_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : مهاجمة معقل للأعداء.
>>> >>> >>> >>>> >>>>
في مكان ما داخل أراضي المقاطعة الحدودية، على قمة جبل شاهق وصل ارتفاعه الى عدة مئات الكيلومترات. كانت هناك بضعة شخصيات على قمة الجبل كانت منخرطة في الكثير من الأعمال، لكن الأبرز بين كل هذه الشخصيات كان بالطبع رجل عجوز ذو أردية ذهبية مبهرجة للغاية، الرجل العجوز كذلك كان يرتدي تاجا فاخرا على رأسه منحه مظهرا متعجرفا بشكل مبالغ فيه.
لكن بالنظر الى قوة الرجل، فعلى الأرجح أنه كان يملك كل الحق في التصرف بعجرفة، لقد كان هذا الرجل العجوز هو الماجوس الوحيد بين كل هذه الشخصيات الملكية على قمة الجبل. وفي هذه الأثناء كان بالفعل منخرطا في إعداد تشكيل هائل جدا غطى مساحة تفوق عدة ملايين من الكيلومترات !!
يجب الإشارة الى أن المقاطعة الحدودية برمتها كانت فقط بحجم 100 مليون كيلومتر !! ومع ذلك هذا الشخص بمفرده استحوذ على الأقل على مسافة بضعة ملايين كيلومترات لنفسه !!
" الكبير دانغو دور حقا يرقى الى مستوى سمعته، من بين القيادات الأخرى لقد شارفت بالفعل على اتمام العمل على هذا المعقل، قريبا سنكون قادرين على نقل المدينة الحدودية الى هذه المقاطعة، هاهاهاهااه، هذه حقا قطعة من الأخبار الجيدة...
بل أكثر من ذلك لم يتعرض هذا المعقل لأي هجوم حتى هذه اللحظة، مع أن الأمر يبو غريبا إلا أنني سعيد بذلك، هاهاها" سار رجل وسيم المظهر بينما وضع ابتسامة خفيفة على وجهه الى ناحية الكبير دانغو دور.
هذا الرجل الوسيم كان نحيفا للغاية، لكن عينيه كانتا حادتين بشكل مرعب، رغم أنه لم يلقي أي نظرة على أي شخص في هذا المكان إلا أن الجميع لا يزالون يشعرون بعدم الإرتياح أمام هذا القادم الجديد، خلف الرجل الوسيم، كان هناك شاب بيد واحدة بدت حالته بائسة للغاية. الغريب في الأمر أن هذا الشاب لم يكن سوى السيد الشاب السابق لعائلة دوغو والذي تم طرده من العائلة بسبب زيغان ، السيد الشاب دوغو موشا !!
الكبير دانغو دور لم يلقي بالا لأي شخص من الحاضرين منذ البداية، حتى من ملوك القتال الذين كانووا يقومون بالعمل معه على المعقل لم يعطيهم الكبير دانغو دور أي احترام على الإطلاق. لكن وجه الرجل دانغو تغير بشكل كامل في اللحظة التي شاهد فيها الحالة البائسة للسيد الشاب دوغو موشا، حيث تقدم بسرعة الى السيد والشاب وهو يسأل بقلق :
" الصغير دوغو موشا !! ما الذي حدث بحق الجحيم ؟ كيف أصبحت على هذه الحال ؟ "
سماع هذه الكلمات، لم يستطع الرجل الوسيم سوى ابراز هالة باردة للغاية بينما ظهر تلميح من نية القتل في عينيه وهو يتحدث عرضا : " ربما لا تعرف حول الأمر الكبير دانغو دور لذلك سأتجاوز الأمر هذه المرة، لكن هذا الشاب لم يعد من عائلة دوغو خاصتي بعد الآن. أنا بالفعل أقدم له خدمة كبيرة بإحضاره الى هذا المكان، من يعرف، ربما قد يتم عقابي على مساعدته في المستقبل، على كل، يبدو أن الرحلة الى هذا المكان كانت تستحق العناء بعد كل شيء هاهاهاه..."
إختفى الرجل الوسيم بينما ازدهر صوت ضحكه الصاخب في الأرجاء لفترة قبل أن يختفي هو الآخر.
من ناحية أخرى، سماع تلك الكلمات التي قالها الرجل الوسيم قبل قليل جعل نظرة كافة الملوك القتاليين العشرة الذين كانووا في الأرجاء تتغير 180 درجة بمن فيهم الكبير دانغو دور نفسه !!
