_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : مسار الزينتسو.
>> >> >> >> >> >> >>
منذ بداية قتال زيغان وهذا المخلوق الغريب، كان زيغان يحاول في البداية الإستفادة قدر الإمكان من قوته الجسدية الهائلة، لكن كان كل ذلك من دون أدنى جدوى. لأنه بكل بساطة لم يستطع الإقتراب من هذا الخصم. المؤسف في الأمر أن هذا المخلوق الغريب لم يأخذ المارشال على محمل الجد اطلاقا، لقد ظل طافيا في السماء بينما كان يحلل هذا العالم باهتمام شديد. فقط حين شن عليه زيغان عدة هجمات، رد المخلوق أخيرا بمجموعة من القبضات الذهيبة المشكلة من طاقة الزينتسو، حيث كان يهاجم وفي نفس الوقت ظل بعيدا عن المارشال بمسافة كبيرة.
من جهة أخرى المارشال زيغان كان ذكيا نوعا ما في طريقة تعامله مع هذا الموقف، منذ اللحظة الاولى التي تلقى فيها تلك اللكمة، لقد تضرر جسده بالكامل إثر تلك اللكمة الذهيبة، حتى أن دمائه سالت خارج جسده بشكل كبير !!
تلك اللكمة تسببت في صدمة حقيقية للمارشال زيغان، لأنه بكل بساطة يعرف أن جسده صلب للغاية، حتى ملوك القتال لم يستطيعوا فعل أي شيء له، ناهيك عن مجرد عاهل قتالي في مسار الزينتسو !؟
من هناك ظهر احتمالان فقط في عقل زيغان من خلال تحليله لهذا القتال. الأول هو أن الشخص أمامه كان يملك قوة كامنة هائلة بنفس القدر الذي يملكه المارشال نفسه، وهذا الإحتمال كان مستبعدا بعض الشيء. أما الإحتمال الثاني فقد كان أن هذا الشخص يتقن استخدام قوة الزينتسو بطريقة ما لكي تؤذي جسد الخصم وتسبب ضررا هائلا جدا.
الإحتمال الثاني ظهر في عقل زيغان لأنه نفسه سبق وأن قرأ عن تقنيات قتالية لمسار التشي تستهدف دانتيان الخصم وتستهدف نقاظ ضعف مقاتلي مسار التشي بشكل خاص. لكن تلك التقنيات كانووا باهضي الثمن بشكل ساخر. ومن هنا افترض زيغان أن هذا الشخص ربما يملك تقنية ما تمكنه من إلحاق الضرر بخصمه بشكل كبير للغاية، أو أنها ربما تكون قدرة سلالته أو شيء ما من هذا القبيل.
إذا كانت قدرة سلالة، فهذا الأمر ربما يبدو أكثر منطقية، لكن إذا كانت تقنية !!
هل توجد هناك تقنيات لاستخدام طاقة الزينتسو من الأساس ؟؟
بمجرد أن توصل زيغان الى هذا الاستنتاج حتى بدأ باتباع استراتيجية جديدة. لقد استمر في تركيز قوته الروحية على عينيه مما منحه بصرا فائقا بشكل لا يوصف !! لقد كان حتى قادرا على رؤية تذبذبات الطاقة التي تنفجر من خلايا جسد هذا المخلوق بشكل غامض بعض الشيء. استمر زيغان باستفزاز المخلوق بينما يتعرض للضرب المبرح في نفس الوقت.
لكن من ناحية أخرى، ركز كل قوته على تحليل كيفية عمل جسد الخصم.
بوووم بوووم بووووم !!~~~~~~~~
توالت الإنفجارات التي تصم الآذان من هنا وهناك بينما تم قذف جسد المارشال في كل الاتجاهات بشكل فضيع للغاية !! كلما زاد طول هذه المعركة كلما أصبح هذا المخلوق منزعجا أكثر من حقيقة عدم قدرته على قتل المارشال.
