581 - امبراطور عين المسارات العظمى -- الحظ و الحقيقة !!

_____ MARCHELL ____

عنوان الفصل : امبراطور عين المسارات العظمى -- الحظ و الحقيقة !!

>> >> >> >>> >> >> >>>

داخل الكوخ العظمي، وبينما كان الشيخ شازان على وشك الإستلقاء والنوم على سرير مريح كان في أحد جوانب الكوخ، استطاع فجأة الشعور بحضور مرعب يغلف الكوخ بالكامل !!

لقد كان هذا الحضور شيئا مختلفا تماما عن حضور ملوك عرق الكارثة، وكان شيئا قادرا على بث الرعب في نفس كل مخلوق حي في هذا العالم. الشيخ شازان يعرف بالتأكيد لمن يعود هذا الحضور، لقد كان هذا الشيخ رجلا يحترم بشكل كبير ملوك عرق الكارثة، رغم أنه كان يخاف من قوتهم إلا أنه عندما كان زيغان في خطر، تجاهل خوفه حتى وكان مستعدا تماما للدخول في قتال ضدهم مهما كان ليكلفه ذلك.

لكنه بالضرورة لن يكون قادرا على اتخاذ قرار مثل ذلك لو علم أن صاحب هذا الحضور كان ليكون عدوه. الحقيقة تقال، مهما كان الشخص قويا، أو حتى مهما كان الشخص مجنونا ليحارب بشكل أعمى حتى لو عنى ذلك رمي حياته للموت، لا معنى لكل ذلك أمام هذا الحضور. إذ حتى المجانين لم يكونوا ليستطيعوا رفع إصبح في خضم هذا الحضور.

صاحب هذا الحضور كان هو أقوى شخص بعد السلف مباشرة في كامل وجود ميلينيوم برمته، ملك الملوك زيناكو !!

رغم أن هذا الشخص المرعب لم يستيقظ بعد، إلا أن جزءا بسيطا من وعيه كان قادرا على الظهور من فترة لأخرى. وعلى ما يبدو هذه المرة، لقد اختار أن يظهر من جديد أمام الشيخ شازان !! المسكين شازان والذي كان دائما ما يبدو عليه الجنون، اختار الجلوس بكل خوف على الجانب بينما كان ينتظر أوامر ملك الملوك بصمت. لم يملك القدرة حتى على رفع بصره لرؤية ما كان يقبع أمامه من شدة الخوف.

أما سبب هذا فقد كان بالتأكيد شيئا يعرفه الجميع.

" لا تقلق أيها العجوز، هذا الملك لن يحاسبك على رغبتك في حماية المارشال خاصتنا هاهاههاها.... !! لقد كان في الواقع شيئا ممتعا رؤيتك الشيخ شازان تحاول القتال ضد كل ذلك العدد من الملوك. هاهاهاهاهاه... "

إنفجر ضحك يصم الآذان داخل هذا الكوخ العظمي بينما تشكل ضباب أسود على هيأة غير مفهومة أمام الشيخ شازان، رغم أن هذا الضحك كان عاليا جدا إلا أن زيغان في الخارج لم يستطع أن يشعر أو يسمع أي شيء. بالطبع ملك الملوك زيناكو كان شخصا صارما جدا، لذلك ظهوره هنا جعل الشيخ شازان يتسائل حول ما إذا كان ذلك بسبب عصيانه للأوامر في وقت سابق.

ملوك عرق الكارثة كانوا يملكون سلطة مطلقة، وعصيان الشيخ شازان لأمر مباشر من 22 ملك في نفس الوقت، هذه كانت لتكون سببا يكفي لإعدام هذا الشيخ لو كانت الظروف عادية. لكن من حسن حظ شازان أن سبب ظهور ملك الملوك هنا اليوم لم يكن أيا من ذلك.

" همم !! إنه في الواقع يستخدم الشينسو لإعادة تجديد طاقته ؟؟ هذا الطفل غريب جدا حقا، ربما حتى الجبال البيضاء هذه لن تستطيع فعل أي شيء له." تحدث الشكل الظلي الغريب لملك الملوك فجأة بينما كان يلقي بنظرات عميقة الى خارج الكوخ ناحية زيغان.

السينسو ؟؟

ظهرت فجأة فكرة ما في عقل شازان بين أصبح مذهولا تماما وهو يتمتم : " أووه !! "

رغم أنه كان مذهولا تماما إلا أنه كان من الواضح أنه لم يفهم الأمر تماما.

