_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : تصفية الذهن.
ابتسم الشيخ شازان بينما ركع على الأرض بعجالة وهو يعتذر من الموقف الغاضب الذي أبداه قبل قليل، بعد كل شيء زيغان كان هو الحاكم الأعلى هنا، حتى ملوك عرق الكارثة يحترمونه. لكن زيغان لم يكترث لذلك اطلاقا، لقد أصبح زيغان في هذه اللحظات هادئا جدا وحتى من الجو المحيط به تغير تماما حيث أصبح مثل محيط عميق من المياه الساكنة التي لا تتحرك !!
مرعب !!
الشيخ شازان لم يستطع سوى التنهد في قلبه وهو يقول :
" السيد الشاب، كما قلت لك سابقا، السبب الذي جعلنا لا نخبرك بهذه الأشياء بسيط. أنت ببساطة شخص طموح للغاية، إذا علمت أن هناك قوة أكبر ستحاول الحصول على تلك القوة. وإذا ما ركزت كل وقتك وجهدك على شيء كبير أنت بكل بساطة لن تحصل على أي شيء، لا الصغير ولا الكبير.
إذا علمت أنه توجد قوة أعلى من قوة داو العناصر، أنت بكل بساطة ستطمح الى تلك القوة وستحاول تعلم الداو الأعلى، ولو علمت أنه حتى الداو السماوي يمكن تعلمه والسيطرة عليه، أنت مجددا ستحاول جاهدا اكتساب مثل هذه القوة. لذلك غالبا ما تخفي الشخصيات الكبيرة مثل هذه المعلومات عن التلاميذ الأصغر سنا مثلك. الطموح الكبير جيد، لكنه في نفس الوقت خطير للغاية، إذا ما تشوشت نظرتك وفقدت تركيزك ستضيع تماما وستفقد كل شيء.
لهذا السبب بالذات كنت أخبرك بما تحتاج معرفته في كل مرة، كل شخص يجب أن يمر بالأساسيات، يجب أن تتعلم القوة من أسفل طابق. وليس مجرد تعلم وحسب وإنما يجب أن تقوم بإتقان تلك القوة إتقانا كاملا لكي تكتسب أساسا متينا من أجل المستقبل.
..
آآآخ، أشعر أنني ارتكبت بالفعل خطأ كبيرا بإخبارك هذه الملعومات بالفعل، الآن ظلال هذه الملعومات ستلاحقك دوما، أنت لن تركز جيدا حول الأساسيات بعد الآن.
السيد الشاب، أظن أنه من الأفضل أن أقوم بمسح هذه المعلومات من ذاكرتك بالنسبة للوقت الراهن. هذا سيكون أفضل من أجل بناء أساسك بشكل أفضل !... "
فور انتهاء الشيخ شازان من قول هذه الكلمات حتى وجد فجأة أن المارشال زيغان جلس على الكرسي العظمي، وبدى أنه دخل مباشرة في وضعية تأمل حيث لم يسمع مطلقا أي من كلمات الشيخ شازان !!
رؤية هذا الأمر لم يتسطع العجوز شازان سوى الإيماء برأسه وهو يهمس :
" أعرف أن عزيمتك جبارة بالفعل، لكن لم أتوقع أن تكتسب بعض التنوير من مجرد سماع بضعة كلمات !! أنت حقا شخص لا يصدق !!...
من الأفضل عدم إزعاجه في الوقت الحالي. هاهاهاها أين قرع النبيذ اللعين بحق الجحيم ؟؟ "
...
...
داخل النطاق الداخلي، كانت هناك ثلاث شخصيات فقط في مقر العشيرة. الطفل الصغير بلاكي، ديموس آآش، بالإضافة الى رجل كان جسده بالكامل مغطى بدروع دموية مرعبة للغاية !!
هذا الشخص بالطبع كان هو قائد الفيلق سابقا، كوشمار !!
بعد خسارة كوشمار في القتال في الحرب السابقة قبل عشر سنوات، ورغم تدمر جسده إلا أن الأفتار القتالي الخاص به كان لا يزال على قيد الحياة، ليس كوشمار وحسب وإنما كافة قادة الفيالق الذين خسروا القتال ظل الأفتار القتالي خاصتهم على قيد الحياة وتم القبض عليهم من طرف قوات الإمبراطور التنين.
لكن بعد إخضاع المارشال زيغان للإمبراطور التنين بالقوة، إمتلك الأكاغي فرصة لإنقاذ الأفتار القتالي الخاص بقادة الفيالق هؤلاء. ومع إنتهاء الحرب بذلك الشكل الغامض، قدم ملوك عرق الكارثة هدية أخيرة الى العشيرة قبل مغادرتهم.
