_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : عالم الجبال البيضاء، صدمة هائلة !!
ظهر كل من زيغان رفقة العجوز شازان داخل دوامة مكانية كانت من صنع العجوز شازان والذي اعتلت وجهه ملامح مبتهجة للغاية، لقد بدى كما لو أنه بعث من جديد الى الحياة وكان يبتسم ابتسامة عريضة امتدت من الأذن الى الأذن...
كيف لا يفعل ذلك وهو الشخص الذي حظي بهذا الشرف العظيم ؟؟
كلمات زيغان السابقة عن التعب الشديد الذي يعاني منه، لم تكن بالطبع حول المحنة السماوية، وإنما كان يتحدث عن طريق التدريب الذي يسير فيه. المارشال زيغان في نهاية الأمر هو مجرد رجل واحد بخلفية بسيطة للغاية من مجرد كوكب مجهول يسمى بالأرض بدون أي ثقافة تذكر حول حقيقة هذا العالم الكبير. كان من الطبيعي تماما أنه بدأ يشعر بالتعب الشديد والضياع داخل دوامة القتالات التي تنتهي والتي خاضها طيلة مسيرته وصولا الى حيث يقف حاليا. لقد أصبح من الصعب للغاية عليه التقدم في مسيرته، كان الأمر فقط كما لو أنه اختنق تماما.
وصول زيغان الى هذا المستوى من القوة وكذلك إيصاله للعشيرة التي أسسها بنفسه الى هذا المستوى كان بالفعل شيئا مبهرا بشكل لا يصدق في أعين كل أعضاء عرق الكارثة. فقط كم عدد القوى من مستوى عشيرة الأكاغي التي ظهرت الى العالم خلال بضع سنوات فقط ؟؟
أمثال هذه العشائر لم تكن موجودة أبدا، لأنها بالطبع يتم تدميرها بكل بساطة من طرف القوى المهيمنة الأخرى في الأرجاء والتي عمرت لآلاف السنين على الأقل. لذلك كان الحفاظ على عشيرة ما بهذا الشكل أمرا عظيما لا يصدق. رغم أن زيغان اعتمد بشكل كبير على موارد وإرث عرق الكارثة كمثل النطاق الداخلي، إلا أن براعته في القيادة كانت هي ما أوصل العشيرة الى ما هي عليه وليس بالضرورة إرثه من عرق الكارثة.
لكن جميع ملوك وأعضاء عرق الكارثة الكبار كانووا يعرفون أنه عاجلا أم آجلا سيخفض هذا المارشال المغرور من نفسه ويطلب بعض المساعدة، لا أحد في هذا العالم يستطيع الصعود الى ذروة القوة بمفرده، ولا حتى السلف العظيم لعرق الكارثة نفسه فعل ذلك. فكما يقول المثل اليد الواحدة لا تصفق، ونفس الشيء بالنسبة الى المارشال، بدون شخص ينير له الطريق من المستحيل عليه أن يتقدم أكثر...
في اليوم السابق، لقد خفض المارشال زيغان من نفسه أخيرا وقرر اتخاذ الشيخ شازان كمنارة تنير له الطريق الى القوة التي يحلم بها. في هذا العالم أي شخص قوي ستجد أنه ذات يوم كان له سيد ومعلم أرشده الى الطريق الصحيح، والمارشال زيغان نفسه لم يستطع الهرب من هذا الأمر الحتمي.
شاء القدر أن الإختيار وقع على شخص يقدر زيغان حقا مثل الشيخ شازان، لقد كانت علاقة الإثنين مميزة بعض الشيء ومختلفة عن علاقة زيغان بالبقية. والأن بينما حظي شازان بالفرصة حتى يصبح معلم زيغان، كيف لا يكون سعيدا بهذا الشيء ؟!
" لما أنت فرح جدا بهذا الأمر ؟؟
أنا لم أطلب منك أن تصبح معلمي ولن أناديك أبدا بلقب السيد، أنت مجرد مساعد لهذا المارشال، سأستفيد منك بالشكل الذي أراه مناسبا لي لا غير.
تأكد من تذكر هذه الكلمات أيها العجوز..."
ملامح زيغان الباردة لم تتغير اطلاقا، وحتى من موقفه الإستبدادي لم يتغير ولو بقدر ضئيل. حتى أنه رفض الإعتراف بعلاقة المعلم والتلميذ هذه، مشيرا الى أن شازان لم يكن أكثر من مجرد مساعد لا غير.
" آه آه أيا يكن، لا يهم لقد وصلنا بالفعل الى المكان الأول الذي سأوسع آفاقك فيه بشكل لن يستوعبه عقلك الصغير. هاهاهاها .... "
انفجر الشيخ شازان في ضحك مدوي بينما كانت الدوامة المكانية التي تحيط الإثنين ترتعش بشدة من ضحك هذا العجوز لوحده. استمر كل من زيغان والشيخ شازان في السفر من خلال هذه الدوامة طيلة يوم كامل الى حدود اللحظة، لذلك كان هناك بعض الترقب على وجه زيغان.
