_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : اثنان من المطلوبين ضد اثنان من صائدي المكافآت.
>>>>>>>>>>> >>>>>> >>>>>>>>>
اثنان من المطلوبين ضد اثنان من صائدي المكافآت، في الحقيقة كان زيغان قادرا على استنتاج الأمر بمجرد سماعه لكلمات المخلوق الأسود القبيح، بما أن هؤلاء الإثنان الأعداء من صائدي المكافآت، فقد كان هناك احتمال كبير أن الرجل الأسود شخصية مطلوبة من طرف جهة ما.
لكن زيغان لم يملك الوقت للتفكير في هذه الأشياء وقت المعركة، أدنى تأخر زمني في التفكير قد يتسبب للشخص في خسارة حياته. المارشال في هذه اللحظة كان يستفيد تماما من الزخم الذي أحدثه هجومه المفاجئ على الخصم. بالطبع لقد تمكن زيغان من تسديد ضربة قاتلة الى هذا الملك القتالي من المرحلة المتوسطة والذي كان من الواضح للغاية أنه مجرد متدرب على مسار التشي، وهذا ما يفسر سبب ضعف جسده بذلك الشكل.
زززززز !!~~~~~~~~~~~~
هجمات زيغان كانت بكل بساطة سريعة جدا، لكن في نفس الوقت ما لم يتوقعه هذا المخلوق هو أن يكون زيغان نفسه بهذه السرعة !! بل أكثر من ذلك كانت طاقة الزينتسو المروعة تنبع من ذلك جسد زيغان بنية قاتلة، برد قلب المخلوق بينما انتابه الرعب الشديد، بالطبع لم يستطع تحمل المخاطرة بقتال مباشر ضد زيغان الذي لم يعرف قوته الحقيقية بما أن هالته كانت مجرد هالة عاهل قتالي، وهكذا كل ما استطاع المخلوق فعله لحظة رؤيته لصاعقة البرق تلك تقترب منه بتلك السرعة، هو الصراخ بكل غضب :
" آآآآغ غ، ابن العاهرة، ما نوع المظالم التي بيننا بحق الجحيم حتى تهاجمني بنية القتل هذه ؟؟ " ظهرت تميمة فجأة بين يدي المخلوق بينما حطم مباشرة هذه التميمة ونظرة قبيحة من عدم الرغبة بدت واضحة على وجهه. فور تحطيم تلك التميمة اختفى المخلوق من على الكوكب بالكامل متجاهلا تماما قوة المصفوفة التي أنشأها ديموس آآش !!!
حتى من زيغان ظهرت نظرة من عدم التصديق على وجهه في اللحظة التي اختفى فيها حضور ذلك الملك القتالي من المرحلة المتوسطة !!
لكن بعد ذلك مباشرة، تكرر الأمر مع الملك القتالي صائد المكافآت الثاني الذي كان يقاتل ضد الرجل الأسود القبيح والذي كان من الواضح أنه أصبح في وضع صعب للغاية ولم يعد في وسعه المقاومة أكثر. لقد اختفى هو الآخر بعدما قام بتمزيق تميمة أخرى كانت تماما مطابقة للتميمة التي مزقها خصم زيغان.
" اللعنة، كيف لهؤلاء الحثالة امتلاك كنز كهذا ؟؟... " حتى من الرجل الأسود كان غير قادر على تقبل هذه النتيجة، لقد بدى غاضبا جدا لإهداره هذه الفرصة للتخلص من كلاب المكافآت هؤلاء. ومع ذلك سرعان ما عاد الى رشده في اللحظة التي سقطت فيها نظرة زيغان عليه. لقد ارتعش جسده بالكامل بشكل لا إرادي وانتابه شعور غريب جدا في هذه اللحظة. تشكلت قطرة عرق بارد جدا على جبينه بينما صرخ في عقله الباطن :
" ما هذا الشخص بحق الجحيم ؟؟ "
..
..
" شكرا جزيلا أيها الزميل، حقا لولا مساعدتك هذه المرة أخشى أنني ما كنت لأخرج سالما من هذا الوضع، هاهاهاهاها.... " انفجر الرجل الأسود في الضحك بينما توجه الى ناحية المارشال زيغان، لقد عرف الرجل الأسود أن هناك خطبا ما بزيغان، لذلك قرر مباشرة القفز الى جانب زيغان ومحاولة عدم تشكيل أي عداوة معه.
