___ MARCHELL __

في اللحظة التي تحدث فيها زيغان شعر الرجل الذي كان يقترب منه فجأة بشيء ما جعله يتسمر في مكانه هناك للحظة من الزمن !! لم يعرف الرجل ماذا كان ذلك الشعور قبل قليل، كل ما هو متأكد منه هو أن صوت زيغان كان مخيفا للغاية. والآن بالنظر الى وجه زيغان عن قرب، بدأ هذا الرجل يتسائل حول ما إذا كان زيغان حقا بشريا فهو لم يسبق وأن رأى أي بشري بهذه الصفات من قبل.

" هاهاهاهاهاهاهااااا..

الناس من القاعة الملعونة حقا متخلفين عقليا. لقد كنت أحتاج منك إيصال رسالة الى شخص من القاعة الملعونة خاصتكم، لكن الآن بالنظر اليك عن قرب أصبحت أشك في امتلاكك للمؤهلات العقلية الكافية للقيام بهذا الشيء البسيط حتى... "

سخر الرجل بينما تحولت نبرة صوته الى برود شديد وهو يقترب من زيغان شيئا فشيئا. كان من الواضح للغاية أنه لم يحب إطلاقا كلمات زيغان السابقة حوله. ومع ذلك لم يكن يصدر أي هالة قاتلة أو أي شيء من هذا القبيل وهذا جعل زيغان فضوليا للغاية.

" تراجع الى الوراء فورا كاورو !! أنا لا أستطيع تحديد مستوى هذا الشخص ؟؟... "

فجأة رن صوت أنثوي داخل عقل هذا الرجل الذي كان يقف الأن أمام زيغان والذي كان إسمه كاورو على ما يبدو. الغريب أن هذا الصوت لم يكن سوى صوت الفتاة ذات الشعر الناري والتي كانت ترسل هذا التحذير عن طريق التخاطر الى الشخص الملقب كاورو. بالنظر الى حالة تلك الفتاة في الوقت الراهن فقد كانت حقا منزعجة للغاية في حين بدأت هي الأخرى في الإقتراب من زيغان. أغلب المقاتلين في هذه الساحة كانوا يحتقرون زيغان بشدة وكانوا يرونه شخصا ضعيفا للغاية، لكن الأقلية منهم من لاحظت أنهم غير قادرين إطلاقا على تحديد مستوى زيغان القتالي ؟؟

فبعد كل شيء كانت هناك قطعة من اليشم الأخضر تتلألأ على حزام زيغان الخاص. كانت قطعة اليشم تلك شيئا فريدا من نوعه بكل تأكيد، فقد كانت هناك هالة غريبة للغاية تنبعث منها. وعلى قطعة اليشم تلك تم نقش كلمتين بخط غليظ يوحي على القوة والمكانة العالية. على قطعة اليشم تلك تم نقش إسم [ القاعة الملعونة ] ، نفس الإسم الذي كان يكرره هؤلاء الأشخاص قبل قليل.

منذ إستيقاظ زيغان قبل بضعة أيام في هذه الغابة، كانت قطعة اليشم هذه تسبب له صداعا حقا. حيث وجد نفسه مرتبطا بهذا الشيء بواسطة رابط روحي غريب. والآن كان أمامه فرصة ذهبية لإستكشاف ماذا تكون هذه القاعة الملعونة وماذا يكون هذا المكان بالضبط.

