___ MARCHELL __
وكما لو كان قادرا على إستشعار الغضب العارم الذي إنفجر فجأة في صدر ملكه, رفرفر فجأة الهاوية الصغير بجناحيه عاليا بينما إندفع هدير مرعب يصم الآذان وإنتشر في كل مكان من جسد هذا الوحش !!؟
فوووش فووش فوووش !!~~~~~~~
خلف المارشال زيغان ومضت 10 هيئات تحمل نفس العلامة وتملك نفس طريقة اللباس. عشر أشخاص ظهروا من العدم خلف المارشال زيغان بينما تشارك العشرة منهم في نفس الهالة القاتلة التي كانت تغلفهم !!؟ وسط الضباب الأسود الخاص بقدرة الإنتقال للنطاق الداخلي , هذه القدرة التي عادت للعمل في اللحظة التي أبطل فيها الإمبراطور التنين التقييد الذي وضعه على كامل عالم سافاستانو .
بالطبع كان هذا الرجل قادرا على نقل زيغان بعيدا جدا عنه في اللحظة التي أبطل فيها التقييد, لكنه إصطدم بحائط مفاجئ حيث إتضح أن قدرته لا تعمل على زيغان إطلاقا !!
كان هذا هو الجزء الوحيد الذي فشل الى حدود اللحظة من خطة هذا الأمبراطور التنين . لذلك كان مظطرا الى إحضار كامل عشيرة الأكاغي لكي تقف عائقا أمام هذا الوحش زيغان لوقت أطول ولو بقليل فقط ...
كان هذا الشخص حقا شيئا قديما جدا حيث إستحق أن يعيش كل هذه الفترة الطويلة جدا من الزمن مع كل هذا الخبث في شخصيته. شخصية مثل الإمبراطور التنين كانت بالضبط هي نفس الأشخاص مثل زيغان , أشخاص سيفعلون أي شيء من أجل القوة. فمرحلة الجنون التي وصل اليها هذا الرجل الإمبراطور التنين كانت تتعدى بشكل كامل خيال ملوك عرق الكارثة أنسفهم ؟؟
حتى من الملك راغو ظل يهمس للملكة في حضنه بإستمرار:
" إنه مجنون.. ذلك السحلية مجنون بالكامل.
لكنه جريء جدا , أنا على القل معجب بجرأته تلك بوووووووهاهاهاهاهاها.."
...
...
بينما كان الإمبراطور التنين يفكر في اللحظات القادمة, فقط بضع لحظات قليلة كانت تفصل بينه وبين هذا الحلم الذي دام لعدد لا يحصى من السنوات من العمل الشاق والجهود التي لا تنتهي. فقط القليل وستصبح هذه القوة التي لطالما حلم بها بين يديه. فقط القليل, فقط !!...
بالتفكير في كل شيء مر منه هذا الرجل وصولا الى هذه اللحظة , رحلته التي بدأت بهربه من أمام عدو أرعبه الى حد الموت. بالتفكير في ذلك الأن, لقد كانت كامل كلمات قائد الفيلق توكسيك صحيحة بالكامل. سولاريس سافاستانو , القائد الأعلى لعرق السولاريس أحد حكام عالم السماء المختلطة.
في لحظة نزول الشيخ إغتيال الهائج على ذلك العالم. فتن هذا الشخص سولاريس سافاستانو بقوة الشيخ إغتيال لدرجة أن الرعب الذي شعر به ذلك اليوم, أصبح هو الحافز الذي دفعه الى البحث عن القوة بأي وسيلة كانت. لقد كانت حادثة ذلك اليوم هي ما أعطى الشرارة لولادة هذا الشخص المسمى بالإمبراطور التنين اليوم.
شخص بدأ مسيرته بإبادة عرق السولاريس خاصته فقط من أجل إنشاء ما يطلق عليه بالسلالة العليا, حلم بدأ بتفضيل مصلحته الخاصة على مصلحة جماعته. حلم بدأه بقتل عدد لا يحصى من المخلوقات , وإستعباد أعداد أكبر بكثير, حلم سحق حيوات أعداد من المخلوقات داخل عوالم لا تعد ولا تحصى. حلم بدأ بالهوس الذي نتج عن شخص سيطرت عليه فكرة القوة وتأصلت في أعماق روحه.
شخص لم يرضى أن يكون أدنى من أي أحد, شخص أقسم على نفسه أنه سيصبح فوق السماوات نفسها إذا لزم الأمر. لم يهمه كم من السنوات سيستغرق ذلك, ولم يهمه كم من الجهود سيتطلب ذلك. فقد عقد العزم, وكانت شضية سلاح السلف التي وجدها بالصدفة هي المفتاح لكل شيء...
