___ MARCHELL __
اندهش الحشد بالكامل في اللحظة التي استوعب فيها أغلبهم ما الذي حصل هناك ؟ كانت رؤية أقوى شخص في هذه المجموعة يسقط من السماء بتلك الطريقة العاجزة شيئا صدم كافة الحاضرين، لكن سماع تلك الصرخات المخيفة قادمة من حلق تلك القائدة الفخورة بنفسها ! هذا حقا بدأ يرعب عاهلي القتال هؤلاء وبدأت رعشة مخيفة تسري في عروقهم.
فإسقاط شخص قوي للغاية مثل تلك القائدة بتلك السهولة يتطلب مستوى عال للغاية من القوة. أو على الأقل لن يستطيع أي عاهل قتالي عادي القيام بشيء كهذا إطلاقا.
" القائدة ؟؟ ما الذي حدث بحق الجحيم ؟؟ "
آآآآآآآآآآآآآآ ع ع !!~~~~~~~~~~~~
إنفجرت صرخات مدوية في كل الأرجاء بينما بدأت الفتاة نارية الشعر تتلوى على الأرض بشكل غريب للغاية. كانت المعاناة والألم الشديد الشيء الوحيد الذي عبرت عنه ملامح وجهها الصغير ذاك. لكن لم يمر وقت طويل حتى بدأت بشرتها في التغير.. إذ برزت العروق الدموية على وجهها وعلى كافة أنحاء جسدها المثير، ثم بدأت هذه العروق الدموية تتخذ اللون الأسود القاتم، ومع تحرك هذه الدماء السوداء في كل شرايينها لم يمضي وقت طويل حتى أصبح كامل جسد الفتاة أسودا بالكامل كما لو أنه قطعة فحم قذرة...
بلوب !!~~~~~~~~~~~~~~
فجأة ومن دون أي سابق إنذار، الفتاة نارية الشعر توقفت عن الحركة وانقطعت انفاسها بشكل نهائي !! استشعار هذا التغير أرعب على الفور هذا الحشد من عاهلي القتالي، فعلى ما يبدو تلك الفتاة والتي كانت هي الأقوى لم تستطع تحمل الأمر سوى لبضع ثواني ؟؟
"فقط ما الذي فعله بها هذا ال... ؟ "
صرخ كاورو بصوت غاضب للغاية بينما كان هو الأخر يشعر برعب شديد يسري في كل أنحاء جسده. فإذا كان هناك شخص من هذا الحشد يعرف تمام اليقين مدى قوة تلك القائدة، فهذا الشخص سيكون بالطبع كاورو. لكن رؤية تلك القائدة تسقط بذلك الشكل المثير للشفقة، فقط ما مدى قوة هذا الرجل أمامهم؟؟
" هووووف هووووف هووووف !!
هل أنت مجنون ؟؟ ما الذي تفعله بحق الجحيم ؟
هل ستقتل شخصا من قصر ’’ الشاهين‘‘ على حدود أراضي القاعة الملعونة ؟؟ "
بشكل عجيب، كان المتحدث هذه المرة هو الفتاة الأخرى التي كانت على وشك الموت والتي كانت لا تزال مستلقية على تلك الجثث. نفس الفتاة التي يفترض أنها تنتمي الى ذات المكان المسمى بالقاعة الملعونة مثل زيغان. كانت الفتاة لا تزال عاجزة عن الحركة حيث استمرت بالتحديق ناحية زيغان وهي تحاول استعياب ما كان يدور في رأسه ؟ لكن من جهة اخرى، تجاهل زيغان الوضع برمته وظهر مجددا أمام الفتاة نارية الشعر والتي كان الجميع يفكر في احتمالية كونها لحما ميتا في هذه اللحظات.
آآآآززز !!~~~~~~~~~
رنت شحنة من البرق الأسود فجأة داخل جسد الفتاة حيث إندفع بعدها صراخ مدوي آخر في المكان،لقد كان صراخا ينم عن الألم الذي لا يطاق، ألم تخطى الحدود بكل بساطة. ومن شدة الألم الذي شعرت به هذه الفتاة سالت دموعها بشكل مثير للشفقة، لقد رفعت الفتاة يديها بالكاد وكل ما كان في وسعها فعله هو مدّ هذه اليد ناحية الحشد في الأعلى...
لقد كانت تطلب النجدة بشكل واضح لكن بائس للغاية..
