_____ MARCHELL ____
بعد برهة من الزمن، كان زيغان قد اقتحم بالفعل القصر الذي كان في الأسفل، لم يتطلب منه اخضاع الأشخاص الذين كانوا يملكون ذلك القصر في الأساس الكثير من الجهد. رغم أنهم كانوا في مستوى الملك القتالي، إلا أنهكم كانوا فقط في المرحلة التأسيسية من عالم الملك القتالي، لذلك لم يملك أي منهم في الواقع أي فرصة أمام زيغان. وهكذا تم طردهم جميعا من القصر بجروح بليغة جدا !!.
أولائك الأشخاص غادروا المكان بصمت شديد على عكس ما توقعه زيغان، ففي طائفة تملك قوانين وأخلاقيات كمثل طائفة القاعة الملعونة هذه، كان زيغان يتوقع بالفعل أن هؤلاء الأشخاص سيقومون بتقديم شكوى الى القوات الخاصة بتنفيذ القوانين أو شيء ما من هذا القبيل، لكن هذا لم يحدث مع ذلك !!.
أما في الوقت الحالي، كان زيغان جالسا حول طاولة عملاقة مليئة بمختلف أنواع الأطعمة الشهية التي أخذها من هذا القصر، مادام أنه قد سيطر على هذا المكان بالقوة فقد كان مستعدا بالفعل لنهب كل شيء هنا الى آخره. من ناحية أخرى بلاكي لم يجلس على الطاولة اطلاقا، فعلى ما يبدو أن هذا الطفل الصغير قد اكتسب الكثير من الأمور خلال مدة العشر سنوات المنصرمة، وبالطبع احترام قائده كان على رأس قائمة هذه الأمور التي تعلمها.
إذ كان الأمر أن بلاكي لم يرى نفسه مؤهلا للجلوس مع زيغان على نفس الطاولة، وهذا كان تحولا كبيرا للغاية في شخصية بلاكي. بالطبع زيغان لاحظ هذا الأمر بكل سهولة، فقط في آخر مرة رأى فيها زيغان بلاكي، هذا الأخير كان يجلس على كتف زيغان بينما يستمتع بالنظر الى الناس من الأعلى، لكنه الأن لا يتجرأ حتى على الجلوس حول طاولة طعام ؟؟
بلاكي لم يكن الوحيد الذي وقف حول الطاولة بذلك الشكل الغبي، وإنما حتى من الشيخ شازان كان هو الآخر يقف هناك بصمت بينما كان مغلق العينين، إذ كان من المستحيل على أي شخص معرفة ما الذي كان يجوب في ذهن هذا العجوز.
زيغان كان راغبا في تقديم بعض التوبيخ لهاذين الغبيين فهو شخص لا يحب أن يعامله الأخرون بهذه الطرق الغريبة، لكن الوقت لم يكن مناسبا لذلك اطلاقا. فزيغان كان يملك مشكلة كبيرة للغاية وجب التعامل معها في أسرع وقت ممكن.
" إذا، ما الذي يحدث في هذه الطائفة الملعونة ؟؟ وما خطب الأوغاد هنا بحق الجحيم ؟"
بالطبع نظرا لتصرفات زيغان السابقة، أي شخص يعرف شخصية زيغان الحقيقية سيعرف على الفور أن أفعاله السابقة كانت غريبة بعض الشيء. فالتصرف بعجلة وبتهور شديد في مكان لا يعرفه ليس من شيم زيغان اطلاقا. قد يكون رجلا ذو شخصية مجنونة ومضطربة، لكن زيغان دائما ما يقيم المواقف أمامه قبل التصرف. وبالنظر الى نوع التصرفات التي أبداها خصوصا ضد الأشخاص من وحدة تنفيذ القوانين، فأي شخص سيقول أن ذلك لم يكن تصرفا حكيما أبدا.
لكن في الحقيقة تصرفات زيغان تلك كانت عن عمد، فهو يعلم بالفعل أن العجوز الأصلع الذي احضره الى هذا المكان يملك علاقة من نوع ما مع طائفة القاعة الملعونة هذه، والغريب في الأمر هو ظهور شيخ المراقبة الذي صادف أنه ومن بين كل الناس في هذه الطائفة يعرف زيغان !!
فقط كم شخصا من بين هذه الأعداد التي لا تنتهي من المخلوقات هنا يعرف زيغان ؟ بكل بساطة لا يوجد شخص كهذا هنا.