خصوصا الشيخ السماء المرتشية، لقد قام بإعادة بناء أجساد كافة قادة الفيالق السابقين، وهكذا قام الملوك بدمج الأفتار القتالي لكل واحد بأجسادهم الجديدة. بالطبع أي شخص في العالم الخارجي يملك موارد كافية لصنع جسد سيستطيع القيام بهذه الخطوة هو الآخر، ونفس الأمر كانت تمر منه عائلة دوغو في الوقت الراهن حيث كانت تحاول صنع جسد جديد للفتاة التي كاد أن يقتلها زيغان سابقا.
ومع ذلك كيف يمكن مقارنة عائلة دوغو بعرق الكارثة ؟؟
فقط خلال عشر سنوات قصيرة، لم يستعد كوشمار قوته السابقة وحسب، وإنما اخترق بالفعل وأصبح ملكا قتاليا من المرحلة التأسيسية. مع فهمه السابق للقوانين كان قادرا على استرجاع قوته بشكل سريع للغاية. كل ما كان في حاجة إليه كان هو كم هائل من الطاقة لرفع مستواه، وهذا بالضبط ما قدمه له ملوك عرق الكارثة. لذلك كان كوشمار بالفعل يشعر بامتنان شديد اتجاه هذه الشخصيات العظيمة من عرق الكارثة !!
في الوقت الحالي، لقد ارتفعت قوة كوشمار بشكل كبير للغاية حيث كان هو أقوى شخص في العشيرة في الوقت الحال باستثناء الديموس بالطبع. لذلك تم وضع نظام سلطة جديد خلال فترة العشر سنوات التي كان فيها مارشال عشيرة الأكاغي غائبا عن القيادة.
لقد اتقسمت العشيرة بالكامل الى جزئين عملاقين فقط. جزء الأحياء والذي كان تحت قيادة كوشمار بمفرده بإعتراف من كافة قادة الفيالق السابقين، لقد اختاروا بالفعل اتباع هذا النظام من أجل مستقبل العشيرة ككل. حتى من شخص مزعج مثل العجوز ياماغوني لم يستطع التهاون في مثل هذه المواقف، وكان بالفعل من أول الأشخاص الذين دعموا كوشمار خلال هذا التغيير.
القسم الثاني من العشيرة كان بالأحرى قوة المارشال الخاصة، أي فيلق اللاموتى أو أيا كانت تلك الأشياء. لقد كانت تتحرك فقط بواسطة قدرة الظلام الغريبة الخاصة بالمارشال زيغان، وأعدادهم وقوتهم الإجمالية كانت مجهولة تماما !!
كل ما يعرفه الأكاغي أن هؤلاء اللاموتى كانوا فقط تحت قيادة الراهب المخيف !!
" حسنا لقد فهمت، لم يحدث أي تغير كبير كما كنت أظن. هذا العالم كبير جدا وسنحتاج الى وقت طويل للغاية قبل أن نرسخ أساسنا في هذا المكان. بما أن المارشال لا ينوي العودة في أي وقت قريب فمن الأفضل ألا نزعجه أكثر من ذلك.
إذا كان هذا كل شيء للوقت الراهن، إذا سأغادر على الفور."
بعد أن تلقى كوشمار اللفافة التي أوصلها بلاكي الى النطاق الداخلي، اكتشف أن المارشال زيغان سيبدأ رحلة تدريبية رفقة العجوز شازان. لذلك كان الأكاغي سيتابعون خططهم بكل صمت كما جرت العادة طيلة فترة العشر سنوات المنصرمة. بعد أن انتهى من تلقي المعلومات، إختفى القائد كوشمار من داخل النطاق الداخلي تاركا فقط كل من بلاكي رفقة ديموس آآش !!
هذا النطاق الداخلي الذي كان يعج بعدد لا يحصى من المخلوقات كان في الوقت الراهن فارغا تماما وصامتا بشكل مخيف للغاية !!.
لقد كان الأمر فقط غريبا للغاية.
..
..
في بقية بقاع العوالم التابعة لمختلف القاعات التي تم قتل أعضائها داخل المقاطقة الحدودية، ظهرت فجأة مهمة غريبة للغاية جذبت اهتمام العديد من التلاميذ من مختلف المستويات !!
