_____ MARCHELL ____
الصفقة التي كانت بين كل من المارشال وشيخ المراقبة كانت مهمة للغاية بالنسبة لزيغان، فهو كان مهتما جدا بالشيء الذي يرغب فيه شيخ المراقبة ذاك، وكذلك كان مهتما بشيخ المراقبة نفسه نظرا لكون هذا الأخير يملك معلومات كثيرة حول الأكاغي. وهكذا كان الحصول على تذكرة الناقلة السوداء واحدة من الأمور التي أولاها المارشال زيغان أهمية كبيرة للغاية.
لكن هذه التقارير التي حضرها كل من بلاكي والشيخ شازان لم تشمل هذه المعلومات فحسب، وإنما هذه التقارير كانت تحتوي على كم كبير للغاية من الملعومات، خصوصا التقرير الذي قام بتحضيره الشيخ شازان، فقد كان مفصلا جدا ويشمل تقريبا كل شيء سيحتاجه زيغان، وهذا بالفعل ما كان متوقعا من شخص مثل الشيخ شازان.
حتى أن هذا التقرير شمل العديد من المعلومات حول المدينة الحدودية نفسها التي يتواجد فيها المارشال زيغان حاليا، هذه المدينة بالطبع كانت تزداد غرابة في كل مرة يكتشف زيغان حولها شيئا جديدا !! زيغان بالفعل يعرف أن هذه المدينة ليست تحت سيطرة القاعة الملعونة بالكامل، لكنه لم يتوقع أبدا أن تكون هذه المدينة تحالفا عملاقا بين العديد من الطوائف الكبرى من كل الأنحاء !!
خلاصة الأمر أن هذه المدينة لا تخضع لقوانين القاعة الملعونة وهذا ما كان يهم زيغان، لكنها بدل ذلك تعتبر مكانا تابعا لنوع آخر من القوانين، هذه المدينة العملاقة كانت تابعة لسلطة أكبر بكثير من سلطة الطوائف السفلية هذه !!
عندما وصل زيغان الى هذه النقطة، أدرك فجأة شيئا آخر سبق وأن ذكره شيخ المراقبة في الرسالة السابقة، حيث قال ذلك الشخص أنه تم إرسال زيغان الى الحرب بدون أن يدرك ذلك !! والأن اكتشف زيغان أن الغرض من هذا التحالف العملاق كان هو محاربة عدو داخلي للإمبراطورية نفسها !!؟
فالسلطة التي تحكم المدينة الحدودية لم تكن سوى العائلة الإمبراطورية نفسها !! حتى زيغان لم يتخيل أبدا أن هذه المدينة العملاقة تتم إدارتها بواسطة تدخل من الحاكم الأعلى لإمبراطورية الحد الفاصل !! رغم أنه لا يعلم تحديدا الكثير من الأمور حول ما يحدث بالضبط، لكن كون العائلة الإمبراطورية قد تحركت بنفسها فهذا يعني أن شيئا كبيرا كان يحاك في الأرجاء.
لقد كانت هذه المعلومة وحدها صدمة كبيرة لزيغان، إذ كان يسمع منذ وصوله الى هذا المكان عن كون هذا العالم موحدا بالكامل تحت قبضة إمبراطورية واحدة، لكنه الآن يكتشف أن الإمبراطورية بالفعل تملك أعداء داخليين؟ هذه الفكرة ربما تبدو شيئا عاديا لأي شخص، لكنها كانت تبدو أكثر من ذلك بكثير بالنسبة للمارشال زيغان. فمجرد اعتراف الإمبراطورية نفسها بهؤلاء الأعداء أيا كانوا، فهذا لا يوحي سوى على القوة التي يملكها أولائك الأشخاص. إثر هذه الحقيقة وحدها، خطط عدة بدأت تتشكل في عقل المارشال منذ اللحظة.
