_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : تميمة الإنتقال الأعلى.
>>>>>>> >>>>>>>>> >>>>>>
" أنا فقط كنت أتجول في الأرجاء، لكنك أيها الأخ تسافر الى مكان بعيد جدا ! هذه رحلة طويلة للغاية والأكيد أنها خطيرة جدا..." أجاب الرجل الأسود مع بعض القلق، لقد كان قلقا بالطبع من أن يطلب منه زيغان مرافقته الى عالم القبة العظمى، وبالنظر الى حالته السيئة هذه، كان من الواضح أنه لا يملك أي قوة لكي يقاوم زيغان في الوقت الحالي داخل هذه السفينة.
نظرة زيغان مع ذلك لم تتغير مطلقا، في الحقيقة لم يكن مهتما حول المسار الذي كان يسافر فيه هذا الشخص أو أي شيء. لكنه لا يزال مندهشا للغاية من الملعومات التي سمعها قبل قليل. تميمة الإنتقال الأكبر، هذا الشيء في الحقيقة يتم صنعه فقط من طرف خبراء الخمياء والمصفوفات، أو من طرف الماجوس الأقوياء. لكن بالطبع ليس أي خبير في الخمياء أو الماجوس يستطيع انتجاج شيء بهذه القيمة، لقد تطلب الأمر خبيرا حقيقيا في قانون الفضاء.
وكذلك اكتشف زيغان أن ما يميز تلك التميمة لم يكن سوى رون قانون الفضاء الذي كان منقوشا عليها، الرون بالطبع كان هو محور كل شيء في هذه المسألة، لقد اكتشف زيغان أن مسألة الرون هذه كانت غامضة للغاية، فهو لم يعرف بالضبط المستوى الذي يتطلبه الأمر لكي يتمكن الشخص من انتاج رون معين. هو بنفسه كان ماجوس ذو حلقة ذهبية، لكنه لم يسمع الى حدود اللحظة بشخص ينقش رون الفضاء بهذا الشكل ؟!
" هاهاهاه، أعلم أن هذا الأمر محرج بعض الشيء، لكنك شخص غريب للغاية أيها المارشال، أنت تحمل قطعة من سيف ثمين كهذه في الأرجاء ؟ سيكون من الطبيعي أن تتعرض للهجوم من طرف العجائز الطماعة في هذه الأنحاء، حتى الطوائف الكبرى يمكن أن تهاجمك بسبب هذا السيف." تسائل الرجل الأسود بينما لمعت عينيه بجشع وهو يرمق السيف المكسور الخاص بزيغان.
سيف ثمين ؟
زيغان اكتفى فقط بالنظر الى هذا الرجل الأسود بغرابة.
" هذا الرون على السيف، لم يسبق لي وأن رأيته مثله من قبل، أجرؤ أن أسأل من أين حصلت على قطعة ثمينة كهذه أيها المارشال ؟ " قال الرجل الأسود وهو يلاحظ بكل حذر زيغان الذي وقف وأخرج السيف المكسور خاصته. لقد كان زيغان يتفحص السيف بالكامل من كل جانب، لكنه مع ذلك لم يستطع رؤية أي أثر حول ما يقوله هذا الرجل الأسود.
" كيف يمكن هذا ؟ عيني الروحية لا تستطيع رؤية مجرد رون، بينما هذا الحثالة يستطيع ؟ ما هذا بحق الجحيم؟" ألقى زيغان تنهيدة ثقيلة بينما يراسل كلا من بلاكي وآآش حول هذه المسألة، واتضح في نهاية الأمر أن الإثنان أيضا لم يستطيعا رؤية أي رون حول السيف.
انبثقت نية قتل فجأة من جسد زيغان بينما وجه مباشرة هذا السيف المكسور الى الشخص المقابل له والذي كان لا يزال يجلس حول مائدة الطعام. الرجل الأسود انقبض قلبه مباشرة عندما شاهد هذا السيف يتم توجيهه ناحيته؟
بحق الجحيم ؟؟
" أنا لا أستطيع رؤية أي رون، وكذلك رفاقي هنا لا يستطيعون رؤية أي شيء؟ ما الذي يعنيه هذا؟ هل تجرؤ على السخرية من هذا المارشال؟"
بشكل مباشر وصريح، انتشر صوت زيغان الأجش في كل أنحاء الغرفة وهو يسأل هذا المخلوق الأسود الذي بدى وجهه شاحبا تماما كالورقة. لكن بمجرد سماع كلمات زيغان أصبح وجه الرجل أشد قتامة أكثر من ذي قبل، وقبل حتى أن يختار الكلمات التالية التي سينطقها، انطلقت ضحكة خافتة من الجانب !!