من جهة أخرى، نظر الرجل كاورو بغرابة الى الفتاة نارية الشعر بينما كان هناك تعبير أبله على وجهه وهو يتسائل بصوت عالي للغاية حيث أمكن عدد كبير من الناس سماع كلماته :

" القائدة ! ما الذي تعنيه بهذا الكلام ؟

إنه مجرد بشري ... "

لكن وبصوت غاضب! قاطعت هذه الفتاة حديث الرجل كاورو وهي تصرخ :

" مجرد بشري هاه؟

ومنذ متى كانت القاعة الملعونة تجند البشر العاديين في نظرك ؟؟ "

عندما خرجت هذه الكلمات من فم تلك الفتاة، بدأت فجأة بشرة الرجل كاورو في التغير تدريجيا! لقد رنت فجأة عدة أفكار الى ذهنه بينما سرت رعشة مخيفة للغاية في كل أنحاء جسده. حول هذا الرجل كاورو بصره بسرعة ثاقبة الى جسد زيغان والى محيطه في حين ركز قوته الروحية على عينيه بشكل خاص وبدأ في فحص المنطقة بالكامل. لكن وبينما كان يفحص هذا المكان، كانت تعابير وجهه تصبح قاتمة شيئا فشيئا !.. وحتى من بقية أصدقائه لاحظوا هذا الأمر.

زيغان من جهة أخرى كان يحاول تركيز قوته الروحية على عينيه بينما كان يتفحص بحذر شديد هذا الرجل كاورو، فبعد كل شيء مراقبة شخص يملك عينا روحية ليس شيئا تصادفه كل يوم. وزيغان ليس من هذا النوع الذي يضيع الفرص. فهذا الرجل كاورو يملك عيونا روحية مميزة بعض الشيء في نهاية المطاف.

فووووش !!~~~~~~~

إنتهى فحص الرجل لهذا المكان في اللحظة التي أخرج فيها سيفا من خاتم التخزين خاصته وهو يصرخ مثل المجنون :

" هناك خطب ما في هذا المكان يا رفاق! هل أنتم متأكدين أننا في الأراضي الخارجية للقاعة الملعونة ؟ "

سأل الرجل بينما تراجع الى الوراء عدة خطوات. لم يكن قلقا بشأن زيغان بشكل خاص وإنما كان يشعر بشيء مريب للغاية حول هذه المنطقة.

" لقد كان أنا من وجه مصفوفة الإنتقال، هل تقول أنني خرقاء ولا أستطيع تحديد الإتجاهات أم ماذا ؟؟ " صرخت الفتاة نارية الشعر في وجه كاورو بغضب شديد في حين كان بقية المقاتلين يخرجون أسلحتهم الخاصة منذ أن لاحظوا رد فعل كاورو.

"أعتذر عن ذلك أيتها القائدة. لكن إذا كانت هذه هي غابة الألف لعنة كما تقولين، إذا لماذا أنا غير قادر على إستشعار حضور ولو مخلوق واحد في محيطنا. هذا المكان مشهور بتواجد كل تلك الأغارا المرعبة التي تقتل أي شيء يتخطى الحدود الخارجية للقاعة الملعونة. أليس هذا هو الحال ؟

إذن لماذا لا يشرح أحدكم ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ؟؟

لماذا هذا المكان مهجور بحق الجحيم ؟؟

..

فكل تلك الجثث في الأسفل كفيلة بجذب أي مخلوق مفترس في الأرجاء !!... "

ماذا ؟؟

فجأة بدأ الجميع يدركون شيئا فشيئا أن هناك خطبا ما في الأرجاء ؟؟ فكما هو شائع تعتبر غابة الألف لعنة واحدة من المناطق المخيفة التي تملكها طائفة القاعة الملعونة. وهذا المكان يحتوي على وحوش قوية للغاية، وحوش فوق مستوى العاهل القتالي حتى كما تقول بعض الشائعات!.. لكن الأن كان محيط آلاف الأميال من حول هؤلاء الأشخاص خالي تماما من أي مخلوق حي.

ما الذي يفترض أن يعنيه هذا بحق الجحيم ؟؟

بوووووووووووم !!~~~~~~~~~~~~~~

فجأة انفجرت هالة ذورة عالم العاهل القتالي من جسد الفتاة نارية الشعر بينما توجه ضغط مرعب للغاية بشكل لا يرحم الى جسد زيغان !! وسط كل هذه المعمة حيث تم حشر هؤلاء الأشخاص الى وضع مجهول تصرفت قائدة هؤلاء الأشخاص بسرعة اعتمادا على الموقف، لقد اتخذت أكثر قرار كان يبدو لها أنه الأصح.

