_____ MARCHELL ____
عنوان الفصل : بدون عنوان.
>>>>>>>>>>>> >>>>>>>>>>>>>>>
ظهرت على الملوك الثلاثة مقاييس مرعبة، حراشف صلبة، وقرون مخيفة، ذيول طويلة، بالإضافة الى تضخم أجسادهم وكذلك هالاتهم بشكل كبير. اتضح في نهاية الأمر أن الثلاثة كانوا أعضاء من عرق التنين !!
لكن ما لاحظه ديموس آآش فورا هو مدى الإختلاف بين هذه السلالات وبين سلالات عالم سافاستانو. الملوك الثلاثة كانوا يملكون سلالات ملكية مرعبة للغاية، لقد تفوقت بشكل كبير على السلالة الملكية لعرق التنين من عالم سافاستانو السابق. وهذا بالضبط ما يوضح الإرتفاع الكبير في قوة هؤلاء الأشخاص مقارنة بالملوك الآخرين.
" عرق التنين !! "
هدر بلاك غين برعب بينما اندفع مباشرة الى الخلف وبدأ في الهرب !! حتى من المارشال زيغان لم يفهم لماذا كان بلاك غين يهم بالهرب في اللحظة التي اكتشف فيها أن المهاجمين المقنعين هم فصيلة التنانين ؟؟
صحيح أن عرق التنين يحتل المرتبة الأولى في قائمة القوة بين السلالات الملكية، لكن هذا ليس بسبب كافي قد يجعل الشخص يصاب بالذعر الى هذه الدرجة.
كل شيء حدث بسرعة كبيرة للغاية، بلاك غين نسي تماما بشأن العجوز شازان، ونسي بشأن المارشال زيغان ونسي كل شيء آخر. ما كان يحركه في هذه اللحظات هي غريزة البقاء لديه والتي كانت تصرخ برعب !!
لقد تزامن ظهور الإشتعال الكامل لكل هذه السلالات مع تفعيل العجوز الطاعن في السن لتلك التميمة الذهبية. لقد تزامن الأمر كذلك مع محاولة هروب بلاك غين، ولكن المفاجأة كانت تكمن في إنغلاق الفضاء حول هذه المنطقة بالكامل. بلاك غين كان يشاهد نية الفضاء الخاصة به تتعرض للقمع لدرجة أنها بدأت تختفي تماما !!
أدرك حينها أنه لم يعد قادرا على الهرب من هذه الورطة. لذلك استدار وملامح اليأس التام على وجهه، لمح المارشال زيغان بنظرة أخيرة تحمل بصيص أمل هو نفسه أراد بشدة الإيمان به :
" مارشال ... أرجوك أن تقوم بطلب المساعدة من ذلك الكبير. نحن في حضرة جهاز الإستخبارات الملكية الخاصة بإمبراطورية الحد الفاصل. أي شيء يتعلق بهؤلاء الأشخاص سري تماما، بما أنهم قرروا الهجوم علينا بنية القتل، بل وحتى الكشف عن أنفسهم! نحن في ورطة.
ربما قريبا سيصل المزيد منهم الى هذا المكان. ربما تأتي جيوش من ملوك القتال، وربما يصل أكثر من ذلك حتى.
..
نحن في حضرة جهاز الإستخبارات... نحن... ألا ترى ما يحصل ؟ بسرعة أطلب المساعدة، إنهم يستخدمون مصفوفة أبواب الجحيم! بمجرد أن يتم تفعيل هذا الشيء حتى ذروة عالم الملك القتالي سيتحولون الى رماد. بسرعة، بسرعة ناشد المساعدة..."
مصفوفة قادرة على قتل ذروة عالم الملك القتالي ؟!
إنفجااااااااااااار !!~~~~~~~~~~
بينما أصيب المارشال زيغان بصدمة هائلة إثر المعلومات التي سمعها قبل قليل، فإذا بحضور مرعب ينزل على هذا العالم. في السماء ظهرت ثلاثة بوابات بالغة الحجم، إذ وصل طول البوابة الواحدة الى أكثر من عشرة كيلومترات !!
لقد ربطت هذه الأشياء السماء بالأرض، وعلى الفور تغير الجو بالكامل، لقد ظهرت حرارة شنيعة جدا لدرجة أن كل شيء في حدود ثلاثة ملايين كيلومتر من حول المارشال زيغان بدأ في الإنصهار والغليان، غطى البخار الأبيض كل شيء في مرمى البصر فجأة !!
لقد تحولت الجبال والأنهار، الغابات الشاسعة وكل مخلوق حي في هذه الدائرة الى صهارة بدأت في رفع درجة الحرارة الى حد الغليان !!
