___ MARCHELL __
عندما اختفى الملك القتالي باغامو من السفينة الحربية، ازداد توتر شيخ المراقبة أكثر فأكثر. فباغامو لم يكن يبدي اي احترام كبير لهذا الشيخ، ففي النهاية كان مجرد شيخ مسؤول عن مراقبة الأوضاع داخل حدود أراضي القاعة الملعونة. لذلك كان منصبه في حقيقة الأمر يملك سلطة متخفضة بعض الشيء على بقية التلاميذ. لكن من ناحية أخرى، باغامو كان من أشهر الأشخاص في القاعة الملعونة بأكلمها.
بينما كان شيخ المراقبة هذا يتفحص التشكيلات التي كانت أمامه، لم يستطع استشعار أي شيء حول زيغان اطلاقا. بل أكثر من ذلك، تحولت كامل المنطقة التي كان فيها زيغان الى بقة سوداء على تشكيلات المراقبة خاصته وتم حجب كل شيء.
هذا بالتأكيد كان سبب فشل هذا الشيخ في تحديد سبب المشاكل التي حدثت قبل ثلاثة أيام. فقط عندما قام باستخدام وسائل متقدمة بعض الشيء، تمكن من تحديد المشكل بالكاد. لكنه لم يصدق حقا أن هذا المارشال زيغان تم ضمه بالفعل الى القاعة الملعونة ؟؟
صرّ الشيخ على قبضته بقوة وهو يصرخ على بقية التلاميذ :
" باغامو اللعين، إنه لا يعرف أي شيء!!.. لا شيء إطلاقا...
..
شغلوا هذه الخردة بحق الجحيم ؟ الى متى سأنتظر قبل وصولنا الى هناك ؟
اللعنة على هؤلاء الأغبياء... "
كان بقية التلاميذ على السفينة الحربية قادرين على استشعار هذا التوتر الغريب الذي كان يشعر به شيخ المراقبة. فرغم كونه مجرد شيخ مراقبة إلا أن قوته الخاصة كانت كبيرة للغاية كونه تمكن في الأصل من أن ينال منصب شيخ في طائفة كبيرة مثل القاعة الملعونة.
لذلك حتى بالرغم من أن منصبه لا يملك سلطة على التلاميذ الأخرين، كان هذا الشيخ في الوقت الراهن يتحكم في مجرى الأمور بالكامل من تلقاء نفسه لسبب ما ؟!
..
..
فقط بعد بعض الوقت، قطعت السفينة الحربية أخيرا مسافة كبيرة للوصول الى حدود الأراضي الخارجية للقاعة الملعونة. هذه الأراضي كانت مدرجة تحت اسم غابة الألف لعنة كما يطلق عليها البعض. هذا المكان كان غريبا للغاية وهو الى حدود اللحظة لا يزال مهجورا بالكامل. حيث كان أول ما لاحظه التلاميذ من القاعة الملعونة الذين كانوا داخل السفينة الحربية هو ذلك الشخص الذي تسبب في كل هذه الفوضى.