شيخ المراقبة ذاك كان هو الوحيد الذي يعرف حول الأكاغي، وما كان زيغان يحاول اكتشافه هو نوع العلاقة بين كل من الرجل العجوز الأصلع وبين شيخ المراقبة. لذلك كان التسبب في المشاكل واحدة من بين الطرق التي يستطيع بها زيغان كسب بعض المعلومات الصغيرة.
" لقد كنت محقا يا صاحب الجلالة، العجوز الأصلع ظهر في مقر قوات تنفيذ القوانين بعدما غادرت ذلك المكان." انحنى الشيخ شازان بعض الشيء بينما كان يقدم هذه المعلومات، حيث كان من الواضح أن زيغان لم يتصرف في الأنحاء بشكل عبثي هكذا فقط. زيغان لم يدخل مقر قوات تنفيذ القوانين بدون أية خطة كما كان واضحا قبلا، فبعد كل شيء هو لا يعتبر نفسه حقا منتسبا الى طائفة غبية كهذه، ولو احتاج الى مغادرة هذا المكان هو مستعد تماما لتحويله الى جحيم مشتعل لو اظطر الى ذلك.
وهكذا فإذا كانت هذه الطائفة تراقب زيغان بواسطة أشخاص هو غير قادر على ملاحظة وجودهم، فزيغان أيضا سيتبع نفس السياسة ويراقبهم من خلال الشيخ الشازان والذي يعد ضربا من الجنون محاولة استعشار وجوده حتى بالنسبة لطائفة من مستوى القاعة الملعونة؟
" كما توقعت تماما، أنا لا أزال تحت حماية الرجل العجوز الأصلع. إذا كنت تحت حماية ذلك الداعر، فهذه الطائفة لن تستطيع فعل أي شيء لي.
لكن، الرجل الأصلع، ووغد المراقبة، ما الذي يريده مني هؤلاء بحق الجحيم؟؟ "
هذا الأمر أشغل بال زيغان كثيرا، فلا أحد يحب قطعا أن يكون قطعة شطرنج تتلاعب بها شخصيات من الأعلى، المارشال زيغان أرقى من أن يكون قطعة شطرنج في قبضة أحدهم. وهكذا كان سيتبع بكل سهولة الآثار التي يخلفها كل من العجوز الأصلع وشيخ المراقبة الى أن يصل الى لبّ هذه القصة.
قدم بلاكي هو الآخر تقريرا شاملا كان قد سبق وقام بتحضيره قبل قدومه الى هذا المكان لملاقاة المارشال، بالطبع هذا التقرير شمل شيئا آثار اهتمام زيغان بشدة !!
" إذا ماذا يكون هذا الشيء ؟ لقد سبق وأن ذكره شيخ المراقبة ذاك في رسالته قبل قليل. ماذا يكون حدث الناقلة السوداء ؟؟ "
لقد سبق وأن أشار شيخ المراقبة الى أن زيغان لن يتمكن من الحصول على تذكرة الناقلة السوداء مادام داخل أراضي المدينة الحدودية. لكن وبكون زيغان لم يعرف حينها حول ماهية الناقلة السوداء، كان من الطبيعي أنه تجاهل الرسالة فحسب. لكن الآن وبينما كان ينظر الى تقرير الفتى بلاكي أمامه، زيغان كان مندهشا بشدة من الملعومات التي كانت أمامه !!؟
من خلال جمع كافة المعلومات التي حصل عليها زيغان من خلال تقرير كل من بلاكي والشيخ شازان بالإضافة الى البحث الذي اجراه زيغان بنفسه سواء من خلال مد الوحوش أو من خلال شبكات ألفا الأصل، خلص زيغان الى استنتاج مهم للغاية.
غاية كل من الرجل العجوز الأصلع وغاية شيخ المراقبة مختلفتان الى حدود اللحظة !!
استطاع زيغان استيعاب أنه تم ارساله الى المدينة الحدودية بتدخل من العجوز الأصلع، فمادام زيغان تحت حماية ذلك الشخص كان من الواضح أنه لا توجد فرصة أمام قوات تنفيذ القوانين لمعاقبة زيغان على أي فعل كان حتى لو قتل شخصا ما حقا !!
والآن فقط استوعب زيغان السبب الذي جعل منهم يرسلونه الى هذه المدينة الحدودية !!