ماذا !!~~~~~~
أصيب المارشال زيغان بصدمة هائلة من هذه القوة. لقد كانت مصفوفة، مصفوفة قتل مختومة داخل تلك التميمة الذهبية الخاصة بالملك القتالي العجوز من المرحلة المتوسطة. في هذه اللحظة توقف الجميع عن القتال، الملوك الثلاثة أحاطهم ضوء ذهبي نابع من التميمة نفسها، أو بالأحرى نابع من الرون الذي كان يتوهج بكل جموح داخل التميمة، رغم أن التميمة كانت ممزقة إلا أن القوة المتبقية فيها كانت قادرة على حماية الثلاثة بشكل جيد.
هذا الضوء الذهبي كان مثل الستار الذي وقف حاميا لهؤلاء الملوك القتاليين، لقد جلس الثلاثة منهم في وضع اللوتس، وبدأوا على الفور في تعميم قوة السلالة الخاصة بهم من أجل معالجة الجروح التي لحقت بهم، لقد كانت الجروح على مستوى الروح خطيرة للغاية، مع أن الملكين في المرحلة المتوسطة تعرضا فقط لهجوم واحد من المارشال زيغان، إلا أن القوة خلف ذلك الهجوم كانت قوة جرم بدائي، لقد كانت بكل بساطة شيئا هائلا جدا ولا يمكن الإستهانة به. حتى هذه اللحظة قوة السم كانت تنتشر في أرواحهم بسرعة هائلة، إذا استمر الأمر بتلك الوتيرة، ربما يموت هؤلاء العجزة بعد بضع سنوات على الأكثر.
لقد توقف ثلاثتهم عن القتال، بعد اطلاق قوة المصفوفة لم يعد هناك أي معنى لتدخلهم في هذا القتال. إذا لم تتمكن هذه المصفوفة من قتل الأعداء، فلا توجد هناك أي طريقة لملوك القتال هؤلاء لفعل ما عجزت عنه المصفوفة.
قعقعة قعقعة !!~~~~~~~~~~~~
ظهرت ثلاث أعلام أمام الملوك القتاليين الثلاثة، أمكن المارشال زيغان رؤية شيء غريب للغاية داخل تلك الأعلام الثلاثة، لم يعرف ما هي تلك الأشياء، لكنه شعر حقا بالقوة الساحقة التي كانت تحتويها.
ضحك الشيخ شازان بكل سخرية وهو يتحدث مع نفسه وهو ينظر الى المارشال : " كيف تجري في كل الأنحاء بحثا عن الكريستال المشع بينما أنت لا تتعرف عليه وهو أمامك مباشرة. ليس مجرد كرستالة فقط، وإنما ثلاثة في آن واحد."
بينما بدأت مصفوفة القتل على الفور تفرج عن قوتها المرعبة !! ظهر شق عملاق أخيرا على أحد البوابات الثلاثة العملاقة التي أحاطت السماء من حول أعضاء الأكاغي، وعلى الفور بدأت ألسنة اللهب الحارقة تعبر من خلف تلك البوابة الى هذا العالم.
شووووووووووو !!~~~~~~~~~~~~
بدأت طاقة الأصل في المنطقة في الصفير من شدة الحرارة المرعبة التي كانت تنبعث من تلك الألسنة من اللهب، أما بالنسبة الى المارشال زيغان فقد كان قادرا على رؤية جسد بلاك غين وهو ينصهر أمام عينيه !!
فقط الحرارة المنبعثة من ذلك اللهب كانت قادرة على جعل جسد ملك قتالي قوي مثل بلاك غين ينصهر بهذه السهولة ؟!
أي نوع من الهراء هو هذا !!؟
إذا كم هو حجم قوة ذلك اللهب عندما يشكل هجوما حقيقيا ؟ ماذا سيحدث إذا فتح الباب بالكامل ؟ او بالأحرى ماذا سيحدث إذا فتحت الأبواب الثلاثة معا ؟؟
لم يستطع آآش سوى التساؤل بفضول.
آآآآآآآآآآغ غغ !!~~~~~~~~~~~~
بدأ بلاك غين في الصراخ برعب شديد بينما يتوسل المارشال زيغان من أجل المساعدة، لكن الأمر كان بدون أي فائذة! لقد غطت ألسنة اللهب كل شيء ضمن ثلاثة ملايين كيلومتر حول المارشال زيغان، لقد أصبح الأمر كقاعة مختومة من اللهب، لم يكن هناك من طريقة لمغادرة هذا المكان سوى بالعودة الى النطاق الداخلي. لكن حتى زيغان كان يشعر ببعض الضغط على قدرة النطاق الداخلي !؟
لقد شعر بقوة غير مرئية تحاول تقييد قدرات النطاق الداخلي الخاصة به وتحاول منعها بشكل كلي ! هكذا أدرك زيغان أنهم أخيرا في ورطة حقيقية، مع أنه لم يكن قادرا على رؤية أي شيء، إلا أن قدرة استشعار الروح خاصته ظلت نشيطة طوال الوقت، لقد كان قادرا على الشعور بكل جزء من قوة روح بلاك غين وهي تختفي من الوجود. ليس روحه فحسب وإنما جسده الملكي هو الأخر تحول بشكل ما الى جزء من ألسنة اللهب الخاصة بالمصفوفة !!؟
لقد إندثر وجوده واختفى بالكامل، لقد مات بلاك غين !!
