فجاوبه الصوت بضحكة غريبة مصاحبة لصوت أغرب .. "هههههههه .. أنا لستُ مجنونًا .. أنا العابث .. واخيك لم يكمل لعبة معي .. فوجب عليه أن يموت الآن .. " تأكد آدم في تلك اللحظة أن مراد موجود بين يدي شخص مجنون بالفعل وحاول أن يُسايره على عقله ليخرجه من ذلك المأزق .. " حسنًا .. حسنًا .. اترك مراد الآن .. وأعدك أني سوف ألعب معك بدلًا منه .. أرجوك اترك مراد الآن .. وسوف ألعب معك ما تريد من ألعاب .. سوف أُنفِّذ لك أي شيءٍ ولكن اتركه"، استمع آدم للصوت وهو يصدر شيئًا مثل الفحيح ثم حدثه بكلماتٍ سريعًا .. "لقد سمعت أخاك الصغير يصرخ باسمك وهو يهرب مني.. ويخبرني أن أخاه الأكبر سوف ينتقم له .. هل تستطيع أن تنتقم له عندما أقتُلَ أخاك .. ههههههههه .. هل تستطيع؟"

حاول آدم أن يكظم غيظه الشديد وتنفَّس ببطء .."أرجوك .. لقد أخبرتُك أني سوف أفعل أي شيءٍ .. لقد أخبرتُك أني سألعب معك بدلًا منه .. ألستَ تحبُّ الألعاب؟! ألستَ أنت العابث؟ إني أتحداك في أي لعبةٍ تُريدها .. في مقابل أن تترك أخي الصغير .. " .. صمت الصوت لحظاتٍ أسقطت قلب آدم في قدمه .. ثم عاد يُحدِّثُه بضحك:

"هههههههههههه.. حسنًا .. سوف أُغيِّر قواعد اللعبة قليلًا .. سوف أجعلك تلعب معي بدلًا من أخيك الصغير .. لعلك تكون أكثر إمتاعًا منه، فلقد كان مملًّا هو وأصدقاؤه بشدة .. وأنا أكرهُ المَلَل .. وأحب اللَّعب .. سوف أعيد أخاك الآن إلى بيته سالمًا .. وسأُشرِكك بدلًا منه .. سوف تلعب معي .. وإذا خسرتَ ستموت وسأقتُل أخاك الصغير .. وإذا هربت من اللعبة .. سأقتلك، ثم سأقتل أخاك الصغير .. هل اتفقنا؟"

آدم هز رأسه فرحًا .. " حسنًا .. حسنًا .. أنا موافق على أي شيءٍ تطلبه .. اترك مراد الآن .. أرجوك .. "

أتى الصوتُ مُسرعًا .. "لقد تركت أخاك كما اتفقنا .. سوف تجده في منزل والدتك .. تستطيع أن تحدثها بعد أن أنتهي من محادثتك .. سوف أقوم بالاتصال بك الأسبوع القادم .. سوف أخبرك بقوانين اللعبة الجديدة وشروطها .. وتذكَّر دائمًا ..

" .. لا تعبثْ مع العابث .. لا تعبثْ مع العابث .. "

ثم انقطعت المكالمة فجأةً .. فسقط آدم على ركبتيه ليلتقط أنفاسه .. ثم تذكَّر أخاه مراد .. فضغط على رقمه فوجد صوت جرس الهاتف يرن لعدة لحظاتٍ، ثم سمع صوت سيدةٍ كبيرة على الجهة الأخرى .. "السلام عليكم .. كيف حالك يا آدم؟ كيف حالك يا بني؟" .. اندهش آدم بشدة عندما وجد أمَّه تحدثه على هاتف أخيه الذي كان يحدثُ عليه العابث منذ ثوانٍ .. فصرخ بها: "أمي .. أمي .. كيف تتحدثين من هاتف مراد .. ؟"

"لقد أتى منذ قليل إلى المنزل وهو تعب وترك هاتفه معي ودخل إلى غرفته ينام قليلًا .. وأنتَ اتصلت به فرددتُ على مكالمتِك" .. شعر آدم بالارتياب الشديد .. كيف ذهب مراد أخوه إلى منزل أمِّه وهو كان مختطفًا منذ قليل .. ثم هل هذه أمه بالفعل .. ولكنه صوت أمِّه .. كيف لن يعلمه .. ولكنه أراد أن يقطع الشكَّ باليقين، فحدَّثها بهدوء .. "حسنًا يا أمي فلتفتحي كاميرا الهاتف الأمامية لأراكِ لأنك .. أوحشتني بشدة .." .. فسمع صوت والدته تبتسمُ: "أنت أيضًا لقد أوحشتني يا آدم .. ومنعك العمل من أن تتواصل معي كما كنتَ من قبل .." لحظات ثم وجد صورة أمه على هاتفه بجودة ضعيفة ولكنها ظاهرة .. هي بالفعل أمه وهي تحدثه من منزلها .. ولكن كيف ومتى .. فحدثها مرةً أخرى .. "أريدك يا أمي أن تذهبي إلى غرفة مراد وأن تصوريه على الهاتف الآن .. "

"ماذا تقول يا آدم .. إن أخاك نائم الآن .. فلتحدثه عندما يستيقظ .." فصرخ آدم فيها بحدة .. "أرجوكِ يا أمي .. فلتفعلي ما أطلبُ منكِ الآن .. " .. فرأى والدته تهزُّ رأسها.. "حاضر يا حبيبي.." ثم امتثلت إلى أمره وصعدت إلى غرفة مراد وصورته وهو نائم علي سريره بعمق .. وحاولت أن تجعله يستيقظ فحدثها وهو نائم بأن تتركه يستريح .. فنظرت أمه إلى الهاتف وتحدَّثت إلى آدم بالكاميرا .. " أرأيت؟ ألم أخبرك أنه سيصرخ بي إن أيقظته؟" ابتسم لها آدم على مضمض: "شكرًا .. شكرًا يا أمي .. " ثم أغلق الهاتف سريعًا .. وهو يمسك رأسه حائرًا .. ماذا يحدث؟ كيف استطاع أن يذهب إلى المنزل ويغطَّ في النوم في لحظات قليلة؟ وكيف ينام أصلًا إذا كان ما حدث له حقيقيًّا؟ إذًا لا يوجد تفسير منطقي إلا شيءٌ واحد .. إنها خدعة .. نعم خدعة من مراد وأصدقائه مثلما يفعلون دائمًا .. ولكنهم في هذه الحالة قد تمادوا كثيرًا .. حسنًا، سوف أقوم" قطع حبل تفكير آدم أحد المدعوين وهو يصرخ به في مكتبه: "أين ذهبتَ يا آدم؟ أجننتَ لتترك الحفلة بموظفي الشركة بمدعويها بمفردهم .. هيا بنا إلى الأسفل"، وسحب الرجل آدم من كتفه وهبطا إلى الأسفل .. واختلط آدم مرةً أخرى مع الجمع من الموظفين والمدعوين وما زال عقله يفكر .. كيف سوف ينتقم من مراد لعمل تلك الخدعة معه ..

هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com

2025/05/13 · 2 مشاهدة · 805 كلمة
ESLAM ALABETH
نادي الروايات - 2025