" هاااهاااهاااهااهاا، هذا لأنه بالطبع يملك كنزا ما يستطيع اكتشاف هذا الرون، السيف خاصتي بالطبع مميز، بعد كل شيء لقد وضعت بعض الجهد لصنع هذا الشيء، لكي يكتشف هذا المخلوق رونا داخل السيف. لابد أن هذا الكنز الذي يحمله مميز بعض الشيء."
ازدهر صوت شازان العجوز داخل السفينة الحربية بالكامل بينما ظهر مباشرة خلف المارشال زيغان. من ناحية أخرى الرجل الأسود، فقد كل الإرادة التي لديه، وأسقط فكرة الهرب من هذا الموقف تماما من رأسه. لم يكن قادرا على استشعار أدنى قوة من العجوز أمامه، وهذا بالطبع ليس لأن العجوز مجرد فاني لم يتدرب حتى، بل لأن فارق القوة بين الإثنين كان بكل بساطة لا يمكن حسابه. بالإضافة الى أن هذا العجوز قال قبل قليل أنه من صنع السيف المكسور. هذا السيف يحتوي على قوة مجهولة تماما، فقط الرون الغريب الذي اكتشفه الرجل الأسود كان بالفعل مجهولا تماما ولم يتعرف على دوره حتى ؟!
" السيد الشاب"
قال شازان بأدب،"هذا الشخص حقا مثير للإهتمام بعض الشيء، إنه يحمل معه هالة اللاموتى ؟! هل ربما لهذا السبب دعوت شخصا مثله الى السفينة ؟" تساءل العجوز شازان بينما توجه صوب المارشال زيغان أمامه.
هالة اللاموتى ؟
كل من بلاكي وآآش أضائت أعينهم فجأة عندما سمعوا هذه الكلمات تترك شفاه الشيخ شازان، قوة اللاموتى كانت شيئا خطيرا جدا، بواسطة هذه القوة أنشأ زيغان جيشا يعادل أو يتفوق حتى على عشيرة الأكاغي بأكملها، لكن كل هذه المدة لم يسبق وأن قابل الأكاغي أي مستخدم لمثل هذه القوة من قبل. مع أن زيغان لا يستخدم قوته الخاصة هذه في المعارك إلا أنها كانت قوة ساحقة، يمكن لزيغان مقاتلة أي عشيرة بنفس قوة الأكاغي بمفرده بالإعتماد فقط على قوة اللاموتى الخاصة به. لقد كانت هذه القوة هائلة وساحقة.
بلووب !!~~~~~
سقط الرجل الأسود من الهلع على مؤخرته بينما كان يرتجف بصمت، لم يستطع الرجل استجماع أفكاره المشتتة حتى !
كيف استطاعوا استشعار هالة اللاموتى على جسدي ؟
لا انتظر هل كان هذا هو السبب الحقيقي وراء دعوة هذا المارشال لي الى سفينته؟
السيد الشاب؟ حتى هذا العجوز المرعب يدعوه بالسيد الشاب؟
ما الذي تورطت فيه بحق السماء؟؟
الرجل الأسود لم يتوقف أبدا عن الإرتجاف وهو بالكاد ينظر الى ناحية المارشال. لكن المارشال في هذه اللحظة لم يبالي للأمر كثيرا. وإنما ظهرت نظرة من الحذر في عينيه وهو يقول بصوت مهيب :
" قوة اللاموتى ؟ امبراطورية الحد الفاصل هذه تمر حقا بأحداث غريبة. هذا غير منطقي، القاعات توحد قواتها من أجل غزو هذا الكون، لكن لماذا يحتاجون الى توحيد قواتهم من الأساس ؟
عالم المقاطعة الحدودية وتلك التشكيلات الغريبة؟
هناك بالتأكيد شيء كبير جدا يحدث خلف الستار. أرسلوا هذه الأخبار الى العشيرة، إذا كانت هناك موجة قادمة، فنحن يجب أن نكون ركابها."
..
..
..
قدم الشيخ شازان أربع سيوف مكسورة أخرى الى المارشال زيغان بينما طلب منه تخزينها في الوقت الحالي لأنه سيحتاجها لاحقا. تلك السيوف الخمس كانت مطابقة تماما للسيف على ظهر زيغان ؟! لقد باتت أفعال هذا العجوز غريبة أكثر من اللازم، حتى زيغان نفسه بدأ يتسائل حول ماذا إذا كان قراره حول التعلم على يدي هذا العجوز قرارا صائبا !!
