573 - زاجورا قائد الوحدة الحربية ؟

_____ MARCHELL ____

خارج القصر الذي استحوذ عليه المارشال زيغان ظهرت عدة هالات قوية احاطت على الفور بكل أنحاء القصر، هؤلاء القادمين الجدد كانوا أشخاصا ينتمون الى القاعة الملعونة تماما كما هو الحال بالنسبة لزيغان حيث كانت قطع اليشم الأخضر التي تحمل اسم القاعة الملعونة تتلألأ على خصر كل فرد منهم.

لم يحاول هؤلاء الأشخاص أن يخفضوا من أنفسهم اطلاقا، وإنما اقتحموا المكان بكل عجرفة وغرور، حتى أن أحدهم تقدم الى الأمام بكل غضب في اللحظة التي رأى فيها الفتى بلاكي يقف أمام باب القصر.

" اللعنة، سمعت أن هذا الزيغان رجل مجنون، لكن بالتفكير في أنه يتخذ نفس بني جنسه عبيدا له ؟؟ لم أتوقع شيئا كهذا اطلاقا هاهاهاهه... "

بالطبع لم يكن الشخص الذي تقدم الى الأمام هو الوحيد الذي اعتقد هذا الشيء، بل كافة الأشخاص في هذا المكان تقريبا كانوا يفكرون في الشيء ذاته. فمسألة العبودية كانت تقريبا شيئا عاديا في كل مكان حول العالم، العبودية هي مصير كل شخص ضعيف لا يملك القوة الكافية ليقاوم بها قبضة الطغاة، هذه كانت حقيقة هذا العالم التي لا يستطيع أي شخص نكرانها، حتى من طائفة صالحة مثل القاعة الملعونة لا تستطيع تخطي شيء كهذا، إذ وقفت هي الأخرى عاجزة تماما أمام أمر العبودية هذا.

إذ كان أغلب الأشخاص داخل القاعة الملعونة نفسها يملكون العديد من العبيد، وهذه كانت إحدى الأشياء الرئيسية التي جعلت زيغان ينظر الى طائفة القاعة الملعونة بدونية منذ البداية. لقد كان الأمر كما لو أنهم يحاولون تغطية الشمس بالمنخل. لقد كان الأمر مجرد نفاق مثير للشفقة لا غير، فأي شخص يدعي أنه صالح بينما يقوم في الواقع بعكس ذلك ما هو إلا شخص مختل عقليا.

" أهاهاهاههه، هل ربما أهلوس أم أن هذا الخنزير تجرأ أن ينادي سيادة المارشال بإسمه ؟؟

يا إلهي، لم أتوقع أن القاعة الملعونة تحتوي مثل هذه الخنازير الجاهلة... " تقدم بلاكي الى خارج القصر فجأة بينما انفجرت هالة نصف خطوة الى عالم الملك القتالي فجأة في وجه كل هؤلاء من القاعة الملعونة !!؟

انفجاااااااار !!~~~~~~~~~~~~

لقد كان هذا الفتى الصغير يبعث ضغطا غير طبيعي اطلاقا، حيث استمر التشي بالتدبدب حوله بشكل عنيف للغاية، تركزت نظرة الفتى الصغير على الشخص الذي كان يتحدث قبل لحظات بكل عجرفة حيث رافق حضور مهيب للغاية هالة بلاكي مما ضغط على الشخص الأخر بشكل مخيف للغاية !!

حتى من بقية الأشخاص حول هذا المكان كانوا في الحقيقة يشعرون بدهشة، لم يكن الأمر مجرد دهشة وإنما كان صدمة حقيقية !!

" إنه بشري صحيح ؟؟ هل رأيت من قبل بشريا عبدا في مستوى نصف خطوة الى عالم الملك القتالي ؟؟ ليس هذا وحسب وإنما من الواضح أم هذا الفتى لا يزال صغيرا جدا ؟؟

ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ؟؟ "

تراجع الرجل الذي كان قبل لحظات جريئا للغاية الى الوراء بينما تحولت نظراته الى شخص آخر حول القصر. كان من الواضح أن هذا الشخص لم يستطع تحليل الموقف الذي حشر نفسه فيه، لذلك كان عليه التفكير مليا قبل التصرف، فبعد كل شيء هذه المدينة ليست تحت سيطرة القاعة الملعونة، ومن يعلم أي نوع من الوحوش تم إحضارهم الى هذا المكان. فقط كون هذا الفتى الصغير لا يحمل قطعة من اليشم توحي الى نوع القوة التي أتى منها فهذا لا يعني أنه لا يملك خلفية، التصرف بحذر كان شيئا ضروريا جدا خصوصا في نوع من الأماكن مثل المدينة الحدودية.