" بشري ضعيف ؟ ما هذا المكان ؟ لماذا ترفض التحدث ؟ "
" هل أنت من احضرني الى هذا المكان، انتظر هذا الأمر محال على ضعيف مثلك.."
" بشري، إذا لم تخبرني حقا ماهية هذا المكان وعن كيفية الخروج من هنا، سأقتلك حقا..."
كان المخلوق يتذمر بشدة إذ كان مستاء للغاية من حقيقة كونه في هذا المكان الغريب. لم يعرف المخلوق كيف تم نقله الى هذا العالم، وكذلك الشخص الوحيد الذي كان قادرا على رؤيته في هذا العالم هو المارشال زيغان. رغم أنه تلقى ركلة في السابق من الشيخ شازان إلا أنه لم يكن قادرا بالطبع على رؤية الشيخ شازان، وهكذا كان لا يزال يتساءل حول ذلك الأمر بالفعل، لذلك كان لا يزال يراقب محيطه بحذر شديد ولم يولي زيغان الكثير من الإهتمام.
" هيهيهي... هناك طريقة واحدة لمغادرة هذا المكان، واحد منا فقط يستطيع مغادرة كومة القمامة العظمية هذه." مسح المارشال زيغان الدماء التي كانت جانبي شفتيه وهو يرمق المخلوق بنظرة مرعبة للغاية. لقد كان المارشال زيغان متحمسا بعض الشيء إذ أصبح قادرا على رؤية نمط معين لتحرك الطاقة خلال كامل جسد هذا المخلوق أمامه. رغم أن هذا النمط كان لا يزال غامضا بعض الشيء إلا أن زيغان اتخذ خطوة الى الأمام مباشرة وتحدث مع المخلوق بكل سخرية.
سبب تحدث زيغان كان بسيطا في الواقع، لقد أراد الضغط على هذا المخلوق من أجل اظهار المزيد من القوة. فقط حينها سيستطيع تحليل النمط والحصول على صورة أوضح، رغم أن الأمر سيكون خطيرا للغاية إلا أن زيغان كان واثقا من نفسه، فمنذ أن بدأ القتال لم يتلقى زيغان أي جرح خطير بشكل يهدد حياته، كلها كانت مجرد جروح ثقيلة بعض الشيء، لكن علاجها لم يكن بتلك الصعوبة.
" هاه !؟ واحد منا سيبقى حيا ؟ " ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه المخلوق وهو يدرك المعنى الكامن وراء كلمات زيغان بينما اختفى على الفور من مكانه وأصبح غشاوة اخترقت السماء !!
سريع جدا !!
رغم أن زيغان كان قادرا على رؤية المخلوق بكل وضوح بسبب عينيه القوية، إلا أنه لم يكن قادرا على إبداء رد فعل مناسب بنفس السرعة.
بوووووووم !!~~~~~~~~~
انفجرت هالة زيغان بالكامل بينما أصبح محيطه أحمرا قاتما تحت الضغط الشنيع الذي طبقته قوة الزينتسو خاصته على نسيج الفضاء هنا. بدأ على الفور يحاول محاكاة النمط الذي اكتشفه الى حدود اللحظة. مقاتلي مسار التشي يستعملون الدانتيان خاصتهم لتخزين كل الطاقة التي يملكونها، الدانتيان هو قلب المقاتل الحقيقي الذي يسير في مسار التشي. أما بالنسبة لتقنيات القتال، فهي كانت الطرق التي يستطيع بواسطتها هؤلاء المقاتلين الإستفادة من تلك الطاقة.
