بعد مرور سبعة أيام ..جلس آدم في الدور الثالث عشر من مقر شركته (المستقبل للتكنولوجيا والمعلومات) على مكتبه في غرفته الواسعة الكبيرة.

ومحاط بحوائط زجاجية شفافة تسمح له برؤية ما يحيطه من كل جهة.. وتمر الشمس بأشعتها الذهبية في أنحاء الغرفة من خلال زجاجها، وبذلك يوفر الكهرباء ويستغل أشعة الشمس في توليدها .. فالمبنى بالكامل مُغطًّى بالخلايا الشمسية .. حمل هاتفه بيده وهو يعبث به وهو ينظر في شاشته إلى اسم أخيه مراد يومض على الشاشة وهو يسمع رنين الهاتف وينتظر أن يرد عليه .. لحظات قليلة وانقطع صوت الرنين، فألقى هاتفه أمامه على مكتبه وهو غاضب وهو يحدث نفسه بحدة .. "تتهرب مني منذ أسبوع يا مراد .. لا تقابلني عندما أذهبُ للبحث عنك .. ولا ترد على هاتفك .. حسنًا .. عندما أراك في المرة القادمة سوف أجعلك تندم أشد الندم على فعلتك الحمقاء معي .. "

صوت طرقٍ على الباب جعله يتوقف عن تفكيره .. فظهرت على باب المكتب صورة كبيرة للشخص الذي يطرق عليه من الخلف.. فوجدها سكرتيرته أماني .. بلبسها الأسود المُعتاد وحجابها الأبيض المحبوك على رأسها وشعار الشركة يزين صدرها، وتحمل بيدها تابلت صغير وقلمًا إلكترونيًّا أبيض .. وتقف أمام الباب في انتظار الدخول .. أمرها آدم بالدخول، فدلفت إلى داخل الغرفة سريعًا، ووقفت أمام مكتبه وهي تبتسم بودٍّ .. "صباح الخير يا سيدي .. لقد انتهى المهندس رأفت من النماذج الأولى من الساعة الذكية الجديدة يا سيد آدم .. ويرغب بعمل Presentation لذلك النموذج عندما ترغب .. "

تهلل وجه آدم فرحًا .. " فلتطلبيه حالًا يا أماني .. إني أعوِّل على هذا المنتج الكثير .. واتمنَّى أن ننافس به بقوة في تلك الفترة، فلتحضريه في التَّوِّ .. "

هزت أماني رأسها بسرعة وتوجهت إلى الخارج .. فاستوقفها فجأةً آدم .. فعادت إليه مسرعةً .. فحدثها بابتسامة خفيفة:

"اطلبي من عم عنتر يا أماني أن يصنع لنا أكوابًا من الشاي الأبيض الذي ابتعته قريبًا .. ولتجربيه أيضًا يا أماني .. فإن مذاقه أفضل من الشاي الأخضر والأسود .. وقيمته الغذائية والصحية أعلى بكثير .. "

هزت أماني رأسها مبتسمةً .. "حسنًا يا سيد آدم .. سوف أفعل." ثم انصرفت أماني في الحال إلى خارج المكتب.. بعد عدة لحظات طرق على باب المكتب شخصٌ آخر ظهرت صورته سريعًا أمام آدم على الباب فابتسم آدم وهو يقف على مكتبه ويسمح له بالدخول .. فدلف الرجل سريعًا ووقف أمام آدم الذي ووقف أمامه وبدأ يُصافحه بودٍّ شديد .. "كيف حالك يا بشمهندس رأفت .. كيف أتيتَ بتلك السرعة .. هل كنت مختبئًا خلف الباب أم ماذا .. ؟"

ضحك رأفت وهو يصافحه .. "لا..لم أكن مُختبئًا .. ولكني لم أستطع صبرًا أن أنتظرك .. فأتيت إليك مُسرعًا لكي أعرض عليك باكورة إنتاج بحثي أنا وفريق عملي .." أخرج رأفت من جيه عُلبةً بيضاء متوسطة الحجم، وفتحها أمام آدم فظهرت بالعلبة ساعة رقمية مُغلَّفة بإطار أسود ومزخرف بطريقة رائعة .. فالتقطها آدم بيده باهتمام وأكمل رأفت حديثه .. "كما ترى في يديك الساعة الذكية .. (المصباح) .. أول ساعة ذكية تُصنع في الشرق الأوسط وأفريقيا .. وبها أكثر من 3 براءات اختراع .. فلترتدِها .." .. قام آدم بارتداء الساعة في يده اليمنى .. وهو سعيد وعلى وجهه علامات السرور .. وتابع رأفت شرحه وهو يطبق ما يقوله، ويُشير إلى مكونات الساعة .. " ..كما ترى يا سيد آدم هذه الساعة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والشاشة محمية بالياقوت الكريستالي .. ارتفاع 42 ملم تأتي بدقة شاشة 312×390 بيكسل .. تستطيع بالطبع أن تقوم بالمكالمات من خلالها .. وسماع الموسيقى ونقل البلوتوث والواي فاي .. " .. قاطعه آدم فجأةً بضيق .. "ولكن هذا كله موجود في ساعات سامسونج وابل وجوجل .. أين الجديد؟ فيمَ نحن متميزون؟" ابتسم رأفت ابتسامة كبيرة وشمر عن ساعديه وفتح ذراعيه أمام آدم .. " حسنا يا سيد آدم .. دعني أخبرك فيمَ نحن متميزون .. تتوافق ساعة THE LAMP مع مميزات جميع الساعات الأخرى .. ولكن ساعة المصباح تختلف عنها في القادم .. فالتركز معي الآن .. ساعتنا بها مساحة داخلية 20 جيجا .. وسرعة رامات 4 جيجا .. في الاستخدام العادي بطاريتها تكفي ل58 ساعة عمل .. وفي حالة الاستخدام الأقصى للساعة تدوم مدة 14 ساعة عمل .. وتحتاج إلى شحن 58 دقيقة فقط .. ساعتنا بها أوامر صوتية .. تستطيع أن تأمر الساعة بأي أمر مُباشرٍ من أعمالها فتقوم به .. "فتحدث رأفت بصوت عالٍ .. " المصباح .. كم الساعة الآن؟"

هل تريد قراءة أعمال أخرى من نفس الكاتب؟ اكتشف روايات ومقالات حصرية على الموقع الرسمي: 👉 eslamabdallah.com

2025/05/13 · 2 مشاهدة · 710 كلمة
ESLAM ALABETH
نادي الروايات - 2025