___ MARCHELL __
لقد كانت كل هذه المجهودات التي خاضتها زمرة الديموس بدون أي فائذة تذكر تماما. وسط الفراغ الكوني الذي تحول الى جحيم لا يطاق, إنتشرت قوة مختلف القوانين المتوجة الى كل بقاع هذا الفراغ الكوني حيث ملأت شقوق الفراغ نسيج الفضاء وتمزق كل شيء الى أشلاء بصورة مرعبة جدا !!؟
المكان هنا تحول حقا الى رعب حقيقي لا يمكن تصديقه إطلاقا, فالقوة الحقيقية للملوك القتاليين ليست شيئا عبثيا إطلاقا, دون ذكر أن الأرض المقدسة تملك نسيج فضائيا قويا للغاية , لذلك لا تحدث قوة الملوك القتاليين خرابا هائلا داخل الأراضي المقدسة بنفس القدر الذي تحدثه في غير الأراضي المقدسة. وبالنظر الى هذا الجزء من كون سافاستانو , كان يمكن لأي شخص يلقي ولو بنظرة واحدة على هذا المكان أن يجزم تماما أنها نهاية العالم لاغير...
معركة مصيرية جمعت بين 12 ملكا قتاليا من قبيلة الوحوش , ضد أربعة ملوك قتاليين من قبيلة التنين , وكذلك ملكا قتاليا واحدا من قبيلة شيطان الدلق السماوي, بالإضافة الى زمرة الديموس المكونة من عشرة أفراد لا تقل قوتهم شأنا عن أي ملك قتالي آخر في هذه الساحة.
أغلبية نخبة المقاتلين من عالم سافاستانو كانت في حقيقة مجتمعة في هذا الفراغ الكوني حيث كان هذا القتال هو لب الحرب الحقيقي, فلو سارت خطة زيغان على ما يرام, فوز الديموس هنا لم يكن ليتوقف فقط عند هذا الفراغ الكوني, وإنما بإستعمال قدرة النطاق الداخلي كان ليكون بمقدور هؤلاء الديموس العودة الى الأرض المقدسة لقبيلة التنين وسحق جيوش الإمبراطور التنين تماما !!؟
لكن ظهور هذه الثغرة القاتلة في قدرة النطاق الداخلي كان شيئا لم يحسب له زيغان أي حساب. لقد كانت هذه هي نقطة الضعف التي تسببت في خسارة الأكاغي لهذه الحرب , لقد كانت حربا خاسرة منذ بداياتها بما أن شخصا كالإمبراطور التنين يملك في جعبته مثل هذه الحيل ...
فاز الأكاغي في الفارغ الكوني , لكنهم خسروا الحرب في المجمل. هذه كانت خلاصة الأمر بالنسبة لجميع الأشخاص الذين يتابعون مجريات هذه الحرب من عالم سافاستانو. لقد كان هذا الأمر شيئا إتفق عليه الجميع بدون أي إستثناء.
فوووش فووووش !!~~~~~~~
وسط كل هذه الفوضى داخل الفراغ الكوني, كان القتال بالطبع بين الأكاغي وبين ملوك الوحوش محتدما , ففوز الأكاغي كان نظرا لكونهم يملكون اليد العليا في هذا القتال. بالإضافة الى أنه الى حدود اللحظة سقط بالفعل عدة ملوك قتاليين قتاليين من قبيلة الوحوش, لكن هذا لا يعني أن جميع هذه الشخصيات القوية سقطت بشكل نهائي. بعد كل شيء كان من الصعب للغاية القضاء تماما على ملك قتالي حتى لو تعرض للهزيمة.
لكن وفجأة, توجهت مخالب قائد زمرة الديموس هوتاكي الى أحد حلفائه , الملك من قبيلة شيطان الدلق السماوي تشاندورو !!؟
بوووووووووم !!~~~~~~~~~~
إنفجرت هالة مرعبة من جسد هوتاكي فجأة , حيث إنتقل من ساحة الحرب التي كان يواجه فيها قائد ملوك الوحوش وإخترق الفضاء بسرعة البرق حيث إنطلق نبض قتالي من جسده وتحطم من دون أية رحمة على صدر الملك تشاندورو وسط صدمة كل من الحلفاء والأعداء !!؟
لم ينتهي الأمر هنا وإنما إنتشرت موجة أخرى من يد هوتاكي الأخرى وهذه الموجة مسحت تماما السفينة الحربية التي كان يختبئ فيها كل من إبن الملك تشاندورو وإبن الملك الثالث عشر من قبيلة التنين !!
هجوم مباغت واحد مسح على الفور هذين الطفلين من على الوجود بينما ترددت بضع كلمات غريبة من فم ذلك المومياء وسط الصمت المميت الذي حل على ساحة القتال فجأة !!؟
" هذا يكفي...
