_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : مسارات التدريب.
" أرى أنك بدأت تستوعب الأمر بعض الشيء، ما تفكر فيه صحيح تماما. لقد كنت تسير في طريق خاطئ منذ البداية. أنت بكل بساطة تركز فقط على مسار واحد من مسارات التدريب، بينما أنت في الواقع واحد من أندر أصناف المقاتلين في كل انحاء العوالم التي لا تعد ولا تحصى.
أنت تستطيع السير في المسارات الأربع للتدريب، لكنك كنت تركز فقط على واحد لا غير. أنت فقط كنت تركز على أكثر مسار شائع، مسار التشي..."
تقدم الشيخ شازان من جديد دون أن يترك للمارشال زيغان أي مجال للراحة، حيث بدأ مباشرة في شرح الأمور له من جديد.
" الآن وقد رأيت واحدة من أكبر نقاط ضعف مسار التشي. لابد وأنك أدركت مدى قيمة المسارات الثلاثة الأخرى، والتي على ما يبدو أنها لا تهتم بقانون الداو السماوي كثيرا ؟؟
إذا كنت تفكر في الأمر بهذه الطريقة فأنت مخطء تماما. كل المسارات الأربعة للتدريب مقيدة بالفعل تحت قوانين الداو السماوي، السبب الوحيد الذي يمكنك من استخدام هذه القوة هنا بسيط للغاية. أنت فقط تستخدم المخزون الذي تملكه من تلك القوة. بمجرد أن ينفذ مخزونك لا توجد أي طريقة لإعادة ملأه إلا إذا استخدمت بعد الحبوب الروحية أو غيرها من الأدوات الطبية. صحيح أنها تعمل من دون الإكتراث لتواجد الداو السماوي أو لا، لكن مصدر الطاقة نفسه يصبح غير موجود في اللحظة التي يختفي فيها مفهوم الداو السماوي.
..
وهكذا، حتى قوة المسارات الثلاثة عديمة النفع في مثل هذا المكان، ومسار التشي غير قادر على الظهور اطلاقا هنا مما يعني أنه الأضعف في هذه الجبال البيضاء. "
كانت مسارات التدريب الأربع شيء سبق وأن اطلع عليه المارشال زيغان من قبل. حتى من الملوك سبق وأن تحدثوا معه حول هذا الشيء بالفعل. كان المسار الأشهر والذي حقق فيه زيغان أكبر تقدم هو مسار التشي، حيث وصل زيغان الى مستوى العاهل القتالي من هذا المسار بالفعل.
على غرار مسار التشي، توجد ثلاثة مسارات أخرى. بالنسبة الى زيغان مساره ليس بالفعل مسار تشي، وإنما مسار الشينسو مادام مستمعلا للطاقة من نوع الشينسو. لكن على العموم يتم الإشارة الى هذا المسار بمسار التشي نظرا لكون كافة المخلوقات تبدأ من أضعف نوع من الطاقة وهي طاقة التشي. لكن زيغان مختلف عن البقية، حيث بدأ دربه في القوة وهو ممتلك بالفعل لقوة الشينسو.
المسارات الثلاثة الأخرى هي :
مسار الزينتسو، أي مسار القوة الجسدية.
مسار الماجوس.
مسار الروح.
على الرغم من أن زيغان لم يهمل هذه المسارات الثلاثة الأخرى، إلا أن انجازاته فيها لا يمكن وصفها بالشيء المبهر مقارنة بما حققه في مسار الشينسو. حتى هو نفسه كان يعرف هذا الشيء بالفعل، لكن في هذه الجبال البيضاء مهما بلغ مخزون القوة الذي تملكه، كان الأمر عديم الفائذة ما دام الشخص غير قادر على تجديد طاقته. لذلك ظلت المشكلة الأكبر هي نفسها.
خطير !!
هذه الأماكن خطيرة جدا !!
هذه هي الخلاصة الأخيرة التي توصل اليها المارشال بالفعل من خلال شهر التأمل هذا، لكنه كذلك استطاع الوصول الى أفكار مختلفة تماما عن الفوارق التي توجد بين كل مسارات التدريب الأربع.
