_____ MARCHELL ____

عنوان الفصل : بداية السفر.

>>> >>>>>>>> >>>>>>>

بعدما قدم الكبير دانغو دور تقريرا مفصلا للشخصيات التي ظهرت بعدما غادر المارشال زيغان هذا المعقل، عاد في طريقه الى القصر الخاص به حيث كان السيد الشاب دوغو موشا لا يزال في خضم الإنتظار. كانت حالته أشد بؤسا من السابق بكثير، فكرة أنه ضيع فرصة ذهبية كهذه لقتل ذلك اللقيط زيغان أثرت عليه بشكل كبير. بعد عودة الكبير دانغو دور، حظي الإثنان ببعض الوقت للتحدث حول الكثير من الأمور ومن بينها كيف تم طرد موشا من عائلة دوغو.

" في الحقيقة أيها الكبير لا يمكن معالجة إصاباتي في الوقت الراهن، الشخص الذي تسبب لي في هذه الإصابة هو كبير العائلة شخصيا. وأنت تعلم ما يعنيه ذلك، حتى أنني لا أستطيع سوى اطلاق 20% من قوتي الكاملة." تحدث موشا مع بعض الإستياء الشديد وهو يرمق الكبير دانغو دور أمامه ببعض النظرات الحرجة.

صحيح أن زيغان تمكن من مقاومة ضربة لهذا الملك من المرحلة المتأخرة، لكن ماذا في ذلك ؟ لقد كان الرجل بالكاد يستعمل %20 من قوته نظرا للإصابة الخطيرة التي كان مصابا بها ودون استخدام أي قوة سلالة، حتى أن إحدى ذراعيه لم تكن موجودة. على العموم يستطيع الماجوس معالجة شتى أنواع الإصابات، وخصوصا الماجوس ذوي الحلقات الذهبية، هذا المستوى من قوة الماجوس قادر على إعادة تجديد الأطراف المقطوعة حتى !

لكن بالطبع ليست الأمور بالبساطة التي تبدو عليها، على سبيل المثال حالة هذا الشاب موشا. على الرغم من أنه هو الآخر ملك قتالي من المرحلة المتأخرة كما هو الحال بالنسبة لدانغو دور، إلا أن الشاب موشا لا يزال ينادي على العجوز صاحب التاج بجانبه بلقب " الكبير "، هذا كان من شأنه اظهار فارق القوة والمكانة بين الإثنين. الكبير دانغو كان مشهورا للغاية كماجوس ذو حلقة ذهبية، ومعالجة إصابة من هذا النوع تعتبر كقطعة من الكعك بالنسبة له.

لكن والى حدود اللحظة، لم تتم معالجة هذا الشاب موشا، والسبب بسيط للغاية. أول خطوة يجب اتخاذها أثناء معالجة شخص ما هي طرد الهالة والقوة الدخيلة على الجسم، هذا الشاب موشا لم يقطع ذراعه من تلقاء نفسه بالطبع وإنما تم قطعها بواسطة كبير عائلة دوغو.

وبذلك لقد كان مكان الذراع يلتوي بالفعل اثر الأثر المتبقي من هالة ذلك الكبير، بمعنى أن قوة ذلك الكبير كانت لا تزال في جسد الشاب موشا. من حسن حظه أن تلك القوة المهولة من بقايا هالة الهجوم لم تكن تملك أي نوايا أخرى، وإلا لتم تدمير جسد هذا الشاب بكل سهولة، رغم أن الكبير من عائلة دوغو لم يرغب في ترك هالته على جسد هذا الشاب، إلا أن أقل جزء من هالة شخص بقوة ذلك الكبير كان فقط قويا للغاية مقارنة مع الشاب موشا. وهكذا ظلت بقايا الهالة الساحقة تلك تلتوي في مكان الذراع حيث قمعت تماما %80 من قوة الشاب.

" لكن السيد الشاب ... !!

إذا أردنا طرد هالة كبير عائلة دوغو، فسنحتاج الى مساعدة شخص بنفس قوته على الأقل لإتمام العلاج بسرعة، هذا .... !! "

لقد كانت هذه هي المعظلة الحقيقية التي تواجه الشاب موشا، شخص بمثل قوة كبير عائلة دوغو ؟ أين سيجد مثل هذا الشخص بحق الجحيم؟

وحتى لو وجد واحدا بطريقة ما، كانت هذه الشخصيات القوية متكبرة للغاية ولديها عقليات ملتوية وغريبة جدا، حيث يختلف تفكيرهم كثيرا عن الجيل الشاب، والفرق بين الكبير من عائلة دوغو والسيد الشاب موشا هو أفضل مثال على ذلك. العجوز القديم يقدس الروابط العائلية، بينما السيد الشاب يرى نفسه فقط ويرى طموحه للقوة فقط، كان هذا هو الفارق بين الإثنين.

