564 - النجاح في أولى الخطوات ...

___ MARCHELL __

في الوقت الراهن، تحرك زيغان أخيرا من تلك البقعة المشؤومة التي يطلق عليها بغابة الألف لعنة. ومن هناك بدأ يتحرك أخيرا الى داخل اراضي طائفة القاعة الملعونة. فقد انتهت أحداث تلك الغابة بعقده لتلك الصفقة مع شيخ المراقبة. رغم أنه لم يكن يعرف أي شيء حول ذلك الشيخ، ومهما بدت فكرة عقد صفقة كتلك مع شخص مجهول ساذجة، زيغان لم يملك الخيار حقا في الوقت الحالي. لقد كان مظطرا نوعا ما لفعل ذلك. وفي النهاية ذلك الرجل قال أنه سيهتم بكل المسائل الأخرى التي تخص شيوخ القوانين. لذلك كان زيغان غير مكترث بأمر أولائك الشيوخ اطلاقا.

فهو من الأساس لم يسبب مدّ الوحوش من أجل لا شيء. وهذا بالطبع ما لا يعرفه حتى شيخ المراقبة نفسه؟ فزيغان يشعر في الوقت الحالي بالكثير من التغيرات التي طرأت على جسده وقوته. لكن أكثر التغيرات التي جذبت اهتمامه بشدة كان هو الطفرة التي حصلت مع قوته الروحية ؟؟

الأمر فقط كما لو عينيه قد اتخذت خطوة أخرى الى الأمام. فقد كان زيغان في الوقت الحالي يسيطر بالكامل على عدد لا بأس به من قادة فيالق الأغارا. لقد كان حشد الوحوش مكونا بالفعل من عدة فيالق من الأغارا. وهذه الأغارا رغم كونها وحوشا غير عاقلة إلا أنها تتبع الغريزة الحيوانية خاصتها بشكل دائم. وهكذا كانت هذه الأغارا هي الأخرى تتبع نظام قيادة خاص بها. حيث يملك الأغارا الأقوى في الفيلق أو المجموعة حق قيادة البقية ويعامل معاملة الملوك من طرف البقية.

ومع تمكن زيغان من إخضاع مجموعة من قادة هذه المجموعات، استطاع بكل بساطة السيطرة على عدد كبير للغاية من الأغارا من خلال السيطرة على القادة فقط.

المثير للاهتمام في هذه المسألة لم يكن هو تمكن زيغان من السيطرة على مجرد قادة مجموعات من الأغارا، فقد كان قادرا على فعل ذلك بسهولة حتى قبل فترة العشر سنوات. لكن المثير للاهتمام هو حصول زيغان على هذه القدرة الجديدة؟

[ المشاركة الحسية ]

هذه القدرة الغريبة التي ظهرت مؤخرا فقط، قدرة عجيبة تخص العين الروحية الخاصة بزيغان. هذه القدرة تمكنه بكل بساطة من مشاركة حواسه مع أي مخلوق تحت سيطرته الروحية. فالسيطرة على الأغارا تتطلب وضع ختم روحي عليهم، وبواسطة هذا الختم الروحي يتم مشاركة أفكار الشخص مع الأغارا وهكذا يتمكن الشخص من التحكم في الأغارا. لكن كل أغارا يسيطر عليه زيغان عن طريق قوة العين الروحية، يحدث تغير ما لختم الروح ذاك مما يخول لزيغان هذه القدرة الغريبة التي يستطيع من خلالها استشعار، سماع ورؤية كل ما تراه الأغارا !! كانت قدرة غريبة جدا لكن مفيدة بشكل لا يصدق، فالأمر فقط كما لو أن وعي زيغان يترك جسده ليتلبس جسد أحد هذه الأغارا بكل بساطة.

فبواسطة مجرد حشد من الأغارا، زيغان وفي ظرف ثلاثة أيام فقط كان قادرا على تحليل هذه المنطقة المحيطة بشكل شبه مثالي. لقد اجتاح مد الوحوش جزءا مهما من أراضي القاعة الملعونة، وهذا كان كافيا لزيغان حتى يحصل على معلومات مهمة حول هذا المكان. على الأقل كان الأن يعرف حول أهم الأماكن في هذه القاعة الملعونة ويعلم كذلك الأماكن حيث تتواجد الحراسة والمراقبة المكثفة، بالإضافة الى أنواع التدخلات التي تجهزها القاعة الملعونة نفسها في حالات التعرض للهجوم كهذه كحالة المد الذي اصطنعه.