هذا المكان بكل بساطة يخضع لقوانين مختلفة تماما !! فهو لا يعتبر مكانا تابعا بالكامل للقاعة الملعونة. وهكذا كان الأمر كما لو أن القاعة الملعونة تخصلت من المشاكل الذي يمكن أن يسببها زيغان داخل أراضي الطائفة. هذه كانت حقا حركة ذكية لإيقاف جموح زيغان بشكل خفي وغير مباشر.
من جهة أخرى، اتضح أن هدف شيخ المراقبة كان شيئا آخر تماما. الناقلة السوداء حدث عملاق للغاية لا يشمل طائفة القاعة الملعونة بمفردها، وإنما يشمل كافة الطوائف التابعة للقصر الملعون !! زيغان لم يكن يستوعب بالفعل تقسيم القوى داخل امبراطورية الحد الفاصل هذه الى حدود اللحظة. لكنه ومن خلال هذه التقارير كان يستوعب الأمر شيئا فشيئا.
القاعة الملعونة وأمثالها من الطوائف تعتبر هي أقوى الطوائف في كامل هذه الأمبراطورية، لقد كانوا بكل بساطة أشبه بالممالك التي تشكل الإمبراطورية نفسها. لكن القصور كانت شيئا مختلفا تماما. فعلى عكس ما توقعه زيغان القصور لم تملك أعدادا كبيرة من المقاتلين وإنما امتلكت قوة طاغية جدا وحسب.
حتى الآن كانت مسألة القصور هذه غامضة جدا، وبالنظر الى خضوع القاعة الملعونة أمام قصر الشاهين، فزيغان بدأ حقا يفكر في احتمالية كون مهاجمته للأشخاص من قصر الشاهين فعلا طائشا. فليس من صالحه في الوقت الحالي إنشاء علاقات سيئة مع قوى عملاقة ذات قوة مجهولة من مستوى القصور.
في الوقت الحالي خلص زيغان الى أن هدف شيخ المراقبة هو شيء سيجده زيغان أثناء حدث الناقلة السوداء، وما يعرفه زيغان حول هذا الحدث الى حدود اللحظة كان بضعة معلومات قليلة بعض الشيء. وأحد أهم هذه المعلومات كان هو الحاجة الى شيء يسمى بتذكرة الناقلة السوداء !!
وكما يوحي إسمها، هذه التذكرة كانت بكل بساطة هي المفتاح الذي يحتاجه أي شخص يرغب في المشاركة في هذا الحدث. لكن المشكل كان في طريقة الحصول على هذه التذكرة نفسها.
فهذه التذكرة تختلف طريقة الحصول عليها من طائفة لأخرى، وهكذا كان للقاعة الملعونة طريقة خاصة بها من أجل الحصول على هذه التذكرة. في الحقيقة هذه الشروط كانت بسيطة بعض الشيء إذ تركزت بالأساس على نظام تنقيط بسيط.
كل ما على الفرد القيام به هو جمع عدد محدد من نقاط الإسهامات، وهكذا سيبادل تلك النقط بكل بساطة بتذكرة حدث الناقلة السوداء. لقد بدى الأمر بسيطا للغاية في البداية، لكنه معقد في الحقيقة. وهذا راجع في الأساس الى أي نوع من الأماكن تكونه هذه الطائفة الغبية.
داخل هذه الطائفة، فقط الأشخاص المنتسبين الى القوات الخاصة هم القادرين على جمع النقاط. لأن الإنتساب الى الوحدات الخاصة يعتبر بكل بساطة وظيفة، والنقاط التي يحصل عليها الشخص هي الأجر الذي يتقاضاه في مقابل قيامه بالعمل المطلوب الذي تتطلبه الوحدة التي ينتسب اليها. وفي العادة يمكن مبادلة تلك النقاط بأي شيء من موارد الطائفة إذ كانت تلك النقاط هي العملة الأكثر كفاءة هنا.
وهكذا زيغان في الأساس لم يحظى بأي فرصة من أجل تقديم نفسه لإحدى القوات الخاصة في الطائفة إذ تم التخلص منه بعيدا هكذا بكل بساطة. زيغان الحالي لا يستطيع جمع أي نقطة تذكر لو استمر الأمر على هذا المنوال، وهذا بالطبع كان هو سبب الغضب العارم الذي كان في رسالة شيخ المراقبة.