بعدما أنهى المارشال زيغان قراءة كل هذه التقارير ، فتحت كل هذه المعلومات القيمة شهيته بالكامل، إذ استمر بإلتهام الطعام الى أن أصبحت المائدة العملاقة فارغة تماما. وحتى بعد إنهاء كل هذا الطعام كانت ملامح المارشال لا تزال مشتعلة للغاية، لقد يشعر بحماس كبير بينما كان عقله غارقا بأفكار لا تنتهي.
" سنتحرك بعدما يأتي البقية، أنا سأنام لبعض الوقت... هاهاهاهاهاهاهاه..... " إتجه بعد ذلك زيغان الى ركن كبير داخل هذا القصر، ومن ثم غط في نوم عميق على الفور.
من ناحية أخرى بقي كل من الفتى بلاكي والشيخ شازان يحدقان في زيغان لبرهة من الزمن قبل أن يستيقظ الإثنان من هذا السهو.
..
..
" هل سيكون من الجيد حقا أن نتحرك في الأرجاء الى جوار المارشال ؟؟ فبعد كل شيء حتى لو كانت هذه المدينة خارج سيطرة القوى الفرعية للإمبراطورية. نحن الثلاثة لا ننتمي الى أي طائفة !!... " تسائل بلاكي حول أكثر شيء كان يزعجه في هذه اللحظات.
صحيح أن هذه المدينة العملاقة لا تخضع لأية قوانين واضحة، لكن الخلفية شيء ضروري في مكان من هذا النوع بالذات. لذلك كان بلاكي قلقا بعض الشيء من المشاكل التي سيجلبها ظهور بعض الأكاغي في الأرجاء.
" ما الذي تتحدث عنه ؟ النطاق الداخلي فارغ، فقط أنتم الثلاثة من لم يغادر النطاق الداخلي طوال فترة العشر سنوات المنصرمة. ثلاثتكم الى جانب صاحب الجلالة لن تشكلوا أي مشكلة.
..
المشكلة الحقيقية تكمن في ذلك العقاب السماوي، إنه شيء لم أتوقع رؤيته في أي وقت قريب، اللعنة !!؟ "
وضع الشيخ شازان قنينة من الخمر بين يديه بينما كان يتحدث الى الشاب بلاكي بكل أريحية، في الحقيقة لقد كان يبدو أن العلاقة بين الإثنين كانت أفضل بكثير من ما كانت عليه سابقا. فالشيخ شازان ليس ودودا ولا يتحدث مع أي شخص من الأكاغي تقريبا. ورؤيته يتحدث الى بلاكي بهذا الشكل كان حقا غريبا للغاية.
" أيها الشيخ العجوز، هل تظن أن للأمر علاقة بكون المارشال يتدرب على قوانين محرمة ؟؟ لا أعلم لكن أمر ذلك العقاب السماوي غريب للغاية... "
" فلتصمت وحسب صعلوك مثلك لن يفهم مثل هذه الأمور المعقدة. إذهب لطرد الدخلاء ولا تزعجني أكثر من هذا... " لوح الشيخ شازان بيديه بعيدا في وجه بلاكي بينما كان يبدو عليه تعب شديد. لقد أخذ فقط يشرب من قنينة الخمر خاصته بينما اعتلت نفس الملامح الباردة وجهه المتصلب ذاك.
" لماذا أصبحت متكتما فجأة عندما ذكرت هذه المسألة ؟؟ هل الأمر متعلق بجسد المارشال ؟؟ لقد سمعت بعض الأشياء سابقا حول القبائل المتوجة، هل هذا ما يحدث الأن ؟؟ "
لكن فجأة وفور ذكر بلاكي لمسألة القبائل المتوجة، سقطت أنظار الشيخ شازان على هذا الصعلوك فجأة حيث نزل ضغط مرعب على بلاكي أوقف كل وظائف جسده في لحظة، إذ حتى من التنفس أصبح شيئا مستحيلا أمام هذا الضغط الغير طبيعي، لو استمر الامر على هذا النحو حقا كان بلاكي على وشك أن يقتل على يدي الشيخ شازان !!