لكن زيغان من ناحية أخرى لم يهتم مطلقا بتشكيل أي روابط مع أي شخص، ومع ذلك لا يزال يقوم بدعوة هذا المخلوق الى السفينة الحربية الخاصة به. سبب قيام زيغان بهذا الشيء كان بسيطا للغاية، فالسفينة بنفسها مغطاة بكم هائل جدا من التشكيلات الدفاعية الغريبة، بالإضافة الى تشكيلات مقيدة كثيرة جدا، وزيغان كان خائفا من أن يكون لهذا المخلوق الأسود تميمة غريبة هو الآخر ويتمكن من الفرار كما حدث مع صائدي المكافآت.
أن تركب سفينة شخص غريب عنك، هذا كان انتحارا في حقيقة الأمر. لكن هذا الرجل الأسود لم يملك أي تميمة انتقال، بل وأكثر من ذلك ظهر فجأة شخص غريب من هذه السفينة الحربية أمامه ؟
آآش في هذه اللحظة كان يبعث نية قتل كثيفة جدا ولا تصدق، لقد بدت هالته بكل بساطة جبارة جدا، وكان منزعجا للغاية من حقيقة أنه فشل في احتجاز الأعداء داخل هذا الفضاء. انتشر نبض روحي مروع من جسده بكل جموح في كل الإتجاهات، بالطبع هو لن يسمح لهؤلاء المولك القتاليين بالهرب، لكن العثور عليهم بالطبع لم يكن بالشيء السهل، النبض القتالي خاصته لن ينتشر الى كل بقاع الكون كما كان الحال مع كون سافاستانو، ففي هذا الكون كان هناك الكثير جدا من ملوك القتال وكذلك الأماكن التي ستوقف هذا النبض عن التقدم أكثر.
بعد ظهور آآش، عرف الرجل الأسود أن فرصة فوزه في قتال مباشر ضد الإثنان أمامه منخفضة جدا، وبما أنه لا يملك أي تميمة، فقد كان الحل الوحيد هو فعل ما يقوله هذا الشخص في الوقت الراهن. وهكذا تماما تقدم الرجل مع ملامح ودية على وجهه وهو يتجه الى سفينة زيغان الحربية.
" آآه أيها الزميل، هذا كرم كبير منك، احتساء بعض النبيذ بعد معركة كهذه يعد نعمة. هاهاهاها...." دخل الرجل الأسود الى داخل السفينة العملاقة الخاصة بزيغان، وعلى الفور اندهش من الشكل الداخلي لهذه السفينة ! لم يسبق وأن رأى شيئا كهذا اطلاقا !!
صحيح أن الشكل الخارجي كان غريبا بعض الشيء حيت كانت السفينة تبدو كنصف جمجمة طائفة، لكن شكل الجماجم وهذه الأشياء كان شائعا جدا بين المقاتلين، غالبا ما يظهر هؤلاء المهووسين بالقتل والذين يشربون النبيذ حتى في جماجم أعدائهم.
لكنه لم يتوقع أبدا أن داخل السفينة سيكون أنيقا ونضيفا جدا الى هذه الدرجة. الى جانب الرجل الأسود، وقفت جثة المارشال البالغة من الطول ثلاثة أمتار والتي جعلت الرجل الأسود يتسائل مرارا وتكرارا حول ما إذا كان حقا هذا الشخص بشري كما كان ينبعث من هالته ؟؟
بشري ضعيف ؟ بل ومجرد عاهل قتالي حتى ؟؟
كيف أظهر مثل تلك القوة بحق الجحيم ؟
هذه الأسئلة لم تفارق ذهن الرجل اطلاقا.
" المارشال"
تحدث فجأة كل من بلاكي وآآش بينما كانت نظراتهم كلها احترام للشخص أمامهم. كان الإثنان مثل الخدم ينتظرون الأوامر! هذا الشيء فاجأ تماما الرجل الأسود، حسنا آآش بالخصوص، لقد كانت هالة آآش قوية بجنون بل وبدى أقوى حتى من المارشال نفسه، ومع ذلك يتصرف مثل الخدم ؟
" اللعنة، كيف اختفى هؤلاء اللقطاء بحق الجحيم؟ وكذلك لم يعد العجوز شازان بعد ؟! أين اختفى هذا المجنون هو الآخر بحق الجحيم؟" تحدث المارشال بينما تقدم الى الأمام متجاهلا بشكل كامل الرجل الأسود، حتى أنه لم يسأله عن اسمه أو أي شيء.