والأن بينما كان يقف أمام حلمه, أخر خطوة في خطته كانت هي قتل أكبر عدد ممكن من المخلوقات في هذه الأرض المقدسة. بالطبع شخص خبيث كهذا لم يكن أحمقا لإحضار كل هذه الجيوش الى هذه الأرض المقدسة بينما يعرف في الأصل أنها ستكون مجرد عبئ لا غير.
ففي نهاية المطاف هذا الرجل الإمبراطور التنين وكجواب على هذا التساؤل, تساؤل أمثال صديق ناراك الذي كان يسأل حول سبب إحضار الإمبراطور التنين لهذه الجيوش الى هذا المكان على الرغم من كونهم مجر عبئ. فالسبب وراء إحضارهم هنا لم سوى لقتلهم وإستعمال قوة أرواحهم لإبداء اللمسات الأخيرة على الولادة الجديدة لسولاريس سافاستانو . لو سارت خطته الأصلية بشكل عادي, كان سيتمكن من قتل كل مخلوق حي في عالم سافاستانو بكل سهولة مادام يتحكم في الجميع بواسطة لعنة العبودية. فلم يكن النظام الذي أنشأه هذا الإمبراطور التنين عبثيا إطلاقا...
بالطبع ونظرا لعجزه الحالي, كان هذا الإمبراطور التنين سيستعير أيدي المارشال زيغان لقتل كل هؤلاء المجتمعين حاليا في هذا المكان على الأقل. فحتى هذه الحرب كان يحضر لها هذا الإمبراطور التنين منذ زمن بعيد جدا. فلو لم يكن الأكاغي هنا . كان هذا الرجل ليجعل القبائل الأربع تقدم أرواحها له في حرب قاتلة فيما بينهم في حين كان شخص مثله ليستمتع بمشاهدة تلك المجزرة وهو يحصد هو قوة الأرواح بكل هدوء. لكن ونظرا لهذا التغير الذي ظهر, قرر هذا الإمبراطور التنين في الحصول على قوة الأرواح عن طريق الحرب مع الأكاغي. بل وأكثر من ذلك كان مهتما جدا في قوة زيغان الخاصة ورغب بها لنفسه بشكل غريب للغاية !!.
فقط التفكير في الأمر الى هذا الحد , لم يتمكن هذا الإمبراطور التنين من إيقاف تلك الإبتسامة الغريبة والمجنونة من الظهور على وجهه المتوحش ذاك !!؟ لقد كان شكله بشعا جدا حيث كان من المؤذي إلقاء نظرة عليه حتى !!
الغريب في الأمر أن تلك الإبتسامة خاصته والتي لم يستطع التحكم فيها قبل قليل, تحولت فجأة ومن تلقاء نفسها على زمجرة مرعبة من النشوة هكذا وبدون اي سابق إنذار , كأنه حقق بالفعل كل شيء !!؟
في أعماق قلبه , كان هذا الشخص موقنا بشدة بنجاح خطته مئة في المئة. حيث رفع بصره الى الأعلى هناك حيث ظهر ظلام دامس فجأة وغلى كامل جثة المارشال زيغان الحاكم الأعلى لعشيرة الأكاغي الذي كان غاضبا جدا في هذه اللحظات, كان هذا الإمبراطور التنين يعلم أن قوة المارشال كبيرة للغاية لذلك كان موقنا من أن زيغان سيقل كافة الحاضرين, وبذلك سيكون كما لو أن زيغان يقدم قوة الأرواح الى الإمبراطور التنين على طبق ساخن.