فقط ما الذي يقف خلف هذه الدوامة ؟؟
" العجوز المجنون، ماذا كانت تلك الظلال بحق الجحيم ؟؟ كيف لمحنة سماوية أن تأتي على ذلك الشكل ؟؟ رغم أنني استعددت لها بشكل جيد إلا أنني لم أتوقع وصول المحنة بذلك الشكل. تلك الظلال هاجمت كل من كان حاضرا هناك، لقد قاموا بإبادة المدينة الحدودية برمتها !؟" قال زيغان بشكل عرضي بينما كان عقله لا يزال مهتما بهذه الدوامة المكانية.
بالطبع العجوز شازان لم يلقي بالا لسؤال المارشال زيغان إذ كان من الواضح أنه لم يرغب في إخباره أي شيء حول طبيعة المحنة السماوية تلك. همس فقط بصوت لطيف وودود الى حد ما :
" السيد الشاب، المعرفة شيء جيد للغاية، إنها نعمة أن تكون مطلعا على العديد من أسرار هذا العالم. لكن في نفس الوقت هناك الكثير من الأشياء التي لن تستطيع تحمل تكلفة معرفتها. حين تكتسب القوة الكافية لحماية نفسك سأكون سعيدا لإخبارك أي شيء تريد هيهيهي... "
بووووووم !!~~~~~
انفجرت قوة غريبة فجأة من الشيخ شازان بينما أحاط المارشال زيغان ببعض من قوته وهم يخرجون أخيرا من الدوامة المكانية !!.
" ما ..... !!!!! "
بمجرد أن خرجوا من الدوامة حتى ظهرت صدمة من الرعب على وجه زيغان لم يسبق وأن ظهرت عليه من قبل !!
المارشال زيغان الذي كان قلبه مثل الحجر والذي لم يخاف من أي شيء حتى الموت نفسه، أصابه الذعر في هذه اللحظة؟؟
ما الذي يعنيه هذا بحق الجحيم ؟؟
نظر زيغان الى نفسه وبدأ يستشعر يديه فجأة بكل ذعر، لم يملك أي وقت لكي يفحص محيطه اطلاقا !! ومن جهة أخرى، الشيخ شازان كان يراقب رد فعل زيغان بكل مرح بينما أخرج قرعا من النبيذ ووقف هناك يراقب بصمت. فقط بعد مرور فترة من الوقت، كان زيغان بالكاد قادرا على لم شتات نفسه. اعتلت نظرة من الجدية وجهه بشكل خطير للغاية وهو يحول نظراته الى الشيخ شازان !!
" هاهاهاهاهاه...
جيد جيد، أن تشعر بالخوف بعد كل هذه السنوات أمر جيد حقا، هاهاهااه."
استمر شازان في الضحك بينما كان يحتسي القليل من الشراب من القرع في يديه. نظراته المسلية لم تفارق مطلقا المارشال زيغان. فقط بعد مرور بضع لحظات حيث لم ينطق المارشال زيغان بأي شيء، بدأ شازان في التحدث بكل جدية من جديد:
" إذا كيف وجدت مذاق هذا المكان؟ هذا المكان يلقب بعالم الجبال البيضاء...
ما هو شعورك وأنت تشعر بالضعف من جديد ؟ شعور أن تشعر كما لو أنك مجرد فاني ضعيف بدون أي قيمة ؟"
بدأ الشيخ شازان يلقي بهذه الكلمات بكل جدية وهو يتفحص ردة فعل زيغان عن كثب. لقد كانت كلماته كمثل السيوف التي طعنت بدون أي رحمة في كل شيء وثق فيه زيغان وآمن به. زيغان في هذه اللحظة كان يشعر بالضعف الشديد بكل بساطة، كان يشعر كما لو أنه مجرد شخص فاني عادي.
لقد كان زيغان يعرف هذا الشعور بشكل خاص، هذا الشعور الذي عاشه لأكثر من ثلاثين سنة على كوكب الأرض، شعور أن تكون مجرد حشرة هامشية على الجانب قد تموت في أية لحظة. هذا الشعور كان هو أكثر شيء يرعب زيغان، لأن هذا الشعور بالضعف كان يعني فقط كم هو بعيد عن تحقيق هدفه الذي يسبو إليه.
" هاهاهاهاههاهاه..."
استمر الشيخ شازان في الضحك بكل بساطة وهو يراقب نظرة خيبة الأمل التي ظهرت على وجه زيغان. لكن من جهة أخرى وبجانب خيبة الأمل، بدأ شيء آخر فجأة يظهر في عقل زيغان، ومع بداية ظهور هذه الأفكار حتى بدأت عيناه تتوهج فجأة ببريق غريب !!