لقد كانت مجرد مهمة بسيطة لقتل شخص ما، أمثال مهمات القتل هذه كانت بالفعل متواجدة في كل مكان، بعد كل شيء القاعات كان لها أعداء كثر للغاية، والقتالات والحروب كانت تنشب في كل مكان. لكن ما حذب اهتمام كل هذه الأعداد من المقاتلين كان هو ظهور نفس المهمة في العديد من القاعات في الجوار !!
" ما الذي يحدث هنا ؟ من يكون هذا الشخص مارشال زيغان ؟
أتسائل ما الذي فعله حتى ترفع عليه مهمة قتل من طرف عدة قاعات في نفس الوقت. كما أن المكافأة ليست سيئة !! هذا الشاب في عداد الموتى..."
من بين كل القاعات التي فقدت تلاميذهم في المدينة الحدودية، كانت القاعة الوحيدة التي لم ترفع مهمة القتل في حق زيغان هي قاعة آثور الملعونة !! أما بالنسبة للسبب، فهذا الأمر ظل لغزا بالنسبة للجميع، حتى بالنسبة لشايدر آثور نفسه لم يعرف السبب، كل ما كان يعرفه أن العجوز الأصلع بازارد بلاك كان هو من أصدر أمر عدم مطاردة زيغان.
..
..
..
بعد مرور شهر داخل عالم الجبال البيضاء، أخيرا توقف زيغان عن التأمل وخرج من حالته تلك ليفتح عينيه من جديد مشتسعرا هذا العالم حيث لا يوجد الداو السماوي نفسه. على وجهه كانت هناك نظرة من الهدوء والثقة في النفس على عكس أول مرة وصل فيها الى هذا المكان.
بجوار المارشال، كان العجوز شازان لا يزال جالسا على الجانب بكل سرور. رؤيته لزيغان يفتح عينيه بهذه السرعة جعلته حقا يدخل في سعادة غامرة !!
فووووش !!~~~~~~~~~
ازدهرت فجأة من جسد زيغان عدة خطوط ذهبية براقة وبدأت تتلوى حول جسده بقوة هائلة للغاية كأنها أفاعي لا حصر لها ! لقد كانت هذه هي قوة الماجوس الخاصة به، وفقط من مجرد خروج هذه القوة الى هذا المكان، كان من الواضح أنه لا علاقة لها بالداو السماوي !!
لم يقف الأمر عند هذه الخطوط الذهبية وحسب، وإنما كان الضغط الجسدي المنبعث من جسد زيغان يحمل ثقلا هائلا جدا أثر على استقرار نسيج الفضاء من حوله في هذا المكان، لقد كان من الواضح أن القوة الجسدية التي يتمتع بها زيغان كان هائجة وشرسة بشكل مخيف للغاية !!
حتى أن هذه القوة تشكلت على شكل هالة حمراء قاتمة استمرت بالدوران حول جسده كما لو أنها ملاكه الحارس.
بوووووووووم !!~~~~~~~~~~~~~~~
إهتزت كامل مساحة مليون كيلومتر من حول زيغان في اللحظة التي اجتاحت فيها موجة مرعبة من قوة الروح هذه المساحة المهولة !!
!!!!!!!
قوة زيغان التي كانت على شكل قوة روحية غير مرئية، خرجت في الواقع من جسده مثل بحر هائج واندفعت الى الأمام لتحيط بمساحة مليون كيلومتر من حوله !! في كل أرجاء مليون كيلومتر، كان زيغان قادرا على تفحص كل ذرة من الغبار هناك ومعرفة كل شيء حولها. لقد كان شعورا أفضل بكثير من البنض الروحي الخاص بملوك القتال. الفارق الوحيد بين الإثنين كان هو أن النبض الروحي لملوك القتال يستمر بالتمدد والتوسع الى مالانهاية، في حين أن القوة الروحية الخاصة بزيغان لم تستطع تجاوز حدود مليون كيلومتر من حوله.
" مرحبا بك من جديد أيها السيد الشاب، أرى أنك أخيرا أدركت المغزى من إحضاري لك الى هذه الجبال البيضاء، هاهاهاههاهاه..." ابتسم الشيخ شازان ابتسامة عريضة وهو يلقي بقرع النبيذ بعيدا عنه مجددا. وقف على قدميه بينما كانت السعادة واضحة على محياه بشدة. في الحقيقة لم يتوقع أن يدرك زيغان المغزى من هذه الرحلة بهذه السرعة، لقد احتاج فقط الى مجرد شهر ليصفي ذهنه بالفعل ويكتشف الأمر ؟؟
هذا حقا أذهل شازان بشكل كبير للغاية، في قلب هذا العجوز كانت مكانة زيغان ترتفع شيئا فشيئا أكثر من السابق بكثير.