة شيئا غير منطقي على الإطلاق.

كححح كححح هــــــــــأأأأأأأأأأأأ !!~~~~~~~~

إنقطعت أنفاس كوشمار بينما تشوشت السماء أمامه بشدة وأصبحت نظرته معتمة بشكل غريب, لقد بدأ حتى وعيه يتلاشى ببطء شديد حيث كانت عدم الرغبة في السقوط في هذا المكان هي الشيء الوحيد الذي ملأ قلب هذا الرجل.

كان من العار على شخص مثل كوشمار السقوط في هذا المكان. عقله كان يرفض هذا الأمر بالكامل, لهذا صرّ فقط على أسنانه بينما إنتشرت نبضات قلبه المرعبة, نبضات ذلك القلب المليئ بالحقد الشديد على قبيلة التنين هذه, كان يفجر بإستمرار كميات هائلة من الطاقة ويبعثها الى كافة أطراف جسد كوشمار. لكن كان الأمر بدون أي فائذة تذكر, جروح هذا القتال كانت بكل بساطة شيئا أكبر بكثير من جروح فولكان هو الأخر, كان من المستحيل على جسده مسايرة الأمر بعد الأن...

كان من الغريب حقا إستمرار جثة هذا الرجل كوشمار في الوقوف هناك, ناهيك عن كونه لا يزال واقفا. كان من المفترض أن يموت ويفارق الحياة منذ زمن بالنظر الى كل هذه الجروح ! لكن كل ما إستمر في فعله هو التنفس بكل عنف , لقد كان يستنشق قوة القانون المتوج خاصته , بينما يتقيأ كميات كبيرة من الدماء, المرارة في حلقه كانت حقا شيئا خارج نطاق الوصف بالكامل.

كل ما كان يراه هذا الرجل , هو صورة موت قائد أركان الحرب بطريرك حرق السماء على يدي الملك الثالث لقبيلة التنين. وهذا المشهد بالذات, كان كفيلا لتحريك كوشمار الى الأمام. لقد أقسم على نفسه أنه لن يسقط على الأرض إلا حينما يتأكد بالكامل من أنه أسقط هذا الملك الثالث لقبيلة التنين !!. كان من الغريب على شخصية مثل كوشمار إبداء مثل هذا القسم, لكن الأغرب من ذلك كان هو السبب الذي جعله يقطع على نفسه مثل هذا القسم.

حقا قد يعتبر هذا الشيء مجرد هراء بالنسبة لعشيرة مثل الأكاغي, لكن الحق يقال. الشخص الوحيد الذي إتخذه كوشمار كصديق له في كامل هذه العشيرة المجنونة كان هو بطريرك حرق السماء, فمن خلال تعاون الإثنين قاتلا سويا من خلال تلك الأزمة الكبرى التي صادفت مغادرة نخبة العشيرة الى مقبرة الإمبراطور , وهكذا شق كلا من كوشمار وبطريرك حرق السماء طريقهم من وسط أنياب قبيلة التنين وقاتلوا جنبا الى جنب , صمدوا وصمدوا الى أن عادت العشيرة بقوة أكبر. كان الإثنان منهم ينتظران عودة العشيرة بكل حماس حتى يتمكنوا من الحصول على إنتقامهم الخاص من قبيلة التنيين التي جعلتهم يمرون من كل تلك الأوقات العصيبة .

لكن كوشمار لم يتخيل أبدا , ولو لمرة واحدة أن إنتقامه الخاص سيبدأ بموت صديقه الوحيد في هذه العشيرة. لقد كانت هذه صدمة لم يشعر بها إلا هو وحده , فقط كوشمار وحده كان يفهم هذا النوع الغريب من العواطف التي يمر منها في الوقت الحالي.

لذلك حتى بعدما كان جسده خائر القوى , وحتى لو كان يقف أمام إثنان من ملوك القتال, هذا الرجل لايزال يرفع فأسه عاليا ويشق السماء رغبة في الإنتقام . بعد كل شيء الإنتقام هو شعلة الأكاغي التي لا تنطفئ أبداااا...

2021/03/14 · 772 مشاهدة · 1400 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024