___ MARCHELL __
بالطبع زيغان ليس بشخص غبي، وهو كان يعلم منذ البداية أن فرصة فوزه ضد هذا الشخص أمامه منعدمة من الأساس. لذلك كان يجب عليه أن يكون حذرا حول الأمر بشكل كبير. ففي نهاية المطاف حتى مع امتلاكه للنطاق الداخلي وقدرته على التنقل الى هناك هربا من أي وضع خطير. اتضح أن تلك القدرة لا فائذة منها في مواجهة شخص سريع بشكل غير مفهوم كما كان الحال مع العجوز سليل عيون المسارات.
فذلك العجوز انقض على زيغان من العدم ولم يملك المارشال حتى الوقت للتفكير في الهرب أو غيره. لقد كان الفارق في القوة بين الإثنين بهذا الحجم بالفعل. لذلك كان على زيغان تغيير الكثير من الأمور حول طريقة تعامله مع الأمور من الأن فصاعدا، صحيح أنه في هذا العالم يوجد هناك الكثير من الأقوياء، هؤلاء القادرين على التحرك بكل حرية تحت السماوات بدون أي رادع يذكر. لكن زيغان يعرف تمام اليقين أنه ليس واحدا من هؤلاء، ويعرف كذلك أنه لن يصبح منهم عما قريب.
هو متأكد أنه لا يزال فقط في بداية الطريق فحسب. وهذا الطريق بكل تأكيد يزداد صعوبة مع كل خطوة يتخذها الى الأمام. ففي نهاية المطاف الحياة كمثل دراجة لعينة، حتى تحافظ على توازنك ولاتسقط على الأرض، يجب أن تستمر بالتقدم الى الأمام، هذا كان كل ما في الأمر بكل بساطة.
"حسنا سأختصر عليك الأمر بالكامل. فأنت بالفعل أحد أعضاء القاعة الملعونة خاصتنا، لكنك مجرد تلميذ عادي كبقية التلاميذ هناك. فالتميز وسط ذلك العدد من المقاتلين ليس بالشيء الهين اطلاقا.
على كل، أنت مجرد تلميذ عادي إنظم الى القاعة مؤخرا فقط، لكنك تسببت في مدّ عملاق لجميع الأغارا والوحوش التي كانت محتجزة داخل غابة الألف لعنة هذه، المدّ تسبب في خسائر كبيرة للغاية وعدة وفيات داخل أراضي القاعة الملعونة خاصتنا. ووفقا لقانون القاعة أنت يجب أن يتم إعدامك على الفور، وفقا للقوانين فأنا يجب أن أقتلك على الفور بدون أن نحضى بهذا النقاش حتى. فقتل شخص آخر من القاعة جريمة عقابها الإعدام المباشر. أي أنه حتى بدون التحدث حول قصر الشاهين أنت في ورطة كبيرة للغاية بالفعل ؟؟... "
الإعدام ؟؟
عند سماع كلمات هذا الشيخ عقل زيغان لم يكن يفكر في عقوبة الإعدام أو الجريمة التي اقترفها اطلاقا. وإنما كان يفكر في نوع الصفقات التي سيرغب شيخ من القاعة الملعونة في عقدها معه. بداية بالأمر اتضح أن هذا الشيخ يعرف شيئا أو اثنين عن زيغان منذ أن كان يعرف أسمه الكامل وكذلك يعرف حول عشيرة الأكاغي. لكن ما أثار انتباه زيغان كان هو تشكيلات المراقبة التي كانت تغطي كل شيء في هذا المكان، الغابة الملعونة برمتها كانت تحت تشكيلات من نوع ما، وزيغان متأكد من أن تلك التشكيلات غرضها المراقبة. لذلك افترض زيغان مباشرة أن هذا الشخص يرغب في ابتزازه حول شيء ما !!. فما دام هذا الشخص الغريب قد قدم نفسه على أنه شيخ المراقبة، فالأمر بالكامل بات واضحا أمام زيغان بالفعل.
بالنسبة الى شخص مثل زيغان، منذ أن عرف بالفعل حول ماهية عمل هذا الشيخ وعلاقته بهذا المكان، لقد تمكن زيغان بالفعل من تحديد الشيء الذي سيحدث تاليا. فعلى الأرجح هذا الشيخ هنا لأنه بكل بساطة لم يستطع رصد زيغان على تشكيلات المراقبة خاصته.
