هَزَّ رأسه متعجبًا وهو يستعد لمغادرة مكتبته ويعود إلى الحفل .. لكنه توقَّف فجأةً عندما سمع صوتَ رنة هاتفه المميزة ترن بقوة وبصخب .. فوضع يده في جيبه ببطء وأخرج هاتفه متأفِّفًا .. "مَن هذا أيضًا .. ؟"
جاءته الإجابة سريعًا عندما وجد اسم أخيه الأصغر (مراد) يُومِض على شاشة الهاتف .. فنظر الي هاتفه مبتسمًا ..
"ماذا تريد يا مراد؟ أتريد أموالًا أخرى أيها الشقي؟!"
وضع الهاتف على اذنه وهو يضحك .. "مراد الصغير .. كيف حالك أيها الشقي؟" التقطت أذنه صوت أخيه وهو يبدو عليه الهلع الشديد والضعف الشديد .. " فلتنجدني يا آدم .. لقد قتلهم .. قتلهم جميعًا .. ويريد أن يقتلني أنا أيضًا .. لم أُنهِ تلك اللعبة .. " لم يفهم آدم ماذا قال مراد أو ماذا يحدث، ولكنه كان يشعر بالقلق من نبرة صوت أخيه وصوت أنفاسه المتقطعة التي كان تظهر له بأنه يركض .. فصرخ به قلقًا .. "ألو .. مراد .. مراد .. أين أنت وماذا يحدث عندك .. ولماذا تركض هكذا؟"
سَمِعَ صوتَ أخيه يُحدِّثُه بخوف شديد .. "إنه يقترب مني يا آدم .. على الرغم من هروبي .. لقد وجدني .. سوف يقتلني .. لم أكملْ لُعبته .. انتقم منه يا آدم .. انتقم منه .. "
صرخ آدم بالهاتف بشدةٍ وبقلق .. "مَن الذي سيقتلك .. من يا مراد .. أين أنت الآن .. لا تخفْ سوف آتي إليك في الحال".
سَمِعَ صوتَ أخيه يلهث بسرعة شديدة ويحدثه بهمسٍ .. "انتقم لي .. انتقم لي يا آدم .. إنه سيقتلني الآن .. "
"مَنْ يا مراد .. مَنْ هذا الذي يطاردك .. أخبرني من هو .. أخبرني الآن .. "
"إنه العابث .. إنه العابث يا آدم .. انتقم لي من العابث .. " .. واختفى فجأةً صوتُ مراد من الهاتف .. فصرخَ آدم به: "مراد .. مراد .. أين أنت يا مراد؟ مَن العابث هذا؟ مراد فلتجِبْني يا مراد .. فلتجبني يا أخي .. "
فجأةً سَمِعَ آدم صوتَ شخص يتنفس بصوت ثقيل للغاية في الهاتف .. فألصقَ الهاتف على أذنه بقوة وصرخ به .. "مَنْ أنت؟ من أنت؟ أين ذهب أخي الصغير؟ أين مراد؟ إذا حدث مكروه صغير له .. سوف أقضي عليك وعلى جميع أفراد عائلتك بالكامل .. هل تسمعني؟ سوف أقتلُك وأقتلُ جميع عائلتك .. إذا نقص ظُفرٌ صغير من يد أخي الصغير .. سأقتلك".
صوت ضحكات غريبة في الهاتف .. صوت ثقيل وغريب .. صوت أشبه بصوت الغرغرة من أسفل الماء .. "أأنت .. سوف .. تقتلني .. هههههههه .. ههههههههههه .. أنت ستقتلني .. "
شعر آدم فجأةً بالخوف والقلق الشديد .. فتحدث بهدوء وصوت منخفضٍ قليلًا .. "أنت أيًّا كنتَ .. هل ما زال اخي الصغير على قيد الحياة؟ هل آذيته؟" سَمِعَ صوت الشخص الآخر يجيبه بصوته الغريب .. " لا .. لم يتأذَّ بعدُ .."
وضع آدم يدَه على قلبه وتنهَّد في ارتياحٍ .. " الحمد لله .. " فوجد الصوت يحدثه بضحك .. "ولكنه سوف يموت الآن .. "
فصرخ به آدم .. "لا .. لا .. اسمعني أيًّا ما فعله مراد .. فسوف أُعوِّضك عنه .. أي شيء تريده سوف أعطيك إيَّاه .. هل تريد مالًا؟ هل تريد ذهبًا؟ ألماسًا؟ أي شيءٍ تريده سوف أعطيك إيَّاه .. أي شيء فعله مراد سأُعوِّضك عنه .. "
فسمع الصوتَ يضحك .. "أنا لا أريد مالًا أو ذهبًا أو فِضةً .. أنا أريد أن أقتله .. "
شعر آدم بالغضب الشديد، ولكنه كظم غيظه، وحاول أن يُحدِّثه بهدوء .. "انتظرْ .. انتظرْ أرجوك .. فلتخبرني .. إذا لم تُرِدْ ذهبًا أو مالًا .. إذًا ماذا تريد؟ لماذا تريد أن تقتل مراد؟ لماذا؟"
أجابت الصوت بغضب .. "لأنه لم يكمل لعبته .. وهذا معناه الموت الأكيد .." عَقَدَ آدم حاجبيه مندهشًا .. "لُعبة .. أتريد أن تقتله من أجل لعبةٍ ..أأنت مجنون؟"
فجاوبه الصوت بضحكة غريبة مصاحبة لصوت أغرب .. "هههههههه .. أنا لستُ مجنونًا .. أنا العابث .. واخيك لم يكمل لعبة معي .. فوجب عليه أن يموت الآن .. " تأكد آدم في تلك اللحظة أن مراد موجود بين يدي شخص مجنون بالفعل وحاول أن يُسايره على عقله ليخرجه من ذلك المأزق .. " حسنًا .. حسنًا .. اترك مراد الآن .. وأعدك أني سوف ألعب معك بدلًا منه .. أرجوك اترك مراد الآن .. وسوف ألعب معك ما تريد من ألعاب .. سوف أُنفِّذ لك أي شيءٍ ولكن اتركه"، استمع آدم للصوت وهو يصدر شيئًا مثل الفحيح ثم حدثه بكلماتٍ سريعًا .. "لقد سمعت أخاك الصغير يصرخ باسمك وهو يهرب مني.. ويخبرني أن أخاه الأكبر سوف ينتقم له .. هل تستطيع أن تنتقم له عندما أقتُلَ أخاك .. ههههههههه .. هل تستطيع؟"
هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com