بينما كان زيغان في الوقت الراهن لا يشعر بأي قوة تسري في جسده، لقد كان الأمر فقط كما لو أن القوة التي حصل عليها سابقا كانت مجرد وهم لا أساس له، لقد اختفت هكذا فقط بدون أي أثر، مهما حاول زيغان استدعاء قوته لم يظهر أي شيء اطلاقا، حتى من الأدوات الخارجية كمثل الشعلة الأبدية أو قوة الجرم البدائي لم تعمل في هذا المكان ؟!
في هذه اللحظات كان الشيخ شازان لا يزال كما هو، هالته لم تتغير اطلاقا، لقد بدى الأمر كما لو أن الوحيد الذي تأثر بهذا المكان كان هو المارشال لا غير !!
في اللحظة التي ظهرت هذه الفكرة في عقل زيغان، لاحظ شازان هذا الأمر بالفعل وابتسم فقط وهو يتحدث :
" كما هو متوقع من السيد الشاب، لقد اكتشفت هذا السر الصغير بسرعة كبيرة للغاية. كم أنت رائع أيها السيد الشاب هاهاهاه...
..
أنت محق، أنت الوحيد الذي يخضع لتأثير هذا المكان الجبال البيضاء. لأنك بكل بساطة ضعيف للغاية، كيف يمكنك المقارنة معي الشيخ شازان ؟؟ هاهاهاهاهاهاا..... "
" هذا المكان الجبال البيضاء هو واحد من أخطر أنواع الأماكن في كل أنحاء الوجود. إنه من نوع الأماكن حيث لا يوجد أي داو سماوي على الإطلاق...
هناك الكثير جدا من أمثال هذا المكان في كل أنحاء الوجود."
حيث لا يوجد الداو السماوي ؟!
ظهرت نظرة من الإستغراب على وجه زيغان حيث لم يستطع استيعاب هذه الكلمات اطلاقا. ألم يكن الداو السماوي هو ارادة السماوات التي تحكم كل شيء في هذا الوجود ؟؟
كيف يعقل هذا ؟؟
حتى أن زيغان كان يرى الداو السماوي على أنه عقبة في الطريق سيتوجب عليه التخلص منه في المستقبل بطريقة ما. ولكنه في هذه اللحظة اكتشف فجأة أن هذا الكيان الجبار لا يمكنه الوصول فجأة الى هذه الجبال البيضاء ؟ ما الذي يفترض أن يعنيه هذا بحق الجحيم ؟؟
" الداو السماوي هو القانون الأسمى الذي تخضع له السماوات نفسها. هو شيء أشبه بالقوانين التي درستموها على كوكب الأرض مثل قانون الجاذبية الذي يمسك الجميع على الكوكب، أو مثل السرعة القصوى في الكون سرعة الضوء. أو غيرها من القوانين الفزيائية التي استطعتهم التوصل لها هناك.
من الداو السماوي ولدت العديد من القوى الصغرى مثل القوانين التي تعلمتها،
قانون النار
الرياح
الجليد
أو ايا كان القانون، هذه كلها أشياء تنحدر من القانون الأعظم الداو السماوي نفسه. لذلك كل القوة التي اكتسبتها من فهم وتطوير هذه القوانين لا معنى لها هنا حيث لا يوجد الداو السماوي نفسه، هل تتوقع أن تظهر قوة قوانينك الضعيفة هنا ؟؟"
سلم الشيخ قرع النبيذ الى المارشال زيغان بينما ظهر مجددا ذلك الكوخ العظمي بالإضافة الى زوج من الكراسي العظمية. جلس الإثنان هناك بكل بساطة بينما استمر زيغان في الإرتجاف هناك في حيرة. كانت هذه هي أكبر صدمة تعرض لها منذ اليوم التي ترك فيه كوكب الأرض، كل الأحلام والأهداف التي وضعها نصب عينيه أصبحت فجأة بلا معنى في هذه اللحظة.
" السبب الذي جعلنا نحن عرق الكارثة لا نخبرك أيا من هذه الأسرار الكبيرة بسيط في الحقيقة، وأنت ستفهم ما أقصده بعد قليل..."
" الداو السماوي الذي تعرفه كما قلت هو القانون الحاكم للسماوات. في الأصل هناك ثلاث فئات من الداو، الفئة الأضعف هي داو العناصر، أو بالأحرى ما تسمونه القوانين المتوجة.
في الحقيقة كل قانون متوج يشكل في الأساس داو معين، أنت على سبيل المثال تسير في طريق 5 داو عناصر مختلفين.
داو النار
داو البرق
داو الجليد
داو المعادن
الداو الظلامي
هااهاهاهاهاهااه، هذا مثير للإعجاب، 5 من داو العناصر دفعة واحدة. ربما الآن أنت بدأت ترى نوع المشكل الذي يقف في طريقك وربما هذا هو السبب الذي جعلك تطلب المساعدة هذه المرة. من أجل إتقان داو عناصر واحد، يستغرق الناس آلاف السنين، لكنك تحاول إتقان خمسة وفي نفس الوقت ؟؟
هاهاهاهاهاه........."