الأمر بسيط في الواقع، وهو أشبه بالطاقة الكهربائية على كوكب الأرض، التشي، طاقة الأصل أو اي نوع من أنواع الطاقة كانووا أشبه بالطاقة الكهربائية على الأرض، على الأرض الطاقة الكهربائية كانت هي نفسها في كل الأرجاء، لكن استخداماتها كانت عديدة وتختلف على حسب الجهاز الذي تستخدمه، إذا استخدمت مصباح فأنت ستحصل على الإضاءة، وإذا استخدت سيارة كهربائية فأنت ستحصل على السرعة، وهكذا ذواليك. كانت هذه هي الفكرة العامة التي تشرح بكل وضوح ماهية التقنيات القتالية وسبب اختلاف مستويات هذه التقنيات وقيمتهم.
لكن ما لاحظه زيغان هو أن الأمر مختلف مع طاقة الزينتسو، أول شيء لاحظه هو أن هذا المقاتل لا يملك مركزا يجمع كل الطاقة مثل الدانتيان !!
وإنما كل خلية في جسده على حدة تعمل كما لو أنها دانتيان منفرد وتفرز كميات هائلة من هذه القوة " الزينتسو"، المذهل في الأمر هو أن الطريقة التي تتناسق بها كل خلايا الجسم ينتج تأثيرات مختلفة في كل مرة. الى حدود اللحظة، هذا المخلوق أمام زيغان استخدم ثلاث تقنيات فقط.
الطيران، اللكمة الذهبية ، تقنية لزيادة السرعة !!
أو بمعنى آخر، لقد كان زيغان قادرا الآن على الحصول على ثلاث نماذج مختلفة من هذه الأنماط!!. وهكذا كان قادرا على محاولة تطبيق هذه الأنماط على جسده الخاص بعدما حلل هذه الأنماط وقارن بينها بكل تأني.
رغم أن هذا الأمر كان سريعا في وصفه، إلا أنه في الحقيقة استغرق وقتا طويلا للغاية من زيغان لاكتشاف ونسخ كل هذه الأنماط. داخل عالم الجبال البيضاء هذا، لقد مرت بالفعل أكثر من 6 أشهر من القتال الدموي ضد هذا المخلوق. لقد كان يمكن اعتبار زيغان مجرد جاهل حقيقي في كل ما يتعلق بالزينتسو، وهكذا كان من المستحيل عليه تحليل آلية عمل هذه القوة بين عشية وضحاها.
فقط في نهاية الشهر السادس نجح زيغان أخيرا في نسخ هذه الأنماط بشكل كامل. بعد كل شيء امتلاكه للعين الروحية الهائلة التي مكنته من رؤية هذه الأنماط كان غشا من البداية. لكن رؤية النمط ليس إلا الجزء السهل والبسيط، التطبيق كان أصعب بكثير مقارنة بذلك.
بوووووووم !!~~~~~~~~~~~~
على عكس السابق، زيغان الحالي كان قادرا بالفعل على الطيران في السماء بالإعتماد على النمط الأول الذي حصل عليه من هذا المخلوق، لقد أظهر المخلوق قدرات كثيرة طيلة هذه الستة أشهر، لكن زيغان استطاع التركيز على إثنتين فقط. الأولى كانت هي الطيران، والثانية كانت هي تقنية القبضة. لكن المشكل أنه مهما حاول نسخ تقنية القبضة لم يستطع أبدا إخراج قبضة بنفس الطريقة التي كان يقوم بها هذا الشخص.
" إذا في الواقع لقد كانت قدرة سلالة وليس تقنية قبضة !!؟؟" بينما كان زيغان يسقط من السماء، تنهد في صمت. كل هذا الوقت الذي حاول فيه نسخ تقنية الخصم، إتضح في النهاية أنها قدرة سلالته الخاصة بطريقة ما؟ قدرة كهذه كان من المستحيل نسخها بالطبع.
ومع ذلك، زيغان الحالي الذي كان جسده كل في فوضى عارمة، حتى من ذراعيه كانتا مكسورتين بالفعل، ابتسم فقط وهو يتحطم على الأرض. لقد استمتع بكل لحظة من هذا السقوط الحر قبل أن يرتطم جسده تماما بالسطح الصلب من العظام لينتشر ضجيج مدوي في كل الاتجاهات.