ذلك الشخص الذي كان يسمى بالمارشال ؟؟
لقد كان متكئا على كرسي ذهبي مكون من طاقة الماجوس الذهبية !!. الغريب في الأمر لم يكن أمر الكرسي أو قوة الماجوس الخاصة به. وإنما كانت هناك موسيقى هادئة تعزف الى جانبه من خلال تشكيل صغير هناك الى جانب الكرسي، ذلك الرجل كان يستمع الى الموسيقى وسط الجو الغريب الذي كان يحيطه ؟
فأصوات الصرخات كانت تتعالى هنا وهناك وكان الأمر فقط غير مفهوم بالنسبة للأشخاص من القاعة الملعونة؟ وحتى من شيخ المراقبة بنفسه لم يعرف أي نوع من العذاب هذا الذي تلقاه ما يقارب آلاف الأشخاص من مستوى العاهل القتالي حتى يصبحوا بهذه الحالة ؟؟
" ما الذي يحدث بحق الجحيم في هذا المكان ؟؟... "
لقد امتدت جثث عاهلي القتال على طول أطراف غابة الألف لعنة بينما كان الجميع يتلوى من الألم الشديد وصراخهم كان متشابها بشكل كبير !!. لم يكن أي منهم يحمل ولو خدشا واحدا على جسده مما يوحي أنه لم تكن هناك أي آثار لأي معركة في الأصل ؟
ولكن إذا لم يحدث هناك أي قتال فكيف أصبح عاهلي القتال هؤلاء بهذه الحالة المثيرة للشفقة ؟
فقط عند ذكر هذا التساؤل، يبدأ المرء بملاحظة العروق الدموية السوداء التي كانت بارزة بشكل مخيف للغاية من جثة كل فرد من هذا الحشد، لقد بدى الأمر كما لو أن جثث هؤلاء الأشخاص على وشك الإنفجار في أية لحظة. حينها فقط لم يعرف الأشخاص من القاعة الملعونة أي نوع من الوسائل هي هذه التي استعملها هذا المارشال لإصابة كل هذا العدد من تلاميذ قصر الشاهين ؟؟
فووو فوووو فوووو !!~~~~~~~~
لوهلة شعر الرجال من القاعة الملعونة بأن عقولهم توقفت عن العمل أو شيء ما كهذا؟ فهذا الرجل المارشال لم يكتفي بتعذيب هؤلاء الأشخاص من قصر الشاهين بهذه الطريقة الغريبة والغير مفهومة، إذ لم يعرفوا ما الذي فعله زيغان بهؤلاء الأشخاص من قصر الشاهين حتى ؟ وإنما كان في حقيقة الأمر يقوم بسرقة ممتلكاتهم؟! إذ كانت مختلف خواتم التخزين تطفوا في هذه اللحظات وتتجمع أمام زيغان بكل هدوء. أما بالنسبة الى زيغان نفسه فقد كان يستمع الى الموسيقى خاصته غير مكترث بالوضع اطلاقا !!؟
" هوي هوي ؟؟
هل هذا الشخص جاد ؟ كيف انظم الينا قاطع الطريق هذا بحق الجحيم ؟؟ هاهاهاهاهاهااهها ... "
انفجر تلاميذ القاعة الملعونة الذين كانوا على السفينة الحربية في الضحك الشديد لحظة رؤيتهم لحالة الأشخاص من قصر الشاهين. في الحقيقة لقد كانت رؤية أوغاد قصر الشاهين في تلك الحالة متعة بصرية لا مثيل لها بالنسبة لهؤلاء التلاميذ وكانوا ممتنين في أعماقهم لزيغان كثيرا. فعلى ما يبدو العلاقة بين قصر الشاهين وبين القاعة الملعونة كانت سيئة للغاية.
فوووش !!~~~~~~~~~~
اختفى شيخ المراقبة من مكانه ليظهر تاليا الى جانب بضعة أمتار من زيغان وهو يصرخ بدون اي سابق إنذار :
" فلتوقف هذا الهراء على الفور!!.... "
إجتاح ضغط مخيف للغاية فجأة مع كلمات الشيخ حيث وصل هذا الضغط الى كل الأنحاء في رمشة عين!! هذا الضغط كان شيئا غير عادي إطلاقا لدرجة أنه حتى زيغان نفسه وقف من مكانه بغير وعي وكان مندهشا للغاية من قوة هذا الشخص الذي كان يقف أمامه !!؟ بالطبع كان زيغان قادرا على سماع كلمات هذا الشيخ، لكنه حتى لو كان شيخا في هذه القاعة الملعونة أو أيا يكن، زيغان ليس بشخص ينصاع الى الأوامر.
