567 - القوات الخاصة بتنفيذ القوانين !!؟

___ MARCHELL __

" هل هناك أخبار جديدة ؟

فحسب ما سمعت، هناك الكثير من الضوضاء هذه الأيام داخل شعبة حدود السماء. هؤلاء الملاعين منتشرين في الأرجاء مثل المجانين، فقط ما الذي يحدث بحق الجحيم هذه الأيام ؟؟ " داخل احدى الحانات في مكان مجهول، كان أغلب الأشخاص داخل الحانة يتحدثون حول آخر المستجدات بشأن التحركات الكبيرة التي بدأت تطرأ داخل حدود أراضي طائفة القاعة الملعونة. حول طاولة بسيطة داخل الحانة، كانت هناك مجموعة من الرجال يتبادلون أطراف الحديث بينما كان أغلبهم يحتسي الشراب بشكل صاخب للغاية. لقد كانت الأجواء داخل هذه الحانة صاخبة للغاية حالها حال أي حانة أخرى في الجوار.

" همف!! يبدو أن الأخبار لا تصل الى هذا المكان المقفر أبدا. على كل لقد سمعت أن شخصا غريبا انظم الى الطائفة هذه الأيام.."

" شخص غريب !؟ ما الذي تقصده ؟

أعداد لا تحصى من الأشخاص ينظمون للطائفة يوميا، ما الذي سيميز مجرد فرد واحد عن أولائك الماشية."

" هيهيهيهي، ما الذي أقصده ؟!

هيهيهيهيههي، من الواضح أنك لا تعرف بأن ذلك المجنون هو سبب كل هذه الفوضى. لقد سمعت أنه فجر جسد أحد تلاميذ شعبة حدود السماء ولم يترك سوى أفتاره القتالي على مشارف الموت، البعض يقول أن حتى الأفتار القتالي تضرر كثيرا وسيكون من الصعب للغاية على ذلك الشخص التعافي في أي وقت قريب.

..

ليس هذا فقط، وإنما هذا المنتسب الجديد إقتلع ذراع الفتاة الصغيرة يوران فقط من أجل أخذ خاتم تخزينها !! ولقد فعل كل هذا علانية أمام حشد كبير من الناس بدون أن يرمش له جفن ؟!

هذا الشخص مجنون حقا هيهيهيهيهي .... "

باااق !!~~~~~~~~~~

الشخص الذي كان يتحدث قبل قليل قام برمي قنينة الخمر التي كانت بين يديه حتى ارتطمت بالجدار الى جانب رأس أحد رفاقه حول الطاولة، ذلك الرفيق كان متكئا على الحائط وبدا أنه كان نائما بعمق في هذه اللحظات. في اللحظة التي تحطمت فيها تلك القنينة بجانب رأسه، فتح ذلك الشخص عينيه بشكل ضيق للغاية حيث بدى منزعجا للغاية من الصخب المحيط به.

" ما رأيك حول هذا الشخص ؟ إنه يبدو أكثر جنونا منك، زاجورا !!.. "

أنهى الرجل كلماته بينما وضع قدميه فوق الطاولة بشكل متعجرف للغاية، لقد كان يتحدث تماما الى الشخص الذي كان متكئا على الجدار والذي كان يحمل اسم زاجورا على ما يبدو، حيث أخفض هذا الشخص زاجورا بصره فور سماعه لكلمات الرجل الآخر ولم يقل أي شيء، بل أكثر من ذلك لقد بدى كما لو أنه خائف من شيء ما !! وعلى عكسه إستمر الرجل الآخر في الثرثرة :

" هيهيهيهيهي، محاولة قتل أحد رفاقه جريمة كافية لإرساله الى هذا المكان المقفر. آهه كم سيكون جميلا ظهور بعض الرفقة الجديدة هذه الأيام. هذه الطائفة مع الأسف غريبة الأطوار فهي متشددة للغاية بشأن العنف بين أعضاء الطائفة، محاولة قتل شخص آخر يعتبر جريمة خطيرة للغاية فما بالك بما فعله هذا الأحمق. صحيح أن الجرائم تحدث باستمرار، لكن بالتفكير في أنه سيقوم بشيء كهذا علانية ؟؟ هذا الشخص ليس سوى مجرد أحمق آخر سينظم الى المجموعة.