لقد تم طرده من عائلة دوغو ؟؟ كيف لشيء كهذا أن يحدث بحق الجحيم ؟؟
لم يستطع الملوك القتاليين العشرة سوى إظهار لمحة من الشفقة وهم يرمقون الشاب ذو الذراع المقطوعة ببعض النظرات التي أشعرته بالدونية والذل والإهانة ربما، أشياء لم يسبق له السيد الشاب السابق وأن شعر بها.
" تعال، تعال، كل هذا مجرد هراء لوقت لاحق. الآن يجب علينا أولا معالجة ذراعك هذه، الإصابة تبدو خطيرة للغاية..." تحدث الكبير دانغو دور بينما كان يحاول سحب السيد الشاب موشا الى قصر بعيد بعض الشيء على قمة الجبل. لكن في هذه اللحظة تغيرت فجأة نظرة الكبير دانغو دور بينما صرخ على الفور !!
" دخلاء !!! "
..
..
في نفس الوقت وعلى مسافة 5 ملايين كيلومتر من هذا المعقل، وقفت ثلاث شخصيات في السماء بينما كان الشاب طويل القامة في مقدمة المجموعة، حاملا على ظهره سيفا مكسورا لدرجة أنه بدى نصف سيف وليس سيفا كاملا حتى دون ذكر أن السيف لم يكن له أي غمد على الإطلاق، وضعه الشاب فقط داخل حزام مشكل من طاقة سوداء غريبة كنت تحطيه.
عيني الشاب كانت تتوهج بنبض مرعب للغاية بينما كانت تتفحص محيطه بشكل دقيق جدا، بالطبع بصر المارشال لم يكن في وسعه رؤية شيء من على بعد 5 ملايين كيلومتر، لكنه بدل ذلك كان قادرا على رؤية التشكيل الهائل الذي كان يغطي هذه المساحة المهولة أمامه. رغم أنه هو نفسه كان ماجوسا ذهبيا إلا أنه في اللحظة التي سقطت فيها نظرته على التشكيل، استطاع استيعاب كلمات الشيخ شازان عن كون المارشال كان يركز كثيرا على مسار التشي.
هذا التشكيل أمامه كان يمكن وصفه بمجرد كلمة واحدة فقط.
مرعب !!~~~
ما لم يعلمه زيغان هو أن هذا التشكيل استغرق بالفعل ما يقارب العشر سنوات من العمل الى حدود اللحظة، ومع ذلك كان لا يزال غير مكتمل !
إذن كيف سيبدو شكل هذا التشكيل النهائي ؟؟
زيغان لم يستطع سوى إلقاء تنهيدة ثقيلة وهو يراقب هذا التشكيل أمامه، حقا كم كانت قوة الماجوس هذه مرعبة. فريق زيغان لم يخطوا الى الأمام حتى، حيث ظلوا هناك في الحدود، خطة زيغان الأولى كانت هي إرسال بلاكي لبعض من الأغارا الخاصة به لقياس مدى رد فعل التشكيل. وهذا بالضبط ما كان يحدث في الوقت الراهن. إذ ظهرت مجموعة من عشر تنانين عملاقة انجرفت بكل وحشية الى داخل المنطقة التي كان يغطيها التشكيل، مع تحكم الصغير بلاكي في هذه الأغارا، كانت دراسة قوة التشكيل أمرا بسيطا للغاية.
بعد بعض الوقت، أخيرا تحدث الصغير بلاكي مع بعض التوتر على وجهه :
" المارشال، رغم أن هذه الأغارا العشرة ملوك قتال من المرحلة التأسيسية إلا أنهم غير قادرين على فعل أي شيء لهذا التشكيل، لقد جعلت عشرتهم يهاجمون بعض زوايا التشكيل لكن دون فائدة، الغريب فقط أن التشكيل لم يبدي أي رد فعل على الإطلاق !!
أنا أشعر أن هذا الشيء مخيف للغاية ! إذا أبدى أي رد فعل أشعر أن تنانيني العشرة ستقتل على الفور."
للأسف ما لم يعرفه الصغير بلاكي هو أنه في هذه اللحظة، كان صوته يتردد بالفعل فوق قمة الجبل الشاهقة تلك في مركز التشكيل وكان باستطاعة 10 من ملوك القتال بالإضافة الى كل الشخصيات على قمة الجبل سماع صوته، ليس ذلك وحسب وإنما كانوا جميعا قادرين على رؤية الأغارا العشرة بالإضافة الى فريق زيغان الخاص على شاشتين ذهبيتين ظهرتا أمام الكبير دانغو دور!!
