.. ولكن الكلام سهل عن الواقع، فهو الآن يريد ان يركض بأقصى سرعة لديه، ولكنه يعلم جيدًا أن من المستحيل أن يكون اأسرع من الغزلان التي تكون دائمًا الغذاء المفضل للأسود .. وهم يركضون وراءها ويصطادونها .. فلمح درجات السلم المؤدي إلى الدور العلوي، ففكر أن يذهب إلى أعلى ويختبئ في إحدى الغرف من ذلك الأسد اللعين .. وبالفعل اتجه بظهره جهة الأسد الذي ظل يتقدم جهته هو الآخر .. وبدأ آدم يصعد درجات السلم بظهره خطوة خطوة .. فتوقف فجأةً الأسد عن اللحاق به أسفل درجات السلم، واكتفى بأن وقف وهو يراقب آدم يصعد درجات السلم .. ففرح آدم وبدأ يصعد الدرجات بسرعة أكبر .. لكنه عندما اقترب من الدور العلوي قليلًا .. فعل الأسد ما كان يخشاه طول تلك الفترة .. فقد قام بلعق فمه بلسانه وهو يرى آدم أمامه .. إذًا لقد قرر أن يجعله وجبته القادمة .. في تلك اللحظة توقف عقل آدم عن التفكير .. وتحرك جسده بمفرده بدافع الخوف الشديد وألقى بالهاتف جهة الأسد .. الذي اتجه إليه سريعًا والتقطه بفمه وابتلعه في الحال .. ثم نظر إلى آدم، وقفزَ على الدرج سريعًا .. فركض آدم في الحال ونسي كل التحذيرات التي سمعها من قبل بألَّا يركض أمام الأسود .. وركض بكل قوة وسرعة على درجات السلم وفي الحال وجد نفسه أمام إحدى الغرف القريبة من السلم .. فدخلها مُسرعًا .. وهو يغلق بابها ويتنفس الصعداء .. ليجد صوتًا يشبه صوت الغرغرة خلفه .. فنظر وراءه ليجد شيئًا صدمه بشدة .. فلقد وجد لبؤتين تجلسان على السرير في الغرفة .. منهم واحدة جاهزة للانقضاض عليه .. فخرج خارج الغرفة سريعًا .. ليجد الأسد الذكر في نهاية الدرج يبحث عنه .. فدخل إلى غرفة أمامه وأغلق بابها بكل قوةٍ وعنف .. وظل يقف خلفها وهو يضع ثقل جسده بأكمله خلف الباب ليمنع الأسود من اقتحام الغرفة التي يتحصن بها .. ولكن أدرك في الحال فرق القوه بين البشر والحيوانات عندما قام أحد الأسود بضرب الباب بضربة واحدة من جسده .. أطاحت بآدم من خلف الباب وسقط على الأرض بقوة .. ودلف إلى الغرفة ثلاثة أسود .. ذكر ولبؤتان .. وقفوا ينظرون إليه وهم يتمتعون برؤيته وهو خائف مرعوب يجلس على الأرض منتظرًا مصيره .. فاقترب الأسد الذكر منه ولكنه فجأةً صرخ في اللبؤتين بجواره فتراجعتا في خوف .. ولسان حاله يخبرهما بأنه فريسته هو فقط .. هذا ما علمه أيضًا آدم، فقفز من مكانه ووجد خلفه نافذة مغلقة تطل على حديقته فقفز منها بالحال، وحطم زجاجها بجسده .. ولم يدرِ بنفسه إلا وهو يسقط جهة الحديقة من الدور الثاني إلى الأرض .. لحظات ظل يتقلب في الهواء ولكنها بالنسبة له مرت كالدهر .. فهو يهوي إلى الأرض لا يدري أين رأسه من قدميه! سرعان ما ذاق جسده ألم الارتطام الذي امتصَّ معظمه بعض الشجيرات الصغيرة المزروعة بأسفل النافذة .. وأصبح آدم في أرضية الحديقة وبجواره الأشجار الصغيرة والنجيلة الخضراء وبعض قطع الزجاج المتناثر بسب تحطم النافذة عندما قفز من خلالها وقف آدم سريعًا .. قلبه ينبض بعنف ليسرع تدفق الدماء إلى رأسه ليخبره بأنه قد نجا الآن من مواجهة ثلاثة أسود بالغة لا يقل حجم أصغر أسد منها عن 180 كج .. حبات العرق غزت جبهته وتساقطت على وجهه .. مع انتشار الدماء والأدرينالين المصاحب لها في أنحاء جسده .. نظر برأسه إلى أعلى فوجد ذكر الأسد ينظر له شزرًا .. ثم ينظر أمامه جهة الحديقة .. خمن آدم في التو بأن الأسد سوف يقفز لأسفل لكي يقتص منه ويتابع صيده وفريسته .. فأطلق ساقيه للرياح وفكر بأن يهرب إلى خارج الحديقة وينطلق إلى الشارع ويركب سيارته الموجودة بالجراج .. لكنه علم في الحال بحسبه بسيطة أن ذكر الأسد لن يترك له تلك المدة لكي يهرب بعيدًا، وسوف يلحقه بسرعته بكل سهولة .. فاتجه إلى باب المنزل ووقف أمامه مرتاعًا يحاول أن يفتحه بسرعة .. وفي لحظة سريعة قفز الأسد إلى الحديقة .. ثم أخذ يبحث عن آدم الذي وجده يقف أمام الباب يرقبه .. فركض بسرعة شديدة جهته .. فدلف آدم في الحال إلى داخل المنزل مرةً أخرى، وسمع في الحال صوت ارتطام الأسد الضخم بالباب الذي كاد ينخلع وينخلع معه قلب آدم .. الذي لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن تكون الأسود بكل تلك القوة والرشاقة في أن واحد .. ابتعد عن الباب سريعًا ودلف إلى داخل المنزل ووقف أمام التلفاز، ونظر إلى الأريكة وبعض الأثاث محطم خلفها .. ثم سمع صوت تحطم وارتطام بعض الأثاث بالدور العلوي .. وقف آدم في منتصف غرفة المعيشة وبداء يفكر كيف يستطيع أن ينجو الآن من ذلك الموقف .. هو الآن محاط بثلاثة أسود .. ويتمنى ألا يكون بالمنزل أكثر من ذلك .. ولتفادي تلك المعضلة لن يتجول في أنحاء المنزل إلا في الأماكن التي يتأكد من خلوها من تلك الحيوانات .. ظل يحدث نفسه بتركيز شديد وهو يقيم الموقف .." حسنًا .. هناك ثلاثة أسود .. أسد في الخارج في الحديقة أمام الباب .. ممكن أن يبتعد إلى خارج المنزل ويهيم في الشوارع .. أو يظل في حديقة المنزل يبحث عن مدخل .. وبذلك أكون قد تخلصت من أحدهم مؤقتًا .. إذًا هناك تقريبًا اثنان آخران في الدور العلوي من المنزل .. إذًا أأمن مكان أكون به الآن هو هنا في الأسفل .. فكر آدم سريعًا وهو يحاول أن يحلل الموقف الذي هو به الآن .. حسنًا .. في هذا الدور يوجد مطبخ صغير وبدون باب ليغلقه .. لا يصلح للاختباء .. وهناك حمام متوسط بجواره .. به باب ولكن ليس قويًّا لن يتحمل كثيرًا .. وأيضًا هناك".
هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com