سأنتظر وصول ذلك الأحمق بكل سرور، المدينة الحدودية بأكملها ستنتظر ذلك بكل سرور... "

*********************************

***********************************

القاعة الملعونة طائفة عملاقة الحجم، لقد كانت كبيرة جدا لدرجة أن حتى زيغان لم يستطع معرفة الحجم الحقيقي لهذه الطائفة الى حدود اللحظة. لكن الشيء الذي لفت انتباه زيغان في هذا المكان كان هو التشابه بين هذه الطائفة وبين كوكب الأرض ؟؟

فعلى عكس معهد الظلام الذي كان يقدم كلا من السكن والرعاية التامة لتلاميذه، هذه الطائفة لم تقدم أي شيء للأشخاص المنتسبين لها، كل ما حصل عليه زيغان الى حدود اللحظة من هذا المكان كان مجرد قطعة من اليشم تعكس حقيقة انتمائه الى القاعة الملعونة هذه.

الأمر أشبه باكتساب جنسية جديدة لأحدى الدول على كوكب الأرض، لكن الأغرب من ذلك أن زيغان سمع بوجود حتى قوات خاصة في هذا المكان !؟ لقد كان أعضاء هذه الطائفة في الحقيقة مختلفين عن بعضهم البعض اجتماعيا، إذ شعر زيغان لوهلة كما لو أنه عاد بطريقة ما الى كوكب الأرض. حيث كان هذا المكان مقسما الى مواطنين عاديين والى أعضاء القوات الخاصة التي تتمثل في مختلف أجهزة الطائفة.

الأبرز بين هذه القوات الخاصة كان بطبيعة الحال هو قوات الجيش، ففي هذه القوات تتركز كامل القوة القتالية الخاصة بالطائفة، بالطبع انقسام أعضاء الطائفة الى مواطنين عاديين والى أعضاء الجيش لم يكن يوحي سوى على مدى قوة الطائفة. فإذا كان المواطنين ملوك قتال، فإذا ما هي مؤهلات الإنضمام الى هذا الجيش حتى ؟!....

هذا هو أول ما خطر الى ذهن زيغان في اللحظة التي كان يشاهد فيها العديد من الأشخاص في مستوى الملك القتالي، أشخاص كانوا مجرد مواطنين عاديين في هذه الطائفة إذ كان لأعضاء القوات الخاصة أزياء خاصة بهم على ما يبدو. لكن هذا لم يكن عائقا أمام بصيرة زيغان، ربما يكون هؤلاء الأشخاص مجرد مواطنين إلا أنهم كانوا أقوياء للغاية، وهذا ما يخلص الى استنتاج وحيد لا غير. من كثرة أعداد المقاتلين المنتسبين الى الطائفة أصبحت مكانة الأشخاص هنا متساوية الى حد ما، تماما كما كان الحال على كوكب الأرض، فالبشر هناك كانوا متماثلين في المكانة، إذا مات أحدهم، يستطيع على الفور شخص آخر أن يشغل مكانه بكل بساطة وبدون أي تعقيدات.

نفس الأمر كان يتكرر الآن أمام زيغان، فإذا مات ملك قتالي، فهناك أعداد لا تحصى من ملوك القتال قادرين على أخذ مكانه بكل بساطة. مما يعني أن الصراع في هذا المكان أصبح مجرد صراع سياسي على السلطة بشكل مباشر. القوة في هذا المكان لا تعني الكثير حقا، إذ يوجد أعداد لا تحصى من المقاتلين بنفس مستويات القوة، مما يعني أن الشخص الوحيد في هذا المكان سيكون مجرد فريسة أمام الجماعات لا غير، التجمعات أصبحت بشكل ما هي القوة الحقيقية التي تحكم وتفرض سلطتها في هذه الطائفة، ومن هنا فهم زيغان على الفور الغرض الكامن وراء ما يسمى بالشعب ، كشعبة حدود السماء على سبيل المثال، لقد أصبحت القوة بشكل مفاجئ في العدد !!

