كانت السماء تمطر نارًا لا ماء، والرياح تعوي كأنها تنذر بانهيار شيء ما... شيء كبير. كنت هناك، وسط ساحة التدريب في مملكة "سيلفانيا"، والسيف في يدي يتراقص مع كل ضربة أوجّهها. الشرارات تتطاير من النصل، تضيء وجهي وتكشف شيئًا في داخلي... شيئًا ينتظر الانفجار.
إلينورا!
رفعت رأسي، لأجد زعيم المملكة بنفسه، واقفًا عند مدخل الساحة، عيناه تُخفي شيئًا لم أفهمه وقتها.
هناك أمر خطير يقترب... شيء لا يشبه أي تهديد عرفناه
لم أكن خائفة. كنت متحمسة. متعطشة لأي فرصة لأُثبت نفسي... حتى قبل أن تصل سيلفين، أختي، وهي تركض نحونا ووجهها شاحب.
هناك أضواء غريبة في الغابة المحرّمة! المكان اللي يُقال إنه يحبس قوة قديمة...
من دون تفكير، أمسكت سيفي وتوجهت نحو الغابة. لم أكن أعرف... أن تلك الخطوة ستغير كل شيء.
الغابة المحرّمة – وقت لاحق
وصلنا، أنا وسيلفين، والخوف يتسلل بصمت إلى قلوبنا. بين الضباب، ظهرت أجساد تُقاتل. فرسان مجهولون يواجهون مخلوقات لا تنتمي لهذا العالم... كائنات من الظلال.
وكان بينهم... هو.
فارس شاب، بسيف ضخم يقاتل بشراسة، كأنه يحمل على عاتقه ألف معركة. سيلفين صرخت:
علينا مساعدتهم!
ركضت للأمام، لوّحت بسيفي، وأطلقت موجات من اللهب، بينما سيلفين كانت خلفي، تطلق شفرات هواء باردة ودقيقة. القتال كان عنيفًا، لكننا صمدنا.
حتى ظهرت (البوابة)
شُقّت السماء، ومن داخلها خرج مخلوق ضخم، درعه أسود بالكامل، وعيناه تتوهجان بالشر.
ملك الظلال... مورزارك... يوشك على الاستيقاظ
قالها بصوت بارد، جعل الدم يتجمد في عروقي.
بعد المعركة
أنهكنا القتال، وكايل (الفارس الشاب) سقط على ركبتيه. لم نكن نملك الكثير من الوقت، مخلوقات الظلال بدأت تتجمع من جديد...
وفجأة، دوّى صوت ارتطام عظيم، وتحطمت الأرض من قوة مطرقة ضخمة.
ما هذا...؟! سألت بذهول.
روندو
ظهر من بين الدخان... قزم قصير، بعضلات فولاذية، وابتسامة ساخرة. مطرقته لا تزال تتوهج.
إذا ما تعاونّا، نموت كلنا
قالها ببساطة. وفي تلك اللحظة، نظرنا لبعضنا البعض... أنا، سيلفين، كايل، روندو. كنا مختلفين تمامًا، لكننا أدركنا شيئًا واحدًا...
هذه الحرب، لا يمكن أن تُخاض وحدنا.