___ MARCHELL __
بعد سلسلة من الإنتقالات بين عدة مصفوفات نقل مكانية، إستغرق وصول زيغان الى وجته عدة أيام من السفر عبر هذا الكم الكبير من المصفوفات. وأخيرا بعد كل هذا العناء تمكن زيغان من الظهور وسط محيط غريب للغاية مشكل بالكامل من الضباب الأبيض. علم زيغان على الفور أن هذا المكان به خطب ما، لكنه مع ذلك لم يملك الوقت الكافي لتحليل أي شيء، إذ ظهر مدخل مكاني أمامه مباشرة بعد وصوله الى هذا المكان. الشيء الوحيد الذي لاحظه زيغان هو اختفاء جميع الأشخاص الذين كانوا يسافرون رفقته طيلة الأيام الفارطة، فحتى من الأشخاص من الوحدة الخاصة بالقوانين لم يكونوا في الأرجاء.
" مصفوفة متشعبة ؟!
هذا مفاجئ بعض الشيء... "
كانت المصفوفات المتشعبة نوعا أقوى وأكثر تعقيدا بكثير من المصفوفات العادية، فهذه المصفوفة بكل بساطة تستطيع نقل كم محدد من الأشخاص في نفس الوقت الى أماكن مختلفة دفعة واحدة !! كمية التعقيد في مصفوفات من هذا النوع كانت كبيرة جدا، وحتى زيغان لا يملك أي مصفوفة من هذا النوع الى حدود اللحظة، كان الشيخ السماء المرتشية قد استخدم بالفعل تقنية مشابهة لهذه حين نقل الأكاغي الى أماكن مختلفة في أرجاء مقبرة الإمبراطور دفعة واحدة.
لكن ما استخدمه ذلك العجوز كان شيئا يسمى محرك الإعوجاج، وزيغان كان قادرا تماما على تحديد الفرق بين محرك الإعوجاج وبين مصفوفات النقل المكانية. لكنه في نفس الوقت لم يستطع استيعاب المبدأ خلف أي من الإثنين. قبض زيغان على قبضته بقوة وهو يتذكر أن سبب هزيمة الأكاغي سابقا في تلك الحرب كان بسبب قدراته المنخفضة في نية الفضاء !!
لو كان قادرا على الوصول الى المستوى الثاني في نية الفضاء لكان قادرا على تفادي تقييد الإمبراطور التنين للعالم أنذاك، ثم كان ليستطيع سحب الأكاغي بكل بساطة الى النطاق الداخلي والتراجع بسلاسة.
فوووووش !!~~~~~~~~~~~~
جاءت فجأة قوة سحب من داخل هذا المدخل المكاني وقاطعت أفكار زيغان بالكامل حيث تم سحب زيغان الى الداخل تحت قوة لا يمكن مقاومتها اطلاقا. زيغان في الأساس لم يقاوم هذا السحب وهكذا دخل الى المدخل المكاني ليظهر مجددا داخل غرفة عملاقة، كان أول شيء لاحظه زيغان في هذه الغرفة هو كتابة كبيرة للغاية نقشت بقوة هائلة على جدران الغرفة، لقد تم نقش كلمات تنفيذ القوانين بشكل مخيف للغاية على هذه الجردان العملاقة إذ كان زيغان قادرا على استيعاب الغرض من القيام بشيء كهذا، هذه الكتابة كانت لتذكير المجرمين امثاله بنوع الأماكن التي يتواجدون فيها حاليا. فالشخص الذي كان يقف أمام تلك الكتابة كان بكل تأكيد أحد كبار المسؤولين في القوات الخاصة لتنفيد القوانين في طائفة القاعة الملعونة.
زيغان لم يستطع تحديد أي معلومة تذكر حول ذلك الرجل، واقفا بكل هدوء هناك كان يشبه طمسا أسودا أكثر من كونه مخلوقا حيا !!
ذلك الرجل كان بكل تأكيد في هيأة بشرية عادية المظهر، هو الآخر كان مغلفا بدروع تنفيذ القوانين كبقية رجال القوانين، كل ما في الأمر ان دروع هذا الرجل بدت أشد بطشا وقوة بكثير مقارنة مع دروع الأشخاص من السابق.
هاه !!
عيون الرجل تقلصت في اللحظة التي شاهد فيها زيغان يشيح بنظراته الى مكان ما داخل هذه القاعة. وعلى الفور ارتعش جسد هذا المسؤول عن تنفيذ القوانين لبرهة من الزمن، لقد كان مصدوما حقا من رد فعل زيغان الغريب!!.