فأمام هذه الفتاة مهما كان زيغان شخصا غامضا فهو لا يزال مجرد بشري قمامة. مهما كانت قوته فهو لن يتجاوز مستواها أبدا، فهي لم تسمع من قبل ببشري وصل الى مستوى الملك القتالي. لذلك مهما بلغت قوة هذا الشخص أمامها فهي لا تزال موقنة من أنه أضعف منها هي التي تقف على ذروة مستوى العاهل القتالي والتي تسري دماء السلالة الملكية في شرايينها.

" يا له من ضغط مرعب ! كما هو متوقع من القائدة. هذا الرجل لحم ميت هاهاههاهاهاا ... " لم يكن هؤلاء الأشخاص خلف هذه الفتاة مهتمين حقا بالمارشال وإنما كان أغلبهم يحلل الموقف بالكامل ويبحثون عن أي مصدر خطر قد يهددهم بشكل حقيقي. بل وكان أغلبهم حتى يتسائل حول سبب قيام قائدتهم بمهاجمة ذلك البشري. أما بالنسبة لهؤلاء من كانوا يتابعون افعال الفتاة عن كثب، فقد أحبوا حقا رؤية ذلك البشري الوضيع وهو يتوسل من أجل حياته. فبعد كل شيء هذا ما حدث سابقا مع تلك المجموعة من الجثث المنتشرة على أطراف غابة الألف لعنة هذه.

لكن مهما توسلوا ومهما تمنووا الصفح، كان الموت هو كل ما ينتظرهم. لذلك كان هؤلاء الأشخاص موقنين تماما بأن مصير هذا البشري أمامهم هو نفسه.

بووووووووووووم !!~~~~~~~~~~~~

بينما كانت الهالة الطاغية الخاصة بهذه القائدة ترعب كامل هؤلاء الأشخاص خلفها وتجعلهم يتراجعون بضعة خطوات الى الخلف. كان زيغان ينظر اليها بنفس الإبتسامة الخفيفة والغريبة خاصته كما لو أن هذا الضغط لم يكن أي شيء يذكر بالنسبة له !!

حينها فقط كانت هذه الفتاة متأكدة تماما بأن هناك خطبا ما في هذا البشري أمامها. فهي كانت موقنة تماما بأنها فشلت في إخضاعه بواسطة ضغط هالتها القتالية. وذلك لا يعني سوى شيء واحد.

" هذا الشخص قوي للغاية !!... هذا ... "

" القائدة !! ما الذي تحاولين إثباثه بحق الجحيم ؟

هذا الشخص بشري في نهاية المطاف، نحن تمادينا بالفعل عندما قمنا بإبراح تلك الفتاة ضربا. لكن قتل شخص من القاعة الملعونة ؟

لا أظن أنك قادرة على التعامل مع عواقب شيء كهذا ؟..."

..

..

..

على الفور تحولت هذه الساحة الى مكان صامت للغاية وتوقفت أصوات السخرية تلك بينما توتر الجو بالكامل. من الحشد في الخلف، جاء هذا الصوت من أحد الشخصيات القوية التي كانت تقف بين ألاف عاهلي القتال هؤلاء، وقائل هذه الكلمات لم يكن شخصا ضعيفا إطلاقا. وإنما كان رجلا رزينا وصلت قوته هو الأخر الى ذروة عالم العاهل القتالي. وبمجرد هذه الكلمات فقط، تسبب في تحول الأجواء في هذا المكان الى هذا التوتر الشديد...

فوووو !!~~~~

وفر زيغان دخانا أسودا من تلك السيجارة في فمه بينما تصاعد هذا الدخان ولوث المشهد أمامه، بمجرد أن استيقظ في هذا المكان لم تمر سوى بضعة أيام فقط، لكن ها هو ذا يصادف عدد كبيرا للغاية من مقاتلي مستوى عالم العاهل القتالي. ليس ذلك فحسب وإنما هناك أيضا شخص يملك عينا روحية بينهم، سليل عين مميزة حقيقي. بالإضافة الى أن أغلبهم كانوا يملكون سلالات ملكية قوية للغاية !...

