ظل يحدث نفسه بتركيز شديد وهو يقيم الموقف .." حسنًا .. هناك ثلاثة أسود .. أسد في الخارج في الحديقة أمام الباب .. ممكن أن يبتعد إلى خارج المنزل ويهيم في الشوارع .. أو يظل في حديقة المنزل يبحث عن مدخل .. وبذلك أكون قد تخلصت من أحدهم مؤقتًا .. إذًا هناك تقريبًا اثنان آخران في الدور العلوي من المنزل .. إذًا أأمن مكان أكون به الآن هو هنا في الأسفل .. فكر آدم سريعًا وهو يحاول أن يحلل الموقف الذي هو به الآن .. حسنًا .. في هذا الدور يوجد مطبخ صغير وبدون باب ليغلقه .. لا يصلح للاختباء .. وهناك حمام متوسط بجواره .. به باب ولكن ليس قويًّا لن يتحمل كثيرًا .. وأيضًا هناك".
وقف ينظر حوله متفحصا ما يستطيع أن يجده لكي يحتمي به أو يستخدمه ليدافع عن نفسه .. فوجد الثلاجة والتلفاز وبعض قطع الأثاث العادية وأريكته المحببة والسلم الذي يصعده إلى الدور العلوي .. وتذكر في الحال أن جميع الأجهزة التي يستطيع أن يستخدمها في الهجوم أو الدفاع عن تلك الحيوانات في الدور العلوي الذي ما زالت تعبث به الحيوانات المفترسة الآن .. أمسك ذقنه بقلق وظل يداعبها وهو يفكر فيما يستطيع أن يفعله أو يمكنه منا الهرب منهم .. لحظات وسمع صوت زئير الأسد الضخم الذي تستطيع سماعه جميع المخلوقات ولو على بعد 8 كم .. صوت ضخم ومرعب جعل آدم يسقط على ركبتيه من شدته .. واهتزت الأرض أسفل منه بقوة .. ثم سمع صوت زئير الأسدين الآخرين يعلو بالأعلى .. إذًا الذكر يتواصل مع اللبؤتين .. إذًا بعد قليل ستعلم باقي الأسود أنه بالأسفل .. إذًا لا بد أن يتصرف سريعًا .. هو الآن لا يمتلك هاتفًا معه ولا يوجد خطٌّ أرضي بالمنزل لأنه أصبح بالنسبة له موضة قديم لا تواكب التكنولوجيا الآن .. وبالتأكيد سمع الجيران المحيطون به صوت زئير تلك الأسود وسوف يتصرفون ولكنه لا يستطيع أن يعتمد على ذلك الأمر أو أن يثق في الآخرين .. تذكر فجأةً وجود الساعة الذكية المصباح في يده .. ففرح بشدة وصرخ بها .. " أيها المصباح .. اتصل بالمهندس رأفت .. أو أماني سكرتيرتي ..أو أي شخص يعمل بشركتي متاح الآن .." فجاء رد الساعة بصوت آلي جاف .. " لا يوجد هاتف أو جهاز اتصال .. يرجى توصيل المصباح بالهاتف أو جهة الاتصال المطلوبة .. " .. أمسك آدم رأسه بضيق .. " يجب أن تكون متصلًا بالهاتف .. ما هذا الهراء؟ يجب أن تنقل ذاكرة الهواتف بالكامل إلى داخل القرص الصلب للساعة لكي نستطيع أن نقوم بعملية الاتصال بدون الهواتف .. كيف غابت عنك تلك الفكرة يا رأفت؟" ظل ينظر إلى السلم مترقبًا خائفًا من أن ينزل أحد الأسود من الدور العلوي .. وفجأةً سمع صوت خبط شديد على باب المنزل من قبل الأسد بالخارج وهو يزأر بقوة .. فأمسك آدم بأذنه بقوة وحاول أن يمنع صوت الأسد من الوصول إلى أعماق قلبه .. ولكنه لم يستطع، فصرخ بساعته يأسًا .."