" هاهاهاها، لا تخف الصغير بلاكي، إنهم بالفعل يسمعونك هناك، هذا التشكيل يستطيع مراقبة كل شيء داخل مساحة 10 مليون كيلومتر على الأقل، ما أنا مهتم به هو قدرة هذا التشكيل، لأن هذا الشيء بكل تأكيد لا يمكن استخدامه لنقل مدينة حدودية الى هذه المقاطعة كما سمعت. " في اللحظة التي تحدث فيها المارشال زيغان، تغيرت نظرة الكبير دانغو دور بشكل هائل جدا حيث أصبح وجهه قبيحا، من ما سمعه فهذا الشخص طويل القامة كان قادرا على ادراك كل هذا من خلال القاء مجرد نظرة فاحصة على التشكيل، بل أكثر من ذلك بدى أنه يعرف الكثير من المعلومات حول هذه المعاقل !!
لم يستطع الكبير دانغو سوى إلقاء تنهيدة ثقيلة وهو يصرخ على قمة الجبل :
" من يكون هذا اللقيط بحق الجحيم ؟؟"
" إنه هو !!... " ما لم يتخيله الكبير دانغو دور هو أن الإجابة على سؤاله كانت بالفعل ستأتي من الشخص الأقرب إليه في هذه اللحظات، السيد الشاب دوغو موشا !!
" إنه السبب في طردي من العائلة، المارشال زيغان !!... " لأول مرة ظهرت كراهية ونية قتل لا تصدق في عيني هذا السيد الشاب، رغم أنه في الحقيقة لم يولي مسألة أخته الكثير من الإهتمام، لكنه فقد كل مكانته وثروته وكل شيء كان يملكه في رمشة عين بسبب زيغان. لقد كان هذا الشخص موشا غريب أطوار مهووس بالتدريب لا غير، حتى أنه لم يولي العائلة والعلاقات أي أهمية تذكر، لقد كان شخصا طموحا للغاية ويركز بالكامل على مسار القوة. من كان يظن أنه سيتلقى ضربة قوية للغاية بهذا الشكل الغير مباشر من طرف زيغان، لقد وصلت بالفعل كراهية هذا السيد الشاب لزيغان لدرجة أنه لن يسمح لزيغان بالفرار اطلاقا، لقد كان قدومه الى هنا في الأساس بسبب محاولته للبحث عن هذا المارشال زيغان وليس بسبب الكبير دانغو دور. كيف يضيع فرصة كهذه ؟؟
بووووووووم !!~~~~~~~~~~~
انفجر على الفور كامل نسيج الفضاء من حوله وهو يدخل الى الفراغ، ومن هناك على الفور غلفته نية الفضاء حيث قام بانتقال آني مسرعا الى ناحية المارشال زيغان !!
بالطبع كانت تفصل بينه وبين المارشال زيغان مسافة 5 ملايين كيلومتر مادام الجبل الذي كان يقف فيه مركز التشكيل الذي يغلف مساحة العشرة مليون كيلومتر. بالطبع قطع مسافة بهذا الحجم كانت ستسغرق وقتا طويلا بعض الشيء، لذلك لجأ هذا السيد الشاب على الفور الى نية الفضاء، استخدم انتقال آني يسمح له بالإنتقال فوريا الى مسافة تبعد عنه ب 100 ألف كيلومتر في لحظة !!
لقد كان استيعاب هذا الشاب لنية الفضاء بكل تأكيد شيئا لا يمكن الإستهانة به، لقد كان على الأقل في ذروة المستوى الأول لنية الفضاء وإلا لن يكون قادرا على تنفيذ تقنية الإنتقال الأني لهذه المسافة المهولة في لحظة !! لقد كان بالفعل يسافر بثلث سرعة الضوء !! كان هذا شيئا لا يصدق !!
" السيد الشاب !!...."
انطلق الكبير دانغو دور على الفور خلف موشا، بينما انطلق التسعة ملوك الآخرون كذلك خلف الكبير دانغو دور. بسرعة الإنتقال تلك، كل ما كان هذا الشاب موشا في حاجته هو مجرد 50 ثانية ليقطع مسافة 5 ملايين كيلومتر ! هذا بالطبع كان من شأنه إظهار الحجم المهول للقوة التي كانت في حوزة هذه الشخصية، فهذه السرعة وحدها كانت شيئا فائقا بكل بساطة.
بمجرد أن استشعر زيغان التشوه الذي بدأ يطرأ على الفضاء من حول المنطقة المحيطه به حتى ظهرت ابتسامة طفيفة على وجهه. من خلال موجات التشوه المكاني كان في الحقيقة قادرا على تقدير قوة نية الفضاء التي خلقت التشوه، وهكذا كان أغلب المقاتلين قادرين على تحديد مستوى نية فضاء الخصوم انطلاقا من موجات التشوه هذه، وبمجرد أن أدرك زيغان أن نية فضاء الخصم كانت لا تزال تحت المستوى الثاني، كان كل شيء بخير في نظره.