لتأتي له رسالة أخرى فيفتحها ليجد صورة لنفسه ولكن تلك المرة أُخذت من خلال الكاميرا الأمامية لهاتفه .. ألقى آدم الهاتف بفزع شديد من يده، وظلَّ ينظر له وهو يصرخ ويدور حول نفسه مندهشًا في أرجاء المنزل .. "مَن أنت؟ مَن يقوم بتصويري؟ أين أنت؟ أتجرؤ وتدخل منزلي وأنا به؟ أنا أعلم أنك تراني الآن من خلف الكاميرات التي تضعها في أنحاء المنزل .. ولكن أعدك أني سوف أجد هذه الكاميرات وبسهولة شديدة سأتوصل إليك من خلالها .. " .. قطع صراخه ووعيده .. صوت رنين هاتفه وهو يرن بلحن مشهور للغاية .. فتعجب آدم من ذلك اللحن الشهير الذي أصبح نغمة لرنين هاتفه وهو لم يغيره أو حتى يلمسه منذ لحظات .. التقط الهاتف ووجد شاشته تومض برقم غير معروف .. فالتقط آدم الهاتف بغضب ووضعه على أذنه .. وهو يصرخ من خلاله .. "مَنْ أنت أيُّها اللعين .. " .. لتأتيه الإجابة سريعًا بصوت خشن أجش .. كفحيح الأفاعي أو نهيق الحمير .. صوت كريه ولكن مميز .. لقد علم آدم مَنْ صاحب الصوت من قبل أن يعرف نفسه وهو يحدثه بضحك .. " هههههههههههه .. هل نسيتني؟ هههههههه ..لا تقلق أعدك أنك منذ هذه اللحظة لن تنساني للأبد .. فلا أحد ينسى .. العابث .. "
صرخ به آدم غاضب .. "هل ما زلتم أيها الأوغاد مصرين على خدعتكم السخيفة تلك .. فلتخبروا مراد بأني سوف أعاقبه وأعاقبكم بشدة على هذه الدعابات السخيفة .. وسأجعلكم تندمون أشد الندم .. " .. جاوبه العابث بنبرة بها حدة .. " فلتسمع إلى ما سأقوله الآن يا صديقي وإلا أنت مَنْ سيندم أشد الندم .. أنت الآن تلعب معي الآن .. أنا العابث .. وما أنت فيه الآن هو بداية تلك اللُّعبة، وليس دعابة نفذها أخوك وأصدقاؤه الميتون .. فلتفكر لحظاتٍ .. هل يستطيع بضعة صبية مثل مراد وأصدقائه ان يفعلوا مثل ما فعلت معك منذ لحظات؟" عقدَ الكلام لسان آدم، ولم يستطع الحديثَ، وظل يفكر بمن يفعل به ذلك .. فتابع العابث حديثه .. " عند كل لعبة جديدة سوف تسمع هاتفك يشدو بلحن " شبح الأوبرا الشهير " وسوف تبدأ اللعبة بعد ذلك بعشر دقائق .. وأنا أفعل ذلك لكي أعطيك الفرصة لتتهيأ للعبة، وتحاول أن تزيد من فرص فوزك بها .. " صرخ به آدم مرةً أخرى غاضبًا .." حسنًا قد لا تكون أحد أصدقاء أخي بالفعل .. ولكني أعدك أنك سوف تندم لأنك حاولت أن تعبث معي .. أنا أعلم الآن أنك مأجور من شركة كبيرة لها تكنولوجيا حديثة للغاية .. وتريدون أن توقفوا تقدمي وأبحاثي .. ولكن للأسف أنتم اخترتم الشخص الخطأ لكي تجعلوه خصمًا لكم .. لأني سوف أتتبع تلك التكنولوجيا التي تستخدمونها بطريقةٍ عكسية، وسوف أستخدمها لصالحي ولصالح شركتي .. فلتتقدموا إليَّ بأعتى قدراتكم التكنولوجية .. وأعدكم أنكم سوف ترون تكنولوجية تفوقها بمراحل كثيرة .. " .. ضَحِكُ العابث ازداد في الهاتف وازداد حنق آدم أيضًا .. فتحدث العابث سريعًا .. "يبدو أنك تمتلك جبالًا من الغرور تحملها فوق رأسك .. حسنًا سوف أكتفي بتلك القواعد الآن .. وسوف أخبرك بباقي تلك القواعد فيما بعد .. إذا استطاعت الفوز باللُّعبة الأولى .. هناك سؤال مهم للغاية نسيت أن تطرحه عليَّ يا صديقي: ما المطلوب منك لكي تفوز بتلك اللعبة؟ الأمر بسيط للغاية .. فلتنجُ بحياتك .. "
فجأةً يُقطع الاتصال .. وتُقطع الكهرباء في المنطقة بأكملها .. فوقف آدم في الظلام مصدومًا مدهوشًا .. من القدرة التكنولوجيا التي رآها الآن تُستخدم ضده .. وفكر مَن الذي يقوم بفعل ذلك معه .. قطع تفكيره صوت هاتفه وهو يرن بصوت اللحن الشهير (شبح الأوبرا) .. نظر آدم للهاتف بفضول وهو يفكر كيف استطاعوا ان يخترقوا هاتفه بتلك السهولة .. وزاد قلقه على مشاريعه وأبحاثه التي ما زال يعمل عليها، ماذا يفعل إذا استطاعوا أن يصلوا إليها؟ عادت الكهرباء سريعًا بفعل المولد الاحتياطي الذي يضعه آدم في أعلى سطح المنزل، فعاد التلفاز يعمل بصوته الصاخب الشديد .. فنظر اليه آدم بلا مبالاة وجلس على الأريكة بضيق وهو يفكر هل تسربت أسراره وأبحاثه أم ما زالت في أمان .. ظل يداعب ذقنه بيده اليُسرى بضيق وهو يحمل بيده اليُمنى جهاز الريموت يقلب في قنوات التلفاز .. وهو ما زال يفكر في حقيقة المكالمة التي أتت إليه منذ قليل .. فلفت انتباه الساعة الذكية التي على معصمه .. فظل يقلب بها وهو حزين .. هل اكتشفوا أسرارها أيضًا أم لا .. فضغط على الزر الذي يحلل الأشياء فخرجت منه أشعة زرقاء سريعًا .. فوجها آدم إلى هاتفه المحمول ليخبر بمكوناته لعله يعلم ما المادة المضافة إلى الهاتف .. ويختبر كفاءة الساعة الذكية أيضًا .. ولكن لم يحدث شيءٌ .. ظل آدم يهز معصم يده ويوجه الساعة على هاتفه، ولم يحدث شيءٌ .. فغضب بشدة وهو يصرخ "حتى تلك الساعة اللعينة لا تعمل .. لا تعمل .. " .. وحاول أن يلقيها من يده ويحطمها غاضبًا .. ولكنه تراجع في آخر لحظة وهو يتذكر المبلغ الذي دفعه والمجهود الذي بذل فيها .. فحاول أن يُهدئ نفسه وهو يفكر بأن العصبية والغضب لن تحل شيئًا من مشكلاته، يجب أن يفكر بهدوء .. ففرد يديه على جانبي الأريكة، وألقى رأسه للخلف مرتخيًا وأغلق عينيه، وحاول أن يتحكم في نفسه لكي يهدأ .. وظل يفكر فيمن فعل ذلك معه .. هل هو عدو أم صديق؟ هل هناك خائن في شركته يخرج أسرارها؟