" كيف لصعلوك مثلك أن يعرف بحق الجحيم حول القبائل المتوجة؟؟ "
شوى !!~~~~~~~~
" المرجو المعذرة أيها السيد شازان، لكن المارشال شخص لا يتكتم حول هذا النوع من المعلومات. من الطبيعي أننا نعرف حول الأمر بالطبع. "
فجأة خرج صوت ثقيل من الجانب مرفوقا مع الدخان الأسود الخاص بقدرة النطاق الداخلي، بعدها ظهر جسد بشري من خلال هذا الدخان، وبدأ هذا الشخص يتقدم بكل هدوء الى جانب كل من بلاكي والشيخ شازان. هذا الشخص لم يكن سوى أحد الديموس العشرة من عشيرة الأكاغي : أكاغي آآش !!
" إذا حتى أنتم تعرفون حول الأمر هاه، هذا غير متوقع بعض الشيء... إذا الى أي حد تعرفون حول هذه المسألة بالضبط ؟؟ " أزال الشيخ شازان الضغط الذي كان مطبقا على بلاكي في حين أخذ رشفة من الخمر خاصته من جديد بينما عادت ملامحه الى ذات البرود من جديد.
" أنت تفهم الأمر بشكل خاطئ أيها السيد شازان، نحن الديموس لا نعلم حول الأمر وحسب. لكن تم تكليفنا بمهمة خاصة منذ زمن بعيد. منذ اللحظة التي عاد فيها المارشال زيغان من المحكمة السماوية ونحن نبحث حول هذا الأمر... "
" ماذا ؟؟ المحكمة السماوية ؟ ما الذي تتحدث حوله أيها الصعلوك ؟؟... " كان الشيخ شازان مندهشا بعض الشيء بينما كان يسمع هذه الكلمات تخرج من شفتي آآش ؟ حتى أنه كان يتسائل حول ما إذا كان يهلوس إثر الخمر القوي الذي يحتسيه !؟
أخرج آآش فجأة خاتم تخزين غريب المظهر، لكن بمجرد ظهور هذا الخاتم حتى توسعت حدقة عين الشيخ شازان. [A » M » P] هذه الحروف كتبت بخط قديم جدا على حواف الخاتم، وقد كان الأمر بسبب هذه الحروف حتى تعرف الشيخ شازان على الخاتم فور رؤيته.
" بعد عودة المارشال من المحكمة السماوية، لقد قدم لنا خدمة كبيرة جدا، ليس نحن وحسب وإنما الى العديد من الأعضاء الآخرين داخل العشيرة.
خاتم التخزين هذا كان يحتوي على أعداد كبيرة جدا من شضايا أرواح القوانين المتوجة. العديد من أعضاء العشيرة من حسن الحظ لم يكونوا مظطرين للذهاب الى المحكمة السماوية من أجل المغامرة هناك بغرض الحصول على شضايا أرواح القوانين المتوجة. لقد كان الذهاب الى المحكمة السماوية يتطلب الكثير من الموارد والوقت، وقد كان من حسن الحظ أن المارشال اختصر علينا هذا الأمر.
لكن هذا الخاتم لم يحتوي فحسب على تلك الشضايا، وإنما أرفق المارشال مع هذا الخاتم الكثير من المعلومات حول القبائل المتوجة. "
كان آآش يتحرك في الأرجاء بينما كانت كل نظراته تكتسح حول المارشال بشكل غريب للغاية، حقا لقد كانت عشرة سنوات منذ آخر مرة إلتقى فيها الإثنان، المارشال يبدو كما كان بالضبط حيث لم يتغير حوله الكثير. هذا أدهش آآش بعض الشيء وكذلك جعله يشعر بالسعادة من أجل المارشال، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه وأكمل كلماته :
" يبدو أنك الى الأن لا تزال تنقص من شأن المارشال أيها السيد شازان، المؤسف أنه كان أنت أكثر من يمدحه في الماضي. رؤية هذا الأمر حقا يحزنني بعض الشيء.