لقد أقسمت بالفعل أنني سأقوم بإبادة عرق شيطان الدلق السماوي من على هذا الوجود. هذا يكفي بالفعل, لم نعد في حاجة إليكم بعد الآن. "
إستدار هوتاكي الى الخلف حيث ألقى بنظرة شاملة على ساحة القتال وبصوت واثق صرخ معلنا للجميع تحت إمرته :
" بما أننا لا نملك أي وسيلة للعودة الى ساحة الأرض المقدسة لقبيلة التنين, فأنا هوتاكي اليوم سوف أتأكد من إتمام مهمتي هنا بشكل كلي, أما بالنسبة الى بقية العشيرة في الأرض المقدسة, فهم مايزالون يملكون المارشال الى جانبهم..."
كانت كلمات هذا المومياء تخبر الجميع بنواياه الحقيقية , هو لم يفقد الأمل في هذه الحرب بعد. ليس وذلك الرجل المليء بالغموض زيغان لا يزال يتنفس على الأقل. لذلك رفع هوتاكي قبضته في السماء عاليا وأعلن بصوت مدوي في كامل أرجاء هذه الساحة :
" أنتم يا من لا يحملون علم الأكاغي على عاتقهم. لقد حانت لحظتكم الأخيرة فأنا لا أحتاج لأي حلفاء...
أقتلوووووووووهم يا رفاق !! لا تبقوا على أي ذاعر منهم على قيد الحياة ..."
الملك المرتد , الملك الثالث عشر , الملك الثاني عشر , الملك السابع, الملك تشاندورو, هذه الشخصيات وقفت بصمت شديد وسط هذا الفراغ الكوني حيث أدرك جميعهم على الفور شيئا لم يستطع أي منهم تصديقه على الإطلاق !!
من بين الخمسة لم يكن أي منهم قادرا على إصدار أي صوت يذكر , لم يكن أي منهم قادرا على إصدار أي قدر يذكر من رد الفعل. كانت الصدمة التي عانى منها هؤلاء الأشخاص شيئا فاق توقعات الأعداء حتى فما بالك بهذه الشخصيات أنفسها !!؟
فقط نظرات الملك الثالث عشر بالذات كانت هي الأشد بؤسا من بين الجميع, فقد توسعت حدقة عيني الرجل بينما كان كل ما كان ينظر اليه هذا الرجل ذو المظهر المتوحش لم يكن سوى السفينة الحربية حيث تناثرت أطراف جثة إبنه الصغير. لكن قبل أن يتمكن من إسقاط دموع الحزن حتى , كانت أطرافه هو الأخر تتناثر في الفراغ هناك وسط إنفجار مدوي هز كامل أركان هذا الفراغ الكوني.
إنفجااااااار !!~~~~~~~~~~
ولأول مرة تحدث الشخص الصامت من بين كل الديموس , الأخ الأكبر سوما كان يمسك بطرف يده الجديدة , هذه اليد التي حلت محل ذراعه الأصلية والتي تم قطعها من طرف قبيلة شيطان الدلق السماوي حين كان فريق الديموس يعاني هناك من أجل إيقاظ الشيخ إغتيال. ربت سوما بلطف على هذه الذراع الجديدة والتي كانت في منتهى الغرابة, ذراع مصنوعة بالكامل من شيء لا يعرفه إلا الشيء إغتيال, رغم أنها كانت طرفا خارجيا إلا أن هذه الذراع الجديدة كانت أفضل من القديمة بعدة مراحل. ومع ذلك لم يستطع الأخ الأكبر سوما الإعتياد عليها على الإطلاق, ودائما ما يقوم بالتربيت عليها من حين لآخر !!؟
" أنتم حقا مثيرون للشفقة الى درجة الغثيان !!
بالتفكير في أن عجزة مثلكم حقا سيصدقون كلمات رجل مثل زيغان , هل حقا تظنون أن المارشال زيغان شخص يهتم لحريتكم ؟؟
هل تظنون أن زيغان شخص يهتم لإنتقامكم الخاص من الإمبراطور التنين ؟؟
هل تظنون أن شخص مثل زيغان يهتم لأي شيء من الأساس ؟؟
..
لقد أسأنا في الحكم على الإمبراطور التنين , لكنكم أيضا أسأتم الحكم على المارشال خاصتنا. وثمن هذه الإساءة ستكون حياة أكبر قدر ممكن منكم أيها الناس... "
بوووم بوووم بوووم بوووم !!~~~~~~
بعد كلمات الأخ الأكبر سوما, توالت أربع إنفجارات أخرى في ساحة المعركة حيث إنفجرت جثث كل حلفاء الأكاغي واحدا تلو الأخر. والسبب في ذلك كان هو تراجع آثار التعويذة التي تقمع لعنة العبودية من على أجساد هؤلاء الأشخاص.