بوووووووووووووووم !!~~~~~~~~~~
بلمحة من يديه، إنفجر تشكيل غريب فجأة حيث اختفى جميع الأشخاص من قصر الشاهين أمام زيغان في رمشة عين. وحتى من زيغان نفسه هذه المرة لم يعرف ما الذي حدث وكيف اختفى الأشخاص الذين كان يعذبهم قبل قليل، لقد شعر فقط لبرهة صغيرة من الزمن بتغير طفيف يسري على قانون الفضاء ليختفي بعدها كل الحاضرين ؟؟ فحتى السفينة الحربية الخاصة بتلاميذ القاعة الملعونة بالإضافة الى تلك الفتاة التي كانت شبه ميتة هي الأخرى إختفووا جميعهم من على وجه هذه الغابة ، ليظل فقط كل من زيغان وشيخ المراقبة الذي كان يغطي نفسه بالكامل بتلك العباءة الغريبة !!؟
" أنت لا تعرف حتى ما هو قصر الشاهين وتتجرأ على تعذيب تلاميذهم ؟؟
إذا كنت تريد الإنتحار اغرب عن القاعة الملعونة خاصتي بحق الجحيم... "
صرح الشيخ بكل برود وهو يتبادل النظرات مع زيغان حيث ازداد الوضع حدة بين الإثنين. فإلى حدود اللحظة زيغان لا يعلم أي شيء عن القاعة الملعونة حتى فما بالك بقصر الشاهين ؟ وافتقاره للمعلومات جعل موقفه ضعيفا للغاية ضد هذا الشيخ. فإفتقاره للمعلومات المناسبة في الوقت المناسب هي السبب في موت زيغان قبل عشر سنوات بعد كل شيء. فحتى من زيغان نفسه كان يبتسم في هذه اللحظة بينما يتمتم لنفسه : " لا تدع شعلة قديمة تحرقك مرتين إذا هاه..."، لقد كان قصده من هذه الكلمات واضحا للغاية، فهو حتما لن يكرر نفس الخطأ مرتين.
"أغرب عن القاعة الملعونة خاصتك!، وهل أنا في حضرة القائد الأعلى أو شيء ما كهذا ؟؟ "
إبتسم زيغان بشكل خافت بينما بدأ يتفحص محيطه بشكل دقيق للغاية. هذا الشخص الذي يقف أمامه قوي بشكل هائل، مع أنه لم يصل الى مستوى العجوز الأصلع أو الفاستو لورد إلا أنه قوي للغاية، دون ذكر أنه على صدر الرجل، كانت هناك قطعة من اليشم الأحمر تتوهج بشكل خافت. قطعة اليشم تلك كانت هي الأخرى تملك نفس نقش القاعة الملعونة كما هو الحال مع تلك الخاصة بزيغان، الإختلاف الوحيد كان في اللون فقط ؟!.
الشيخ :" أنا فقط مجرد شيخ مراقبة. وكذلك لا أملك الوقت لكل هذه الإلتفافات التفاهة. أنا هنا لعقد صفقة معك مارشال عشيرة الأكاغي زيغان؟
ماذا تظن حول ذلك ؟؟ "
انفجااااار !!~~~~~~~~~~~~~~~
في اللحظة التي نطق فيها هذا الشيخ تلك الكلمات، تغيرت هالة زيغان بشكل خافت للغاية إذ نزل فجأة ضغط مرعب على محيط مليون ميل من حول هذه المنطقة !! وحتى من شيخ المراقبة نفسه إرتعش جسده بالكامل كأنه أصيب بنوبة قلبية مفاجئة ؟؟ لقد كان الأمر خارج إرادته بالكامل، فهذا الشعور قادم من سلالته الخاصة. لقد كانت دمائه هي التي تشعر بالخوف في هذه اللحظة. شعور متأصل في أعماق كل فريسة ينتابها في كل لحظة تدرك فيها أنها تقف أمام المفترس. لم يكن في وسع هذا الشيخ سوى الإبتسام بشكل خافت بينما ينظر الى عيني هذا الوحش الصغير أمامه وهو يتمتم :
" وأنا من كان يتسائل حول سبب هروب الوحوش من هذه الغابة. لقد كنت محقا بشأنك حقا!! أنت مجنون لعين... "