" ما الذي يحدث مع هذا الشخص بحق الجحيم ؟ كيف استطاع اكتشاف مكان مرسول قصر الشاهين ؟! هذا...هذا جنون. "
في المكان الذي تركزت فيه نظرة زيغان، تشوه الفضاء هناك فجأة ليخرج بذلك شخص غريب المظهر مع تعابير قبيحة على وجهه.
" أنا أشعر حقا بالخجل، لقد تمكن مجرد شاب من الجيل الصغير اكتشاف هذا العجوز بالرغم من محاولتي إخفاء نفسي !! هذا حقا مخجل هاها هاها هاها... "
ابتسم العجوز الذي كان من الواضح أنه مرسول لقصر الشاهين بينما توجه مباشرة الى جانب مسؤل تنفيذ القوانين. وقف الإثنان الى جانب بعضهما البعض بينما استمر مرسول قصر الشاهين في الضحك باحراج. استمر العجوزان في التحديق في كل انحاء جسد زيغان حيث كانت عيون هؤلاء العجوزان مثل آلة مجنونة تتحرك يمينا ويسارا بسرعة جنونية. لقد كانوا يقومون بتحليل كل شعرة من جسد زيغان خلال هذه اللحظات القصيرة من الزمن.
" هكذا إذا !! لم أتوقع أن القاعة الملعونة مكونة من كل هذا العدد من المخنثين. بالتفكير في أن حتى القيادات العليا لا تستطيع عصيان أوامر قصر الشاهين.
هل أنت هنا من أجل أولائك الأطفال حقا؟؟ "
تحدث زيغان بكل سخرية بينما اجتاحت هالة من الاستبداد من جسده نحو المرسول من قصر الشاهين. زيغان استطاع على الفور فهم ما يحدث في هذا المكان بمجرد ان ظهر ذلك الشخص الذي مرسولا من قصر الشاهين. بكل بساطة ذلك العجوز كان يضع حول ردائه يشما أزرق انبعثت منه هالة مشابهة تماما للهالة التي كانت في اليشم الخاص بالأشخاص من قصر الشاهين الذين واجههم زيغان سابقا. على ما يبدو أن مسألة اليشم هذه منتشرة بشدة بين طوائف هذا العالم.
بواسطة قطعة اليشم تلك، تحديد أصل العجوز كان أمرا بسيطا للغاية، وبمجرد أن عرف زيغان أن شخصا بتلك القوة كان هنا داخل مقر تنفيذ القوانين لطائفة القاعة الملعونة. أصبح سبب استدعائه الى هذا المكان واضحا تماما. ما لم يفهمه زيغان كان بالطبع هو كيف اكتشفت وحدة تنفيذ القوانين ما حدث بين زيغان وبين أعضاء قصر الشاهين.
فمادام أن شيخ المراقبة لم يستطع رؤية أي شيء من خلال تشكيلاته، إذا مصدر المعلومات الوحيد كان هو تلك الفتاة، الشاهدة الوحيدة الحية من الأحداث السابقة، يوران الأخت الصغرى لباغامو قائد شعبة حدود السماء. لو كان زيغان يعلم بالفارق بين قوة قصر الشاهين وبين القاعة الملعونة أنذاك، ربما كان ليتخذ احتياطات أكبر. لكن فات الأوان على ذلك منذ أن اتضح بأن القاعة الملعونة نفسها لا تستطيع الإساءة الى قصر الشاهين، هذا حقا كان مخيبا للآمال. لقد انظم زيغان الى طائفة ضعيفة لا تصدق، حتى أنهم كانوا سيبيعونه على ما يبدو الى القصر الملعون بهذه البساطة !!
فجأة استدار مرسول قصر الشاهين وبدأ ينظر الى مسؤول تنفيذ القوانين، كان من الواضح أن الإثنان يحضيان بحديث تخاطري بينهم ولم يسمح لزيغان بسماعه اطلاقا.
مسؤول تنفيذ القوانين : "إذا أتمنى من الكبير دوغو فينغ أن يبذل قصارى جهده في هذه المسألة...... "
مرسول القصر الملعون دوغو فينغ : "انتظر أيها الصديق الصغير، الإتفاق كان ينص على أنني سآخذ الأفتار القتالي للأشخاص من قصر الشاهين خاصتي أولا، أنا لا أرى أي أفتار قتالي مع هذا الشخص ؟؟
ما الذي يحدث بالضبط أيها الصديق الصغير شايدر ؟ "
كان مسؤول تنفيذ القوانين الذي يلقب باسم شايدر يملك تعبيرا هادئا للغاية، لقد كانت المحادثة بينه وبين دوغو فينغ مرسول قصر الشاهين توحي الى الصداقة التي تجمع بين الإثنين. أن يملك شايدر علاقة جيدة مع كبير من قصر الشاهين كان حقا شيئا مبهرا نظرا لفارق المكانة بين الإثنين. وما لم يعلمه زيغان في هذه اللحظات هو أن هذه الصداقة بين كل من دوغو فينغ وشايدر وقفت في وجه صدام عملاق غير مرغوب فيه بين كل من القاعة الملعونة وبين قصر الشاهين.