" هل يعقل أنني المارشال زيغان يجب أن أهرب مجددا ؟ لم تبدأ تدم هذه الرحلة التدريبية سوى لفترة قصيرة من الزمن ؟ وها أنا مجددا في وضع يتحتم علي الهرب بحياتي للنجاة ؟"
..
..
..
لقد كان الظلام هو كل شيء يبصره المارشال زيغان، حتى في موقف مميت كهذا، رفضت قوته الخاصة الخضوع له. لقد كان يقف في مركز مصفوفة يشاع أنها قادرة على قتل أي ملك قتالي، والمارشال نفسه شاهد على وفاة شخص بقوة تقارب قوته! بلاك غين كان يملك قوة قتالية من مستوى ملك قتالي المرحلة المتوسطة، لكن جسده انصهر ومات منذ فترة طويلة. ما يمكن المارشال من المقاومة الى حدود اللحظة، لم يكن سوى لأنه مقاتل من مسار الزينتسو ويملك جسدا قويا للغاية، أقوى من الأجساد الخاصة بأي ملك عادي من المرحلة المتوسطة.
" من السهل الإستسلام. من السهل أن تقف وتقول للعالم، حسنا أستسلم.
أسهل شيء في العالم هو الإستسلام...
لكن الأصعب أن تقول : لأكثر من 50 سنة لم أحصل على شيء رغم أنني عملت بجد كآلة لعينة.
والأصعب أن تستيقظ في يوم جديد وتقول لنفسك : اليوم، سأكرر نفس العمل لكنني سأحاول بجد أكبر.
هذا أصعب شيء في العالم. هذا متعب كالجحيم..."
هذه الكلمات وصلت الى مجموعة من الناس كانوا خلف الشيخ شازان، والشيخ شازان نفسه عاد أدراجه خطوتين الى الوراء حيث فقد رباطة جأشه وكان على وشك الإنهيار. قائل هذه الكلمات لم يكن سوى أكاغي أوريبوس مارشال زيغان، حاكم عشيرة الأكاغي ووريث منصب حاكم عرق الكارثة.
خلف الشيخ شازان، كانت هناك شخصيتين جديدتين ظهرتا من العدم ووقفتا هناك تشاهدان ما يحدث في ساحة المعركة الجامحة هذه. لقد كانت الشخصية الأولى فخورة جدا بنفسها، كان رجلا ذو جلالة وهالة نبيلة لا تصدق. وقف هناك بكل صمت مغمض العينين حيث لم يمنح المارشال زيغان ولو نظرة حتى!
على يسار الشيخ شازان، وقفت هناك شخصية ضعيفة، لقد كانت مجرد فتاة كان التعب والإرهاق الشديد واضحا عليها من كل جانب، على شفتيها الصغيرتين كانت هناك سجارة تحترق ببطء شديد ...
نظرة عدم التصديق لم تفارق وجه الفتاة، هي فقط كانت تواجه مشكلة في استيعاب أنها أخيرا وجدت ظالتها، هي أخيرا هربت من كل شيء لتصل إليه، هي أخيرا وصلت الى هنا، أميرة الدماء وصلت أخيرا الى يوريك مازينو !...
لكن ما وجدته لم يكن مازينو الذي تعرفه اطلاقا، ما وجدته كان شخصا مختلفا،شخصا محطما لا غير، حتى من اسمه تغير بطريقة ما وأصبح الجميع يناديه بالمارشال...
الشيخ شازان، أميرة الدماء، ثم الشخصية الغامضة الأخرى بجانب أميرة الدماء، ديموس آآش، ثم الملوك الثلاثة من الإستخبارات الملكية. هذه الشخصيات جميعها اجتمعت هنا اليوم وقد حالفهم الحظ بطريقة ما، إذ من خلال هذه اللحظات كل واحد منهم تمكن من رؤية وتسجيل هذا المشهد الفريد في عقله.
الشخصية العظيمة في نظر الكثيرين، والفاشل الوضيع الساذج في نظر آخرين، المارشال زيغان استسلم فجأة! لقد بهتت هالته بينما أخفض جميع دفاعاته دفعة واحدة !!
حتى من الملوك الثلاثة من الإستخبارات أصيبوا بصدمة نفسية وهم يشاهدون هذا المشهد !!؟
لقد هوى المارشال زيغان وسقط من السماء، لقد كان سقوطا حرا كما يحب عادة. ألسنة اللهب الجامحة بدأت تتراقص من حوله بينما كانت المصفوفة القاتلة على وشك صهر جسده بالكامل وتحويله الى شيء أدنى من الرماد.
لقد أسقط كل دفاعاته،هكذا فقط...
لقد كان يحاول قتل نفسه ...
لفد كان يحاول الإنتحار...