" ما لا تعلمه أيضا هو أنني الشيخ المسؤول عن المراقبة. أو بمعنى أدق، أنا الشخص الذي سيحكم حول ما إذا كنت مذنبا أو بريئا.
أنا هو الذي سيحكم حول ما إذا كنت من اقترف هذه الجريمة وحرّض مدّ الوحوش تلك ضد القاعة الملعونة خاصتنا مما تسبب في تلك الخسائر أو لا. فأنا هو المتحكم في كامل شبكة تشكيلات المراقبة التي تراها أمامك. وبعد قليل شيوخ القوانين سيكونون هنا في أية لحظة.
هل تدرك ما الذي يعنيه كل هذا ؟؟ "
إقترب شيخ المراقبة من زيغان أكثر وهو يصرخ بكل هذه الكلمات الى أن وصل مباشرة الى أمام زيغان وفجأة انخفض صوته وبدأ يهمس فجأة :
" مارشال عشيرة الأكاغي زيغان،مصيرك بين يدي !!... "
في هذه اللحظات، زيغان اكتشف بالكامل خبايا المسرحية التي كان يشاهدها أمامه. فهو يعلم منذ البداية أن مجرد تشكيلات المراقبة غير قادرة المرور من الوسائل الدفاعية التي طورها زيغان في الأونة الأخيرة. وحتى لو تمكنت هذه التشكيلات من مراقبة أفعال زيغان، كان بالفعل سيحصل على اشعار من النظام حول الأمر. وهذا بالطبع لم يحدث. لذلك لم يكن هناك أي شيء للقلق حوله، فهذا الشيخ لا يملك أي دليل قاطع على أن زيغان هو الشخص الذي تسبب في مدّ الوحوش أو أيا يكن. ومع ذلك تجارب زيغان الخاصة حول الطوائف جعلته لا ينقص من مكانة الشيوخ اطلاقا. فلو أراد شيخ ما تصعيب الأمور عليه فهو حتما سيحصل على وقت عصيب يستحسن تجنبه فقط.
لكن الغريب في الأمر أن زيغان بدأ يتصرف كما لو أنه خائف ومتأثر نوعا ما بكلمات هذا الشيخ، بكل بساطة لقد كان يتماشى مع خطة هذا المهرج لسبب واحد لا غير !!؟
زيغان يريد فقط أن يعرف نوع الصفقات التي أتى بها هذا الرجل، وكذلك يريد التقرب أكثر من هذا الشيخ. فبعد كل شيء هذا الشيخ يعرف حول اسم زيغان وكذلك حول عشيرة الأكاغي. هذا الأمر بمفرده كفيل بجذب انتباه زيغان الى الأمر،على الأقل كان يرغب بشدة اكتشاف ما يعلمه هذا الرجل حوله.
" يبدو أنك من يجب أن يتوقف عن هذا الهراء يا رجل المراقبة. بما أنك تعرف اسمي، فعلى الأرجح أنك تعرف أيضا أن الموت لا يخيف الرجال أمثالي. " أظهر زيغان ابتسامة خفيفة على محياه بينما كان ينظر الى هذا الشيخ بسخرية. بالطبع لم يكن زيغان ليقبل مباشرة بهذه الصفقة وإلا كان هذا الشيخ ليلاحظ هذا الأمر. لذلك كان عليه أن يتماشى مع الأمر بطريقته الخاصة متظاهرا بالخوف والقوة في نفس الوقت مكملا كلامه قائلا :
" أنا مهتم بهذه الصفقة التي تتحدث عنها أكثر. إذًا ما الذي يريده رجل المراقبة من مجرد تلميذ عادي انظم الى قاعتك الملعونة فقط الآن ؟؟... "
هاااه ؟!!...
عند رؤية رد فعل زيغان حول الأمر، حتى هذا الشيخ توسعت حدقة عينيه من خلف العبائة التي كان يرتديها. لم يكن في وسع هذا الشخص أيا يكن سوى النظر الى زيغان في صورة مختلفة تماما عن ذي قبل. حيث ردد هذا الشخص في عقله مباشرة : "تماما كما جاء في التقرير. هذا الشيء خطير جدا. "
" حسنا الصفقة شيء بسيط للغاية. أنا أريدك أن تسرق شيئا ما من أجلي.