" مسار الشينسو خاصتي ليس هو الأقوى لأنه دائما مرهون بالداو السماوي ؟؟
لكن ماذا بشأن المسارات الثلاثة الأخرى ؟ وعلى عكس ما تقوله أيها الشيخ شازان، أنا بدأت أشعر بالفعل أنني أستطيع تجديد طاقتي الجسدية، لكن النسبة تكاد لا تذكر. لكنني حتما أشعر بها، أشعر أنه يمكنني تجديد طاقتي الجسدية هنا."
قال المارشال زيغان بينما بدأ يقبض قوته بشدة.
ماذا !؟
يستطيع تجديد قوته الجسدية ؟
ظهرت لمحة من الصدمة على وجه الشيخ شازان بينما أعاد إلقاء نظرة فاحصة على المارشال من جديد، أن يستطيع تجديد قوته الجسدية في هذا المكان كان بالفعل شيئا مستحيلا تماما. لذلك أرجح الشيخ شازان أن هذا قد يكون له علاقة بقوة الأوريبوس الخاصة بالمارشال، لكن وفي نفس الوقت وعلى حد علمه لا علاقة بين قوة الأوريبوس وما يحدث هنا ؟؟
" فووووو...
أنت بكل بساطة تملك الكثير جدا من القوة، هذا كثير جدا.
لو كنت تحكم السيطرة على %100 من قوتك الكاملة على الأرجح ستكون قادرا على قتل أي امبراطور قتالي عادي بكل سهولة حتى لو كنت لا تزال مجرد عاهل قتالي. أنت حقا لا تملك أدنى فكرة عن الكم المروع من القوة الكامنة في داخلك أيها السيد الشاب !!" عاد الشيخ شازان الى الجلوس مرة أخرى بينما ظهرت شخصية من العدم بجانبه !!؟
شوى !!~~~~~~~~~
ركل الشيخ شازان هذه الشخصية بعيدا عنه في اللحظة التي ظهرت فيها، بينما بدأ يتحدث الى زيغان من جديد : " الأمر ليس أن مسار التشي ضعيف، وإنما كل مسار له مميزاته الخاصة. مسار التشي يختص فيه المقاتلين الذين يقاتلون عن بعد، أي أنهم يقاتلون من مسافات طويلة ويظلون بعيدا عن بعضهم البعض.
على عكس مسار الزينتسو، حيث يهتم بالصدامات المباشرة بين الشخصيات، الزينتسو أيقونة القوة الوحشية في هذا العالم، وغالبا ممارسي التشي يخافون من ممارسي الزينتسو في القتالات قريبة المدى. لأنهم لن يملكوا أدنى فرصة للفوز ضد القوة الوحشية بأجسادهم الهزيلة والضعيفة. لكن هناك شخصيات ذات مواهب مرعبة في إستيعاب الداو، هذه الشخصيات قادرة على الهيمنة بشكل مطلق على خصومها مهما كان المسار الذي يتبعونه. لذلك لا يمكن الحكم على أي مسار بالضعف أو القوة بهذه البساطة.
..
من جهة أخرى مسار الماجوس ليس مسار يتبعه الشخص بشكل منفرد، هو مسار غير معد للقتال الفردي بشكل عام. قوة التشكيلات تهيمن على مسافات كبيرة جدا، مما يعني أن تشكيلا واحدا فقط قد يغرق عالما بأسره ويحتجز كافة المقاتلين هناك. هذا المسار معقد جدا وله استخدامات خاصة، الماجوس في العوالم كلها نادرون للغاية، وهم يملكون قوة مرعبة جدا توازي قوى عشائر بأسرها إذا ما تمكنوا من فهم قوتهم، عيب هذا المسار أنه يتطلب وقتا طويلا لاستيعابه وكذلك يعتمد على الكثير من الأشياء، على سبيل المثال قوة الماجوس خاصتك ؟؟
إنها ضعيفة للغاية، لأن كل التشكيلات التي تعرفها تعتمد على قوة داو العناصر، هنا في هذا المكان أنت غير قادر على إنشاء أي تشكيل، أنت غير قادر تماما على الإستفادة من هذه القوة على الرغم من أنك تملكها. العيب هنا هو أنك لا تعرف أي تشكيلات تستخدم طاقة غير طاقة قوى العناصر، وهذه هي المشكلة، لقد قمت بتقييد قوة الماجوس خاصتك بقوة مسار التشي خاصتك أيضا.