" أول طاقة ظهرت في العالم هي الطاقة البدائية، وهي التي شكلت كل شيء نعرفه، هي التي شكلت معالم هذا العالم خلال أعداد لا تحصى من السنين، لكن خلال كل هذه السنين، لقد ظهرت أنواع كثيرة من الطاقة مشتقة من الطاقة الأصل الطاقة البدائية.

طاقات من أمثال التشي والتي هي الأضعف، ثم طاقات قوية للغاية وقوتها قريبة من الطاقة البدائية نفسها من قبيل طاقة الفوضى، أو طاقة الشينسو الخاصة بالمارشال. هل تفهم الآن العجوز شازان، ربما لا يتواجد الداو السماوي هنا في هذه الجبال البيضاء، لكن الداو البدائي موجود في كل مكان."

قال ملك الملوك بينما كانت نظراته لا تزال مركزة بشدة على المارشال زيغان.

" لكن يا صاحب الجلالة، المارشال لا يعرف أي شيء حول الداو البدائي، أنا لم أخبره بأي شيء حول الداو السماوي حتى ناهيك عن الداو البدائي، فقط الشخص الذي يتقن الداو البدائي سيكون قادرا على استخدام الطاقة البدائية نفسها وإعادة شحن قوته في هذه الجبال البيضاء. لكن المارشال ... " لم يستطع الشيخ شازان سوى التساؤل بكل ذهول ؟؟ هو حقا لم يكن قادرا على رؤية وصلة الربط بين كل من المارشال وبين الداو البدائي !!

" هذا الطفل ينمو بشكل سريع جدا، صحيح أنه لا علاقة بينه وبين الداو البدائي، لكن لا تنسى أن الشينسو خاصته قريبة جدا من الطاقة البدائية نفسها. لذلك في الحقيقة يستطيع امتصاص القليل جدا من الطاقة البدائية وتحويلها الى شينسو بطريقة ما. حتى أنا لا أعرف تماما ما الذي يحدث مع هذا الطفل، فإذا كان يمتص الطاقة البدائية ويحولها الى شنيسو فإذا يفترض أن يجدد مخزون الشينسو خاصته وليس مخزونه من الزينتسو ؟؟"

بينما كان الشيخ شازان غارقا في التفكير حول علاقة زيغان بالطاقة البدائية، طرح ملك الملوك على الفور تساؤلا أكثر تعقيدا بكثير من ما كان يفكر فيه شازان ؟!

يحول الطاقة البدائية الى شينسو، لكن في جسده لا يرتفع مخزون الشينسو لكن بدله يرتفع مخزون الزينتسو ؟؟

كيف ذلك بحق الجحيم ؟؟

" الشيخ شازان، يجب أن تسرع تدريبه الى أقصى حد ممكن، لقد حدث تغير كبير للغاية في المستويات العليا. حتى أن مكان المارشال تم تحديده بالفعل من قبلهم. " فجأة تحدث ملك الملوك بنبرة خطيرة جدا وهو ينظر الى الشيخ شازان.

لقد تم تحديد مكان المارشال زيغان ؟؟

تغير وجه الشيخ شازان بشكل كامل في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات حيث وقف على الفور وهو يصرخ :

" هل استيقظ ذلك الشيء ؟؟"

" نعم، امبراطور عين المسارات العظمى، ذلك الشيء استيقظ من سباته بالفعل. وفي نفس الوقت ظهر سليل لعين المسارات في هذا المكان !!

لا أعلم هل هو مجرد صدفة أم أنهم خططوا لذلك مسبقا، لذلك يجب أن تتوخى الحذر في المستقبل. بعد كل الشيء السبب الذي كشف مكان زيغان كان في الأصل هو بسبب ذلك الحشرة سليل عين المسارات. في غضون عشرة آلاف سنة، إذا لم يتمكن المارشال من قتل سليل المسارات ذاك، يجب أن تقتل ذلك السليل بنفسك."

اختفى ملك الملوك بنفس الطريقة التي ظهر بها، ولكن الشيخ شازان ظل غارقا في العرق منذ اللحظة التي سمع فيها اسم امبراطور عين المسارات العظمى.

لقد كان خبرا صادما جدا، هذا الشيء كان قويا بجنون. لقد كان يملك عين المسارات العظمى، واحدة من أقوى ثمانية أعين في وجود ميلينيوم بأسره. لقد كان شخصية بقوة هائلة جدا وغير مفهومة، هو حتما يستطيع الوقوف بندية وجها لوجه أمام ملوك عرق الكارثة.