ما رأيك حول ذلك ؟؟ "
حاول الشيخ إخفاء صدمته قدر الإمكان حيث بدأ على الفور بتزويد زيغان بالمعلومات التي تتضمن هذه الصفقة. حيث كان الأمر يدور حول خزنة ما ؟
في البداية هذا الشيخ بالطبع لم يقدم الكثير من المعلومات حول هذه الصفقة. لكن كل ما قدمه هو مجرد صفقة تتأسس على شروطه الخاصة كما خطط للأمر. انقاذ زيغان من شيوخ القوانين وعقوبة الإعدام في مقابل سرقة زيغان لتلك الخزنة من أجله، هذا كل ما في الأمر.
" هاهاهاههاهاهاها... حسنا حسنا ؟
الأمر فقط غريب بعض الشيء ألا تظن ذلك؟. فإذا كنت عاجزا عن سرقة تلك الخزنة أو أيا يكن، فكيف يفترض بي فعل شيء كهذا؟ فأنا مجرد تلميذ عادي انظم مؤخرا الى القاعة ؟!... " فجأة انفجر زيغان في الضحك الصاخب لدرجة أن صوته الأجش تردد في كل أنحاء المكان. لقد كان في الواقع هذا الشيخ غبيا نوعا ما. فعلى ما يبدو أن زيغان ظهر فقط بالصدفة أمام هذا الشيخ، المثير للإهتمام في هذه الصدفة هو أن زيغان يعتبر فقط الرجل المثالي لهذه السرقة. فقد توقع زيغان أن المكان الذي تتواجد فيه هذه الخزنة سيكون حتما تحت حماية تشكيلات مراقبة كذلك.
وكون زيغان قادرا على تجنب تشكيلات المراقبة، هذا هو أكبر سبب سيجعل من هذا الشيخ يخاطر ويطلب مثل هذه الصفقة من شخص مثل زيغان. الثغرة في خطة الشيخ كانت بسيطة للغاية، فإذا اعترف الشيخ بقدرة زيغان على تجنب تشكيلات المراقبة، هذا حتما سينسف تماما خطة كون مصير زيغان بين يديه، وكونه الشخص الذي سيحدد ما إذا كان زيغان مجرما أم لا، لأنه بذلك سيعترف أنه لا يملك أي دليل يدين زيغان. لذلك راقب زيغان ردة فعل الشيخ حول كلماته بكل سخرية.
الشيخ :" المكان الذي توجد فيه هذه الخزنة لا يمكن للشيوخ دخوله بكل بساطة. فقط الدفعة الجديدة من التلاميذ تملك فرصة واحدة لزيارة ذلك المكان. لحسن الحظ فأنت كذلك ضمن هذه الدفعة.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة بالطبع. فأنت في البداية يجب أن تملك المؤهلات لدخول ذلك المكان، حينها فقط سأقوم بتجهيزك ببقية المعلومات الضرورية حول الخزنة... ".
ما لم يعرفه هذا الشيخ هو أنه في الوقت الراهن ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه زيغان !! لقد كانت ابتسامة مخيفة للغاية أعلن بها انتصاره في هذا النقاش الغريب. فعلى ما يبدو أن هذا الشيخ لم يدرك بعد بأن زيغان قادر على الرؤية من خلال العباءة التافهة التي كان يرتديها، ومن خلال تلك العباءة المبهرجة، كان زيغان قادرا على رؤية قطرات العرق وهي تتشكل على وجه هذا الرجل جاحظ العينين !!.
لقد أصبح زيغان فجأة مهتما بهذه الخزنة أكثر من ذي قبل. وبهذا كان قادرا على الموافقة على الصفقة، الأمر فقط أنه كان يجب أن لايظهر الأمر بشكل غريب حتى لا يشك هذا الشيخ حول زيغان. لذلك تقدم زيغان بطلب غريب فجأة !!
" حسنا ربما أنا سأقبل بهذه الصفقة. لكنني سأحتاج الى شيء ما في المقابل أولا... "
عاد زيغان الى الكرسي خاصته وجلس هناك بكل هدوء بينما بدأت الموسيقى الصاخبة تتردد في الأرجاء من جديد وهو يقول :
" الأشخاص من قصر الشاهين، إنهم من ممتلكاتي. ثق بي يا رجل المراقبة، لا أحد يسرق ممتلكات هذا المارشال."