_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل: " اتخاذ معلم.."
>>>>>>>>>>>>>>>
بعد سماع مجمل التقرير من العجوز بابانيا، لم يكن أمام الملك القتالي زاجورا أي خيار سوى سحب سيفه من على رقبة العجوز بابانيا، وبدل ذلك بدأ جل الأشخاص الذين كانوا داخل هذه الحانة في التكاثف مع بعضهم البعض وتتبعوا جميعا خطوات زاجورا الذي انطلق مثل صاروخ عابر للقارات فجأة !!
شوووا !!~~~~~~~~~~
لقد كان ضغط هالة الملك القتالي المرحلة المتوسطة ينبعث من كل أرجاء ذلك الجسد الهزيل الخاص بزاجورا حيث حولت تلك الهالة الثقيلة بمفردها الفضاء من حولها الى مستنقع وحل لم يتمكن الأغلبية من التحرك خلاله حتى!
إذ كان الأشخاص خلف زاغورا مظطرين الى استعمال وسائل أخرى للإنتقال حتى يتمكنوا من تتبع خطوات قائدهم، غير ذلك كان من المستحيل عليهم اللحاق به بواسطة الطرق العادية.
" إن هالته مدهشة للغاية كما هي العادة، العجوز بابانيا، هل أنت متأكد حول قوة هؤلاء الدخلاء ؟؟ آخر شيء أريده أن يحدث في هذا الوقت هو نشوب قتال داخلي في وحدتنا الحربية. نحن متخلفين عن البقية بما فيه الكفاية !... " تحدث أحد الرجال في الوحدة الحربية الى العجوز بابانيا متسائلا حول نسبة تأكده من تلك المعلومات حول رفاق زيغان. لكن العجوز بابانيا تجاهل هذا الشخص وهو ينطلق الى الأمام بشكل أسرع من البقية.
في الحقيقة زاجورا لم يكن هو الملك القتالي الوحيد في المرحلة المتوسطة في هذه الوحدة الحربية !! وإنما كان هناك العديد من الملوك القتاليين الأخرين في نفس المستوى في هذه الوحدة الحربية والعجوز بابانيا كان واحدا من هؤلاء الأشخاص، حيث كان يمكن القول أن العجوز بابانيا كان هو اليد اليمنى لزاجورا، بالإضافة الى أن بقية الوحدة الحربية كانت تشمل أشخاصا من مستويات مختلفة تروح بين النصف خطوة الى عالم الملك القتالي وصولا حتى المرحلة المتوسطة لعالم الملك القتالي.
هذه القوة القتالية كانت كبيرة جدا مقارنة مع عالم سافاستانو، فذلك العالم بأسره لم يحتوي على ملك قتالي واحد في المرحلة المتوسطة، دون ذكر أن زيغان والأكاغي عامة كانوا يعانون على أيدي الأوفرلوردات الأربعة التابعين للإمبراطور التنين والذين كانوا مجرد ملوك قتاليين في المرحلة البدئية، دون ذكر أن سلالاتهم الخاصة كانت بالفعل مقموعة بواسطة الإمبراطور التنين !! هذا حقا كان شيئا صادما بكل المقاييس. إذ لا يوجد أي مجال للمقارنة بين عالم سافاستانو برمته وبين مجرد وحدة حربية صغيرة من القاعة الملعونة ؟!!..
شوي شوي !!~~~~~
ومضت عدة شخصيات مخترقة سماء هذه المدرينة العملاقة بينما كان جميعهم يتوجهون بسرعة الى القصر الذي استحوذ عليه زيغان منذ فترة. للأسف ما لم يعلمه هؤلاء الأشخاص في الوقت الحالي هو كم كان القصر الحالي لزيغان يمر بتغيرات كبيرة بعض الشيء !!
في القاعة الرئيسية داخل القصر حيت تواجد زيغان، كان العجوز شازان يتأمل ملامح زيغان النائم هناك بكل غرابة، لقد كان هذا الشيخ شازان دائما واحدا من الأشخاص الذين اهتموا بزيغان بشكل خاص ومريب. في الحقيقة كان قلب هذا العجوز يحمل العديد من المشاعر المعقدة في هذه اللحظة وهو يشاهد زيغان النائم هناك كطفل صغير، لم يستطع شازان سوى إلقاء تنهيدة عميقة بينما يهمس لنفسه :" آآخ، اللعنة على هذا الوضع المزري... "
..
..
" آآه آآه، حتى النوم أصبح مزعجا للغاية هذه الأيام هاه !! اللعنة على هذا... " فجأة فتح زيغان عينيه مع تلميح من المشاعر الغريبة إذ أصبح وجهه قبيحا بشكل غير مفهوم !! لقد كان يمسك رأسه كما لو أنه يشعر بآلام حادة أو شيئ ما من هذا القبيل، وحتى من الشيخ شازان لم يستطع سوى إلقاء نظرة خاطفة على هذا المشهد وهو يستغرب! لقد كان من المعروف أن الأشخاص الذين يسيرون على طريق القوة والتدريب يملكون تحكما هائلا على أنفسهم، وبذلك لو كان شخص ما يرغب في أخذ قيلولة، ناهيك عن القيلولة حتى لو كان الشخص يرغب في دخول سبات عميق لآلاف السنين فهو يستطيع فعل ذلك بكل سهولة.