القوات الخاصة في هذه الطائفة كانت تملك أزياء موحدة خاصة بها، تماما كما كان هو الحال بالنسبة للشرطة أو الجيش في الدول على كوكب الأرض، فبعد كل شيء الأشخاص الذين قبضوا على زيغان كانوا يرتدون زيا موحدا من الدروع الحمراء الدموية غريبة المظهر، فبعد الضجة التي تسبب فيها زيغان في الآونة الأخيرة، لم يمر سوى يوم واحد حتى تم إلقاء القبض عليه بالفعل من طرف القوات الخاصة بالقوانين !!

وهكذا تم نقل زيغان في الواقع الى إحدى المقرات الخاصة بالقوات الخاصة بالقوانين. رغم أن زيغان كان يعلم أنه لم يرتكب أي جريمة إلا أنه لم يعلم في الحقيقة مدى تشبث هذه الطائفة بقوانينها الخاصة، وهكذا كان من الواضح أن الأمور لن تسير بالسلاسة التي توقعها !!؟

" يا إلهي !! هذا حقا لا يصدق، أنت في طريقك لمقابلة القائد ومع ذلك تجرؤ على التوجه الى هناك بهذا المظهر؟؟ قد أكون متساهلا بعض الشيء أيها الفتى، لكن الأكيد أن القائد ليس كذلك اطلاقا. أنا لا أحب تصعيب الأمور على الجيل الشاب خاصتنا، لكن كل ما أستطيع تقديمه لك هو مجرد نصيحة صغيرة. "

أحد الرجال في الدروع الحمراء الذين كانوا يقودون زيغان في الوقت الحالي الى مقرد قيادة وحدة القوات الخاصة بالقوانين أخذ يتحدث فجأة الى زيغان، كان من الواضح على هذا الجندي أنه شخص اجتماعي عطوف نوعا ما، فقد بدأ هذا الشخص يحاول مساعدة زيغان حتى بعدما سمع بما قام به زيغان في الأيام الماضية. وهذا تماما كان آخر شيء سيتوقعه زيغان من شخص مكلف بحماية قوانين هذه الطائفة. لذلك عرف زيغان على الفور نوعية هذا الشخص، هذا الرجل كان بالطبع من هؤلاء السذج أصحاب القلوب الطيبة !! الغريب فقط أنه مرت فترة من الزمن منذ آخر مرة إلتقى فيها زيغان بشخص كهذا، حتى أن هذا الأمر جعل زيغان يبتسم بسخرية أكثر، فمع كل ثانية يمضيها زيغان في هذه الطائفة يزداد شعوره بالغرابة إثر التشابه الكبير بين هذا المكان وبين كوكب الأرض.

" أمام قائد وحدة من وحدات القوات خاصة بتنفيذ القوانين، كل ما عليك فعله هو أن تصمت لا غير، وكذلك حاول أن تفعل شيئا ما بشأن مظهرك هذا قبل الدخول الى هناك. هذا كل ما أستيطع مساعدتك به، تذكر لا تحاول أن تجادل اطلاقا، فقط تقبل الحكم وحسب.

حظا موفقا .. "

أرسل الجندي زيغان أخيرا الى إحدى مصفوفات الإنتقال التي كانت تطفو بكل ثبات وسط السماء، كانت هذه المصفوفة على هيأة مجرد باب عملاق عادي المظهر، إذ كان ذلك الباب مفتوحا بالفعل ، كما أن زيغان لم يكن هو الشخص الوحيد الذي كان على وشك استعمال تلك المصفوفة على ما يبدو. فبالإضافة الى زيغان كان هناك عدد لا بأس به من الأشخاص الذين تم احضارهم الى تلك المصفوفة لنفس سبب إحضار زيغان نفسه. لقد كان كافة هؤلاء الأشخاص خارجين عن القانون بكل بساطة. ولهذا السبب سيتم إرسال هذه الدفعة من المجرمين في آن واحد الى إحدى مقرات القوات الخاصة بتنفيذ القوانين.