" هذا مثير للإهتمام حقا !... "

في الأسفل لاحظ زيغان أن الأشخاص الذين كانوا مجرد جثث في الأرض هناك كانوا في حقيقة الأمر لا يملكون نفس اليشم الذي يملكه هو والذي يدل على الإنتماء الى هذا المكان الذي يسمى بالقاعة الملعونة. فقط تلك الفتاة الضعيفة في الأسفل هناك كانت تحمل قطعة من اليشم مماثلة تماما لهذه التي يملكها زيغان. من هناك استخلص زيغان أن هؤلاء الأشخاص لم يقتلوا تلك الفتاة نظرا لانتمائها الى القاعة الملعونة على عكس البقية. وتحذير ذلك الرجل قبل قليل أكبر دليل على أن هذه القاعة الملعونة مميزة بعض الشيء في الأرجاء. فكون هؤلاء الأشخاص خائفين في الحقيقة من قتل أحد المنتسبين الى هذه القاعة الملعونة جعل زيغان فضوليا بشدة حول الأمر أكثر وأكثر.

شوووو !!~~~~~~~~~~~~

إختفى زيغان من أمام ناظري كل شخص كان يقف في هذه الساحة، والمكان الذي ظهر فيه تاليا لم يكن سوى أمام قائدة هؤلاء الأشخاص !

لقد كانت السرعة التي قطع بها زيغان تلك المسافة شيئا جنونيا لم يستطع أي شخص من الحاضرين تتبعه اطلاقا. فالطرية التي تنقل بها أساسا كانت استعمال نية الفضاء من ذروة المستوى الأول. لقد كان قادرا على قطع مسافات عملاقة في مجرد لحظة قصيرة جدا من الزمن ناهيك عن الإنتقال الى فتاة لا تبعد عنه سوى بضعة عشرات الأمتار؟

في اللحظة التي ظهر فيها المارشال زيغان أمام هذه الفتاة. ظهر مع زيغان شعور شديد بالخطر حيث قفز قلب الفتاة وكاد يخرج من حلقها ! لقد حاولت التراجع الى الوراء بسرعة لكن كان ذلك دون جدوى. الأمر فقط كما لو أنها تسمرت في مكانها وأصبحت عاجزة تماما حتى عن الكلام ؟!

"أيتها القائدة، محاولة مهاجمتي هي أسوأ قرار اتخذتيه في حياتك بأكلمها.

لقد جلبت على نفسك كارثة..."

إنتهى الحوار القصير بين كل من زيغان والفتاة نارية الشعر قبل أن يستطيع أي من هؤلاء الأشخاص التفاعل مع الموقف حتى !! فقد ظهرت أفعى صغيرة للغاية بطول لا يتعدى بضعة سنتيمترات فقط ؟

هذه الأفعى الصغيرة كانت سريعة جدا، حيث دخلت مباشرة الى جسد الفتاة التي كانت تقف أمام زيغان. وفي نفس اللحظة تلك الفتاة سقطت من السماء مثل طائرة ورقية تحطمت بكل عنف الى جانب تلك الجثث في الأسفل، ليبدأ بعد ذلك صراخ مرعب أيقظ هؤلاء الأشخاص من صدمتهم وأدخلهم الى أهوال الموقف الذي حصروا أنفسهم فيه هذه المرة ...

---------------------------------------------------

---------------------------------------------------

لمن يسألون أين كنت مختفي ؟ والله دراسة أمضيت --

فيها فترة عذاب يا رجل !... --

بفف. --

الله يوفقنا ويوفق الجميع. هذا كل ما نطلبه.

---------------------------------------------------

---------------------------------------------------

2021/05/07 · 1,120 مشاهدة · 1761 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024