نظرات هذا الرجل كانت موجهة الى قائد هذه المجموعة من الناس، ونظراته كانت بالطبع تعني أنه عجز عن التصرف بشكل مناسب في هذا الموقف، فبعد كل شيء هو الآخر كان مجرد نصف خطوة الى عالم الملك القتالي، لكن الآن العبد البشري الذي احتقره قبل لحظة اتضح أنه أيضا نصف خطوة الى عالم الملك القتالي !؟ كان من الطبيعي أن لا يعرف هذا الشخص كيف يتصرف.

من ناحية أخرى، قائد هذه المجموعة من الأشخاص تحرك بدون أن يبالي لبلاكي الصغير حيث اقتحم القصر من دون إلقاء ولو نظرة واحدة على بلاكي. كان هذا القائد غريبا للغاية حيث وضحت التجاعيد المقرفة التي اعتلت وجهه أنه هذا الشخص مجرد عجوز غريب الأطوار بدأ فجأة يحوم حول زيغان لسبب غير معروف.

" توقف بلاكي، لا يجب أن تتدخل بشكل أكبر من هذا، لا تنسى أن هؤلاء الأشخاص من القاعة الملعونة. السيد شازان وضع حاجز حماية حول سيادة المارشال لو وصل الأمر الى مرحلة القتال، لذلك لا داعي لكل هذه المعمعة."

خرج آآش هو الآخر من باب القصر حيث وقف مباشرة أمام هذا العجوز قائد هؤلاء الأشخاص من القاعة الملعونة. الغريب أنه على عكس بلاكي، فور ظهور آآش اظطر هذا العجوز الى التوقف عن السير الى الأمام بينما تركزت نظراته بحدة على آآش.

"أعلم أن زيغان يوجد في هذا المكان، ربما لم يتم إخباره بذلك بعد، لكن زيغان تم إرساله الى هذا المكان كدعم لوحدتنا الحربية. هذه أوامر قوات الجيش الخاصة من القاعة الملعونة، هو لا يستطيع رفض هذه الأوامر. أنا هنا لإحضاره الى مكان وحدتنا الحربية فنحن سنتحرك قريبا في دورة استكشافية... "

وحدة حربية ؟؟

حقا هذه بعض الأخبار التي لم تكن متوقعة اطلاقا، بلاكي بالذات كان هو أكثر من استوعب معنى هذه الكلمات في هذه اللحظات، فزيغان كان راغبا بشدة بالإنضمام الى إحدى القوات الخاصة داخل القاعة الملعونة، وكل هذا بغرض كسب النقط المطلوبة من أجل الحصول على تذكرة الناقلة السوداء. لكن الآن هذا الرجل يدعي أن زيغان تم إرساله الى هذه المدينة الحدودية بغرض مساعدة وحدة حربية.

بالطبع الوحدات الحربية كانت هي أصغر الفرق القتالية التي تشكل نواة قوات الجيش الخاصة، لذلك الإنضمام الى وحدة حربية يعني الإنضمام الى الجيش بكل بساطة. لكن هذا الرجل قال أن زيغان مجرد دعم ولم يتحدث فعلا حول ضمه رسميا أو شيء ما كهذا، لكن هذه تعتبر فرصة جيدة رغم ذلك.

" سيادة المارشال نائم، سأخبره برسالتك فور إستيقاظه من النوم... "

تحدث آآش بكل برود بينما عاد الى داخل القصر بدون الإكتراث لهذا القائد أو أي شخص غيره، ونفس الشيء حدث مع ذلك العجوز هو الآخر حيث انسحب بكل هدوء من ذلك المكان وهمّ في المغادرة رفقة الأشخاص الذين حضروا معه من البداية. فقط في اللحظة التي ابتعدوا فيها بشكل كافي من القصر الخاص بزيغان تنفس الرجل العجوز الصعداء.

" أيها القائد ؟؟ هل حقا من الجيد العودة خالي الوفاض هكذا ؟؟

أنت تعلم أن صاحب الجلالة زاجورا لن يسامحنا أبدا على العودة خالي الوفاض هكذا ؟؟ هل... " بدأ أحد الرجال في الجانب بالتذمر بشدة، في الحقيقة لم يكن هذا الرجل هو الوحيد الذي كان يحمل مثل هذه المشاعر في الوقت الراهن، ففي اللحظة التي ذكر فيها اسم صاحب الجلالة زاجورا حتى أصبحت ملامح كافة هذه المجموعة بشعة للغاية بمن فيهم القائد العجوز نفسه.

" ربما كان يجب عليكم القتال يارجال، أراهن أن ذلك العبد الصغير كان كافيا لقتل كل فرد منكم. أنتم لا تعرفون أي نوع من الهالات القاتلة كانت تحيط أولائك الإثنين !!