كان جميع الحاضرين ينظرون الى زيغان في هذه اللحظات باستغراب شديد، وحتى من الجندي الذي قدم تلك النصيحة الى زيغان كان مذهولا بعض الشيء. فهو سبق وأن قدم نصيحته لزيغان حتى يغير من مظهره غير اللائق، فالمكان الذي هو ذاهب إليه ليس بالمكان العادي اطلاقا. لكن زيغان بالطبع لن يغير من مظهره ولو شعرة لسبب تافه كهذا.

كان من الواضح للغاية مدى اختلاف ثقافة زيغان عن بقية الحاضرين إذ تجلى هذا الإختلاف بشكل واضح في طريقة اللباس، فزيغان كان يغلف نفسه بملابس ناصعة البياض، مجرد سروال فضفاض مريح كانت عليه عدة سلاسل غريبة تصدر بعض الأصواء الخفيفة أثناء تحرك زيغان، بالإضافة الى جاكيت قصيرة وبدون أكمام، أكثر شيء بارز في هذه الجاكيت كان هو الفرو البرّاق الذي كان يغطي كتفي زيغان في هذه اللحظات إذ أعطاه ذلك الفرو جوا لا يصدق من العجرفة المطلقة. برز كامل الجسد العلوي لزيغان بشكل مثير للغاية إذ كانت أذرعه القوية والعملاقة تسرق أنظار كافة الحاضرين بغير وعي.

فبينما كان أغلب الحاضرين مغلفين بدروع حربية ثقيلة، هذا الرجل زيغان كان حافي القدمين حتى !! لكن الإختلاف الغريب الحقيقي بين زيغان وبين بقية الحضور كان في الحقيقة شيئا آخر تماما.

إذ تفجر شعره الأبيض العنيف مع الرياح بكل عجرفة بينما كان حاملا على كتفه الأيمن سلاحه الخاص مدمر الموازين. هذا السلاح الذي لا يملك في الحقيقة أي هيأة ثابتة، فهو في الأصل مجرد سائل مجهول يستطيع الإنصهار داخل جسد زيغان الخاص. وهذه المرة كان شكل هذا السلاح غريبا للغاية هو الآخر، إذ كان على هيأة رمح عملاق كان مشكلا بالكامل من العظام البيضاء هي الأخرى !!؟

نصل الرمح كان لوحا عظميا مخيفا للغاية جلب البرودة الى رقبة كل شخص سقطت نظراته على ذلك السلاح. لقد كان الرمح في شكله عامة يشبه الصليب الى حد ما ؟؟ لكنه مع ذلك لم يكن صليبا نظرا للحجم العملاق للرمح، فبالنسبة الى شخص كزيغان هذا السلاح كان رمحا بالتأكيد، لكن بالنسبة الى بقية الأشخاص هنا، نصل الرمح بمفرده كأن أطول من الناس أنفسهم !؟ على الجانب الأيمن للرمح كانت هناك جمجمة عظمية حمراء ثم كذلك على الجانب الأيسر كانت هناك جمجمة عظمية أخرى باللون الأسود !!؟

هذا السلاح كان عملاقا بشكل مبالغ فيه !!

على غرار تلك الجماجم الشيء الوحيد الذي لم يكن باللون الأبيض في ذلك الرجل زيغان كان هو تلك السلسلة القاتمة التي غلفت المقبض الطويل للرمح، تلك السلاسل كانت تشبه تماما السلاسل التي كانت على السروال الخاص بالمارشال، وهذا كان غريبا الى أبعد الحدود.

فمن بين كل هؤلاء المجرمين وحتى من أعضاء القوات الخاصة لتنفيذ القوانين أنفسهم، ذلك الرجل المارشال زيغان كان هو الوحيد الذي امتلك الجرأة ليحمل سلاحه علانية ويدخل به الى مقر تنفيذ القوانين !!!؟....

2021/06/01 · 817 مشاهدة · 1795 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024