10 - لا أحد ينسى العابث !

في الساعة العاشرة مساء .. توجه آدم إلى منزله الخاص بمدينة 6 أكتوبر .. وبدأ بطقوسه اليومية المعتادة .. فتح التلفاز عند دخوله .. بدَّل ملابسه، فتح ثلاجته القريبة من أريكته أمام التلفاز .. سحب بعض العصائر الباردة وبدأ يتناولها وهو يشاهد قنوات الأخبار الأجنبية .. ليتابع ظهور إعلانه الممول على بعض تلك القنوات .. ظل يفكر وهو يمدد جسده براحةٍ كبيرة على الأريكة في خطة تسويقه للمنتج الجديد المصباح .. فرفع معصمه وظل ينظر إلى الساعة الذكية التي يحملها فوقه .. وهو يتخيل أكثر من شكل ومن تصميم لإضافتها علي سوار الساعة .. بدأت عيناه تغفوان قليلًا وهو ممد علي الأريكة .. فأغلق عينيه ليأخذ قسطًا من النوم المريح الذي لا يدوم أكثر من دقيقتين أو ثلاث، ويواصل بعد ذلك استيقاظه في نشاط كبير .. غفلت عيناه سريعًا وذهب إلى عالم الأحلام الجميل الممتع .. ولكن سحب بعنف من هذا العالم عندما رن هاتفه رنة غريبة جديدة على أذنه .. فأفاق متضايقًا، وظلَّ يبحث عن هاتفه بجواره .. فوجده أسفل منه في جانب من الأريكة .. فرفعه ونظر من خلاله فوجد رسالة جديدة .. ففتحها بفضول .. ليجد صورة مكتوبًا عليها الوقت والتاريخ لوجهة منزله الخاص من الخارج .. نظر آدم إلى الصورة بفضول لحظات .. ثم نظر بالهاتف على تاريخ اليوم والساعة فوجدهما متطابقين .. أي إن الصورة أُخذت الآن من أمام المنزل .. قفز آدم مذهولًا من على الأريكة .. ليجد وصول رسالة جديدة لهاتفه .. ففتحها .. ليجد صورة للدور العلوي بمنزله .. ثم لحظة واتته رسالة أخرى بصورة أخرى لمطبخه .. ثم صورة أخرى لحمَّامه .. نظر آدم فزعًا حوله.. مَن الذي يقوم بتصوير منزله الآن وهو موجود بداخله؟ مَن لديه الجرأة على ذلك .. لحظات واتته الإجابة سريعًا .. رسالة أخرى وتحمل صورة أخرى ولكن هذه المرة صورة لآدم نفسه من ظهره وهو يقف وينظر في هاتفه .. التفت سريعًا خلفه .. يبحث سريعًا عمَّن يقوم بتصويره .. فلم يجد أحدًا .. رسالة أخرى .. بصورة أخرى لآدم مرةً أخرى، ولكن تلك المرة من أعلى رأسه .. رفع حاتم رأسه إلى أعلى سريعًا ليرى مَن يقوم بتصويره ..

لتأتي له رسالة أخرى فيفتحها ليجد صورة لنفسه ولكن تلك المرة أُخذت من خلال الكاميرا الأمامية لهاتفه .. ألقى آدم الهاتف بفزع شديد من يده، وظلَّ ينظر له وهو يصرخ ويدور حول نفسه مندهشًا في أرجاء المنزل .. "مَن أنت؟ مَن يقوم بتصويري؟ أين أنت؟ أتجرؤ وتدخل منزلي وأنا به؟ أنا أعلم أنك تراني الآن من خلف الكاميرات التي تضعها في أنحاء المنزل .. ولكن أعدك أني سوف أجد هذه الكاميرات وبسهولة شديدة سأتوصل إليك من خلالها .. " .. قطع صراخه ووعيده .. صوت رنين هاتفه وهو يرن بلحن مشهور للغاية .. فتعجب آدم من ذلك اللحن الشهير الذي أصبح نغمة لرنين هاتفه وهو لم يغيره أو حتى يلمسه منذ لحظات .. التقط الهاتف ووجد شاشته تومض برقم غير معروف .. فالتقط آدم الهاتف بغضب ووضعه على أذنه .. وهو يصرخ من خلاله .. "مَنْ أنت أيُّها اللعين .. " .. لتأتيه الإجابة سريعًا بصوت خشن أجش .. كفحيح الأفاعي أو نهيق الحمير .. صوت كريه ولكن مميز .. لقد علم آدم مَنْ صاحب الصوت من قبل أن يعرف نفسه وهو يحدثه بضحك .. " هههههههههههه .. هل نسيتني؟ هههههههه ..لا تقلق أعدك أنك منذ هذه اللحظة لن تنساني للأبد .. فلا أحد ينسى .. العابث .. "

هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com

2025/05/13 · 4 مشاهدة · 550 كلمة
ESLAM ALABETH
نادي الروايات - 2025