المشهد في السماء أمامه كان مرعبا للغاية، لقد مرت ستة أشهر من التعرض للضرب، لم ينجح ولا مرة واحدة في إلقاء أي ضربة على خصمه. لكن قبل لحظات، أتقن أخيرا تقنية القبضة تلك بطريقة ما. تلك التقنية بالذات هي ما استغرق كل الست أشهر تقريبا.
في السماء، تم تمزيق جسد المخلوق الى أشلاء وتطايرت أمعائه ودمائه في كل الأرجاء، لقد ظهر مخلب عملاق أحمر دموي غطى السماء برمتها بشكل مرعب للغاية، ذلك المخلب كان مرتبطا بالطبع بيد زيغان اليمنى. لقد انبعث ذلك الشيء من يده اليمنى بينما كان يحاول بشكل يائس اطلاق القبضة الذهبية، وفي النهاية ظهر المخلب الدموي نتيجة لكل تلك المحاولات !!
مخلب الكارثة !!؟؟
هذه القدرة كانت قدرة فطرية يملكها المارشال زيغان والتي كانت تنبع من سلالته الخاصة، فقط حين خرج هذا المخلب أدرك زيغان أن قبضة الخصم هو الآخر كانت قدرة فطرية وليس تقنية. لكن الإختلاف في القوة كان بكل بساطة هائلا بشكل لا يصدق !!
غطى مخلب عملاق بطول يتعدى 1000 متر سماء هذا العالم، لقد كان زيغان يشعر أن كل خلية في جسده تصرخ في نفس اللحظة وكذلك شعر بشكل غريب كما لو أن ذلك المخلب جزء من جسده الخاص، إذا ما تم تدمير المخلب أو قطعه، كان زيغان يشعر كما لو أن جسده هو الذي يتعرض للتدمير أو القطع، لقد كان كأنه امتداد آخر لجسده بطريقة ما !!
ما أكد شعور زيغان أكثر كان هو رؤيته لملامح ذلك المخلوق في اللحظة التي تدمرت فيها قبضته الذهبية، لقد تحول وجهه الى لون شاحب للغاية كما لو أنه فقد جزءا من جسده الخاص. ومع ذلك لم يملك المخلوق أدنى فرصة لمعرفة ما كان ليحصل تاليا حيث اكتسح فجأة هذا المخلب العملاق السماء، مع أن زيغان لم يستطع التحكم في المخلب بشكل جيد، إلا أن أدنى احتكاك للمخلوق مع ذلك المخلب مزقه الى أشلاء تناثرت في كل اتجاه. بكل بساطة هذا المخلب كان يحمل معه قوة تدميرية هائلة جدا ألحقت الخراب بكل شيء يلمسه.
حتى أن زيغان لا يزال يشعر بطاقة الزينتسو الخاصة به وهي تدمر تماما أشلاء المخلوق في السماء محولة إياه الى غبار !!؟
على الفور أخرج زيغان كمية كبيرة من الحبوب الطبية وبدأ في ابتلاع كل هذه الحبوب لاستعادة قوته بسرعة، بعد كل شيء لم تكن هناك طريقة لاستعادة القوة في هذا المكان، وفي حالة وصول مخزون القوة الخاص بك الى الصفر فأنت ميت لا محاله. الطاقة بالنسبة للمقاتلين أشبه بالأوكسيجين على الأرض. لذلك كان كل من زيغان وذلك المخلوق يستعملون الحبوب الطبية لاسترجاع طاقتهم على مدار الستة أشهر المنصرمة. أما بالنسبة الى طاقة الزينتسو فهي لا علاقة لها بداو السماوات، ولذلك كان ابتلاع مصادر طاقة كافيا لإعادة شحنها في الجسم.