..
وكذلك يمكن القول أن نفس الأمر ينطبق على قوة الزينتسو الجسدية خاصتك، قوة الزينتسو لا تستعمل فقط من أجل إلقاء اللكمات والركلات على الخصوم أو من أجل تلقي ضربات قوية بدون التأثر من ذلك. هذا ليس طريقة استعمال هذه القوة. أنظر هناك..
هذا الشيء هناك مستعمل للقوة الجسدية فقط. إنه مقاتل يسير في مسار الزينتسو فقط، مستويات الزينتسو هي نفسها مستويات مسار التشي. إنه مجرد عاهل في المرحلة المتوسطة في مسار الزينتسو. عندما تهزمه في قتال مباشر سنخرج من هذا المكان.
والآن إذهب الى هناك لتكتسب بعض الخبرة." وقف الشيخ شازان من مكانه بينما كان يتجه الى داخل الكوخ العظمي، كان من الواضح أنه لم يكن مهتما بالقتال بين كل من زيغان وذلك المخلوق الغريب الذي استدعاه الى هذا المكان. لكن وقبل أن يصل الى الكوخ صمع صوت زيغان فجأة :
" لكن ماذا بشأن المسار الرابع، مسار الروح ؟؟ لماذا الجميع متكتم حول قوة الروح هذه ؟؟ أنا لا أفهم حقا هذا الأمر، هل يفترض أن يكون مسار الروح هو الأقوى ؟؟
لماذا إذا تقولون أن المسارات الأربع متوازنة في القوة؟ " كان زيغان حائرا للغاية في هذه اللحظات، لقد سمع مختلف الإجابات حول قوة الروح لدرجة أنه لم يعد يعرف ما هو الصحيح وما هو الخطأ. لقد أصبحت قوة الروح هذه شيئا غامضا للغاية في قلبه منذ مدة.
" مسار الروح ؟
بالنسبة الى شخص مثلك لتتحدث حول مسار الروح، هذا بعيد عنك بعض الشيء. لتتعلم أولا كيف تستفيد من قوة الزينتسو خاصتك..." دخل الشيخ شازان الى الكوخ العظمي بدون الإكتراث بسؤال زيغان. كان بالفعل غير مهتم بقوة الروح في الوقت الراهن، لقد كان عازما على أخذ الأمور خطوة بخطوة. هذا بعد كل شيء كان هو الطريق الأفضل لترسيخ أساس زيغان في كل مسار على حدة.
..
..
" اللعنة !! تشه، من أين ظهر هذا العجوز الملعون ؟ أين أنا بحق الجحيم ؟؟ " في اللحظة التي استطاع فيها المخلوق الغريب تثبيث نفسه، كان قد وجد نفسه بالفعل في محيط غريب للغاية وكان يتفحص محيط الجبال البيضاء من حوله مع بعض الخوف.
أما بالنسبة الى المارشال زيغان والذي وقف على الأرض متجها الى المخلوق، فقد ظهرت صدمة طفيفة على وجهه.
" هذا المخلوق يستطيع الطيران هنا ؟؟ كيف ؟؟
كيف من المفترض أن تستعمل قوتك الجسدية للطيران ؟؟ هذا غريب !!"
..
..
هذا المخلوق من ناحية أخرى لم يلقي أي بال لزيغان، وإنما استمر في مراقبة وتفحص هذا العالم، بطريقة ما لم يتمكن هذا المخلوق من رؤية العجوز شازان، والشخص الذي كان يناديه بالعجوز في الحقيقة كان المارشال زيغان !!
ما لم يعرفه المارشال زيغان هو أن الشخص الذي يقف أمامه مجرد طفل صغير من إحدى العشائر التي تقع تحت حكم الشيخ شازان، الملوك يملكون أتباعا كثيرون جدا حتى المارشال لا يعلم حولهم أي شيء، ونفس الشيء بالضبط كان يتكرر مع شيوخ عرق الكارثة.
كان زيغان حائرا جدا في هذا الوقت، الشيخ شازان قال أن قوة الزينتسو لا تستعمل فقط للكم والركل، والآن هذا الشيء أمامه كان يطير بالفعل بالإعتماد على قوة الزينتسو؟!
إذن كيف تعمل هذه القوة بحق الجحيم ؟؟