لقد جمع زيغان قدرا كبيرا للغاية من المعلومات حول هذه القاعة الملعونة بدون علم أي شخص. فهذا المدّ من الوحوش كان حقا فكرة هي الأمثل بالنسبة لوضع كهذا، فهذه الأغارا كانت منذ البداية ملك للقاعة الملعونة. ولاأحد سيتوقع أن هذا الهجوم كان لأغراض كغرض جمع المعلومات فحسب. وطبعا زيغان شخص لا يحب أن يبقى في العتمة اطلاقا، ومادام غير قادر على استخدام طرق استشعار كمثل النبض الروحي نظرا لطبيعة المكان، لقد كان كان الأمر متوقعا ولا يحتاج الى التأكد منه حتى، من المستحيل السماح للأشخاص باستعمال قدرة كهذه في أماكن عامة كطائفة بهذا الحجم. أو على الأقل الأشخاص من مثل مكانة زيغان الحالية في هذه الطائفة ممنوعون من استخدام هذه القدرة هنا.

وهكذا كان هذا المدّ من الأغارا هو كل ما يملكه زيغان لجمع المعلومات يأسرع شكل ممكن. كان يجب عليه أن يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا المكان، فهو متخلف جدا مقارنة مع بقية الأشخاص الموجودين هنا مسبقا. دون ذكر أن شبكات ألفا الأصل كانت في الحقيقة ممتلئة بمعلومات كثيرة جدا حول المكان الذي يتواجد فيه زيغان حاليا. كل ما كان يزعج زيغان حول تلك المعلومات من شبكات ألفا الأصل هو مدى مصداقيتها ليس إلا.

..

..

القاعة الملعونة،هي واحدة من الطوائف الكبرى التي تسيطر على أراضي مهولة الحجم. لقد كانت هذه الطائفة شيئا عملاقا لا يمكن للشخص الطبيعي استيعابه اطلاقا. وحتى من زيغان استوعب أن مدّ الوحوش خاصته كان في الحقيقة يجتاح ما يشبه مجرد مدينة على الأغلب من الحجم الحقيقي لهذه الطائفة.

لكن المثير للإهتمام في الموضوع هو أن طائفة مخيفة وعملاقة كهذه كانت في حقيقة الأمر مجرد طائفة صغيرة وتابعة لكيان أكبر وأقوى منها بكثير ؟!!...

وهنا استوعب زيغان أخيرا السبب الذي جعل من تلك الفتاة الشبه ميتة وكذلك شيخ المراقبة يرفضون قتل الأشخاص التابعين لقصر الشاهين ؟؟

شوى شوى !!~~~~~~~~~~

أمام زيغان كانت هناك خريطة غريبة جدا لم يسبق وأن شهد لها زيغان أي مثيل من قبل. كان من الصعب للغاية محاولة قراءة مجرد هذه الخريطة حتى، فهي كانت تشمل عدة رموز وأشياء غريبة لم يراها زيغان من قبل في أي مكان. كل ما استطاع استيعابه من هذه الخريطة هو أن طائفة القاعة الملعونة ليست بالقوة التي كان يظنها في البداية.

فوووووووش !!~~~~~~~

ظهر الشيخ شازان فجأة خلف زيغان ومن دون أي سابق إنذار، بدأ هذا الرجل في الكلام مع وجه متحجر غريب للغاية، لقد بدى هذا الشخص كما لو أنه مختلفا اختلافا كبيرا مع الشيخ شازان، الإختلاف بالطبع لم يكن في الشكل وإنما كان في الشخصية :

" هذه خريطة سطحية للمكان الذي تتواجد فيه في الوقت الحالي. هذا النوع من الخرائط لا توجد فيه أي تفاصيل دقيقة لذلك هو متواجد تقريبا في كل مكان.

نحن داخل إمبراطورية الحد الفاصل. هذا المكان عملاق جدا مقارنة مع كون سافاستانو الذي كنا فيه سابقا. وكذلك هذا المكان هو الحدود التي تفصل بين وجود ميلينيوم وهذا الوجود الجديد. أنا متأكد من أنك تعرف بعض هذه المعلومات مسبقا. لكن ما لاتعرفه أن هذا المكان برمته يخضع لسلطة واحدة. هناك قوة عملاقة هي التي وحدت كل شيء هنا وهي التي تبسط سيطرتها على كل شيء.