أيها المصباح .. ابحث على شبكة الإنترنت .. كيف تنجو من الأسود؟" ليرد عليه صوت المصباح سريعًا .. "معلومة غير واضحة .. برجاء توجيه السؤال مرة أخرى .. "فنظر إلى الساعة بغضب" أيتها الساعة الغبية .. مسجل الأوامر به غير مجدٍ والذكاء الاصطناعي به عقيم .. " أمسك رأسه بحيرة وهو يصرخ بها .. " حسنًا .. أيها المصباح .. مما تخاف الأسود .. " لحظات مرت ثم عاد صوت الساعة تحدثه .. " لقد وجدت 120 عنوانًا باسم كيف تخاف الأسود .. سوف أذكرها بالترتيب .. الأسود تخاف .. " وبدأت الساعة تذكر عناوين المواضيع التي على شبكة الإنترنت بسرعة .. فصرخ آدم غاضبًا .. " أيتها الساعة الغبية .. كل تلك الأموال صرفت على شيء غبي مثلك .. أيها المصباح ابحث عن أكثر المواضيع مشاهدةً باسم ممَّ تخاف الأسود؟ أو ما يجعل الأسود تهرب .." لحظات مرت شعر خلالها آدم باليأس من عدم جدوى ساعته الذكية المصباح الذي كان يعول عليها أملًا كبيرًا .. ليأتي صوت الساعة يجيبه .. "أكثر المواضيع مشاهدةً .. مما تخاف الأسود تم نشره في يوم 12/8 /2003 بها 250 ألف مشاهدة .. تم ذكر الأسود به 130 مرة والفيلة 5 مرات والتمساح مرتين .. والثعابين مرة واحدة .. " فصرخ آدم بالساعة .. " أيها المصباح، هل تخاف الأسود من الأفيال والتماسيح والثعابين وماذا أيضًا .. ؟" فأخبره صوت الساعة فجأةً .. "تخاف الأسود من الحيوانات التي تفوقها ضخامة مثل الأفيال وقطيع الجاموس البري والثعابين والتماسيح في الماء ومن البرق والصواعق ومن الحرائق ومن .."
صرخ آدم فرحًا .. " نعم النيران .. جميع الحيوانات تخاف من النيران .. الحل هو أن أشعل النيران .. " فاتجه مُسرعًا إلى المطبخ الذي يمتلئ بأدوات المطبخ التقليدية .. فذهب آدم إلى الموقد سريعًا وأشعله ليجد أنه لا يشتعل حيث إنه يستخدم الطاقة الكهربائية في التسخين، ولا يتم استخدام النيران والغاز كالمعتاد .. فضرب بيده الحائط غاضبًا ..وأخذ يبحث في جميع أنحاء المطبخ عن أعواد ثقاب أو قداحة يستطيع أن يشعل النيران بها فلم يجد لهما أي أثرٍ .. ظل يبحث ويبحث فلم يجد أيًّا منها.
ولكنه وجد على حوض المطبخ بعض السلك المعدني الذي يستخدم في نظافة الأواني .. فأمسكه بفرح شديد وخرج من المطبخ مُسرعًا إلى غرفة المعيشة .. وأخذَ يبحث عن الريموت الخاص بالتلفاز فوجده على الأريكة، فأخذه بيده، وأخرج بطاريته، ثم أخذ البطارية بيده اليُمنى، وأخذ يكشط الجزء العلوي منها في السلك المعدني الخاص بالأواني لعدة لحظات فاشتعل السلك المعدني في الحال .. شعر آدم بالفرح الشديد، فوضع السلك على الأريكة، وأخذ ينشر النيران بها .. فاشتعلت بسرعة وأخذ الدخان يملأ المكان، وأصبحت النيران كبيرة فوضع آدم بعض الملابس على وجهه ووضع بعض الأثاث فوق الأريكة لتشتعل النيران أكثر وأكثر وهو يرقبها فرحًا .. فجأةً سمع دوي جرس الإنذار، ودوت صفرات الحريق وسقطت المياه من أعلى سقف المنزل لقد نسيَ أن منزله مجهز بنظام ضد الحرائق .. المياه ظلت تهبط على رأسه وتهبط معها خيبة أمله في النجاة عندما رأى النيران بدأت تخبو بفعل سقوط المياه .. وعندئذٍ رأى من طرف عينيه اللبؤتين تهبطان من على درج السلم إلى أسفل أحدهم تهبط ببطء والثانية قفزت بسرعة لتقف أمامه لا يمنعهم من مهاجمته إلا النيران التي على الأريكة،
هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com