إذا لم تكن تعرف أيها السيد شازان، فالمارشال خاصتنا كان يعرف أنه سيتعرض لهذا العقاب السماوي منذ زمن طويل جدا. كان يعرف حول هذا الأمر منذ اللحظة التي عاد فيها من المحكمة السماوية بالضبط، ومهمتنا نحن الديموس كانت جمع موارد خاصة من أجل صنع غرض معين سيحتاجه جلالته. "
وقف الشيخ شازان من مكانه بينما قام برمي قنينة الخمر تلك بعيدا عنه، الصدمة كانت مرتسمة بشكل لا يصدق على وجه هذا العجوز. لقد كان من الواضح أنه الى هذه اللحظة لم يستطع تصديق ما الذي كان يحدث في الأرجاء !!
" هذا صحيح يا سيد شازان، المارشال كان يعرف أنه سيتمكن عاجلا أم آجلا من إختراق الحاجز بين القوانين من الصنف الثالث والصنف الرابع. بعد كل شيء أغلبنا يعلم أن المارشال لا يمتلك مجرد 54 وريد روحي في جسده. لقد كان الأمر واضحا للغاية.
ففقط المخلوقات التي تملك 54 وريد روحي هي التي لا تستطيع تجاوز حدود قوانين الصنف الثالث، لهذا يلجأ الناس الى التدرب في مسار القوانين المتوجة. لكن المارشال مختلف عن بقية الخلق، لقد كانت أوردته الروحية مختومة، لكنه كان يقوم بتحريرها شيئا فشيئا. وكما أرى يبدو أن هذا اليوم وصل أخيرا، المارشال يملك قانونا من الصنف الرابع غير القوانين المتوجة.
وبالنظر الى ذلك العقاب السماوي، أستطيع القول أنه وصل الى صنف رابع من قانون البرق أليس كذلك ؟؟ "
شوى !!~~~~~~~~~
فجأة وضع الشيخ شازان حاجزا غير مرئي من الطاقة الغريبة حول الغرفة التي كان يستلقي بداخلها المارشال زيغان بينما ابتعد عن هذا المكان دون أن ينطق بكلمة واحدة. كان على الشيخ شازان أن يعترف بهذا الأمر، لقد كان عليه أن يتقبل هذا الواقع. المارشال زيغان لم يضع عرق الكارثة ضمن خططه اطلاقا، والآن فقط يكتشف الشيخ شازان أن هذا المارشال كان يملك خططا خاصة به لكي يقاوم العقاب السماوي بدون أن يحتاج الى عرق الكارثة، بدون أن يظطر الى أن يطلب منهم أي شيء.
لقد شعر الشيخ شازان بشعور سيء للغاية في هذه اللحظة، شعور لم يستطع وجهه القديم التعبير عنه حتى. الأمر فقط كما لو أنه كان يمر من اختبار أعده المارشال لعرق الكارثة، إختبار لكي يرى فيه ولائهم. لكن على ما يبدو أن عرق الكارثة بالكامل فشل في الإختبار. على الأرجح ما كان يشعر به الشيخ شازان هو معنى أن يتم تركك في الخلف، معنى أن يتم التخلي عنك لأنك بكل بساطة عديم الفائدة.
بوووم بووووم بوووووم !!~~~~~~~~
خارج القصر، إندفعت عدة هالات قوية للغاية محاولة اقتحام القصر الذي كان فيه المارشال زيغان دفعة واحدة، ظهور هذه الهالات القوية لم يكن سوى إعلانا تقليديا ينذر بوصول المشاكل لا غير. لقد كانت هذه الهالات قوية للغاية إذ كانت تعود في الأصل الى أشخاص في عالم الملك القتالي !!
ظهور أشخاص كهؤلاء في الأرجاء بالطبع لم يكن شيئا عبثيا، فأقرب توقع خطر على بال بلاكي كان هو عودة أصحاب القصر رفقة بعض الدعم. لكن فور رؤيته للهؤلاء القادمين الجدد حتى تحولت ملامح بلاكي الى غرابة شديدة. فهؤلاء القادمين الجدد كانوا يحملون يشهم الإنتماء الى القاعة الملعونة على أحزمتهم، بينما اعتلت وجوههم نظرات مرح بلهاء.