_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : قصر إليورام.
>>>>>>> >>>>>>>>> >>>>>>
عندما وصلت سفينة زيغان الحربية الى حدود التجمع العملاق الذي كان في هذا الجزء من الفراغ الكوني، لم يجذب وصولهم أدنى قدر من الإهتمام. بكل بساطة كان هناك مد لا ينضب من السفن الحربية ذات الأشكال والأحجام المختلفة في هذا الفراغ، لم يكن الأمر كما لو أن زيغان هو الوحيد الذي كان يتوجه الى عالم القبة العظمى.
في الأمام كانت هناك بوابة عملاقة تم صنعها من طرف حاكم الأبعاد الذي يدير بعد عالم القبة العظمى، بالطبع هذه البوابة هي الشيء الذي يسمح للمقاتلين المجتمعين هنا اليوم من العبور الى عالم القبة العظمى، في نفس الوقت هذه كانت مجرد بوابة واحدة، في حين كان هناك عدد كبير من هذه البوابات منتشرين في المكان وتفصل بينهم مساحات كبيرة للغاية. هكذا تم تنظيم دخول الناس الى هذا العالم.
بالطبع للدخول فقط وجب دفع ضريبة معينة، تقدر بحوالي ألف كريستالة زرقاء، الرجل الأسود أرسل ذهنيا الى بواب كان يقف بشموخ في الأمام وهو يطلب حق الدخول الى العالم. البواب اكتفى فقط بالنظر بدونية الى الجميع حيث كان يصرخ من حين لآخر في وجه بعض الناس، حيث وصله صوت الرجل الأسود إلتفت وتفحص السفينة الخاصة بزيغان، ومن ثم تحدث ببرود :
" انتظر، كم شخص على متن هذه السفينة ؟ سيتم فحص السفينة بالكامل وعندها فقط سنعرف الكم الذي سيتوجب عليك دفعه من الكريستال."
فحص السفينة ؟
" لا داعي لذلك، عدد الأشخاص في السفينة هم خمسة فقط بمن فيهم أنا." تحدث الرجل الأسود بينما ترجل عن السفينة الحربية، على الفور جذب اهتمام العديد من الأشخاص في الجوار، فهالة الملك القتالي التي تحيطه كانت قوية للغاية مقارنة مع الأشخاص في المرحلة البدئية فقط لعالم الملك القتالي !!
بووووووم !!~~~~~~~~~~~~~
لكن، انتشر نبض روحي من البواب فجأة وانجرف الى الأمام بقوة هائلة، كان من الواضح أن البواب لم يعطي الرجل الأسود أي وجه، أي سفينة حربية تدخل الى عالم القبة العظمى سيتم فحصها، واستعمال النبض الروحي كان أسهل طريقة لذلك.
هذا !!~~
انقبض قلب الرجل الأسود على الفور عندما اجتاحه هذا النبض الروحي بينما صرخ في مفاجأة :
" ذروة عالم الملك القتالي !!؟؟..."
بالطبع شحب وجه الرجل الأسود لسببين، الأول كان قوة البواب، ذروة عالم الملك القتالي !! بحق الجحيم كان الأشخاص من هذا المستوى نادرين للغاية، وكانوا يملكون قوة جبارة وفي مستوى مختلف تماما عن أي ملك قتالي، بعد كل شيء هذا المستوى من القوة كان هو أقصى شيء يمكن أن يبلغه شخص بسلالة ملكية. كان من شبه المستحيل كسر هذه القيود ورؤية شخص بسلالة ملكية يتخطى مستوى عالم الملك القتالي، حتى الرجل الأسود لم يستطع سوى التنهد بعجز، لابد من أن الحارس أمامهم عجوز قديم جدا عاش لعمر غير معروف من السنين حتى يتمكن من بلوغ هذا المستوى من القوة.
من جهة أخرى كان خائفا للغاية من رد الفعل الذي سيبديه فريق زيغان داخل السفينة الحربية، بعد كل شيء مرور هذا النبض الروحي على السفينة يعني أن كل أسرار السفينة ستصبح مكشوفة لهذا البواب !!...