لقد توصل العجوزان بطريقة ما الى اتفاق ينص على تسليم زيغان للأفتار القتالي الخاص بأعضاء قصر الشاهين، فبطريقة غير معروفة، لقد استطاع هؤلاء الأشخاص اكتشاف ما حدث بين أعضاء قصر الشاهين وزيغان. وبذلك هم يعلمون أن زيغان عذب أعضاء قصر الشاهين الى درجة أن إختفت أجسادهم من الوجود. استمر التعذيب الى أن ذابت أجسادهم إثر ما فعله بهم زيغان، وهكذا كل ما بقي من آلاف عاهلي القتالي أولائك كان هو الأفتار القتالي الخاص بكل واحد منهم.
لم يعرف هؤلاء العجزة لما احتفظ زيغان بالأفتار القتالي الخاص بكل الأشخاص من قصر الشاهين، لكن ذلك كان أفضل من قتلهم بالتأكيد. فبهذه الطريقة على الأقل زيغان لم يقتل أعضاء قصر الشاهين، وهكذا كانت هناك فرصة لتجنب الصدام الذي كان ليحصل بين الطائفتين. الإتفاق كان ينص كذلك بأنه يتوجب على الطائفة الملعونة دفع قدر هائل من الموارد اللازمة لإعادة تشكيل أجساد ملائمة للأشخاص من قصر الشاهين. هذا كان هو العقاب الذي يتوجب على القاعة الملعونة دفعه نتيجة فعلة زيغان.
" مسألة انقاذك لهم في الوقت الحالي هي شيء مؤقت فحسب. قد تكون القاعة الملعونة مجرد طائفة صغرى في نظر القصر الملعون. هذه الطائفة الضعيفة لا تسطيع الرد على إساءات قصر الشاهين. لكنني لست صغيرا أبدا أيها العجوز. وأنت ستعرف هذه الحقيقة عاجلا أم آجلا..."
أخرج زيغان عدة آلاف من الأفتارات القتاليين من داخل قوس من الظلام خرج من يده اليسرى، لقد تجمدت نظرات العجوزين على الفور في اللحظة التي ظهر فيها قوس الظلام ذاك لبرهة، فما كان دوغو فينغ خائفا منه هو أن زيغان لا يحمل معه الأفتارات القتاليين، فكما هو معروف للجميع خواتم التخزين لا يمكنها تخزين الأشياء الحية داخلها، دون ذكر أن زيغان لا يضع أي خاتم تخزين على جسده حتى !!.
لكن الآن ومن العدم ظهر فجأة قوس من الظلام يحمل في داخله أشياء حية كالأفتار القتالي ؟؟
ماذا كان هذا بحق الجحيم ؟؟
بينما كان العجوزان مندهشان بشدة، تردد الصوت الأجش لزيغان في كامل أرجاء هذه الغرفة العملاقة :
" يمكنك انقاذهم في الوقت الحالي، لكن لا شيء سيقف في طريقي مستقبلا حين أعود لقتلك أنت وهؤلاء الحشرات..."
..
..
" إنه حقا يتفوه ببعض الكلمات الكبيرة، الشباب مفعمين بالحيوية دائما، آآه كم أحسدهم على هذا النشاط هاهاهاهاه !!...
..
حسنا الصديق الصغير شايدر، بما أنني حصلت على ما جئت من أجله، إذا سأهم بالمغادرة. سأوصل كلماتك الى كبير عائلة دوغو خاصتنا. أتمنى أن يسير كل شيء حسب الإتفاق بيننا."
بعد إلقاء هذه الكلمات، إختفى دوغو فينغ رفقة الأفتارات القتالية التي أظهرها زيغان قبل لحظات. لقد اختفى بشكل كامل مع ابتسامة على وجهه، لقد كان هذا العجوز بكل تأكيد يسخر من كلمات زيغان. فرؤية شخص صغير مثل زيغان يلقي بتهديد كبير كمثل ذاك على شخصية من مستوى دوغو فينغ كان حقا مثيرا للسخرية. فحتى من مسؤول تنفيذ القوانين شايدر كان يضحك في هذه اللحظات، لقد كان وجهه يحمل نظرات بادرية وقاسية للغاية مع ذلك، إذ لم يتمكن هذا الضحك حتى من تغطية الغضب العارم الذ يكان يشعر به العجوز !!؟
لقد كانت هذه هي أول مرة يستهزء أحدهم من تهديد زيغان بهذه الطريقة؟؟