آآش والصغير بلاكي اختفيا وسط ضباب أسود غريب بينما جلس المارشال زيغان في وضعية تأمل. وهكذا فقط تم تجاهل الرجل الأسود بشكل كامل، كان عقل هذا الرجل الأسود غير قادر على استيعاب كل ما يحدث. لقد كان فقط يشاهد هذه القدرات المرعبة يتم تنشيطها واحدة تلو الأخرى بينما كان هؤلاء الناس يتصرفون معه كما لو أنه حشرة من نوع ما، فحتى مع علمهم بقوة اللاموتى، كانوا لايزالون غير مهتمين بالرجل الى ذلك الحد !!
قعقعة !!~~~~~~~~~~~~~
فجأة لوح العجوز شازان بيده ونظرة من السخرية على وجهه وهو يرمق الرجل الأسود بنظرة، وعلى الفور تشوه الفضاء من حول السفينة الحربية. كل ما استطاع الرجل الأسود استشعاره هو قوة هائلة جدا لم يتمكن من استيعابها، مقارنة بهذا العجوز الذي كان يقف أمامه، حتى سيده الذي يملك قوة اللاموتى في الحقيقة كان حشرة. لقد أدرك الرجل الأسود أنه اصطدم بأشخاص يفوقون كل تصوراته عن امبراطورية الحد الفاصل، بل وأكثر من ذلك أشخاص يملكون قوة مجهولة يمكن أن تقلب تماما موازين هذه الإمبراطورية.
جلس العجوز شازان بينما كان يغمغم في نفسه :
" إذا هناك مستخدم لقوة اللاموتى في هذا المكان !؟ أتسائل حول ما إذا يمكن أن يكون قائدا أفضل لجيش المارشال من اللاموتى ؟" لقد كان من الواضح أن العجوز شازان كان يثق ثقة عمياء في المارشال، حتى أنه كان يفكر في ما يمكن أن يحدث في المستقبل عندما يقوم زيغان ربما باخضاع صاحب قوة اللاموتى هذا. لكن مع ذلك هز العجوز شازان رأسه فقط وهو يضحك :
" حتى لو كان يملك قوة اللاموتى، أشك أنه سيكون أفضل من ذلك الراهب المجنون هاهاهاهاها.... "
..
..
..
..
بعد وقت قصير، توقفت القوة الهائلة التي كانت تحيط السفينة أخيرا عن العمل، وبدى أن السفينة توقفت بالكامل عن الحركة. الرجل الأسود لم يستوعب الأمر حقا، لكنه سرعان ما عاد الى الإرتجاف بشكل أعنف من السابق في اللحظة التي سقطت فيها نظرات العجوز شازان على جسده.
" ما الذي تنظر اليه بحق الجحيم ؟ إذهب وقم بقيادة السفينة بحق الجحيم الى مدخل عالم القبة العظمى. اللعنة على هؤلاء الصغار الأوغاد، هل ينتظر مني أن أقوم بكل شيء أم ماذا ؟" صرخ الشيخ شازان بينما عاد الى جانب المارشال زيغان الذي كان في تأمل صامت، وعلى الفور ظهر مجددا ذلك الكوخ العظمي وهكذا ذهب هذا العجوز الى النوم كما السابق.
من ناحية أخرى، أصبح وجه الرجل الأسود خاليا من أي أثر للألوان، مدخل عالم القبة العظمى ؟ هل وصلنا بالفعل الى هذا المكان ؟
لكن كيف يمكن هذا ؟
عقل الرجل الأسود لم يكن قادرا على استيعاب ماكان يحدث؟
المسافة الفاصلة بين موقعهم السابق وموقع مدخل عالم القبة كانت بكل بساطة شيئا يقاس بملايين السنين الضوئية، حتى لو استمر الشخص في انفاق ثروة هائلة واستمر في استخدام مصفوفات الإنتقال الفضائي القديمة التي كانت منتشرة في كل أنحاء الكون فقد يستغرق ألف سنة على الأقل قبل الوصول الى مكان هذا العالم عالم القبة العظمى. لكن هؤلاء الناس على هذه السفينة لم يحتاجووا لألف سنة، ولم يحتاجووا لشهر، يوم، أو ساعة حتى !!
كل ما استغرقه الأمر كان بضعة ثواني، دقيقة أو اثنتان على الأكثر. من هذه النقطة، توجه الرجل الأسود على الفور الى مقطورة القيادة وبدأ في توجيه السفينة الى عالم القبة العظمى بكل طاعة، لقد قرر الرجل الإنصياع بالكامل الى أوامر العجوز شازان، غير ذلك هو ربما لن يعرف كيف سيموت حتى...