...

...

لقد كانت قاعة آثور الملعونة بمفردها تحكم 5 أكوان عملاقة، وداخل هذه الأكوان كان هناك عدد غير قليل من الأبعاد القوية. وبالمجمل قيل أن القصر الملعون بأسره يحكم أكثر من 60 ألف بعد أو عالم رئيسي. لكن ما لم يعرفه زيغان هو مدى صعوبة التنقل بين هذه الأكوان، ناهيك عن الأكوان حتى التنقل بين الأبعاد من نفس الكون كانت تمثل عائقا كبيرا جدا أمام المقاتلين.

بكل بساطة كانت الأكوان فسيحة جدا واحتوت على مناطق فراغات بمسافات لا تصدق، كان السفر في الكون مجرد جنون مطلق، لذلك كانت تشكيلات ومصفوفات الإنتقال الفضائي منتشرة بكثافة هائلة في كل بقاع العوالم التي لا حصر لها. السفر بسفينة حربية قد يتطلب مليارات السنين للمرور من مجرة الى أخرى، وهذا لو كانت سرعة السفينة نفسها قريبة من سرعة الضوء !!

لذلك غالبا ما تم نبذ هذه الفكرة، وتم تزويد السفن الحربية بمحركات قادرة على تطبيق قوة الإعوجاج أو الإنتقال الفضائي طويل المسافات. لكن المصفوفات والتشكيلات المختصة في هذا الأمر كانت أفضل بكثير من مجرد السفن الحربية.

ومع ذلك داخل الكون، كان هناك اختلاف كبير جدا، فداخل الكون نفسه التنقل في الأرجاء يعتمد على ثروة وقوة المرأ، إذا كنت تملك ما يكفي من الثروة لدفع رسوم تشغيل المصفوفات القديمة للتنقل في الأرجاء فذلك يكفي بالفعل للسفر، لكن إذا لم تملك ما يكفي من القوة لحماية نفسك من مختلف أخطر الأماكن في الكون، فلا يجب عليك لوم أي شخص غير نفسك عندما تلفظ آخر أنفاسك في مكان ما. لقد كان هذا شيئا معروفا حقا ولا داعي لتفسيره، حتى ملوك القتال أنفسهم يخافون من السفر في أرجاء الكون الفسيح بشكل عرضي.

الأبعاد من ناحية أخرى بسيطة، فهي أماكن مأهولة بأعداد كبيرة من المخلوقات لأنها بكل بساطة تدعم شروط تواجد الحياة نفسها، وليست عنيفة جدا ضد أي مخلوق حي. لكن مشكلة الأبعاد تكمن في مسألة الخروج والدخول من هناك. حكام الأبعاد يملكون سيطرة مطلقة على نسيج الفضاء الذي يغلف البعد بأسره، مما يعني أنه إذا لم يرغب حاكم الأبعاد في إدخال أي شخص الى البعد، فلا توجد طريقة أخرى للدخول سوى القوة الغاشمة والإقتحام المباشر !!

لكن هذا الأمر كان دائما شيئا نسبيا يعتمد على قوة البعد وحاكم البعد نفسه، إذا كان الإثنان أقوياء بانسجام، سيصبح من شبه المستحيل اقتحام البعد. لكن القصور الإثني عشر حلت هذه المشكلة بالنسبة لقواتها، جميع حكام الأبعاد المسيطرين على أي بعد وعالم تحت حكم القصر الملعون مثلا سبق وأن تعاقدوا فيما بينهم وبين القصور نفسها. أي شخص يحمل قطعة من اليشم لواحدة من القوى التابعة للقصر الملعون يستطيع الدخول والخروج من أي بعد من أبعاد القصر الملعون بكل سهولة.

على سبيل المثال قطعة اليشم التي كانت مع زيغان، قطعة اليشم الخضراء تلك والتي تثبت انتماء زيغان السابق لقاعة آثور الملعونة، كانت لتمكنه من السفر في الخمس أكوان والأبعاد داخل تلك الأكوان الخاصة بقاعة آثور الملعونة بكل سهولة. لكن للسفر في أماكن أخرى تابعة لقاعات وقوى أخرى من القوى التابعة للقصر الملعون، كان يجب تلبية بعض الشروط الأخرى، لكنها بالطبع ليست بتلك الصعوبة.