لذلك رؤية شخص قوي مثل زيغان يعاني من صعوبة في النوم بهذا الشكل كان حقا شيئا غريبا للغاية. ظهرت بالفعل عدة أفكار داخل عقل شازان حول بعض الأسباب المحتملة لأسباب هذا الوضع الذي كان فيه زيغان، بعد كل شيء لقد كانت حالة زيغان الحالية غريبة جدا، أغلب الأشخاص القريبين له كانوا يظنون بالفعل أنه يعاني من صدمة ما بعد الحرب. ولكن الشيخ شازان كان يفترض أشياء أخرى بعيدة كل البعد عن هذه الفكرة. وكان من الواضح أنه قرر ترك هذه الأفكار لنفسه، لم يستطع سوى إلقاء تنهيدة ثقيلة أخرى بينما يهز رأسه بأسف.
شوى شوى شوى !!~~~~~~~
فجأة ومن دون أي سابق إنذار بدأ جسد زيغان فجأة في إظهار بعض الأعلام الغريبة التي بدأت تحيط بجسده بشكل مفاجئ تسبب في ظهور صدمة حتى على وجه شازان. لقد كانت تلك الأعلام غريبة بعض الشيء إذ قامت بإحاطة المارشال وشكلوا حوله دائرة صغيرة بقطر لا يتجاوز بضعة أمتار. لقد كان الأمر أشبه بطقوس عبدة الشيطان أو شيء ما من هذا القبيل، فبمجرد ظهور تلك الأعلام حتى ظهرت حول المارشال نقوش غريبة كانت بلغة قديمة جدا وكانت تتوهج بضوء خافت للغاية بينما كانت تحوم حوله كسرب من النمل...
بينما كان شازان لا يزال تحت تأثير هذه الصدمة استطاع سماع صوت زيغان الذي انبعث من هناك بشكل خافت:
" العجوز شازان، لقد مللت من هذا الهراء، لقد بلغت حدي بالفعل.. لقد بلغت حقا ذروة ما أستطيع تحمله... "
بالنسبة الى بلاكي وديموس آآش، كان الإثنان يظنان أن المارشال زيغان يتحدث حول المحنة السماوية الغريبة التي تلاحقه هذه الأيام بسبب قانون البرق من الصنف الرابع الذي وصل اليه والتي تمنعه من الإختراق الى مستوى العاهل القتالي من المرحلة المتوسطة. إذ كانت تلك الأعلام واحدة من الأدوات التي جهزها زيغان بالفعل لمقاومة هذه المحنة، الديموس بشكل خاص كانوا مكلفين بالبحث عن الكثير من الموارد التي احتاجها زيغان لتجاوز هذه المحنة. لقد خطط زيغان لهذا الأمر منذ فترة بعيدة للغاية، فقط الديموس كانوا على علم بهذه الخطة. لا أحد يعلم كيف استطاع زيغان اكتشاف مسألة هذه المحنة أو كيفية تجاوزها إذ فعل كل شيء من تلقاء نفسه منذ فترة طويلة، يجب الإشارة الى أن حتى ملوك عرق الكارثة لم يعلموا شيئا حول هذا الأمر !!؟
لكن من كان يظن أن كلمات زيغان لم تكن حول هذه المحنة اطلاقا !! لقد نطق بضع كلمات فقط، لكن الأشخاص حوله استوعبوها بشكل مختلف كليا. إذ ظهرت ابتسامة مؤلمة على وجه العجوز شازان بشكل غريب جدا !؟ لم يكن معلوما ما إذا كان الرجل سعيدا أم بائسا من الملامح الغريبة التي اعتلت وجهه.
بلوووب !!~~~~~~~~~
ركع على عجل بينما وضع قبضته على قلبه وهو يقول بصوت هادئ ودافئ للغاية على غرار عادته :
" هذا الرجل العجوز طالما انتظر هذه الكلمات بترقب شديد، لقد بدى الأمر كما لو أن هذا العجوز كان سينتظر الى الأبد ولن يسمع هذه الكلمات منك أيها السيد الشاب."
السيد الشاب ؟!!
كان كل من بلاكي وآآش يرمقون العجوز شازان بنظرات استغراب، هذه أول مرة ينادي فيها هذا العجوز على زيغان بهذه الصيغة وبهذه المشاعر الغريبة!! لقد كان الإثنان يتسائلات حتى حول هذه التصرفات الغريبة التي يقوم بها العجوز شازان.