لقد كان منزعجا للغاية من اختفاء العجوز شازان المفاجئ، لو كان العجوز شازان هنا، لما احتاج المارشال الى دفع المال مقابل الحصول على المعلومات من النظام. لقد كان المارشال يمر من أزمة مالية، ففي كل مرة يتذكر 100 مليار كريستالة زرقاء التي يجب عليه جمعها، يصاب بالصداع الشديد.
" إنها تميمة انتقال أكبر، هذه التميمة تحتوي على رون لقانون الفضاء. وهي تستطيع تجاهل مصفوفات عزل السماء من مستوى معين، تلك التميمة تستطيع إرسالك عدة مجرات أبعد من هنا بكل سهولة، لكن كنز كهذا قيم بشكل لا يصدق. إنها وسيلة لإنقاذ حياة الشخص، لم أتوقع أن يملك هؤلاء الإثنان في الواقع مثل هذا الكنز...
كنز من هذا المستوى لا يحلم به ملوك القتال عادة، هذا حقا لا يصدق !!"
تميمة انتقال أكبر ؟؟
رون ؟؟
توقفت خطوات زيغان في اللحظة التي سمع فيها كلمات الرجل الأسود، على ما يبدو كان هذا الشخص يملك خبرة ومطلعا على الأقل على مثل هذه المعلومات التي لم يعرفها فريق زيغان. استدار زيغان وتقابلت نظراته مباشرة مع الرجل الأسود، لكن سرعان ما تغيرت طريقة زيغان بشكل وغريب ورحب بهذا الشخص وهو يرشده الى قاعة داخلها مائدة كبيرة تحتوي عدة أنواع من النبيذ والأطعمة.
كل من بلاكي وآآش تبادلا النظرات فيما بينهما مع ابتسامة من السخرية في وجوههم. طوال رحلة السفر هذه، لقد تدخل المارشال في قتالات كثيرة، في مرات يقوم فيها بقتل الجميع إذا استطاع ذلك ثم يقوم بجمع كنوزهم، وفي مرات يتدخل لمساعدة طرف آخر، هناك مرات حتى قام بدعوة بعض الناس الى السفينة الحربية، لكن الأكيد أن أي شخص يصعد على متن هذا الشيء لا يغادره. وبالطبع عندما يدرك زيغان أنه لا فرصة له في الفوز يستمرون فقط بالسفر، هناك مرات كثيرة هربوا فيها من أشخاص بمستويات أعلى من القوة شنووا عليهم هجمات قاتلة، بعد كل شيء هذا الكون الفسيح كان خطيرا جدا، وكان مكانا تختلط فيه التنانين والدجاج حتى...
لقد أصبح من المتوقع قليلا معرفة ما سيحدث لهذا الرجل الأسود، لذلك كان كل من آآش وبلاكي غير مهتمين تماما بالرجل. لكن في حقيقة الأمر كان ولع المارشال بهذا الرجل الأسود غريبا للغاية.
" نحن نتوجه الى عالم القبة العظمى، الى أين كنت متجها قبل تعرضك لهذا الهجوم ؟" سأل زيغان بينما كان وجهه خاليا من أي مشاعر. لكن على عكسه، الرجل الأسود كان سعيدا جدا منذ اللحظة التي اكتشف فيها أن زيغان مطلوب أيضا من عدة قاعات، بل وأكثر من ذلك، لقد صدق واحدة من أكاذيب زيغان، المارشال أخبر هذا الرجل الأسود أنه تدخل في القتال فقط لأنه سمع أن صائدي المكافآت يحاولون اصطياد شخص ما !
بالطبع هذا الرجل الأسود مهما كان حذرا، إلا أنه لا يزال يصدق القليل حول هذه القصة، بعد كل شيء من الذي سيخاطر بحياته في قتال من ذلك المستوى فقط لأنه يرغب في مساعدة مطلوب آخر مثله ؟
عالم القتل المجنون هذا لم يحمل مشاعر اللطف هذه، الناس هنا لا يساعدون الأخرين فقط لأنهم على نفس الجانب. مع أن قصة زيغان أسعدت الرجل بعض الشيء، إلا أنها زادت من شدة حذره كذلك. فزيغان في نظر هذا المخلوق الى حدود اللحظة كان غامضا أكثر بكثر من ما يتصور، فكل لحظة تمر يزداد هذا المخلوق دهشة، فقط بعد الجلوس الى جانب شخص مثل زيغان، ستبدأ في إدراك مدى الإختلاف الشاسع بين زيغان وبقية الخلق.