ومع ذلك، كل هذا كان مجرد هراء أمام عرق الكارثة، حكام الأبعاد ؟ فليذهبوا الى الجحيم، زيغان كان قادرا على الخروج والدخول الى أي مكان على حسب رغبته. قدرة عرش الكارثة غير قابل للتقييد مكنته من السفر الى أي مكان مهما بلغ مستوى حمايته. الشيء الوحيد الى حدود اللحظة الذي قيد قدرة عرش الكارثة كان هو محنة القانون من الصنف الرابع الخاص به والتي حدثت قبل فترة، غير ذلك لم تظهر أي قوة استطاعت فعل ذلك من قبل.

وهكذا، بعيدا عن أنظار الجميع اختار المارشال التوجه الى واحد من العوالم المميزة والاختفاء عن الأنظار لبعض الوقت، بعد كل شيء كان عليه جمع 100 مليار كريستالة زرقاء ؟؟

كيف يمكن جمع مثل هذا المال بهذه السهولة؟

فكرة المارشال الأولى كانت بكل بساطة هي السرقة، قتل الناس أصحاب الثروة الكبيرة وسرقة ممتلكاتهم، وقد كانت هذه الفكرة بالفعل قيد التطبيق، ففي طريقه الى عالم القبة العظمى، لقد قتل المارشال أي مخلوق حي صادفه في الطريق. كان السفر في الكون شيئا خطيرا جدا، ومعارك الحياة والموت تنشب في كل مكان في هذا الفضاء الفسيح. لذلك كانت رحلة المارشال زيغان طويلة جدا ومليئة بالأحداث المشتعلة.

لمغادرة الكون الذي كان فيه، حتى هو لم يعرف كم من الوقت قد يحتاجه للقيام بشيء كهذا !! لكنه لم يملك أي خيار آخر، في الوقت الحالي اختفى العجوز شازان، ولم يعرف المارشال الى أين ذهب. لذلك استمر زيغان بالسفر الى عالم القبة العظمى داخل هذا الكون، عالم القبة العظمى كان أكبر بعد في هذا الكون الغريب.

بالطبع كل هذه المعلومات عن العالم الخارجي، حصل عليها زيغان من الشيخ شازان، قدرة ذلك العجوز على جمع المعلومات كانت بكل بساطة شيئا مثيرا للسخرية. كان الأمر كما لو أنه يعلم كل شيء !!

لكن ما صدم زيغان من خلال كل سيل الملعومات التي حصل عليها، كان حقيقة أن هذا الكون بالكامل خارج سيطرة امبراطورية الحد الفاصل وليس مجرد عالم المقاطعة الحدودية !! لقد كان كونا نائيا وغير مكتشف إلا حديثا، ربما لهذا السبب كانت قوات امبراطورية الحد الفاصل تسارع الى هذا المكان بجشع. حتى الآن كان البعد الوحيد الذي تمت السيطرة عليه بالكامل في هذا الكون، هو بعد أو عالم القبة العظمى.

لكنه مع ذلك كان فوضويا للغاية، وتقسيم السلطة هناك لم يكن واضحا تماما، حيث بدأت بعض الصراعات في النشوب بين مختلف القاعات حول ملكية البعد. مثل هذه البيئة كانت هي المكان الأنسب لزيغان في الوقت الحالي لإخفاء نفسه بعض الشيء، وفي نفس الوقت جمع الثروة الكافية التي يحتاجها. لم يستطع سوى الإبتسام وهو يلقي نظرة على الظلام المحيط بسيفنته الحربية، الكون بالفعل كان شيئا مخيفا للغاية.

على اليمين، على اليسار، شمال، جنوب،أعلى، أسفل، لم يكن زيغان قادرا على رؤية أي شيء سوى الظلام. حتى ضوء النجوم لم يصل الى بقعة الفضاء التي كان يسافر من خلالها في الوقت الراهن !!

غالبا خلال السفر في الكون، يمكن للمقاتلين رؤية ضوء النجوم من بعيد، لكن كذلك أمثال مناطق الشدود التي كان فيها زيغان حاليا كانت مشهورة. بعد كل شيء للسفر في بيئة بهذا الخطر، كان زيغان قد قرأ بالفعل أطنانا من الكتب حول مختلف الأخطار وأغرب الأماكن التي يمكن أن يصادفها، فالمعلومات كانت ولازالت واحدة من أهم الأشياء التي يهتم بها زيغان.

المعرفة بعد كل شيء، كانت نوع من أنواع القوة.

2021/11/24 · 617 مشاهدة · 1527 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024