لكن الصدمة هنا هي أن ملوك عرق الكارثة ليسوا بقوتهم الكاملة نظرا لأنهم استيقظوا من السبات قبل فترة وجيزة فقط. اصاباتهم لا تزال تحت قيد العلاج بالفعل، في حين أن هذه الشخصية امبراطور عين المسارات العظمى هو بكامل قوته !!

فقط لإظهار كم هي هائلة قوة هذا الشيء الملقب امبراطور عين المسارات العظمى، يكفي أنه هو الشخص الذي صنع سجلات ألفا الأصل بنفسه !!

هذه السجلات ما هي إلا تقنية من تقنياته الخاصة، تقنية ربط بها وجودا بأسره، والآن وعلى ما يبدو أن هذه التقنية دخلت أيضا الى الحد الفاصل وبدأت تتوسع فيه.

أسرع شيء اكتشفه العلماء من كوكب الأرض كان هو الضوء. وفقط داخل مجردة درب التبانة، إذا كنت في كوكب بعيد نسبيا عن الأرض، لإرسال رسالة الى أحد أصدقائك على الأرض، سيستغرق وصول تلك الرسالة عشرات، مئات، آلاف أو حتى ملايين السنين أو أكثر بكثير، وهذا في نطاق داخل مجرة واحدة فقط ناهيك عن مستوى الكون.

لكن هذا الشخص امبراطور عين المسارات العظمى ربط وجودا بأسره بتقنية تستطيع إرسال واستقبال الملعومات بشكل فوري، لقد كانت تقنية تتجاهل تماما قيود الداو السماوي بشكل مثير للسخرية، لقد كانت تقنية استعرض بها امبراطور عين المسارات العظمى قوته الغير مفهومة على بقية الخلق. وكونه الى جانب أعداء عرق الكارثة، كان هذا هو سبب رفض عرق الكارثة استعمال سجلات ألفا الأصل للتواصل فيما بينهم سابقا.

والآن شخصية كهذه، تحركت شخصيا لتقفي أثر المارشال زيغان، لم يكن نجاح هذه الشخصية في إيجاد مكان زيغان شيئا غير متوقع اطلاقا. ربما كان هذا أحد أسباب مغادرة ملوك عرق الكارثة لجانب زيغان منذ فترة. من يعلم أي نوع من الحروب والقتالات الوحشية التي ذهب ليشارك فيها هؤلاء الملوك.

..

..

خارج الكوخ العظمي، لقد تم سحق زيغان تماما من طرف خصمه. لقد كان الأمر كما لو أن مجرد شخص فاني يحاول التغلب على عاهل قتالي. الشخص أمام زيغان كان في الواقع قادرا على القيام بأشياء أكبر بكثير من مجرد الطيران !!

لقد كان قادرا على اطلاق العنان لقدرات غريبة للغاية سحقت زيغان تماما وتركته بدون أي حول ولا قوة. لولا قوته الجسدية الهائلة التي مكنته من تحمل هذه الهجمات بدون أن يتلقى أي ضرر كبير لكان قد لقي حتفه منذ مدة.

بوووووووووووم !!~~~~~~~~~~~~

نزلت قبضة عملاقة من السماء وتحطمت مباشرة على جسد المارشال الذي كان غارقا وسط الدماء وفتات العظام من حوله. لقد كانت هذه القبضة مشكلة بالكامل من طاقة الزينتسو، وكانت تتوهج بالضوء الذهبي المبهر بينما ترتفع من جديد الى السماء مستعدة لتحطيم زيغان مرة أخرى.

" في الواقع يستطيع اخراج قوة الزينتسو خارج جسده ؟؟ كيف هذا بحق الجحيم ؟؟ " لم يستطع زيغان تصديق ما كان يراه أمامه، فالشخص أمامه كان يستخدم طاقة الزينتسو كما يتم استخدام أي طاقة أخرى، رغم أن طريقة الإستخدام لم تكن هي نفسها إلا أنه كان هناك أوجه تشابه كبيرة للغاية !!

زيغان لم يستطع الوصول حتى الى الشخصية في السماء، واحد في السماء والآخر لا يزال على الأرض المشكلة من الهياكل العظمية. ما لم يستطع زيغان التحليق أولا والوصول الى خصمه، لا يمكن تسمية هذا الشيء قتالا حتى !!

لقد كان مجرد تنمر من طرف واحد لا غير.

...

...