هل جن هذا العجوز أخيرا أم ماذا ؟؟
كان بلاكي يكتم أفكاره بالكاد بينما رمق العجوز شازان بنظرة جانبية. لكن وفجأة ظهر صوت الشيخ شازان في ذهن بلاكي بينما ظهرت كذلك لفافة عادية أمامه :
"الطفل الوقح، عد الى النطاق الداخلي على الفور، ثم قم بإعلان هذه الأوامر الى الجميع."
الصغير بلاكي أمسك اللفافة بسرعة وهو يختفي داخل ضباب الإنتقال الأسود الخاص بالنطاق الداخلي، لقد كان هذا الطفل مرعوبا بعض الشيء وهو يظن أن الشيخ شازان اكتشف ما كان يفكر فيه قبل قليل بطريقة ما، لذلك سارع الى مغادرة المكان بأقصى ما يستطيع !!
أما بالنسبة للديموس آآش فقد اختفى هو الآخر من داخل القصر إذ كان من الواضح أنه استشعر أعضاء وحدة زاجورا الذين كانوا يقتربون من القصر مثل الكلاب المسعورة، لذلك كان من الواضح أنه اتخذ خطوة الى الأمام من أجل اعتراض طريق هؤلاء المزعجين.
هديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر !!~~~~~~~~~~~
إنفجر فجأة صوت يصم الآذان في كل أرجاء هذه المدينة العملاقة، لقد كان هديرا مرعبا جدا لدرجة أنه حتى الشيخ شازان الذي بدى أنه غارق في أفكاره استيقظ على عجل تحت اثر هذا الهدير !!
خارج القصر، وقف آآش بكل هدوء أمام بوابات القصر بينما ظل صامتا تماما وهو يشاهد الوحدة الحربية التابعة لزاجورا تحيط بالقصر برمته. بالطبع كان زاجورا بنفسه أول شخص يصل الى هذا القصر وبذلك كان بالفعل قريبا من البوابة. كل ما كان يقف بينه وبين القصر كان هو ديموس آآش.
الغريب أنه في هذه اللحظة اختفت كل الوحشية والغضب الذي كان يجتاح قلب هذا الرجل زاجورا، كل تلك الرغبة الجامحة في القتال اختفت تماما في اللحظة التي وقف فيها وجها لوجه ضد ديموس آآش. لقد كان الأمر غريبا لدرجة أن كافة أعضاء الوحدة الحربية برمتها بدأوا في تبادل النظرات في ما بينهم.
" ما الذي يحدث هنا ؟؟ لماذا توقف القائد فجأة ؟؟ هل ما كان يقوله العجوز بابانيا صحيح بالفعل؟ لكن هذا..."
كان أعضاء الوحدة الحربية مستائين نوعا من هذا الموقف، فقد علم الجميع على الفور أن هذا الشخص الذي يقف أمام البوابة ربما كان قويا بشكل مخيف بالنسبة لمستوى بقية أعضاء الوحدة الحربية، غير ذلك لم يكن قائدهم بنفسه ليتوقف هناك مثل الصنم كل هذه المدة.
هديــــــــــــــــــــــــــــــــــر !!~~~~~~~~~~~~~~
بووم !!~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فجأة اندلعت موجة فضيعة من حضور مرعب جدا غلف نطاق ملايين الكيلومترات في لحظة !!
نزل حضور مروع من القوة السماوية على العالم بأسره إذ بدى كما لو أن السماء على وشك السقوط بالفعل، إزدهر فجأة صوت الرعد في أعالي السماء بينما أظلم العالم فجأة وبدون أي سابق إنذار !!...
" السماوات ما... !؟ "
" ما الذي... ما الذي يحدث بحق السماء !؟؟ "
" آآآآغ ما الذ.... "
انطلقت أصوات الصراخ من كل أرجاء المدينة الحدودية حيث بدأت كافة القوى التي تقطن هذه المدينة تحاول الفرار في اللحظة التي استشعروا فيها هذا الحضور المرعب بمفرده. لكن الأوان كان قد فات بالفعل لجميع الحاضرين.
المدينة الحدودية برمتها أصبحت تحت تقييد الداو السماوي نفسه. لقد كان من المستحيل تماما مغادرة هذا المكان بعدما تحركت السماوات نفسها ضده. لا مصفوفات الإنتقال المكاني ولا التشكيلات ولا أي نوع من القوة أصبح يعمل في حدود المدينة بالكامل. لقد كان الأمر فقط كما لو أن نهاية العالم قد حلت على هذا العالم والأشخاص هنا كانوا مجرد حشرات غير قادرين على الرد بأي شكل من الأشكال.
آخر شيء رآه هؤلاء الأشخاص كان هو تلك الأشكال الظلية لمخلوقات البرق المرعبة التي ظهرت في السماء، بمجرد ظهور تلك الأشياء التي لم يعلم أي شخص ماذا تكون، كانت النهاية قد وصلت بالفعل.