ليس ذلك وحسب، بل كان هناك حضور أشد رعبا داخل ذلك القصر. لو كان صاحب الجلالة زاجورا يريد الإنتهاء من هذه المسألة بسرعة، يمكن أن يأتي الى هذا المكان ويجرب حظه. على الأرجح لن يتمكن من المرور من بوابة القصر حتى !!... "

ماذا !؟

سماع هذه الكلمات من الرجل العجوز الذي يقود هذه المجموعة جعل ملامح كافة الأشخاص هنا تتصلب بشدة. كيف ولا وهذا العجوز يقول أن قائد الوحدة الحربية زاجورا نفسه لن يستطيع تخطي بوابة القصر حتى ؟؟ فقط أي نوع من الوحوش هؤلاء الذين كانوا داخل ذلك القصر بحق الجحيم ؟؟

هذا العجوز كان بالطبع أحد الشخصيات الكبيرة داخل الوحدة الحربية التي يقودها الشخص المسمى زاجورا، لقد كان شخصية قديمة للغاية عاشت الكثير من الحروب وأراقت الكثير من الدماء. كان شخصا يملك تجربة حقيقية في الميدان، وتقييم الأشخاص بدقة شديدة يعتبر واحدة من أهم الميزات التي تميز هذا العجوز، فهذا العجوز كان يحمل سلالة مثيرة للإهتمام بعد كل شيء، لقد كان العجوز متمكنا بالكامل من استخدام قوة الروح بفضل سلالته تلك، هذا العجوز يلقب بابانيا، وبابانيا هذا كان يعتمد بالتأكيد على قوة روحه من أجل قياس قوة خصومه. والإعتماد على قوة الروح في هذه المسائل يعطي بالفعل نتائج دقيقة جدا.

وهكذا لم يشكك أي شخص في الأساس في كلمات العجوز بابانيا، لأنه بكل بساطة كان على حق في كل كلمة قالها.

بعد السفر لمدة من الوقت، عاد العجوز بابانيا خالي الوفاض الى نفس الحانة التي ظهر فيها زاجورا أول مرة. لقد كانت هذه الحانة صاخبة كما هي العادة، لكن ظهور بابانيا العجوز في الأرجاء هدأ الأوضاع بشكل مريب للغاية. فأول شيء لاحظه كافة الأشخاص في الحانة كان بالطبع عودة بابانيا خالي الوفاض.

لكن ما جعل الحانة تصمت نهائيا كان هو قيام زاجورا من جانب ذلك الحائط الذي كان متكئا عليه، ملامح وجه زاجورا هذا كانت غريبة للغاية حيث بدى كما لو أنه خائف وخجول في نفس الوقت، ومع ذلك الأشخاص الذين كانوا خائفين في الحقيقة كانوا هم أعضاء وحدته الحربية هذه !!

" هل رفض القدوم الى هنا ؟؟ هذه أوامر حربية بحق الجحيم ؟! " أخرج زاغورا سيفه الخاص بينما وضعه على رقبة العجوز بابانيا وهو يصرخ بصوت صاخب جدا !!

" بابابابابانيا !! كم مرة يجب أن أعلمك كيف تقوم بالأمور هاه ؟

هذا الداعر تم إرساله الى هنا قبل برهة فقط، لقد تم إرساله لأن الوحدة الحربية خاصتنا تحتاج الى الدعم. إذا لم يرغب في العمل كل ما عليك القيام به هو تقطيعه إربا إربا ووضعه في الحقائب التي أحضرها معه، ثم إعادته الى مقر قوات القوانين الذي قدم منه. والآن بما أنم لم تقم حتى بهذا الشيء الواضح، هل ربما ترغب مني أن أقطعك أنت الآخر وأعيد إرسالك الى هناك لتحظر لي ذلك الداعر ؟؟"

لقد توتر الوضع بالكامل في هذه الحانة، زاجورا هذا كان يحمل نية قاتلة في كلماته حيث كان من الواضح للغاية أنه لا يمزح اطلاقا. حتى أن سيفه بدأ يزداد حدة وكان بالفعل قد بدأ يتوغل داخل عنق العجوز زاجورا في حين أن الدماء سالت بالفعل من على رقبة العجوز!!

ومع ذلك، هذه المعمعة توقفت بالكامل في اللحظة التي تحدث فيها العجوز بابانيا تاليا بنفس الكلمات التي قالها لفريقه سابقا :

" من قال أنني إلتقيت بهذا الشخص زيغان ؟ أنا لم أتمكن من المرور من باب القصر حيث يتواجد حتى. ربما حتى أنت نفسك يا صاحب الجلالة لن تستطيع المرور عبر ذلك الباب. رفاق ذلك الرجل أيا يكن أقوياء للغاية، إنهم أقوياء بشكل مجنون... "

2021/06/07 · 1,786 مشاهدة · 1612 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024