بعض الأشخاص الذين لم يسبق لهم وأن رأووا المارشال زيغان يعاني ويتم سحقه هكذا بينما الجروح الدموية المخيفة كانت تغطي كل أرجاء جسده ربما لن يستطيعوا تصديق ما كان يحدث هنا لو تم سرده عليهم بطريقة ما. لقد كان هناك نوع من الناس يظنون أن المارشال ولد وملعقة ذهبية في مؤخرته. لطالما شاهدوا قوته الساحقة في المعارك خارج النطاق الداخلي وشعروا بالغيرة والحسد الشديد.

صحيح أنه حصل على إرث عرق الكارثة وكل هذه القوى المختلفة التي لديه، لاكن لا أحد منهم فكر حقا حول ما إذا كانت قوة المارشال شيئا جاء من مجهوده الشخصي أم أنه مجرد محظوظ حصل على بعض الكنوز وهكذا قدر له الصعود الى القمة.

لا أحد حقا يفكر في الجحيم الذي مرّ منه ليصل الى ما هو عليه اليوم، إذ في الحقيقة زيغان لم يستفد الى حدود اللحظة أي شيء كبير من عرق الكارثة هذا، صحيح أن النظام يملك بعض الموارد النادرة ومهارات التدريب، لكنها كذلك لم تكن مجانية، لقد توجب على المارشال المخاطرة بمؤخرته في حروب لا نهاية لها داخل وخارج النطاق الداخلي من أجل الحصول على المال الكافي لإقتناء تلك الأشياء. مع العلم أن مثل هذه المهارات وربما أفضل منها يتم تقديمها لعباقرة الطوائف الكبرى بشكل مجاني، هكذا فقط.

وحتى السلالة القوية هذه التي منحته التفوق، الى الوقت الراهن لم تمحنه أي قدرات قوية بشكل مبالغ فيه، كل القوة التي حصل عليها من هذه السلالة الى حدود اللحظة كانت شيئا يمكن مقارنته مع السلالات الملكية القوية على أكبر قدر.

وحتى من الشخصيات القوية التي أصبحت تحت حكمه مثل ملوك عرق الكارثة، لقد تخلوا عنه في اللحظة التي احتاجهم فيها أكثر من أي شيء. لذلك أي شخص يظن أن زيغان مجرد محظوظ، ربما يجب عليه إعادة التفكير بعض الشيء. لا أحد سيعجبه زيغان الحالي الذي يتعرض للضرب المبرح، زيغان الحالي تحت رحمة مجرد مخلوق في مستوى العاهل القتالي.

لكن عندما يخرج زيغان من هنا في المستقبل ويقوم بسحق ملوك القتال بقوته الجسدية فقط، حينها سيظهر نوع من الناس الذين لا يعرفون سوى تقديم الإنتقادات الفارغة. مثل الأشخاص الذين يحكمون على سباقات الجري، يرون النتائج فقط.

يرون فقط أنك حققت المركز الأول وهذا هو المهم بالنسبة لهم، لكنهم لم يرووا كل العرق الذي تصببته وأنت تجري ليلا نهارا استعدادا لذلك السباق مثل المجنون، وكما يقال المعارك الحقيقية تجري خلف الكواليس، أما سباق الجري فهو أسهل مرحلة. نفس الشيء بالضبط كان ينطبق على زيغان، كل القوة التي يملكها اليوم، ليست بفضل عرق الكارثة أو أيا يكن، كل القوة التي يملكها اليوم هي شيء استحقه بعرقه وجهده وحده.

ولو كان لعرق الكارثة نفسه أي اعتراض، لما بقي النظام خاملا بدون وريث لكل هذه السنين التي لا تعد ولا تحصى في انتظار بروز شخص مثل زيغان. حتى من وراثته للنظام لم تكن حظا لعينا كما قد يقول البعض، لقد كان مجرد شخص عادي بدون أدنى قوة تذكر وكان على وشك تدمير كوكب بأسره، إذ منذ أن صنع السلف هذا النظام لم تظهر شخصية واحدة تملك الكفاءة اللازمة لتكون الوريث. وكفاءة زيغان التي أهلته ليكون الوريث لم تأتي من الحظ، وإنما شيء صنعه بيديه الخاصة.

المارشال زيغان ليس شخصا محظوظا أبدا، وفقط من يعرف زيغان بشكل قريب، سيعرف كم هي هذه الجملة حقيقة...

2021/11/24 · 594 مشاهدة · 2033 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024