فووووووش !!~~~~~~~
" ماذا خطبك بحق الجحيم ؟ أثمة يربوع في حلقك أم ماذا ؟.."
فجأة ظهر كرسي ذهبي اللون خلف زيغان، كان كرسيا عاديا للغاية من ناحية المظهر حيث همّ زيغان بالجلوس وبدأ بمراقبة هذه الفتاة نارية الشعر أمامه وهو يسخر منها بكل برود، حتى أنه كان يتلاعب بقوة الجرم البدائي التي تم غرسها داخل جسد الفتاة بيديه، وبدى عليه كأنه يستمتع بالأمر حقا...
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي!!~~~~~~~~~~~~~~~~
في صفوف هذا الحشد. توقف الجميع عن الحركة، هؤلاء من كانوا يفكرون في مهاجمة زيغان وانقاذ تلك القائدة هم كذلك تسمروا في أماكنهم. وحتى من الفتاة التي تنتمي الى القاعة الملعونة والتي كانت تلح على زيغان عدة مرات بعدم قتل أي شخص من قصر الشاهين، هي الأخرى صمتت ولم تحرك ساكنا منذ اللحظة التي ظهر فيها ذلك الكرسي الذهبي الذي يجلس عليه زيغان.
" ماجوس حلقة ذ....
ذهبية !!... إنه تشكيل ذهبي حقا !..."
ابتلع كاورو رشفة حارة للغاية من لعابه بينما فهم الأن ماذا كان خطب هذا المكان. الأن فقط استوعب كاورو أن غابة الألف لعنة هذه لم تكن مجرد شائعات أو شيء كهذا. وإنما حتى من الوحوش المفترسة المرعبة التي تقبع في هذا المكان هربت خوفا من هذا الرجل ...
الآن وبطريقة ما كان كاورو قادرا على ملاحظة شيء غريب للغاية حول هذا الرجل الذي يقف أمامه. لقد كانت هناك هالة رقيقة للغاية من الظلام الغير مرئي تحيط بجسده، وذلك الظلام كان يلتهم كل شيء يقترب من جسد ذلك الرجل. ذلك الشيء لم يكن بالتأكيد مصنوعا من قوة الماجوس.
لذلك في اللحظة التي دبّ فيها الرعب في قلوب الحاضرين بسبب اكتشافهم ان البشري الضعيف كان في حقيقة الأمر ماجوسا ذهبيا. كان في الحقيقة يملك قوة يستطيع بواسطتها قتل كل شخص هنا بدون أي عناء يذكر ؟ فقط من هم الماجوس وماذا تكون مكانتهم في المجتمع؟؟
وليس أي ماجوس عادي حتى ! وإنما كان هذا الرجل ماجوسا ذهبيا !!
هذا المستوى من القوة كان بكل بساطة يفوق مستوى مجرد عاهلي القتال بكثير. لكن المثير للإهتمام أنه في اللحظة التي أرعبت قوة الماجوس كافة حشد عاهلي القتال هؤلاء، كان الشخص الوحيد في الساحة الذي كان خائفا من زيغان نفسه هو كاورو صاحب العين الروحية المميزة. هذا الرجل كاورو،لم ترعبه قوة الماجوس بقدر ما أرعبه ذلك الظلام الذي يحيط زيغان.
* *** ************
*************************
" اللعنة !.. الأن فقط اتضح ما الذي كان يحدث هناك في الغابة. هذا الداعر كان يحجب تشكيل المراقبة. اللعنة على هذا الوغد...
أسرعوا يا رجال، إذا لم نصل في الوقت المناسب، أخشى أن كارثة ما ستحل على هذه المنطقة. ذلك الملعون يقوم بتعذيب الأشخاص من قصر الشاهين."
داخل أحد السفن الحربية التي يقودها تلاميذ الطائفة التي تسيطر على هذا المكان والتي تدرج تحت اسم [ القاعة الملعونة ] ، كان أحد الشيوخ المسؤولين المراقبة يشاهد في الوقت الراهن بثا حيا للأحداث التي كانت تحصل داخل غابة الألف لعنة. لقد كان يشاهد بالضبط ما كان يفعله زيغان في الوقت الحالي بأولائك الأشخاص من الطائفة التي تسمى ب[ قصر الشاهين ].