هذا المكان مجرد امبراطورية واحدة لا غير، لا توجد نزاعات على السلطة هنا. لذلك يستحسن أن تتأقلم مع قوانين هذا المكان بالسرعة الكافية... "

استمر زيغان في النظر الى الخريطة متجاهلا بالكامل كلمات الشيخ شازان، لقد كان الأمر تماما كما توقع الشيخ شازان سابقا. العلاقة بين عرق الكارثة وبين زيغان بدأت حقا في التدهور بشكل غريب للغاية. لكن وبشكل مفاجئ ! نظر فجأة زيغان الى هذا الشيخ أمامه، لطالما كان هذا العجوز متحمسا للغاية بشأن زيغان وكذلك كان يحمل آمال وتوقعات عالية عليه. رغم أن زيغان لا يعرف ما الذي حدث مع ملوك عرق الكارثة إلا أن الوحيد الذي بقي معه كان هو هذا الشيخ.

" أتعلم أيها العجوز شازان، يقولون أن اللحظة الأخيرة حزينة دائما... " فجأة بدأ زيغان في التحدث الى الشيخ شازان في موضوع مختلف تماما. لقد أخذ زيغان سيجارة سوداء وبدأ في التدخين بينما استمر في شق طريقه الى الاراضي الخاصة بطائفة القاعة الملعونة. لقد كان يحلق في السماء بسرعة عادية بينما استمر الشيخ شازان من خلفه كما لو أنه ظل المارشال.

"لأكون صريحا معك، لقد شعرت بشعور سيء للغاية في أخر لحظة لي قبل عشر سنوات من الأن. لقد كان شعورا مقرفا للغاية لا أزال أستطيع استشعار مراراته كما لو أنه حدث قبل قليل.

آخر مشهد رأيته قبل أن أنهار كان هو وجوه أعضاء عشيرتي. لقد كانت أعداد الوجوه كبيرة جدا، أكبر بكثير من ما أستطيع احصاءهم. كان جميعهم يندفعون إلي مثل المجانين، رغم أنهم كانوا يعلمون أن العدو قوي للغاية ولا يستطيعون فعل أي شيء ضده استمروا في الإندفاع الي ناحيتي... "

فوووووو !!~~~~~~~

فجأة توقف زيغان وسط السماء بينما نفث دخان سيجارته مباشرة على وجه الشيخ شازان. لقد كان هذا العجوز صامتا تماما منذ أن علم ماذا كان يقصد زيغان من كلماته هذه. فمن الواضح أنه في اللحظة الأهم التي احتاج فيها زيغان للمساعدة، اندفعت كامل عشيرة الأكاغي لمقاتلة شخص مجهول القوة فقط من أجل المارشال خاصتهم. كانوا مستعدين تماما للتضحية بكل شيء من أجله،لقد كانت تلك هي اللحظات التي لم يظهر فيها أي شخص من أعضاء عرق الكارثة. الشيخ شازان ظل صامتا لأنه لم يملك أي شيء ليدافع به عن نفسه.

ضحك زيغان بشكل خافت وهو يكمل بدون لا مبالاة :

" ربما لا تعلم لماذا شعرت بذلك الشعور الفضيع. ذلك بكل بساطة لأنني في تلك اللحظة علمت أنني نجحت في أولى الخطوات نحو هدفي الخاص. أعلم تماما أنه من أجل تحقيق هدفي، كان يجب أن أصنع رفاقا أقوياء للغاية يساعدونني على ذلك. هذا كان هو سبب إنشائي لعشيرة الأكاغي من الأساس.

لكن كما تعلم إنشاء العشيرة بمفرده ليس بالشيء الكبير، وإنما توحيد العشيرة وجعلها تتقدم من أجل نفس الهدف. جعل العشيرة تموت وتحيا مع الهدف الذي أريد تحقيقه. لقد كان ذلك بمثابة إعطاء كل أفراد هذه العشيرة سببا لكي يعيشوا من أجله، سببا لكي يقاتلوا من أجله. تحقيق خطوة كهذه كان بالفعل شيئا صعبا، صعبا للغاية !! لكنني في تلك اللحظات الأخيرة عرفت أن عشيرتي قوية، عرفت أن عشيرتي متماسكة وحتما ستحقق هدفي، لكن الحزين في تلك اللحظة كان أنني أيضا عرفت أنها نهايتي...

كانت نهاية مقرفة كما يقول المثل الملعون تماما."

بصوت ضعيف، همس الشيخ شازان بينما كان يصر على أسنانه بقوة : " لقد سار الأمر على ذلك النحو لأننا خذلناك ليس إلا... "

" بوووووهاهاهاهااهاهاه ؟!...

لم يخذلني أحد أيها العجوز. أنا من خذلت نفسي عندما راهنت على أنكم أوفياء ."

2021/06/01 · 881 مشاهدة · 1516 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024