قعقعة قعقعة !!~~~~~~~~
عاد فجأة الهاوية الصغير الذي إرتفع الى السماء قبل لحظات , عاد بسرعة كبيرة جدا الى الأرض حيث ركع فجأة في صورة غريبة جدا لم يستوعبها أي شخص من هؤلاء الحاضرين إطلاقا, الهاوية الصغير ولأول مرة له في حياته كان يرتعش من شدة الرعب كما لو أنه يقف أمام الموت نفسه !! فحتى من الشخص الغريب في الأرض المقدسة لقبيلة العنقاء وقف من مكانه فجأة حيث بدا غير مصدق إطلاقا لما كان يراه ؟
ونفس الحال كان يتكرر مع هؤلاء خارج عالم سافاستانو , لقد وقف جميعهم أخيرا في مشهد مخيف للغاية حيث كانت الصدمة الشديدة تغطي وجوه كافة الحاضرين, لكن ومن بينهم جميعا كان هناك إستثناء واحد فقط وهو العجوز سليل عيون المسارات , حيث أطلق هذا العجوز فجأة هديرا غريبا جدا من النشوة كما لو أنه إرتفع ووصل الى الفرودس الأعلى ؟؟
" بووووهاهاهاهاهاهاها...... "
كان يضحك بصوت عال جدا بينما إستمرت أيديه في التحرك الى الأمام, ومجددا ومنذ وقت طويل, عاد هذا العجوز الى حالته الطبعية وحطم قوته المهولة على هذا الحاجز حيث كان غير قادر على الصبر أكثر من ذلك بعد الأن. كيف سيستطيع كبح نفسه بعد الأن وهو يلمح الشيء الوحيد الذي أحضره الى هذا المكان أساسا يطفوا أمام عينيه؟؟
كرااااااااااك كرااااااااااااك !!~~~~~~~~~~~
بووووووووووووووووووم !!~~~~~~~~~~~~~
هز هدير مرعب فجأة أركان خلايا كل مخلوق حي في نطاق كامل عالم سافاستانو برمته !!؟ خرجت هالة مقفرة قاحلة فجأة الى الوجود , حيث تسمر الإمبراطور التنين بنفسه في مكانه غير قادر على إستيعاب أي نوع من الغرائب التي لم يشهد لها مثيلا من قبل هي هذه التي كانت أمامه ؟؟
بلوب بلوب بلوب !!~~~~~~
واحدا تلو الأخر , سقط أعضاء جيش الإمبراطور التنين أمواتا , سقطوا جثثا هادمة بدون أي لمحة تذكر لطاقة الحياة. خفتت تلك الشعلة النابضة من عيونهم بالكامل بينما سقطوا جميعا دفعة واحدة وبشكل صادم لم يتمكن حتى الإمبراطور التنين نفسه من تقبله , رغم أن موت الحاضرين كان في منفعته الخاصة إلا أنه لم يستطع إستيعاب ما يحدث, وهذا كان لب المشكلة ؟؟
فجأة وفي هذه اللحظات , كان الوحيدون الذين لايزالون واقفين في السماء هم اللا أحد . الوحيد الذي كان يقف بشموخ هناك كان هو أوريبوس مارشال أكاغي زيـــــــــــــــــــــــــــغان .
غطى الظلام نصف جسده الأيسر بشكل غريب للغاية , لقد كان الظلام يلتف حول جسده بالكامل بشكل لولبي في حين ظهرت نصف جمجمة قاتمة جدا بدت كما لو أنها تنبض بالحياة على كتفه الأيسر ذاك .ونفس الشيء كان بالضبط على كتفه الأيمن. حيث بدأت الهالة الحمراء المقفرة تتحرك حول كتل العظام الشائكة تلك وبدأت الأصوات المرعبة تدق رقاب كل الحاضرين.
ذراع زيغان اليسرى تحولت بالكامل الى لون أسود داكن بصورة غير طبيعية, في حين ظهرت عبائة من الظلام إنتشرت من الفرو الأسود البراق الذي ظهر حول عنقه وغطى كامل كتفيه وصولا الى أسفل قدميه الحافيتين. رفرفت العبائة المظلمة بكل جموح وسط قصف مهول للرعد بدا كما لو أم السماء نفسها غاضبة للغاية , غاضبة لدرجة أنها عاجزة عن فعل أي شيء يذكر أمام هذا الوجود !!
فأمام هذا الرجل , كان كل شيء راكعا بشكل مطلق أو ميتا بشكل مطلق !!؟
حتى من الإمبراطور التنين الذي كان يضحك في نفسه قبل لحظات , توقف عقله عن العمل وسط هذا الرعب الذي إنتشر من أعماق أعماق جسده !! كان الأمر كما لو أن عقله توقف عن العمل بالكامل , فلو كان هذا الإمبراطور التنين في الوضع العادي لكانت خطته قد نجحت بالكامل, لكن وبطريقة ما صادف فقط أنه قال شيئا لم يتوجب عليه نطقه إطلاقا...
" هذه أول مرة في التاريخ يتمكن كائن حي من إستعمال سلالتين في ذات الوقت ."
كتب الملك راغو هذه الكلمات على كتاب غريب كان يحمله بين يديه بينما كان لا يزال يأكل اللحم المشوي بدون مبالاة لأي شيء. والى جانب العبارة, كتب هذا الملك أيضا بضعة معلومات غريبة أخرى كمثل التاريخ المحدد لهذا اليوم. والذي صادف بطريقة ما أنه نفس التاريخ المنقوش على رسغ يدي زيغان.