بينما كان شيخ المراقبة يصرخ بهذه الكلمات، كان في حقيقة الأمر كل حشد التلاميذ على السفينة الحربية مستائين بعض الشيء. خصوصا أحد الرجال الذين كانت تنبعث منهم نية قتل كثيفة للغاية حيث لم يستطع ذلك الشخص كبح نفسه اطلاقا.
لقد كان رجلا ضخم البنية برزت قوته العضلية للعين المجردة حتى، إمتلأ جسد الرجل بالقوة الجبارة حيث اكتسحت هالة ملكية حوله بكل عنف وشوهت نسيج الفضاء من حوله باستمرار. بالطبع كان السبب في هذه الظاهرة المخيفة هو امتلاك الرجل للقوة الكافية لإحداث مثل هذه التشوهات بدون اي عناء. لقد كان هذا الشخص بكل تأكيد ملكا قتاليا !!.
" السيد شيخ المراقبة ؟
ما الذي تعنيه بهذه الكلمات بحق الجحيم ؟ أعرف أنك أكثر شخص يستطيع معرفة ما الذي يحصل في ذلك المكان حاليا. أختي الصغيرة شبه ميتة هناك ومستلقية بين تلك الجثث بسبب أوغاد قصر الشاهين القذرة. لكن أنت... "
قعقعة !!~~~~~
قاطع شيخ المراقبة كلمات الملك القتالي بينما وقف من خلف التشكيلات الذهبية التي كانت تتوهج أمامه بكل عنف. لقد أحاطت عباءة ذهبية اللون كامل جسد هذا الشيخ، في حين امتلأت هذه العباءة برموز غريبة للغاية كانت قادرة على سحر أي شخص يطيل النظر اليها. لقد كان هذا الشخص غريبا للغاية حيث غطت العبائة كل شبر من جسده وكان من المستحيل معرفة حتى إذا كان رجلا أو امرأة. قاطع بصوت غاضب كلمات الملك القتالي وهو يصرخ مثل المجنون :
" أخرس !!
أخبرك أن ذلك التلميذ الجديد جلب علينا كل هذه المتاعب ولا تزال تملك الوقت لمعارضة الأوامر ؟؟ فقط محاولة السيطرة على مد الوحوش اللعينة استغرق ثلاثة أيام الى الأن. حتى أنهم اظطروا الى استدعاء بعض التلاميذ مثلك الى هذا المكان.
لكن الأن ذلك المارشال اللعين، لم يكتفي بإرسال موجة من الوحوش المرعوبة علينا، لقد تمادى في أفعاله كثيرا. إنه حتما سيقتل أفراد قصر الشاهين هؤلاء إذا لم نصل في الوقت المناسب؟؟
..
كم مرة يجب علي أن أخبرك بحق الجحيم ؟؟
ذلك الشخص مجنون... "
في اللحظة التي سمع فيها هذا الملك القتالي كلمات شيخ المراقبة، توسعت حدقة عينيه بعض الشيء. لقد كان الأمر مثل صدمة من نوع ما بالنسبة لهذا الملك القتالي. حيث اكتشف هذا الملك القتالي أن موجة الوحوش التي تم استدعائه للسيطرة عليها قبل ثلاثة أيام تم احداثها بالفعل من طرف ذلك الشخص : المارشال ؟؟
في الوقت الراهن، كانت الأخت الصغرى لهذا الملك القتالي هي الشخص الأخر من القاعة الملعونة الذي تم ابراحه ضربا في تلك الساحة حيث تواجد المارشال. ومن حسن الحظ هؤلاء الأشخاص الذين أبرحوا اخته الصغيرة ضربا وجعلوها شبه ميتة كانوا في الواقع يتعرضون للتعذيب على يدي ذلك المارشال ؟
لم يعرف هذا الملك القتالي ما إذا كان محظوظا أم لا. فالأشخاص الذين عذبوا أخته الصغيرة إنقلب عليهم سحرهم الخاص وهم الأن يتعرضون للتعذيب بدورهم. لكن بإعادة النظر الى كلمات الشيخ، ابتسم هذا الملك القتالي بخفة بينما اختفى من مكانه تاركا بضع كلمات...
" المارشال إذا هاه !!
هذا الرجل بدأ يروقني أكثر فأكثر.أتمنى أن يقوم حقا بذبح كل أولائك الأوغاد،على كل فأنا سأقوم بقتل كل واحد منهم عاجلا أم آجلا.. هههه حتما أنا باغامو سأفعل، سأفعل..."