بوووووووم !!~~~~~~~~~~~
لكن فجأة، ارتجف جسد البواب بالكامل وهو يتقيأ فما من الدماء الطازجة متراجعا بسرعة الى الخلف !! هذا الحدث صدم بالكامل كل الحشد في الأرجاء، وجذب على الفور المزيد من الاهتمام ؟؟
ما الذي حدث بحق الجحيم ؟
من يملك القوة لمقاومة نبض روحي لملك قتالي في الذروة ؟
على الفور أصبح الحشد خائفين للغاية من السفينة الحربية الخاصة بزيغان، فتلك السفينة كانت بكل تأكيد تحتوي على شخصية قوية للغاية استطاعت بكل سهولة قمع ملك قتالي في الذروة !!
البواب تراجع بالكامل ولم يقم حتى بأخذ الضريبة من الرجل الأسود، لقد كان مرعوبا للغاية من الهالة التي قامت بصد نبضه الروحي، لم يكن الأمر مجرد صد فقط وإلا لما تقيأ الدماء إثر ذلك، وإنما اختفى النبض الروحي خاصته كأنه دخل الى ثقب أسود، بل وأكثر من ذلك جاء رد فعل قوي جدا جعل الرجل يتقيأ الدماء، لقد شعر كما لو أنه مجرد حشرة أمام تلك القوة وكان يمكن أن يقتل في أية لحظة. على الفور عرف البواب أن الأشخاص داخل السفينة الحربية لم يكونوا بأشخاص يستطيع اللعب معهم، وكان التراجع هو أفضل خيار.
في نفس الوقت رفع البواب الأخر الذي كان يراقب منذ البداية تقريرا بكل سرية الى القوة التي كانت تقف خلف الإثنين. بالطبع وصول شخصية قوية الى عالم القبة العظمى كان حدثا وجب الحذر منه بكل تأكيد، لذلك كان دور البوابين هؤلاء هو جمع المعلومات القيمة مثل هذه اكثر من الحصول على المال من ضريبة دخول العالم. بالطبع تقوم كل قوة من القوى المهيمنة على عالم القبة العظمى بوضع بوابة خاصة كهذه في الخارج، وعندما يعبر الشخص من البوابة كان سيتم إرساله بكل بساطة الى المقاطعة التي تديرها هذه القوة، لذلك كانوا حذرين للغاية بهذا الشأن.
بعد السماح لهم بالمرور هكذا فقط، كان هناك بعض الناس المستائين في الحشد من هذا التمييز، وكان هناك الكثير من من كانوا حذرين للغاية، لم يفكروا في الأمر على أنه تمييز، وإنما كان استحقاقا، فهذا هو نوع التعامل الذي يحصل عليه أصحاب القوة بعد كل شيء.
على كل وصلت السفينة الحربية بسلاسة الى عالم القبة العظمى بعدما تجاوزوا البوابة، هذا العالم كان خاضعا لإمبراطورية الحد الفاصل عامة، لكنه في الحقيقة كان يعيش في صراع مستمر لأن القوى التي سيطرت على البعد كانوا قوى قاعات من مختلف القصور. وهكذا كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون نفس خلفية إمبراطورية الحد الفاصل، لكنهم مع ذلك أعداء فيما بينهم.
حتى القاعة الملعونة كانت تحتل جزءا من هذا العالم، وهكذا بالضبط توجهت السفينة الحربية الخاصة بزيغان في الأرجاء متوجهين الى أقرب مدينة إليهم.
...
...
...
عاد الرجل الأسود الى داخل السفينة الحربية فجأة بينما توجه الى المارشال زيغان مباشرة. لقد كانت حالة هذا الرجل سيئة للغاية، فقد كان الأمر كما لو أنه أصبح فجأة عبدا للناس داخل هذه السفينة الحربية، الأسوأ في الأمر أنه لم يستطع حتى التذمر حول ذلك، طالما كان ذلك الكوخ العظمي موجود هناك خلف المارشال، فهذا يعني أن العجوز المرعب موجود هناك كذلك، لا توجد فرصة للتفكير في الهرب حتى مع تواجد ذلك العجوز هناك.
" أيها المارشال، لقد سبق وأن كنت بالفعل في هذا العالم من قبل. يمكنني القول أننا بالفعل في مقاطعة إليورام، هذا المكان خطير للغاية." بعدما تحدث الرجل الأسود، كان زيغان قادرا على رؤية ملامح الاستسلام والعجز على وجهه، ابتسم فقط وهو يدرك أن الرجل الأسود كان صادقا في قوله، حسنا لا يمكن لوم الرجل الأسود، أي شخص كان سيقف ضد العجوز شازان كان سينتهي على نفس الحال.