بالضبط كما حدث مع أوفرلورد قبيلة الوحوش, إستخدم زيغان قوته لإبطال وتخفيف قوة اللعنة بعض الشيء. لكن خيانة الإمبراطور التنين شيء لا يمكن غفرانه أبدا, وبمجرد عودة قوة اللعنة, ذلك الخائن سيموت لا محاله.
وهذا بالضبط ما حدث مع هؤلاء الحلفاء الذين إعتبروا أنفسهم أحرارا بطريقة ما في اللحظات التي وقفوا فيها الى جانب الأكاغي. بينما في حقيقة الأمر كانوا مجرد حيوانات تعمل من أجل زيغان طوال الوقت دون أن تعي ذلك حتى. كان الهدف من الإبقاء على حياتهم هو خفض أعداد ملوك قبيلة الوحوش ليس إلا, والأن بما أن أعداد ملوك قبيلة الوحوش إنخفض بالفعل الى قدر يمكن للديموس بمفردهم التعامل معه. فقد كان هذا هو الوقت المناسب لإزالة هذه الشخصيات من الواجهة بشكل كامل. لقد إنتهى الغرض من الإبقاء على حياتهم , وبذلك إنتهت حياتهم هي الأخرى ...
* **** *
**
في الأرض المقدسة لقبيلة التنين , بالضبط في مركز الأرض المقدسة. المكان حيث يتواجد الإمبراطور التنين في الوقت الحالي, وهو نفس المكان الذي إتجه إليه زيغان منذ لحظة ظهوره في هذه الأرض المقدسة.
لقد كان هذا المكان غريبا جدا على عكس المتوقع, فهنا لم تكن هناك الكثير من المساحة حرة على الإطلاق, وإنما غطت فروع الأشجار بالغة الضخامة المشهد برمته !! كان كل ما يقبع في الأفق هو أغصان من عدة مئات الأمتار , بينما إذا تعمق المرء أكثر , ستزداد ضخامة هذه الأغصان والفروع بشكل مخيف للغاية !؟ لقد كانت قوة الحياة التي تنبض من خلال فروع الأشجار هذه شيئا غامضا جدا يسحر العيون والقلوب. حقا كانت قبيلة التنين تنعم بهذا الكنز بمفردها طيلة هذه السنين.
هذه الفروع كانت في الحقيقة هي المظهر الخارجي للشجرة المقدسة, لكن خلال ظروف كهذه , لم يكن في وسع قبيلة التنين إحتكار مثل هذا الكنز لنفسها بعد الأن. ففي هذه الأثناء, غطت السماء والأرض أعداد لا نهاية لها من المخلوقات التي وقفت في أهبة الإستعداد للحرب, إستمر هدير الوحوش في التردد من شتى الجهات كأنهم يتنافسون حول إثباث الجدارة وإثباث النفس, الطاقة القتالية كانت هائجة بشكل مرعب للغاية ينذر فقط بمدى سوء ما هو قادم !!؟
حتى من الصفوف الخارجية, كانت تعج بمختلف المقاتلين النخبة من كامل عالم سافاستانو !!؟؟
" ما الذي نفعله في هذا المكان بحق الجحيم ؟؟
لماذا تم جمع مثل هذه القوة القتالية هنا ؟؟ هذه القوة القتالية أكبر بكثير من ما تم إرساله للتعامل مع عشيرة الأكاغي ؟؟
يا رجل هذا حقا مخيف بعض الشيء !!... "
أحد الشباب الصغار كان يجري محادثة مع شخص غريب المظهر كان يحمل سيفا عملاقا على كتفه. مظهر هذا الشخص كان باردا جدا حيث كان عقله غارقا في أفكار لا تعد ولا تحصى. هذا الشخص كان هو الشاب الذي ساعد زمرة الديموس حين كانوا يواجهون صعوبات في فتح الختم عن الشيج السماء المرتشية داخل نطاق قبيلة شيطان الدلق السماوي.
رغم ن هذا الشاب لم ينظم الى الأكاغي إلا أنه كان مميزا بشدة ليترك بصمته في مسار الديموس, خصوصا هذا السيف الذي كان يملكه. لقد كان حتى الشيخ السماء المرتشية في ذلك الوقت عاجزا عن إيذاء هذا الشاب فقط بسبب ذلك السيف.
وهذا الشاب لم يكن سوى ناراك, أحد الأشخاص النادرين ذوي العلاقات الجيدة مع زمرة الديموس. لكن للأسف حتى شخصية كهذه لم تتمكن من الهروب من لعنة العبودية. وهكذا إنتهى به المطاف واقفا في الصفوف الأمامية بكل عجز. صرّ الشاب على أسنانه فقط وهو يهمس لنفسه :
" إذا كان تخميني صحيحا, فكل هذه الجيوش تم تجميعها هنا من أجل إيقاف الحاكم الأعلى للأكاغي!!
إّذا كان ما سمعته من زمرة الديموس حول ذلك المارشال صحيحا. فهذه كارثة !!
يجب أن أخرج من الصفوف الأمامية بأي ثمن ... "