" خطير ؟ وما الذي يفترض أن تقصده بهذا؟ " وقف المارشال من مكانه بينما بدأ يتوجه الى مقدمة السفينة الحربية، لقد كان المارشال سعيدا بعض الشيء، من كان يظن أنه حصل على مرشد بهذه البساطة ؟!
الرجل الأسود بدأ يتبع المارشال في الأنحاء بكل طاعة.
" مقاطعة إليورام هذه لا تزال في الحقيقة تعاني من بعض الصعوبات مع السكان المحليين لهذا العالم، يمكنك القول أنهم لا يزالون فعلا في حرب.
حسنا مع أن المقاطعة تم الإستيلاء عليها من قبل إحدى القاعات التابعة لقصر إليورام، إلا أنه لا يزال هناك تجمعات هائلة للسكان المحليين. إذا صادفنا إحدى هذه التجمعات سنتعرض لهجوم مميت على الفور، هذا المكان لا يزال خطيرا للغاية.."
من كلمات الرجل، استطاع زيغان أخذ نظرة أولية عن هذا المكان، لكن هذه المعلومات لم تكفي بالطبع، لهذا السبب طلب زيغان من الرجل إعداد تقرير كامل يشمل كل ما يعرفه حول هذا العالم، بما في ذلك أهم الشخصيات هنا، توزيع القوى، الأماكن الخطرة، أهم التجار، وكل شيء...
الرجل لم يصدق أنه الملك القتالي، العبقري الأول في طائفته، العبقري بلاك غين ، سيتحول فجأة الى خادمة تقوم بإعداد تقارير استخباراتية لشخص لا يعرف حوله أي شيء ؟؟
هذا العالم حقا كان كما كرر معلمه دائما، القوة هي كل شيء. منذ أن صادف المارشال زيغان، عرف بحق كلمات معلمه، وعرف كم هي مؤلمة هذه الحقيقة.
..
..
..
" بلاك غين إذا هاه !؟
ما قصتك أنت ؟ هذا التقرير الذي قدمته لا يحمل أي معلومات عنك ؟" تسائل زيغان الذي كان يتصفح التقارير المختلفة التي قدمها الرجل الأسود غين بعد بعض الوقت. بالطبع هذه التقارير لم تستغرق من غين وقتا طويلا لإعدادها لأنه يعرف المعلومات مسبقا ولم يكن شيئا مضطرا للبحث عنه، وهكذا كانت التقارير جاهزة بالفعل وكان زيغان يتصفح من خلالها.
" في الحقيقة عالم القبة العظمى هو موطني، عندما بدأ الغزو هربت من هذا المكان حفاظا على حياتي. القاعات التابعة لقصر إليورام لاترحم. على عكس بقية الغزاة الذين كانوا يرغبون في احتلال المكان، قصر إليورام كان يرغب في استعباد جنسنا خاصة ولم يلقوا بالا بالقتال من أجل احتلال أكبر قدر من الأراضي في هذا العالم، إنهم مجانين ملاعين."
كانت كلمات الرجل الأسود غين مليئة بحقد شديد وهو يتحدث حول ما حدث في عالم القبة العظمى هذا خلال الغزو، من كان ليظن أن غين هذا في الأصل شخص ولد في هذا العالم ؟
حتى زيغان لم يستطع سوى رفع رأسه وإلقاء نظرة أخرى على غين هذا، من كلمات هذا الأخير عرف زيغان شيئا جديدا عن امبراطورية الحد الفاصل.
قصر إليورام؟ هذا القصر يبدو خطيرا جدا !!
لم يستطع زيغان سوى أن يفكر في هذا الأمر، هل يمكن أنهم يعرفون شيئا ما حول ارتباط غين بقوة اللاموتى ؟
في الحقيقة زيغان نفسه لم يكن يعرف أي شيء عن غين هذا، وكذلك عن مستعمل قوة اللاموتى الذي يقف خلف غين.
لم يستطع زيغان سوى التنهد وهو يهز رأسه، ربما حان الوقت لمعرفة بعض هذه الأشياء.